دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد اختفاء طائر أبو منجل الأصلع الشمالي من أوروبا منذ أكثر من 300 عام، افترض البعض أنّ رسومات ريشه اللامع ومنقاره الطويل المقوَّس، التي تعود إلى القرن الـ16، كانت من صنع الخيال فحسب.

حظيت هذه الطيور، التي تواجدت في ثلاث قارات في الماضي، بالاحترام في العالم القديم لدرجة أنّه خُصص لها حرف هيروغليفي.

ولكن بحلول تسعينيات القرن الـ20، أصبح هذا النوع، الذي كان مزدهرًا، يُعتَبَر من أندر الطيور في العالم.

تتواجد مستعمرات تكاثر طيور أبو منجل الأصلع الشمالي عادةً في المنحدرات، والنتوءات الصخرية، والأنقاض في المناطق الحضرية. Credit: G M Therin-Weise/imageBROKER/Shutterstock

وانخفضت أعدادها في البرية إلى 59 زوجًا فقط (وكانت جميعها في المغرب) بسبب الصيد، وفقدان الموائل، واستخدام المبيدات الحشرية.

واليوم، أدت جهود الحفظ الدؤوبة في المغرب إلى زيادة أعداد الطيور إلى أكثر من 500 فرد، ما أدى إلى تغيير وضعها في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة من "مهددة بالانقراض بشدّة" إلى "مهددة بالانقراض" في عام 2018.

ساهم إنشاء حديقة "سوس ماسة" الوطنية على الساحل الغربي للمغرب في عام 1991 على حماية مناطق تعشيش وتغذية هذه الطيور.Credit: Bill Baston/imageBROKER/Shutterstock

وبفضل برنامج إعادة التوطين يُعتَبَر الأول من نوعه، أصبحت طيور أبو منجل الأصلع الشمالي تهاجر إلى أوروبا لأول مرة منذ القرن الـ17، وتصل أعداد المجموعة المهاجرة التي تتم إدارتها إلى 270 طائر تقريبًا.

تواجدت هذه الطيور في الشرق الأوسط أيضًا.Credit: Waldrappteam Naturschutz & Forschung

وعادةً ما تتواجد مستعمرات التكاثر لطيور أبو منجل الأصلع الشمالي في المنحدرات، والنتوءات الصخرية، وداخل القلاع والأنقاض في المناطق الحضرية. وهي تتغذى على الحشرات، والديدان، واليرقات، ولكنها تُجبر في كثير من الأحيان على أن تكون مرنة من ناحية الغذاء في موائلها التي تكون نائية غالبًا.

وكان من الممكن العثور على هذه الطيور في الشرق الأوسط أيضًا، في تركيا وسوريا تحديدًا، وكانت تُعرف بمسار هجرتها الشاسعة.

وكانت تعبر آلاف الأميال من وإلى إثيوبيا، وتطير عبر إريتريا، والسودان، والمملكة العربية السعودية، والأردن. ولكن تضاءلت أعدادها بشكلٍ كبير في القرن الـ20.

في هذه الصورة من عام 2008، يظهر حارس يرتدي خوذة تحاكي شكل الطائر في محمية مخصصة لها بالقرب من بارباتي دي فرانكو بإسبانيا.Credit: Jose Luis Roca/AFP/Getty Images

هناك مشاريع جارية لإعادة إدخال هذا النوع إلى أوروبا، بما في ذلك مشروع في منطقة أندلوسيا بإسبانيا بدأ في عام 2004. ويقوم مقدمو الرعاية البشريون بتربية الأفراخ المولودة في الأسر يدويًا، وذلك قبل إطلاقها تدريجيًا إلى البرية.

هناك جهد فريد آخر مستمر لتأسيس مجتمع مهاجر في النمسا وألمانيا، بقيادة عالم الأحياء النمساوي، يوهانس فريتز. 

وفي عام 2003، بدأ فريتز، مع مجموعته المختصة بالبحث وصون البيئة " Waldrappteam"، في إعادة إدخال الطيور التي تعيش في الأسر إلى البرية، ولكنها لم تعرف مسار الهجرة بما أنّها ترعرعت في حدائق الحيوانات. 

في هذه الصورة، يتتبّع سرب من طيور أبو منجل الأصلع الشمالي طائرة مجموعة "Waldrappteam" أثناء هجرتها. Credit: Waldrappteam Naturschutz & Forschung

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أفريقيا أوروبا البيئة حيوانات مهددة بالانقراض هذه الطیور فی عام

إقرأ أيضاً:

ليس هناك من لحظة مملة أبدًا.. ثنائي يغادر كندا للعيش في بلد سوفييتي سابق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن أمضيا ثماني سنوات في دولة الإمارات قبل ولادة ابنتهما في أواخر التسعينيات وعودتهما إلى كندا، لم يكن المعلمان زورا وديف كيفير غريبين عن استكشاف العالم.

وبالتالي، بعد أن كبرت ابنتهما وتخرجت، صادف الثنائي فرصة للتدريس في آسيا الوسطى، وقررا السفر مرة أخرى في مغامرة ستأخذهما أولاً إلى كازاخستان، ومن ثم إلى مدينة صغيرة في أوزبكستان.

ورُغم شعورهما بالخوف في البداية من أن فكرة التواجد في منطقة سوفييتية سابقة نائية، قد يعرضهما لانقطاع التيار الكهربائي وموجات الحر التي لا تطاق، إلا أنّهما أكّدا أنّ الانتقال إلى هناك كان تجربة لا تُصدَّق قدمت جوانب إيجابية لم تعد موجودة في العالم الغربي.

صورة لزورا كيفر في مدينة بخارى بأوزبكستان. Credit: Zora Keffer

وقالت زورا، التي تنحدر من تشيكوسلوفاكيا السابقة، إن الثنائي وجد أنه قد حان الوقت لاستئناف طريقة عيشهما المتنقلة، بعد أن غادرت ابنتهما المنزل.

 وعندما اكتشفا أنّ كازاخستان تبحث عن مدرسين، اعتقد الزوجان أنّ الأمر "يبدو كمشروع مثير للاهتمام"، وقاما بالالتحاق به لـ5 أعوام تقريبًا.

مغامرة جديدة عاش الثنائي في مدينة نوكوس لأربع سنوات.Credit: uskarp/Alamy Stock Photo

بمجرد انتهائهما من كازاخستان، قَبِل الثنائي عقد عمل في الكويت، ولكنها "علقا" فيها أثناء جائحة كورونا. 

وكانا على استعداد لشيء جديد مرة أخرى بعد تخفيف قيود الجائحة.

وفي مارس/آذار من عام 2020، تلقى كلا من زورا ودايف عروضًا للعمل في مدرسة "للأطفال الموهوبين" في أوزبكستان، وقاما بالتفكير بإمكانية الانتقال إلى هناك.

ورغم أنهما لم يشعرا بالحماس أثناء إجراء البحث عن المكان الذي سيعيشان فيه، أي نوكوس، وهي سادس أكبر مدينة في أوزباكستان، إلا أنّهما قررا تجربة الأمر في النهاية.

وعندما الوصول إلى أوزبكستان في عام 2020، انبهرت زورا بالهندسة المعمارية للبلاد، ووصفتها بكونها "مزيج من المباني غير الجذابة والعملية من الحقبة السوفييتية إلى جانب ناطحات السحاب الحديثة".

زار الثنائي بحر "آرال"، وهو عبارة عن بحيرة بين كازاخستان وأوزباكستان.Credit: Zora Keffer

ورغم أنّ البلاد كانت لا تزال متأثرة بالجائحة، إلا أنّ الثنائي، اللذان كانا يحملان تأشيرة عمل متعددة الدخول، استقرّا بسهولة نسبية، وحظيا بترحيبٍ حار.

وشرحت زورا قائلة: "السكان المحليون كانوا يتسمون بالتهذيب والودّ إلى حد كبير".

الاختلافات الثقافية تمكن الثنائي من المشاركة في الاحتفالات التقليدية، بما في ذلك عيد النوروز، وهو مهرجان بمناسبة رأس السنة الفارسية الجديدة.Credit: Zora Keffer

ورُغم أنّ التكيف في بلدٍ مثل أوزبكستان قد يكون صعبًا على الوافدين الجدد، إلا أن زورا أوضحت أنّ وقتهما في كازاخستان ساهم في تسهيل الأمر للغاية بالنسبة لهما.

وأوضحت: "كلاهما يقع في آسيا الوسطى، وكلاهما عبارة عن جمهوريات سوفييتية سابقة. والثقافات متشابهة جدًا. لذا لم تشكل أوزبكستان صدمة ثقافية".

في البداية شعر الثنائي بالقلق بشأن نوكوس، التي يقدر عدد سكانها بنحو 329 ألف نسمة، لكنهما استمتعا بالعيش هناك، وشعرا بالارتياح بين أفراد المجتمع.

وقالت زورا: "يحب الأشخاص ممارسة التكلّم باللغة الإنجليزية. إنّه أمر مضحك حقًا، فهم يوقفونك طوال الوقت، ويودون الدردشة معك (باللغة الإنجليزية)".

مجموعة من الإبل شاهدها الثنائي خلال رحلتهما إلى بحر "آرال".Credit: Zora Keffer

وتمثلت الأشياء التي أحبتها زورا في أوزبكستان بتجربة خوضها لتجارب جديدة بشكلٍ مستمر، مؤكدّة أنّها "ليست مملة أبدًا. لا توجد لحظة مملة هنا".

روح المجتمع

وأشارت زورا، التي سجلت تجاربها في مدونة على الإنترنت، إلى أنّها أُعجِبت بقوة المجتمع المحلي وأفراده الذين كانوا يرغبون في بذل قصارى جهدهم من أجل جيرانهم.

وقالت: "المجتمع هنا أقوى بكثير، فالعائلات أكثر ترابطًا. وهذا الجانب مفقود نوعًا ما في الغرب.. ولا يزال الناس هنا يعتمدون على بعضهم البعض كثيرًا إلى حدٍ ما".

ومع أنّهما أمضيا معظم وقتهما في نوكوس، إلا أنّهما سافر إلى العاصمة طشقند كل ستة أسابيع تقريبًا "لقضاء عطلة نهاية أسبوع ممتعة".

وفي عام 2021، أخذ الزوجان إجازة من العمل لاستكشاف مدن طريق الحرير القديم، وهي سمرقند، وبخارى، وخيوة.

وأكّدت زورا أنها "مذهلة حقًا وأشبه بالعودة بالزمن إلى الوراء، والدخول في واحدة من تلك القصص، مثل ألف ليلة وليلة".

دولة نامية

مقالات مشابهة

  • هذه الصور في بيروت تجسد براعة البشر في وجه انهيار البنى التحتية في لبنان
  • سول: الزعيم الكوري الشمالي يجب أن يشعر بالخوف من قوتنا العسكرية
  • مذنّب تسوشينشان-أطلس سيكون مرئيا في نصف الأرض الشمالي
  • 200 ألف مواطن في جباليا على حافة الموت
  • قضى 7 أعوام مشيًا حول العالم.. إليكم الجزء الأصعب من رحلة هذا المسافر
  • وظائف شاغرة بشركة البحيرة للكهرباء في مطروح والساحل الشمالي -تفاصيل
  • «الكهرباء» تعلن عن وظائف شاغرة في مطروح والساحل الشمالي.. اعرف التفاصيل
  • ليس هناك من لحظة مملة أبدًا.. ثنائي يغادر كندا للعيش في بلد سوفييتي سابق
  • سعودي يدمج بين حيوان المها والثعبان في تكوين أسطوري.. ما سرّه؟