قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن أيرلندا أصبحت مركزا إستراتيجيا لعمليات التجسس الروسية، بعد اكتشاف عميل روسي داخل برلمان البلاد.

ولفتت إلى أن موقع أيرلندا الجيوسياسي على الأطراف الغربية من القارة الأوروبية جعل منها قاعدة جذابة للجواسيس الروس للانخراط في تدابير فعالة أو أعمال سرية تستهدف بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنترسبت: 5 صحفيين استهدفتهم إسرائيل في أسبوعlist 2 of 2هآرتس: مزارع المستوطنين بؤر خداع تمهد لتوسيع الاستيطانend of list

وزعمت أنه لطالما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيرلندا البوابة الخلفية لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن اكتشاف جاسوس يعمل لصالح موسكو دق ناقوس الخطر، "وصعق البرلمان، وأثار شكوكا واتهامات ونفيا ومطالبات بالتحقيق بين أعضائه والمراقبين".

إحدى السفن البحثية الروسية المتهمة بالتجسس (وزارة الدفاع الروسية)  مفاجأة مذهلة

وأوضحت الصحيفة أنها كشفت، الأسبوع الماضي، عن أن المخابرات الروسية جنّدت أحد السياسيين عميلا لها خلال محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تُعرف إعلاميا بالبريكست، لافتة إلى أنه لا يزال طليقا.

وترددت أصداء هذه "المفاجأة المذهلة" طوال الأسبوع، في حين سارع بعض البرلمانيين إلى إنكار أنهم العميل الملقب بــ"كوبالت".

ويأتي الكشف عن وجود "كوبالت" في الوقت الذي تعمل فيه أيرلندا على تعزيز قدراتها الدفاعية بسرعة وتتماشى أكثر مع الأطر الأمنية الأوروبية، وهي خطوات من المرجح أن تثير حفيظة روسيا بقيادة بوتين، كما تدعي الصحيفة.

وقد خفضت وزارة الشؤون الخارجية في دبلن بالفعل عدد الدبلوماسيين الروس في العاصمة من 30 إلى 5 فقط. وعززت دبلن أيضا ميزانيتها الدفاعية، واستثمرت في طائرات الدوريات البحرية والسفن البحرية ونظام رادار أساسي جديد ونظام دفاع صاروخي جديد. ومن المتوقع أن تؤدي إفصاحات الأسبوع الماضي إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الجوهرية.

وتعليقا على اكتشاف الجاسوس، شدد رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس على أنه "لا ينبغي أن يكون مفاجئا لأي منا أن روسيا تسعى للتأثير على الرأي العام وتشويه الحقائق، وهي منغمسة في (التجسس) في جميع أنحاء العالم، وأيرلندا ليست محصنة ضد ذلك".

سيرغي فلاديميروفيتش تشيركاسوف ضابط مخابرات روسي مزعوم كشفته المخابرات الهولندية عام 2022 (مواقع التواصل)

وأضاف أن عمليات التجسس زادت بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدا أن "الشرطة وجهاز الأمن الوطني في أيرلندا يأخذون كل ذلك على محمل الجد".

ونقلت التايمز عن البروفيسور نيل روبنسون، الخبير في السياسة الروسية وسياسات ما بعد الشيوعية في جامعة ليمريك، القول إن مصلحة روسيا في أيرلندا هي نفسها مصلحة عديد من الشركات المتعددة الجنسيات، وهي دولة ناطقة باللغة الإنجليزية، و"بمثابة البوابة الخلفية إلى أوروبا، وهياكلها التنظيمية أضعف حالا، مما يشي بأنها لا تأخذ التهديدات الأجنبية على محمل الجد".

وتابع قائلا إن أيرلندا "لطالما عدَّت نفسها دولة محايدة لا تتورط في عديد من مشاكل العالم، ولم تكن ترى نفسها حقا جزءا من الحرب الباردة"، الأمر الذي منح الروس "تصريحا مفتوحا لاستخدام أراضيها ممرا للعملاء والاستخبارات والمعلومات الإستراتيجية من موقعها كبوابة للتكنولوجيا والشركات إلى أوروبا".

وزعمت الصحيفة أن روسيا أصبحت تنشط بشكل متزايد في المجالات الجوية والبحرية والبرية والإلكترونية في أيرلندا، مما تسبب في إحراجها.

عضو طاقم أرضي يقود قاذفة إستراتيجية من طراز توبوليف-160 "بلاك جاك" إلى مدرج الهبوط قبل رحلة لها من مطار عسكري بروسيا (رويترز)

وكشفت عن أن قاذفات عسكرية روسية من طراز توبوليف "تي يو- 160" بلاك جاك، وطائرات دورية مضادة للغواصات حلقت فوق المجال الجوي لأيرلندا -"التي تفتقر إلى الطائرات المقاتلة"- لاستطلاع مدى سرعة رد فعل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ومضت إلى القول إن السفن الحربية والغواصات الروسية ومؤخرا سفن الأشباح الروسية (أي المتخفية في شكل سفن أبحاث وسفن صيد) أصبحت من الزوار الدائمين للمناطق البحرية الحصرية لأيرلندا قبالة الساحل الجنوبي والغربي.

ووفقا للصحيفة أيضا، فإن السفن الحربية الروسية تتلاقى بانتظام في المياه الخاضعة للسيطرة الأيرلندية، مما يسبب القلق على جانبي المحيط الأطلسي، لكن التكتيكات الروسية الأخيرة تندرج بقوة في مجال الحرب الهجينة، لكن دون أن تطلق النار.

على أن أكثر ما يثير القلق -برأي الصحفي الاستقصائي جون موني في تقريره بالصحيفة البريطانية- أن روسيا بدأت في تعزيز علاقاتها مع الجماعات الموالية والجمهورية واليسارية المتطرفة في أيرلندا، مما يزيد من المخاوف.

ففي الشهر الماضي، استضافت السفارة الروسية في دبلن وفدا برئاسة جون كونولي -وهو أحد عناصر الجيش الجمهوري الأيرلندي الحقيقي وقد أُدين في السابق بتفجير قنابل- ويقود كونولي الآن "تحالف الحقيقة والحياد"، وهي مجموعة يسارية متطرفة تقوم بحملات للدفاع عن الحياد الأيرلندي ومقاومة الدخول في تحالفات عسكرية مثل الناتو.

وادعت التايمز أن أجهزة الاستخبارات الروسية استغلت كل هذه العوامل لاستخدام أيرلندا منصة لشن عمليات أوسع نطاقا في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، كما عُثر على عملاء روس يعيشون حياة مزدوجة طويلة الأمد في دبلن.

ومن بين جميع القضايا الأمنية والدفاعية التي يمكن أن تسبب مشكلة حقيقية للحكومة الأيرلندية -كما تورد الصحيفة- يأتي التهديد الروسي لكابلات الألياف البصرية تحت البحر التي تنقل بيانات الاتصالات وحركة الإنترنت بين أوروبا وأمريكا الشمالية على رأس القائمة، والذي ينطوي على عواقب جيوسياسية عميقة في حال تعرضها لحادث.

وأبرزت أن العواقب الجيوسياسية التي قد تترتب على حدوث أي شيء لتلك الكابلات ستكون عميقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی أیرلندا

إقرأ أيضاً:

أيرلندا تشارك في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025

 

كشفت شركة إنتربرايز أيرلندا، الوكالة الحكومية الأيرلندية المخصصة للتجارة والابتكار، عن مشاركة بعثة مكونة من 19 شركة أيرلندية رائدة في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025، مما يعزز مكانة أيرلندا الرائدة عالمياً على مستوى ابتكارات الرعاية الصحية. وتتولى الشركة الإشراف على الجناح الحكومي الأيرلندي في المعرض، بصفتها وكالة التجارة والابتكار الحكومية في أيرلندا؛ ويستعرض الجناح مجموعة متنوعة من حلول التكنولوجيا الطبية والخدمات الصحية الرقمية في مركز دبي التجاري العالمي، وذلك في بين 27 و30 يناير الجاري.
وبالتوازي مع ترسيخ أيرلندا لمكانتها بوصفها مركزاً عالمياً رائداً في التكنولوجيا الصحية، شهدت الشركات الأيرلندية، ولا سيما تلك المتخصصة في التكنولوجيا الطبية والصحة الرقمية، نمواً ملحوظاً في حضورها بمنطقة الخليج العربي خلال السنوات العشر الماضية. وقد تجسد هذا التوسع في تقديم حلول ومنتجات مبتكرة، استفادت منها مجموعة واسعة من المستشفيات الرائدة في القطاعين العام والخاص في المنطقة. ويعكس هذا التطور في العلاقات بين أيرلندا ودول مجلس التعاون الخليجي توافقاً ملحوظاً بين إمكانات أيرلندا واحتياجات المنطقة في مجال الرعاية الصحية، وهو ما تؤكده المؤشرات والأرقام الأساسية. فخلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، بلغت القيمة الإجمالية للصادرات الأيرلندية إلى دول مجلس التعاون الخليجي 1.648 مليار يورو، وشكّلت صادرات التقنيات الطبية والمستحضرات الصيدلانية منها ما قيمته 381 مليون يورو.
كما تلقّى العديد من الأطباء في دولة الإمارات تدريبات خاصة في المدرسة الملكية للجراحين في أيرلندا والكلية الملكية للأطباء في أيرلندا؛ بينما استفاد العاملون في إسعاف دبي من المبادرات التدريبية التي وفرتها مؤسسة الخدمات الصحية والمؤسسات الأكاديمية الرائدة في أيرلندا، مما يعكس الروابط العميقة والالتزام المشترك بين أيرلندا ودولة الإمارات فيما يتعلق بتعزيز التميز في الرعاية الصحية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت أليسون ميلتون، سفيرة جمهورية أيرلندا لدى دولة الإمارات: “تبقى دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي عموماً من بين الأسواق الرئيسية بالنسبة لشركات الرعاية الصحية المبتكرة في جمهورية أيرلندا، حيث نوفر قيمةً كبيرة تتجاوز حدود الصادرات واتفاقيات الشراكة الرسمية.
ويوفر معرض ومؤتمر الصحة العربي منصة فريدة تتيح لنا استعراض الخبرة الأيرلندية ومواصلة ترسيخ علاقات التعاون التي تعزز أنظمة الرعاية الصحية القائمة في المنطقة، في ضوء العلاقات الدبلوماسية القائمة بين الطرفين منذ أكثر من 50 عاماً. وتشارك الشركات الأيرلندية بصورة فعالة في دورة العام الجاري، مما يسلط الضوء على التزامنا المشترك بالابتكار وترسيخ الشركات طويلة الأمد بيننا”.
ومن جانبه، قال جايلز أونيل، المدير الإقليمي لمؤسسة إنتربرايز أيرلندا في الهند والشرق الأوسط وأفريقيا: “تسلط مشاركتنا في معرض ومؤتمر الصحة العربي الضوء على أهمية منطقة الخليج العربي بصفتها سوقاً حيوية لابتكارات الرعاية الصحية الأيرلندية. وتستعرض بعثة العام الجاري دور أيرلندا في دعم قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، والتزام عملائنا بالارتقاء بسوية الحلول النوعية التي نوفرها. ونحرص على دعم علاقات التعاون بين المبتكرين الأيرلنديين في القطاع الصحي ومقدمي الرعاية الصحية في دولة الإمارات؛ وهو ما يعود بالفائدة على الطرفين، من خلال الجمع بين الخبرات الأيرلندية المتقدمة والتركيز في دولة الإمارات على تحسين نتائج المرضى وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية”.


مقالات مشابهة

  • أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
  • اكتشاف جزيرة ضخمة بحجم قارة موجودة داخل الأرض .. ما القصة؟
  • مبيعات العقارات للأجانب في تركيا تراجع إلى أدنى مستوى خلال 7 سنوات
  • روسيا تعلن تفوق غازها في أوروبا.. وهنغاريا ترفض المساس بقطاع الطاقة
  • نواب البرلمان: التعاون المصري الكيني ركيزة أساسية لأمن واستقرار وتنمية إفريقيا
  • زيلينسكي: رئيس وزراء سلوفاكيا أخطأ باختيار روسيا بدلا من أمريكا بشأن تسليم الغاز
  • أيرلندا تشارك في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025
  • روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا لأوروبا
  • الكرملين: روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا
  • التضخم يلتهم رواتب المعلمين في أوروبا.. ما هي الدول التي شهدت انخفاضات حادة؟