الجزيرة:
2024-10-13@14:26:18 GMT

هل إسرائيل دولة ديمقراطية؟

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

هل إسرائيل دولة ديمقراطية؟

سؤال وجهه كاتب ومحام إسرائيلي، ولكنه لم يشأ أن يجب عليه بنفسه بشكل مباشر، لأنه لا يبدو أنه يؤمن أن الإجابة عليه بالإيجاب، فقرر ترك الإجابة عليه للجمهور.

وفيما يدعو المحامي والمشّرع القانوني أورين لين في مقاله في صحيفة معاريف القراء إلى عدم التسرع للحكم على سؤاله بأنه استفزازي، فإنه يؤكد أن الديمقراطية التي يتغنى بها الإسرائيليون ويتفاخرون بها على غيرهم تتطلب التقيد الصارم ببعض المبادئ والقيم الأساسية، وأن مجرد التصويت وانتخاب ممثلين للكنيست ليس هو العنوان للديمقراطية الحقيقية.

الانتخابات ليست هي الديمقراطية؟

ويقول لين "يجدر بنا أن نفحص أنفسنا ونجيب على هذا السؤال، لأننا نفخر بكوننا الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط كجزء من قوتنا وقربنا من العالم الغربي، ويجب ألا يكون هذا كبرياء خاملا".

ويوضح "الديمقراطية لا تقتصر على حقيقة أننا ذهبنا للتصويت في يوم انتخابات الكنيست وسلمنا دفة السلطة إلى الائتلاف المنتخب. إن انتخاب الممثلين المنتخبين لتمثيلنا وتسليم السلطة لهم، في الكنيست وفي الحكومة، ليس سوى غطاء للديمقراطية، وليس المحتوى. بعد كل شيء".

وفي هذا السياق، يهاجم الحكومة الحالية، ويقول "نحن لسنا ساذجين تماما، وليس لدينا أي نية للسماح لمسؤولينا المنتخبين بفعل ما يريدون. في الواقع، عهدنا إليهم بمسؤولية الإبحار في السفينة، لكننا لم ننقل السلطة المطلقة إليهم. ونحن، جميعا، ما زلنا نجلس في هذا القارب".

وفيما يسارع الكاتب إلى القول إن الديمقراطية لن تتسامح مع الحكم المطلق لمجموعة من الممثلين المنتخبين، وإنها تتطلب التقيد الصارم ببعض المبادئ والقيم الأساسية، فإنه يدرج جزءا مهما من هذه المبادئ والقيم، ويدعو الجمهور الإسرائيلي للحكم إلى أي مدى يعتقد أن هذه القيم يتم الحفاظ عليها:

المبدأ الأول الذي تحدث عنه هو قيمة المساواة الكاملة أمام القانون فيما يتعلق بالوفاء بالالتزامات تجاه الدولة، أو الحصول على حقوق من الدولة. وبطبيعة الحال هو لا يجيب عن تحقق ذلك في بلاده، ولكنه يلمح إلى التباين في التشريعات التي تخص كل الإسرائيليين والتشريعات التي تخص المتدينين الأرثوذكس.

والمبدأ الثاني، هو الشرطة التي تعمل على دعم قانون البلاد، وحماية الأرواح والممتلكات، والتي قال إنها يجب أن تخضع للقانون وحده. ويقول "يجب ألا تخضع الشرطة للسيطرة لأغراض سياسية"، في تلميح لوزير الشرطة إيتمار بن غفير الذي يحاول تنفيذ أجندة المتطرفين على ممارسات الشرطة في الأراضي المحتلة.

دعوة لتصحيح التشويه

أما المبدأ الثالث، فهو الحقوق الأساسية الممنوحة لكل مقيم في الدولة ومواطنيها، وهي الحق في الحياة، والحرية الجسدية والكرامة، وخصوصية الفرد والملكية، وتكوين الجمعيات لأغراض تجارية أو اجتماعية أو سياسية، وحرية التعبير والإبداع، وحرية الإعلام، وحرية التظاهر.

وتحدث الكاتب عن المبدأ الرابع، الذي هو جزء من المبدأ الثالث، ويتعلق بحقوق الأقليات، ويوجه دعوته إلى الأغلبية الحاكمة التي قال إنها يجب ألا تنتهك حقوقهم وتعطيهم حقوقا متساوية، في إشارة مبطنة إلى التمييز الحاصل ضد الفلسطينيين الذين يحصلون على الجنسية الإسرائيلية في أراضي ال48.

أما المبدأ الخامس فهو حرية العبادة الدينية، قائلا إنه "لا يجوز للدولة فرض قوانين دينية بموجب القانون على عامة الناس"، ولكنه أشار على وجه الخصوص إلى أن "الدولة لا تنشئ مؤسسات دينية أو تدعم المؤسسات الدينية"، وهذه إشارة واضحة إلى الدعم الذي تتلقاه المؤسسات الدينية على تنوعها من الحكومة الإسرائيلية.

وقال إن المبدأ السادس هو "حق الفرد في تحقيق الذات، مثل حرية اختيار المهنة أو الوظيفة وفقا لرغبات الفرد دون أن تفرض الدولة أغلالا لا داعي لها لا تهدف إلى حماية المصلحة العامة"

وفيما دعا القراء إلى تقرير ما إذا كانوا يعتقدون أن هذه المجموعات من المبادئ موجودة في إسرائيل، من أجل الوصول إلى استنتاج حول ما إذا كانت إسرائيل ديمقراطية بالفعل، فإنه ختم بعبارة ذات مغزى، وقال "إذا اتضح أننا فشلنا على مر السنين في هذه المهمة، فإن جميع أولئك الذين يؤمنون بالديمقراطية سيحسنون صنعا إذا بذلوا جهدا لتصحيح هذا التشويه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

القرن الأفريقى فى قلب الدولة المصرية

«العفى محدش يقدر يأكل لقمته»

جملة قالها الرئيس السيسى فى أحد اللقاءات تثبت الأيام والتحديات أنها كانت تشير إلى دلالات معينة ومجهود جبار وعظيم من قائد وطنى شجاع، استطاع أن يبنى دولة قوية وعافية بشعبها وجيشها وشرطتها.. ورفع تصنيف جيش مصر إلى التاسع عالميًا فى أحد التصنيفات العسكرية.

لا يخفى على أحد الصحوة الدبلوماسية التى تقوم بها مصر مؤخرًا، فهناك تحركات كبيرة جدًا تجرى على قدم وساق، من بعض أبناء الوطن المخلصين الوطنين، هدفها حماية وطن وبلد.

أيقن السيسى أن بقاء هذا الوطن شامخًا لن يتحقق إلا باستقراره والحفاظ على مقدراته، لن يكون الا بالاستقرار بشقيه السياسى والاقتصادى، فنحن دولة مواردها محدودة، ونعتمد على صناعتنا وزراعتنا بأيدينا وعرقنا، معادلة قرأها السيسى من أول يوم تولى فيه الحكم، وعمل على بناء جيش قوى لا يستهان به وحينما، يأخذ القرار على الجميع أن ينصت وإذا رسم خطوطًا حمراء لا تجرؤ قوة أن تتخطاها.

منذ أيام حط رحال السيسى فى دولة مهمة فى القرن الافريقى وهى إريتريا بناء على دعوة رسمية من الرئيس الإريترى «أسياس أفورقي» الذى كان على رأس مستقبليه وعقدت قمة ثلاثية بحضور الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، تناولت القمة العلاقات بين البلدين الإفريقين المهمين فى القرن الافريقى وبين مصر، اضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن فى القرن الأفريقى والبحر الأحمر، على النحو الذى يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.

زيارة السيسى لن تكن مصادفة وإنما جاءت بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها كل من اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، ووزير الخارجية بدر عبدالعاطى إلى أريتريا لبحث استعادة الملاحة عبر باب المندب وتطورات الأوضاع فى الصومال.

كلمة مهمة جدًا ألقاها الرئيس السيسى عقب الاجتماع الثلاثى المشترك، رسمت قواعد وتحركات ومواقف، من شأنها دعم الاستقرار فى الصومال وفى القرن الافريقى.

حالة من التفاؤل تلوح فى الأفق من التحركات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية التى تقوم بها القاهرة فى القرن الافريقى الذى يعتبر امتداد الأمن القومى المصرى.

ودعنى عزيزى القارئ وعلى سبيل المثال، أن أعود بك بالذاكرة إلى 30 يونيو 2013 أثناء ثورة المصريين على الجماعات الارهابية التى أرادت اختطاف الوطن، وما صاحب هذه الثورة من توترات، ومحاولات تصدير صورة خاطئة عما حدث فى مصر، وتبعها تجميد لعضوية مصر بالاتحاد الأفريقى وغيرها من الأمور، ثم تحركت الدبلوماسية المصرية، ليصدر قرار بإجماع أعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقى (15 عضوًا) بعودة مصر إلى مكانتها الطبيعية بجميع مواقعها فى الاتحاد الافريقى، وكنت على يقين أن مصر ستنتصر فى النهاية، والى الآن أؤكد أن من أكثر الملفات التى نجحت فيها دولة 30 يونيو هو ملف العلاقات الخارجية.

وأقولها للمصريين ما أشبه الليلة بالبارحة، تحركات مصر الدبلوماسية احرزت «هدف فى المقص» كلاكيت عاشر مرة، وستنتهى إلى نتائج تؤكد عظمة الدولة المصرية، وريادتها فى افريقيا والقرن الافريقى بما يضمن السلام والاستقرار لكل الدول الافريقية. انتظروا انتصارًا جديدًا من رئيس شجاع ودولة عفية بشعبها وجيشها وشرطتها.

وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.

المحامى بالنقض

رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ

 

مقالات مشابهة

  • بعد حادث قطار المنيا.. برلمانية لـ كامل الوزير: أين المنظومة الحديثة التي صُرفت عليها مليارات؟
  • ترامب في كاليفورنيا .. أهداف واستراتيجيات في ولاية ديمقراطية
  • منصور بن محمد: «الإمارات معك يا لبنان» تجسد المبادئ الإماراتية النبيلة
  • الدبلوماسية ودول الجوار
  • القرن الأفريقى فى قلب الدولة المصرية
  • ما هي الدولة التي انطلق منها حميدتي لمعادات مصر والعدوان عليها؟
  • غارة الخميس.. ما نوع الذخيرة التي قصفت بها إسرائيل بيروت؟
  • عملاء في لبنان.. هذا ما يقومون به في الأماكن التي تستهدفها إسرائيل
  • الجزائر والكونغو الديمقراطية على عتبة النهائيات