كل ما تريد معرفته عن نظام ثاد الدفاعية
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
نظام الدفاع الجوي "ثاد".. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما كشفت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم نظام الدفاع الجوي "ثاد" من أجل الدفاع عن إسرائيل.
نظام الدفاع الجوي "ثاد"
يعد نظام "ثاد" (THAAD)، أو نظام الدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية ضد الصواريخ الباليستية (Terminal High Altitude Area Defense)، أحد أكثر الأنظمة الدفاعية فعالية في التصدي للصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
يتكون نظام "ثاد" من عدة أجزاء رئيسية تعمل معًا بشكل متكامل لتوفير حماية دفاعية قوية:
1. الصواريخ الاعتراضية: هذه الصواريخ مصممة لتدمير الصواريخ الباليستية في الجو عبر "الاصطدام المباشر"، حيث يعتمد النظام على تدمير الهدف من خلال الطاقة الحركية، دون الحاجة إلى استخدام رأس حربي متفجر.
2. رادار الكشف AN/TPY-2: هو رادار قوي قادر على اكتشاف الصواريخ الباليستية وتتبعها منذ لحظة إطلاقها وحتى قرب دخولها المجال الجوي للمنطقة المستهدفة.
3. نظام التحكم والقيادة: وهو عبارة عن شبكة من أجهزة التحكم والاتصالات التي تربط الوحدات ببعضها البعض، وتسمح بتوجيه الصواريخ بدقة نحو أهدافها.
4. نظام الإطلاق: يتم تركيب منصات الإطلاق على عربات متحركة، مما يتيح سهولة نقل النظام إلى مواقع مختلفة وفق الحاجة.
آلية عمل النظام
عندما يتم رصد إطلاق صاروخ باليستي، يقوم الرادار بتعقب مساره وتحليله لتحديد الوجهة المستهدفة. يتم إرسال هذه البيانات إلى نظام التحكم الذي يقوم بتقييم مدى الخطر واتخاذ قرار حول اعتراض الصاروخ. إذا كان الصاروخ يهدد منطقة مأهولة أو موقعًا استراتيجيًا، يتم إطلاق صواريخ "ثاد" الاعتراضية من المنصات المتحركة لتدمير الصاروخ الباليستي خارج الغلاف الجوي أو في مراحله الأخيرة من الهبوط.
مميزات نظام "ثاد"
1. الدقة العالية: يعتمد "ثاد" على مبدأ "القتل الصادم" (hit-to-kill)، حيث يقوم بتدمير الصواريخ المهاجمة عن طريق الاصطدام المباشر، ما يجعله دقيقًا وفعالًا في التصدي للتهديدات الباليستية.
2. التغطية الشاملة: يوفر النظام حماية شاملة على نطاق واسع، مما يجعله مناسبًا لحماية المدن الكبرى والمواقع الاستراتيجية.
3. قابلية النقل: المنصات المتحركة تجعل النظام قابلًا للنشر في مواقع مختلفة، وهو ما يمنحه مرونة عالية في العمل.
4. قدرة على التصدي لتهديدات متعددة: يستطيع النظام التعامل مع عدة تهديدات صاروخية في وقت واحد، مما يجعله مناسبًا لمواجهة الهجمات الصاروخية المركزة.
التحديات والانتقادات
على الرغم من فعاليته، يواجه نظام "ثاد" بعض التحديات. من بين هذه التحديات التكلفة العالية للتشغيل والصيانة، والتي تجعل من الصعب على بعض الدول اقتناءه. كما أن قدرته على التصدي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات ليست مؤكدة تمامًا، حيث صُمم أساسًا للتعامل مع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
انتشار نظام "ثاد" عالميًاتم نشر نظام "ثاد" في عدة مناطق حول العالم كجزء من استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها لتعزيز الدفاعات ضد التهديدات الصاروخية. على سبيل المثال، نُشر النظام في كوريا الجنوبية في عام 2017 لمواجهة التهديدات الصاروخية من كوريا الشمالية، كما تم نشره في بعض دول الخليج لتعزيز القدرات الدفاعية ضد إيران. مؤخرًا، أُعلن عن نشر النظام في إسرائيل لتحسين قدراتها الدفاعية وسط توترات إقليمية متزايدة.
في النهاية نظام "ثاد" يمثل جزءًا أساسيًا من منظومة الدفاع الصاروخي الحديثة، حيث يساهم في حماية الدول والمناطق الحيوية من التهديدات الصاروخية الباليستية. بفضل تكنولوجيته المتقدمة وقدرته على اعتراض الصواريخ في مراحلها النهائية، أصبح "ثاد" أحد الركائز الدفاعية الأساسية في العديد من مناطق النزاع حول العالم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نظام ثاد اسرائيل أمريكا ايران الهجوم الإيراني الهجوم الاسرائيلي نظام الدفاع
إقرأ أيضاً:
بعد انسحاب فرنسا.. كل ما تريد معرفته عن قاعدة كوسي الجوية في نجامينا
في تحول استراتيجي يعكس توجه تشاد نحو تحقيق سيادتها الكاملة، تسلم الجيش التشادي رسميًا قاعدة السيرجنت أجي كوسي في نجامينا، آخر موقع عسكري للقوات الفرنسية في البلاد، ما يمثل نهاية فصل طويل من الوجود العسكري الفرنسي الذي استمر لعقود.
جاء هذا التطور بعد إعلان تشاد في ديسمبر 2024 إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا، وهي خطوة تعكس استجابة واضحة لمطالب شعبية وحكومية بالحد من النفوذ العسكري الأجنبي في البلاد.
ورافق هذا القرار تصاعد مشاعر وطنية واسعة، تطالب بإعادة رسم خارطة التحالفات الدفاعية بما يخدم المصالح الوطنية.
وفي 11 ديسمبر 2024، أقلعت آخر طائرتين فرنسيتين من طراز "ميراج 2000 دي" من القاعدة، لتعلن بذلك باريس رسميًا نهاية تواجدها العسكري في تشاد.
ومع مغادرة القوات الفرنسية، أصبحت القاعدة بالكامل تحت سيطرة الجيش التشادي، ما يعزز استقلالية البلاد في اتخاذ قراراتها العسكرية.
دور استراتيجي لقاعدة كوسي الجويةتُعد قاعدة السيرجنت أجي كوسي منشأة عسكرية رئيسية في العاصمة نجامينا، حيث شكلت لسنوات طويلة نقطة انطلاق رئيسية للعمليات العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل، خصوصًا في إطار عمليات مكافحة الإرهاب.
قبل الانسحاب، استضافت القاعدة طائرات عسكرية فرنسية، بما في ذلك مقاتلات "ميراج 2000 دي"، والتي استخدمت لدعم عمليات "برخان" التي كانت تستهدف الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي.
ومع انسحاب القوات الفرنسية، تخطط تشاد لتعزيز إمكانياتها العسكرية وإعادة توظيف القاعدة لدعم استراتيجياتها الدفاعية المستقلة.
تشاد تبحث عن شراكات جديدةفي أعقاب الانفصال عن المظلة العسكرية الفرنسية، بدأت تشاد في البحث عن بدائل لتعزيز قدراتها الدفاعية، مع التركيز على تطوير بنيتها التحتية العسكرية وتحديث أسطولها الجوي.
وتشير تقارير إلى أن نجامينا تدرس توسيع تعاونها العسكري مع دول أخرى، بما في ذلك روسيا، وتركيا، ودول إقليمية تسعى لتعزيز استقرار منطقة الساحل الإفريقي.
انعكاسات القرار على الأمن الإقليمييمثل انسحاب فرنسا من تشاد تحولًا أوسع في استراتيجيتها العسكرية داخل إفريقيا، خاصة مع تراجع نفوذها في عدة دول بالمنطقة، من جانبها، تؤكد الحكومة التشادية أن هذه الخطوة ستعزز الأمن القومي، في ظل التحديات الأمنية التي تواجه البلاد، بما في ذلك تهديدات الجماعات الإرهابية والتوترات الإقليمية.
ومع انتقال السيطرة الكاملة على القاعدة إلى القوات التشادية، يرى المراقبون أن هذا الحدث قد يكون نقطة انطلاق جديدة لتعزيز القدرات الدفاعية الوطنية، وبداية لمرحلة من التحالفات العسكرية التي تواكب أولويات تشاد الأمنية والتنموية.
في النهاية تسليم قاعدة السيرجنت أجي كوسي للجيش التشادي يمثل نهاية حقبة وبداية أخرى في تاريخ تشاد العسكري والسياسي.
وبينما تواصل البلاد مساعيها لتحقيق استقلالية دفاعية كاملة، يبقى السؤال المطروح: كيف ستعيد تشاد تشكيل تحالفاتها العسكرية، وما التأثير الذي سيتركه هذا القرار على التوازنات الإقليمية في الساحل الإفريقي؟.