معاريف: إسرائيل تغرق في وحل الجبهات
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
سلط آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف الضوء على الأزمة العميقة التي تواجهها إسرائيل، في ظل الجبهات المتعددة التي فتحتها دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها في أي منها.
وحذر أشكنازي من أن فشل إسرائيل في تحقيق تغيير بالواقع الإستراتيجي في المنطقة يعني أنها "بدأت عملية الغرق في الوحل على كل الجبهات"، داعيا القيادة السياسية إلى القيام بمراجعة تقييم حقيقية.
وفي محاولته لتقييم الوضع، تحدث أشكنازي عن أهم الجبهات التي تخوض فيها إسرائيل الحرب، ففيما يخص جبهة غزة أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة، فلا يوجد إطلاق سراح للمختطفين أو القضاء على قادة حركة حماس.
وقال "هناك 3 فرق من الجيش الإسرائيلي للقتال في قطاع غزة، ولكن حتى هذه اللحظة لا يوجد هدف للقتال هناك، والقيادة الجنوبية لم تقدم خطة نهائية، الحقيقة هي أن الجيش لم يحقق حتى الآن معظم أهداف الحرب: لا تحرير 101 رهينة، ولا تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولا قتل زعيمها يحيى السنوار".
وأضاف "يبدو أننا يوما بعد يوم نغرق في مستنقع غزة".
أما في جبهة لبنان فقد أبدى قلقه إزاء احتمالية وقوع حرب استنزاف طويلة الأمد مع حزب الله الذي يستفيد من رغبة إسرائيل في تجنب حروب طويلة، فقد بدأت إسرائيل بإخلاء بعض المناطق الحدودية استعدادا لعمليات عسكرية واسعة، لكن الكاتب يشير إلى أن هذه الخطط "غامضة"، وأن حزب الله يواصل تكتيكاته التي تستهدف إطالة أمد الصراع.
وقال "حزب الله أعلن أنه ينوي العمل عن طريق حرب العصابات للاستفادة من حقيقة أن إسرائيل ليست مهتمة بحرب الاستنزاف، حزب الله يفعل ذلك".
أما في الضفة الغربية فقد أشار إلى الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال على مختلف مدن الضفة، وقال "خلال نهاية الأسبوع اضطر الجيش للعمل في نابلس وجنين وطولكرم، يحاول مع جهاز الشاباك الحفاظ على مستوى معين من القتال حتى لا يتفاقم الوضع هناك إلى جبهة قوية إضافية".
الاستنزاف الاقتصادي والوطني
وبخصوص جبهة إيران، شدد الكاتب على أن إسرائيل لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن كيفية التعامل مع ما وصفه بـ"رأس الأفعى".
ورغم الهجوم الإيراني الأخير فإن إسرائيل لم ترد بقوة، ويعزو أشكنازي هذا التردد إلى اعتبارات دولية تشمل الضغط الأميركي ومصالح اقتصادية ترتبط بأسعار النفط والغاز.
ويوضح "لم تقرر الحكومة الإسرائيلية ما تريد القيام به"، ويرجع ذلك جزئيا إلى المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وأيضا إلى جميع البلدان المعتدلة في الشرق الأوسط، حسب قوله.
وفي حين يتساءل المراسل العسكري عن كيفية الوصول إلى نقطة النهاية في كل ساحة فإنه يؤكد أن إسرائيل غير مستعدة لحروب طويلة ولا لحروب استنزاف، وأن هذا الصراع المستمر قد ينهك الاقتصاد الإسرائيلي ويؤدي إلى "انهيار الاقتصاد والمرونة الوطنية".
ويرجع السبب في ذلك إلى أن "الجيش الإسرائيلي مبني على قوات الاحتياط"، وأن "الاقتصاد الإسرائيلي مبني على رأس المال البشري الذي يمكن أن يتضرر نتيجة للصراعات المستمرة".
وختم أشكنازي مقاله بالقول "في الساحتين العسكرية والسياسية تُركنا بلا إجابات للمستقبل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
لابيد: لا يجب أن يبقى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، إن على الجيش الإسرائيلي أن لا يبقى في قطاع غزة ولكن عليه أن يحتفظ بحرية تنفيذ عمل عسكري في القطاع بعد انتهاء الحرب.
وقال لابيد في منشور على منصة "إكس": "قلت قبل عشرة أشهر إن هدف إسرائيل في غزة يجب أن يكون وضعا مثل المنطقة (أ) في الضفة الغربية، حيث يدخل الجيش الإسرائيلي كلما اكتشف نشاطا معاديا ويعمل دون قيود".
والمنطقة "أ" هي المدن بالضفة الغربية التي يفترض بموجب اتفاقية أوسلو (1995) بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية أن تخضع للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية الكاملة ولكن الجيش الإسرائيلي بات يجتاحها بشكل متكرر في السنوات الماضية.
وصنفت اتفاقية أوسلو أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و "ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و "ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.
وأضاف لابيد: "هذا الصباح قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس نفس الشيء بالضبط. وأن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا".
والثلاثاء قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في منشور على منصة "إكس" إن تل أبيب تعتزم السيطرة أمنيا على قطاع غزة والاحتفاظ بحق العمل فيه بعد الحرب، كما هو الحال في الضفة الغربية.
وتابع لابيد: "يتعين على إسرائيل أن تبدي عدم التسامح مطلقاً مع أي محاولة من جانب حماس لإعادة بناء قوتها العسكرية، ولكن لا ينبغي لها (إسرائيل) أن تستقر في غزة، ولا ينبغي لقوات الدفاع الإسرائيلية أن تستمر في خسارة جنودها في جباليا (شمال قطاع غزة) إلى الأبد بسبب أوهام أوريت ستروك" وزيرة الاستيطان الإسرائيلية التي تدعو لإعادة احتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات فيه".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دعت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، إلى استمرار احتلال قطاع غزة لـ"فترة طويلة جدا"، إضافة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة.
وقال لابيد "نحن بحاجة إلى عقد صفقة رهائن، وإنهاء الحرب، والمساعدة في إنشاء حكومة بديلة في غزة تضم السعوديين، ودول اتفاقيات إبراهام، وذراعًا رمزيًا للسلطة الفلسطينية، وفي كل مرة ترفع فيها حماس رأسها، يأتي الجيش الإسرائيلي ويضربها بكل قوته".
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتجري مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى.
وأكدت حماس مرارا جاهزيتها لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، ووافقت بالفعل في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن نتنياهو تراجع عنه وطرح شروطا تعجيزية جديدة، بينها استمرار الحرب وعدم سحب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة أسفرت عن نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول