قالت دار الإفتاء المصرية أنه مما حرص عليه الإسلام مشاركة جميع أطيافه في بناء الوطن والنهوض بالمجتمع، والبعد عن الخلافات، وهذا ما وضحه عمل النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة المباركة.

الإفتاء: حب الوطن غريزي والجند المصري سالم من الفتن من الجُنْد الغربي السالم من الفتن في حديث النبي.. الإفتاء توضح  الإسلام حرص على مشاركة جميع الأطياف في بناء الوطن 

وضحت دار الإفتاء أن  "الوحدة الوطنية" يراد به عدم التفرقة بين المواطنين في الحقوق والواجبات تجاه الوطن؛ نتيجة التَّحزُّب والتعصُّب بسبب الدين، أو اللغة، أو الأصل، أو العِرْق، أو الفئة.

وهو بهذا المعنى أمر محمودٌ ومقصودٌ من قِبل الشرع؛ فالإسلام يَنْظُر إلى الناس جميعًا باعتبار أنهم مجتمع بشري واحد، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: 30]، فالبشر جميعهم عائلة واحدة من أبٍ واحد، وهم جميعًا ورثة تلك الخلافة في إعمار الأرض، ونشر الأمن والسلام، ولكل إنسان في نظر الإسلام الحق في العيش والكرامة دون استثناء أو تمييز.

 الإنسان مكرَّم في القرآن الكريم دون النظر إلى دينه أو لونه أو جنسه

وتابعت: كما أنَّ الإنسان مكرَّم في القرآن الكريم دون النظر إلى دينه أو لونه أو جنسه؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70]، وما اختلاف البشرية في ألوانها، وأجناسها، ولغاتها، ودياناتها إلا آية من الآيات الدالة على عظيم قدرة الخالق تعالى؛ قال عز وجل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ [الروم : 22].

نَهَى الشرع الشريف عن إحداث الفُرْقَة بين الناس 

وأضافت: أن المسلم يجعل دستوره في العلاقة مع غير المسلم قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، حيث تدعو الآية إلى التعاون والبر والقسط مع إخواننا المواطنين أيًّا كان دينهم.

ومن أجل ذلك نَهَى الشرع الشريف عن إحداث الفُرْقَة بين الناس وإثارة الاضطراب والبلبلة، بل إنَّ ذلك يَدْخُل دُخُولًا أَوَّليًّا في مفهوم (الإرجاف) الوارد ذكره في قوله تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ۝ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ۝ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 60-62].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسلام بناء الوطن الإفتاء لوحدة الوطنية النبى صلى الله جمیع ا

إقرأ أيضاً:

تزامنا مع انتصارات أكتوبر.. الجامع الأزهر يوضح فضل الدفاع عن الوطن لذوي الهمم

عقد الجامع الأزهر، حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي بلغة الإشارة للصم وضعاف السمع، تحت عنوان: " فضل الدفاع عن الدين والوطن في ضوء سورة العاديات"، وحاضرت فيه الدكتورة منى عاشور، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة.

جامع الأزهر يعقد ملتقاه للقضايا المعاصرة رئيس جامعة الأزهر يكرم طلاب "الهندسة المدنية" الفائزين بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية



وأوضحت الدكتور منى عاشور، سبب نزول سورة العاديات، قال مقاتل : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية إلى حي من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري ، فتأخر خبرهم ، فقال المنافقون : قُتلوا جميعًا ، فأنزل الله تعالى ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)﴾، والمقصود بالعاديات هي الخيل حين تعدو وتجري في سبيل الله للغارة على العدو، والضبح هو صوت الخيل وصهيلها, وفي قوله تعالى ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ أي حوافر الخيل، التي تخرج النار من الحجر عندما تقدحه بحوافرها فيتطاير منه الشرر من شدة سرعتها، وقوله تعالى ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾   والمعنى أن المجاهدين يباغتون العدو ويغيرون عليه في الصباح الباكر، وقوله تعالى ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾ أي أن الخيل أثارت الغبار بحوافرها، وقوله تعالى ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥)﴾ أي دخلت وسط جموع العدو بدون خوف. 

وأضافت: وفي تفسير قوله تعالى ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)﴾ الكنود هو الجحود الذي يعدد المصائب ويكفر بالنعم ، ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)﴾ فالإنسان يعلم ذلك ويشهد عليه بلسان حاله، وفي قوله تعالى ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾ أي لو يعلم الإنسان واستشعر حقًا يوم يخرج الأموات  من القبور للحشر والحساب، ويظهر الله تعالى ما في صدور الخلق مما كانوا يسرون ويخفون في نفوسهم ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ أي عالمٌ بما كانوا يصنعون ويعملون ومجازيهم على ذلك إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

وتابعت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، ويستفاد من السورة الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم وأثنى على خيل المجاهدين، فما بالنا بثنائه تعالى على المجاهدين، كما يجب علينا التثبت قبل نقل الكلام وعدم الخوض فيما لا يعنينا ، حتى لا نتعرض لسخط الله عز وجل وحتى لا نكون سببا في زعزعة أمن الوطن.

وشهد اللقاء تفاعلًا كبيرًا ووردت به عدة أسئلة ومناقشات منها: كيف للأصم أن يشارك في الدفاع عن وطنه، وكيف للأصم الذي لايستطيع النطق أن ينطق بالشهادة قبل الموت، وهل تكفيه الإشارة أم يجب أن يتلفظ بها.

يأتي ذلك برعاية كريمة من الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

مقالات مشابهة

  • 7 أخلاقيات للتعامل مع الأزمات ووقت الشدائد
  • النذر المعلق على مشيئة الله تعالى.. الإفتاء توضح معناه وحكمه
  • أخلاقيات التعامل في الأزمات والشدائد .. دار الإفتاء تكشف عنها
  • شعور فطري.. دار الإفتاء: حب الوطن وارد في القرآن والسنة
  • الإفتاء: حب الوطن غريزي والجند المصري سالم من الفتن
  • مفتي الجمهورية يلقي محاضرة «بناء الإنسان في الإسلام» بجامعة طنطا اليوم
  • ما هى حقوق الطفل في الإسلام؟.. الإفتاء تجيب
  • ما مفهوم البركة بمعناها المتعارف عليه في الإسلام.. كيف تحل ومتى تذهب؟
  • تزامنا مع انتصارات أكتوبر.. الجامع الأزهر يوضح فضل الدفاع عن الوطن لذوي الهمم