يستعيد دير الأنبا مقار المعروف إعلاميًا بـ«دير أبومقار» هدوءه، واستقراره تدريجيًا منذ حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس -رئيس الدير الراحل- فى يوليو 2019، جراء زيارات متعاقبة للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والمشرف الحالى على الدير بشكل مباشر.

ولأول مرة منذ واقعة قتل الأنبا إبيفانيوس، تجرى رسامة 3 قساوسة جدد بالدير، بعد توقف استمر لنحو 6 سنوات، جرى خلالها رسامة راهبين فقط، عامى (2021-2024).

وجاءت رسامة القساوسة الثلاثة الجدد فى أعقاب تشاور مع البابا تواضروس الثانى، إبان زيارته قبل الأخيرة للدير فى يونيو الماضى، وما أعقبها من إرسال قائمة بأسماء 10 رهبان، ثلاثة من القدامى، و7 من الجدد (ممن أمضوا ما بين 10 و15 عامًا بالدير).

لكن قرار البابا تواضروس جاء بالموافقة على أسماء القدامى فقط، وهم على الترتيب «القس برتى المقارى، والقس حنانيا، والقس نحانيا».

وحسبما أفاد القس «برتى المقارى» فإن رسامة القساوسة الجدد جرت فى 30 يونيو الماضى، خلال قداس ترأسه الأنبا متاؤس أسقف، ورئيس الدير السريان.

وتضمنت طقوس الرسامة قداسًا صباحيًا بدير الأنبا مقار، أعقبه فى فترة الظهيرة محاضرة للقساوسة حول ما يجرى خلال القداس.

وأمضى القس «برتى المقارى» ما يزيد على ٥٠ عامًا داخل الدير، ويعمل فى المطبعة التى تعد أحد أهم رموز دير الأنبا مقار، والمعنية بطباعة مجلة مرقس الفصلية، وطباعة الدوريات، والسلاسل المعنية بالحياة الروحية، وإعادة طباعة كتب الأب متى المسكين.

القس برتى المقارى

 وقال «المقارى»: إن رسامة «القساوسة» تعد الأولى منذ حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس، وأعقبها تسمية أمين الدير «الأب ايسيذوروس» فى يوليو الماضى كمسئول عن كافة الأمور الإدارية الخاصة.

«برتى المقارى» الذى يحفظ تاريخ دير الأنبا مقار بالكامل أضاف لـ«الوفد» أن البابا تواضروس الثانى بزياراته المستمرة، والتى تخطت نحو 11 زيارة منذ «رحيل الأنبا إبيفانيوس»، يمنح راحة للرهبان، ويسير بخطى ثابتة ناحية إعادة الاستقرار، والتوازن.

وأشار «المقارى» إلى أن الطفرة الثقافية المعروفة عن دير الأنبا مقار مستمرة، معرجًا على أن ثمة 5 كتب جديدة صدرت خلال العام الحالى.

وحول مشاركة الدير فى معرض الكتاب القبطى المزمع إقامته بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية خلال «نوفمبر المقبل»، علق «المقارى» إجابته، واستطرد قائلًا: «لا أعلم شيئًا حتى الآن عن مشاركة إصدارات دير الأنبا مقار فى المعرض المقبل».

وأوضح أن المشاورات قائمة بشكل دورى بين «رهبان الدير» فى كل الأمور، ومن بينها تسمية رئيس للدير خلفًا لـ«الأنبا إبيفانيوس».

وأردف قائلًا: «نتشاور دائمًا بشأن مستقبل الدير، لكن وفاة اثنين من شيوخ الرهبان خلال العام الحالى، عطّل الوصول لاتفاق تام».

واستطرد: «الرهبان يجتمعون شهريًا، ويطرحون الرؤى حول كافة القضايا الكنسية، والمتعلقة بالدير، ومسألة رئاسة الدير قد تحسم قريبًا».

ويعد دير الأنبا مقار من أقدم الأديرة القبطية فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث بدأت الحياة الرهبانية بالدير خلال النصف الأخير من القرن الرابع الميلادى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس ووفود الأساقفة فى وداع «مطران دير مواس»

 

الأنبا أغابيوس.. أمين سر «الكنيسة» فى أزمة «البابا والرئيس»البطريرك: نال نصيبًا من «المحبة» وتعرض لمتاعب كثيرة دون شكوىتكليف الأنبا ديمتريوس بتسيير أمور «الإيبارشية» لحين تدبير أمرها

ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا أغابيوس مطران دير مواس، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية فى الأيام الأخيرة.

وسيطرت أجواء الحزن على إيبارشية دير مواس، ودلجا، فى أعقاب نقل جثمانه إلى مقر المطرانية، حيث أقيمت صلوات تجنيزه- جنازته- هناك بحضور الأنبا ديمتريوس مطران ملوى، وأنصنا والأشمونين، والنائب البابوى للإيبارشية، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط، والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس قطاع وسط القاهرة، والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، والأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق، ومجمع كهنة الإيبارشية، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان، وأعداد غفيرة من أبناء الإيبارشية الذين امتلأت بهم الكنيسة، وفناؤها وامتد تواجدهم إلى الشوارع المحيطة.

وقضى الأنبا أغابيوس ما يزيد على 47 عامًا فى الحياة الرهبانية، بعد سنوات قليلة من تخرجه فى كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1969.

وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية- بطريرك الكرازة المرقسية صلاة التجنيز- الجنازة- بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور لفيف من أساقفة المجمع المقدس، ووفود الإيبارشيات المختلفة، وعدد من الشخصيات العامة، والآباء الكهنة، والشمامسة.

وبدأ الأنبا أغابيوس – المولود بمدينة الزقازيق- محافظة الشرقية فى الثانى من إبريل عام 1944، حياته الرهبانية بدير الأنبا بيشوي- وادى النطرون، ورسم راهبًا فى 15 ديسمبر عام 1977.

وسيطرت أجواء الحزن على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية على الأساقفة، والرهبان، وكهنة دير مواس، إبان طقوس صلاة التجنيز، نظير ارتباطهم بالمطران الراحل.

وفى مطلع كلمته قال البابا تواضروس الثاني: إن الأنبا أغابيوس نال نصيبًا من اسمه الذى يعنى «المحبة»، لافتًا إلى أنه عاش حياة مليئة بالمتاعب، لكنه لم يشك إطلاقًا.

ورسم المطران الراحل قسًا فى السابع عشر من يوليو عام 1979، ورقى لدرجة القمصية فى الأول من يناير عام 1981 باسم الراهب «ويصا الأنبا بيشوي»، وعمل أمينًا للدير بتكليف من البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، إبان فترة الأزمة الشهيرة مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وأضاف البابا تواضروس الثانى خلال كلمته بصلاة تجنيز- جنازة – مطران دير مواس- بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الأنبا أغابيوس كان أمينًا، ومحبًا للبناء، والتعمير منذ توليه مهام إيبارشية دير مواس.

وانتدب «أغابيوس» للخدمة بالكنيسة المرقسية بالأزبكية، وكنيسة العذراء – وسط القاهرة- عام 1985.

وارتأى البطريرك الراحل- البابا شنودة الثالث – رسامته أسقفًا لإيبارشية دير مواس، ودلجا، وتوابعها، فى الثالث عشر من نوفمبر عام 1988، ثم رقى مطرانًا فى فترة البابا تواضروس الثانى فى 20 نوفمبر عام 2022.

وأشار البابا تواضروس الثانى إلى أن المطران الراحل عاش فى خدمة المحتاجين، والفقراء بـ «إيبارشيته»، لافتًا إلى أن هذه الإيبارشية خرجت قديسين، رغم مواجهتها صعوبات عديدة.

وأردف قائلًا: «إن لحظة انتقال الأحباء لحظة فريدة بالنسبة لنا، فهى بمثابة جرس إنذار ينبهنا بأن الحياة ستنتهى، وسيرجع كل واحد منا إلى بيته، وتجعلنا نجلس، ونفكر، وننظر إلى نفوسنا ونسأل: «هل استعددت لهذا اليوم؟!».

وقبل نحو أربع سنوات وصف الأنبا أغابيوس إيبارشية دير مواس، ودلجا بأنها نموذج مصغر لـ«مصر» فى التعايش، والمحبة، خلال لقاء جمعه بالسفير الإماراتى بالقاهرة حمد بن سعيد الشامسى، نافيًا تعرض مطرانيته لأي اضطرابات.

ولفت البابا تواضروس الثانى إلى أن المطران الرحل تولى مهام أمانة دير الأنبا بيشوى فى فترة حرجة (1981-1985)، وهى الفترة التى عانت خلالها الكنيسة من أزمة شهيرة بين البابا شنودة الراحل، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكنه رغم ذلك تعامل بحكمة، ومحبة، وحزم.

وفى تصريحات سابقة لـ«الأنبا أغابيوس» – قبل نحو عام- لفت إلى معايشته لفترة التحفظ على البابا شنودة الراحل فى أعقاب خلافه مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مشيرًا إلى أنه تمتع بالقرب من البطريرك الراحل.

وقال: إن الأنبا صرابامون – رئيس دير الأنبا بيشوي- آنذاك- تنازل عن رئاسة الدير طوال فترة التحفظ، مؤكدًا أن البطريرك الراحل كان له «قلاية»- مسكن الرهبان- بدير السريان، وقرر أن ينتقل إلى هناك، نظير أنه لم يعد له صفة «البابوية».

وفى هذه الأثناء، كان رئيس دير الأنبا بيشوى – الأنبا صرابامون- يستمع إلى صوت يقول» اذهب لإعادة البابا من دير السريان»، وقرر أن يفعل ذلك، والتقيته، وذهبنا معًا، وظلا يتبادلان النظرات، وبعدها، قال «صرابامون»: لا تجلس هنا يا سيدنا، حتى لا يضايقك العمال، والطلبة، لكن البابا شنودة تمسك برأيه.

واستطرد: ترقبت هذا المشهد، حتى وافق البطريرك الراحل على العودة لمدة يوم واحد، ومشينا معًا عبر ممر خلفى للأديرة، واستغرقنا فى مسافة تقدر بنحو «كيلو متر» قرابة الساعتين، حتى وصل البابا إلى «قلايته»، وعند منتصف الليل فوجئت براهب يطرق باب «القلاية»، ليخبرنى بوجود قوات كبيرة تحاصر الدير، وانتظرنا للصباح، وترك له الأنبا صرابامون سكنه الخاص كرئيس للدير حتى تستقر الأمور.

وأوضح البابا تواضروس الثانى أن الأنبا أغابيوس عانى فى أعوامه الأخيرة من متاعب صحية كبيرة، وتعرض لوعكة كبيرة فى أيامه الأخيرة نقل على إثرها إلى المستشفى، حتى انتقل من هذا العالم».

وأردف قائلًا: «نحن نذكر سيرته الطيبة، ونطلب صلواته».

واستطرد: «باسم المجمع المقدس وباسم الأحبار الأجلاء، والآباء الكهنة، والشمامسة والهيئات القبطية نعزى مجمع كهنة إيبارشية دير مواس، وشعبها المحب للمسيح، ولأسرته المباركة».

وكلف البابا تواضروس الثانى الأنبا ديمتريوس مطران ملوى، وإنصنا، والأشمونين، بمهام النائب البابوى لإيبارشية دير مواس، ودلجا لحين تدبير أمرها مستقبلًا.

ورحل الأنبا أغابيوس عن عمر قارب ٨١ عامًا، بعد أن قضى فى الحياة الرهبانية أكثر من ٤٧عامًا، منها ٣٦ أسقفًا، وداهمته فى الفترة الأخيرة بعض الأمراض إلى أن وافته المنية الأربعاء الماضى.

ونيابة عن مجمع كهنة إيبارشية دير مواس، وجه الأنبا دانيال مطران المعادى، وسكرتير المجمع المقدس الشكر للبابا تواضروس نظير ما أسماه «تفضلًا» بالصلاة على المطران الراحل، كما شكر أعضاء المجمع المقدس، ورؤساء ورئيسات الأديرة القبطية، والمسئولين بأجهزة الدولة المختلفة، والقيادات التنفيذية، والقيادات الدينية الإسلامية، والطوائف المسيحية، وممثلى مجلسى النواب والشيوخ بالمنيا، وعلى رأسهم محافظها اللواء عماد كدوانى على تعزيتهم فى رحيل الأنبا أغابيوس.

 

مقالات مشابهة

  • الزمالك يفكر في رحيل جروس .. ميكالي البديل
  • البابا تواضروس ووفود الأساقفة فى وداع «مطران دير مواس»
  • دريد الربيعي رئيساً لهيئة استثمار بغداد
  • تأكيداً لما انفردت به شفق نيوز.. الحمداني رئيساً لمجلس محافظة بغداد
  • مفتن رئيساً.. انتهاء انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية
  • ترامب يعين نفسه رئيساً لمجلس أمناء مركز كينيدي الثقافي
  • رسامة 28 من الشمامسة الاطفال بيد الانبا رافائيل
  • رحيم الحسيني زعيما للإسماعيلية خلفا لوالده
  • الرئيس التونسي يقيل وزيرة المالية لهذا السبب.. مشكاة الخالدي خلفا لها
  • أخبار المنيا|كدواني يكرم نماذج ناجحة لأصحاب المشروعات الصغيرة ويعلن انطلاق المرحلة الثانية لمشروع «ابنتي الغالية».. وأهالي ديرمواس يشيعون جثمان الأنبا أغابيوس