غزة - صفا قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم روبوتات مفخخة ومحملة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها شمال غزة، خلال اجتياحه المتواصل لليوم التاسع على التوالي. وأوضح المرصد في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأحد، أن جيش الاحتلال يصعد من وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك بارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتجويع والتهجير القسري واسع النطاق.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال فصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة بالكامل، من خلال تمركز الآليات ووضع السواتر الرملية وركام المنازل المدمرة، إلى جانب الغطاء الناري من الطائرات المسيّرة. وأبرز أنه تلقى شهادات عديدة عن استخدام جيش الاحتلال لروبوتات مفخخة وتفجيرها عن بعد، محدثًا أضرارًا واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريبًا عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء. وقال إن استخدام "إسرائيل" للروبوتات المفخخة أمر محظور بموجب القانون الدولي، حيث أن هذه الروبوتات تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية، فنظرًا لطبيعتها. وبين أن هذه الروبوتات تصيب السكان المدنيين على نحو مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية بشكل عشوائي دون تمييز، وبالتالي تعد من الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية قائمة بحد ذاتها. وفي إفادته لطاقم الأورومتوسطي، قال أحد الأشخاص المحاصرين في أحد الأحياء القريبة من حي "القصاصيب" جنوب غربي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة: "مساء يوم الأربعاء (9 أكتوبر/تشرين أول)، حدث انفجار هائل في حي القصاصيب على مقربة من مكان تواجدنا، كان صوت الانفجار قويًّا جدًّا، لم أسمع بقوته من قبل، فقد أصبحنا نميّز بين أصوات الانفجارات، فنعرف إن كان هذا الصوت قصف من الطائرات أم المدفعية أم غيره، حقيقة، كان صوت الانفجار أقوى بمرات من صوت القصف الجوي، حتى أن الغبار الأبيض غطى المنطقة بالكامل". وأضاف "أنه تبين لنا لاحقًا أن هذا الانفجار ناتج عن تفجير روبوت محمّل بأطنان من المتفجرات، وأن هذا الروبوت يدمّر قرابة 6 أو 7 منازل دفعة واحدة. جيش الاحتلال يفجّر الروبوت بالمنازل دون علمه بوجود مدنيين داخلها أم لا." ووثق الفريق الميداني للمرصد تفجير جيش الاحتلال روبوتين آخرين في منطقة "التوام" وفي حي "الزهراء" الملاصق للدفاع المدني غربي مخيم جباليا، وروبوتًا آخر في محيط تقاطع "أبو علي مصطفى" في "بئر النعجة" بالمناطق الغربية للمخيم. وأفاد شاهد آخر محاصر في منطقة الفالوجا، للطاقم بأن "هناك انفجارات هائلة حدثت في المنطقة المحاصرين بها قرب دوار الشرافي، لا يمكن تمييز ماهيتها"، مضيفًا أن أكثر من 50 فردًا محاصرين حاليًّا في منزل، تعرض ثلاثة منهم لإصابات دون تمكنهم من نقلهم إلى المستشفى." وبدأ الجيش باستخدام تلك الروبوتات للمرة الأولى في غزة في مايو/أيار الماضي، خلال الاقتحام الثاني لمخيم جباليا، وأدى حينها لاستشهاد عدد من المدنيين وتدمير منازل عدة في المخيم. ومع نهاية مايو/أيار الماضي، خرجت صور من منطقة "محطة تمراز" وسط مخيم جباليا لاثنين من الروبوتات المفخخة المعدة للتفجير. وأكد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال توسع في عمليات تدمير ونسف المنازل والمباني السكنية في مناطق توغله شمال غزة، ويستخدم في ذلك ثلاث وسائل؛ وهي القصف الجوي، والروبوتات المفخخة، إلى جانب زراعة المنازل بالمتفجرات ونسفها. وأشار إلى أنه رغم صعوبة الحصول على عدد دقيق لأعداد السكان داخل محافظة شمال غزة، إلاّ أن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 200 ألف إنسان في بقايا المنازل المدمرة ومراكز الإيواء، وهم يرفضون الخطط الإسرائيلية المنهجية والعلنية الرامية لتهجيرهم قسرًا. ونبه الأورومتوسطي إلى وجود نحو 200 ألف آخرين في محافظة غزة يعانون هم أيضًا من القصف المستمر والجوع نتيجة توقف إدخال المساعدات والبضائع، ما يعني أن أكثر من 400 ألف من السكان المتواجدين شمال وادي غزة يتعرضون لمختلف أنواع القتل والتشريد والتجويع. وحذر من أن من ينجو من القتل والقصف المباشر يبقى مهددًّا بالموت جوعًا أو عطشًا، إذ تمنع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات لشمال غزة، كما دمرت وحرقت المخابز هناك، بالإضافة إلى تجريف ما كان متبقيًا من آبار المياه. علاوة على ذلك، فإن السكان المحاصرين في منازلهم ومراكز الإيواء لا يستطيعون التحرك للبحث عن أي طعام في محيطهم، كما أن اضطرار بعضهم للنزوح الداخلي عدة مرات دفعهم للتخلي عن أمتعتهم ومخزونهم من الطعام والماء، وبالتالي، فإن أغلبهم محاصرون بلا طعام أو مقومات حياة. وبيّن الأورومتوسطي أنه رغم طلب جيش الاحتلال من السكان النزوح للجنوب عبر شارع "صلاح الدين"، إلاّ أنه يستهدفهم بمجرد خروجهم من منازلهم أو مراكز الإيواء التي يتواجدون فيها. وذكر أن طائىات الاحتلال أطلقت النار تجاه العديد من مراكز الإيواء وأصابت العشرات من النازحين داخلها. وبين أن الواقع الصحي في شمال غزة كارثي، حيث بات مستشفى كمال عدوان الذي يعمل بشكل جزئي المستشفى الأساسي الذي يستقبل الضحايا، رغم أمر جيش الاحتلال إدارته بإخلائه بالكامل. كما يعمل مستشفيا العودة والإندونيسي بشكل جزئي لوجود أعداد قليلة من الطواقم الطبية. وتواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبات في التحرك لنقل الضحايا بعد الاستهدافات الإسرائيلية إما نتيجة قطع الطرق بعد تدمير المزيد من المنازل، وإما بسبب استهدافها بنيران طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية. وطالب المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمال غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" للعام الثاني على التوالي، وفرض حظر أسلحة شامل عليها، ومساءلتها ومعاقبتها على كافة جرائمها، واتخاذ كافة التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية:
جیش الاحتلال
شمال غزة
إقرأ أيضاً:
50 يومًا على الإبادة الجماعية والحصار شمالي القطاع
غزة - صفا يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 50 يومًا حرب الإبادة الجماعية والحصار الخانق وسياسة التجويع لشمالي قطاع غزة. ولم يتوقف الاحتلال عن ارتكاب المجازر بحق المواطنين، بالإضافة إلى عمليات القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا، ناهيك عن عمليات النسف للمباني السكنية. وصباح السبت، استهدفت آليات الاحتلال بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع. وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال نفذت عمليات نسف جديدة في مدينة بيت لاهيا. ونسف جيش الاحتلال مبانٍ سكنية في محيط محكمة جباليا فى جباليا النزلة شمالي القطاع. وكانت مدفعية الاحتلال استهدفت الليلة الماضية، محيط دوار نصار بمخيم جباليا. وللمرة السابعة، ألقت طائرات الاحتلال المسيرة قنابل على مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع. وقال مدير عام المستشفى حسام أبو صفية إن طائرات الاحتلال استهدفت مكان مولدات الكهرباء في المستشفى، ونحن لم نكمل إصلاح الأضرار بالمولدات جراء قصف أمس. وأوضح أن الاستهداف الإسرائيلي أدى لإصابة ستة أشخاص، بينهم طبيبان يعملان في قسم الطوارئ. وأضاف" لا نعلم ماذا يريد هؤلاء المجرمين من خلال استهداف المستشفى للمرة السابعة". وأصيب الطبيب نهاد غنيم وعامل بالمستشفى ومواطن جراء إلقاء طائرات مسيرة إسرائيلية "كواد كوبتر" قنابل على مدخل الاستقبال والطوارئ. ولليوم الـ32 على التوالي، ما زال الدفاع المدني معطل قسرًا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية. ويعاني آلاف المواطنين شمالي القطاع أوضاعًا إنسانية وصحية كارثية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، ومنع إدخال المساعدات، بالإضافة إلى منع طواقم الدفاع المدني والإسعاف من ممارسة عملها في انتشال الشهداء وإنقاذ حياة الجرحى. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.