قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق: “جلس معي متحدثٌ يتحدث وسألني ما هذا الحب الفياض الذي تحبون به دينكم ونبيكم وقرآنكم؟ هذا حب لم نره في أتباع أديان كثيرة في الأرض ما هذا الحب الفياض الذي نرى الدموع في عيونكم عندما يذكر محمد بن عبد الله ﷺ أسحرٌ هذا؟”

8 حقائق عن فضل رسول الله على العالمين علي جمعة: علمنا رسول الله أن نقدم مصلحة الأمة على كل شئ كل قلوب العارفين للحبيب تميل

 وتابع: ماذا فعل فيكم ذلك الرجل حتى فشلت كل الخطط عبر القرون لإبادتكم أو لإخراجكم من دينكم أفواجاً كما دخلتم فيه أفواجاً؟ ما هذه الحالة الغريبة وقد عرضنا عليكم كل الشهوات والمغريات وعرضنا عليكم المال والجاه وقوة العلم والتفكير المنطقي في ظاهره فإذ بكم لا تتزحزحون عن دينكم ولو بقوة السلاح ولو بالإبادة الجماعية ولو باحتلالٍ لبلادكم ولو أريناكم شيئاً من الظلم أو شيئاً من العدل ولو اسمينا الاحتلال استعمارا؟ إني أريد أن أفهم لأن هذه ظاهرةٌ عجيبةٌ فريدةٌ لا تكرار لها عندنا لماذا أنتم تحبون الإسلام ونبي الإسلام بهذه الطريقة؟

سر حب المسلمين الفياض لرسول الله


قلت له: كلما استهزأتم بنبي الإسلام كلما ازددنا فيه حباً لأنكم تكذبون وهو ﷺ كان يُسَمى بالصادق الأمين، وتركنا على المَحَجَةِ البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.


ومما تركنا عليه : أن الصدق مَنْجاة ولو ظننت فيه هلاكك، ومما تركنا عليه أن نقول قول الحق ولو على أنفسنا.
ومما تركنا عليه :{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
ومما تركنا عليه : ألا نظلم أحدًا من خلقه ولو كان من غيرنا.
ومما تركنا عليه : «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّمَاءِ»
ومما تركنا عليه : «أنه دخلت النار امرأة في هرةٍ حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خِشَاشِ الأرض»
ومما تركنا عليه : أن امرأة بغيا من بني إسرائيل أدخلها الله الجنة لأنها سقت كلباً كان عطشاناً.
ومما تركنا عليه : أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر وألا نخاف الناس، وأن : أنا وشهيدُ كلمة حقٍ عند سلطانٍ جائرٍ كهاتين في الجنة.
ومما تركنا عليه :«الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ».
ومما تركنا عليه : أنه أمرنا بالصلاة والزكاة والحج وصيام رمضان ؛أمرنا بكل ذلك لوجه الله وقال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»


وأضاف جمعة: ترك فينا إنساناً هو ابن آدم وقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } ، ترك فينا إنساناً يشعر بإنسانيته وقال: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } وقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ». وربه وصفه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقال ﷺ يا عَائِشَةَ: «إِنَّ الرِّفْقَ ما دخل في شَيءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَماَ يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلاَّ شَانَهُ».


واختتم جمعة قائلًا : “هذا هو رسول الله الذي نحبه ،وهذا هو الإسلام الذي نَدِينُ به ،وكلما أثرتم شبهات حول القرآن، أو حول نبي الرحمن، أو حول فقه الإسلام، أو حول تاريخ المسلمين، كلما كَذَبَّكم الواقع ورأينا هذه الشبهات تزيد من إيماننا ،والحمد لله رب العالمين سَلَّطَ الله سبحانه وتعالى ألسنتكم علينا حتى نزداد إيمانا عن يقين".
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله نبي الإسلام علي جمعة

إقرأ أيضاً:

جوهر الإسلام خير كله

جوهر الإسلام جوهر عظيم ونفيس، فالإسلام عدل كله، رحمة كله، سماحة كله، إنسانية كله. وهو خير كله، وقد أجمع من يعتد برأيهم من أهل العلم قديمًا وحديثًا على أن كل ما يحقق هذه الغايات الكبرى الجليلة والعظيمة وما يحقق المصالح المعتبرة للبلاد والعباد هو من صميم الإسلام، وما يصطدم بذلك أو يتصادم معها إنما يتصادم مع الإسلام وغاياته وفطرته النقية ومقاصده السامية.

ديننا العظيم دين مكارم الأخلاق، ورسالته جاءت لإتمام هذه المكارم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ» (رواه أحمد)، فحيث يكون الصدقُ، والوفاءُ، والأمانةُ، والبرُّ، وصلةُ الرحم، والجودُ، والكرمُ، والنجدةُ، والشهامةُ، والمروءةُ، والسماحة، والتيسير، وإمهال المعسر، وكفُّ الأذى عن الناس، وإماطةُ الأذى عن الطريق، وإغاثةُ الملهوف، ونجدةُ المستغيث، وتفريجُ كروب المكروبين، وغير ذلك من صالح الأخلاق يكون صحيحَ الإسلام ومقصده، وحيث يكون الكذبَ، والغدرَ، والخيانةَ، وخلفَ الوعد، وقطيعةَ الأرحام، والفجورَ فى الخصومة، والأثرةَ، والأنانيةَ، وضيقَ الصدر، فانفض يدك ممن يتصف بهذه الصفات ومن تديُّنهم الشكلى، واعلم أنهم عبءٌ ثقيل على الدين الذى يحسبون أنفسهم عليه، لأنهم بهذه الصفات منفِّرون من دين الله، صادُّون عنه بأفعالهم وإن دعوا إليه بأطراف ألسنتهم وما لا يجاوز حناجرهم، وإن زعموا عكس ذلك وأقسموا واجتهدوا، فلا خير فيهم، ولا وزن لقَسَمِهِم.

الإسلام دين العمل والإنتاج والإتقان وعمارة الكون، فحيث يحدث ذلك يكون التطبيق العملى لمنهج الإسلام، وحيث يكون التخلف والكسل والتواكل يكون عدم الفهم أو التقاعس عن التطبيق والامتثال العملى لمنهج الإسلام.

المسلِمُ الحقيقى مفتاح لكل خير مغلاق لكل شر، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «المُسلِمُ من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ وَيَدِهِ» (رواه أحمد)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ، قِيلَ: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: شَرُّهُ" (أخرجه البخارى)، وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قيل للنبى (صلى الله عليه وسلم): يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا خير فيها، هى من أهل النار» قالوا: وفلانة تصلى المكتوبة وتصدق بأثوار، ولا تؤذى أحدا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «هى من أهل الجنة» (أخرجه البخارى).

إن فهم جوهر الإسلام، ومعرفة أسرار رسالته السمحة والوقوف على مقاصده وغاياته السامية وتطبيق ذلك كله فى ضوء مستجدات العصر ومتطلباته، يعد ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المعاصرة وكسر دوائر التحجر والجمود والانغلاق وسوء الفهم وضيق الأفق، كما يعد سبيلاً للخروج من هذا الضيق إلى عالم أرحب وأوسع وأكثر نضجًا ووعيًا وبصرًا وبصيرة وعملا على تحقيق مصالح البلاد والعباد ومرضاة رب الأرض والسماوات. 

 

الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • سر حب الصحابة الفياض للنبي؟.. علي جمعة يوضح
  • الاتحاد الاسيوي يرفض طلب اتحاد الكرة العراقي بتغيير الملعب الذي تقام عليه المباراة مع كوريا الجنوبية
  • حكم مباراة “النصر وضمك” يكشف تفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين رونالدو
  • من هو المستشار العاقل الذي يمكن أن يشير إشارة بهذا البؤس نتيجتها الحتمية أن كل شايقي سيصطف ضدك
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • جوهر الإسلام خير كله
  • ما مفهوم البركة بمعناها المتعارف عليه في الإسلام.. كيف تحل ومتى تذهب؟
  • من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يظهر في صورته؟ 
  • الخارجية الإيرانية: وقاحة الصهاينة بتهديد السيد السيستاني أدت لتنامي غضب المسلمين