لوموند تشجب التخلي الجبان عن لبنان
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
قالت صحيفة لوموند إن إسرائيل تتخذ من وجود أي قائد لحزب الله ذريعة لهجمات دامية في جنوب لبنان، غير مبالية باستهداف قوات حفظ السلام ولا بسقوط المدنيين باعتبارهم خسائر جانبية، وهو ما يعني أن القانون الإنساني الدولي ينهار أمام أعيننا تحت هذه الضربات التي لا تعترف بأي حدود.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أنه لا أحد ينكر على إسرائيل حق الدفاع عن نفسها بعد أن أطلق عليها حزب الله صواريخه من جنوب لبنان تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، دون أن تختار الغالبية الساحقة من سكانه ذلك، مما أدى إلى نزوح آلاف الإسرائيليين من ديارهم في شمال إسرائيل.
ورأت الصحيفة أنه من الضروري وقف إطلاق النار من أجل عودة هؤلاء النازحين إلى ديارهم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن مليون نازح طردوا من جنوب لبنان وخيموا في ظروف مروعة في بلد على حافة الهاوية مشلول سياسيا ومنهك اقتصاديا، لا يختلفون في حقوقهم عن الإسرائيليين.
ومع ذلك، تبدو السلطات الإسرائيلية -حسب الصحيفة- أقل اهتماما بوقف إطلاق النار، ولا تكاد واشنطن تتحدث عنه، إذ تغريها فرصة الانتقام، وإعادة تشكيل المنطقة بالقوة، وذلك ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستفزاز، عندما أعلن أنه سيحول لبنان إلى ميدان من الخراب والدماء مثل غزة إذا لم يثر اللبنانيون على حزب الله.
وخلصت الصحيفة إلى أن إسرائيل مستمرة في التصرف دون رادع وهي مستمتعة بالإفلات التام من العقاب وتواصل الاستيطان دون عوائق في الضفة الغربية المحتلة، وإدارة الحرب التي طالت قلب بيروت، والحصار الذي يخنق غزة منذ 17 عاما، مما يجب أن يثير الكثير من التساؤلات، حسب لوموند.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات
إقرأ أيضاً:
هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
لم يكن اللبنانيون، إلى أي فئة انتموا، يحتاجون إلى الكثير من المعلومات لكي يعرفوا مسبقًا ما سيكون عليه ردّ الرئيس بري، بصفته "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، على الورقة الأميركية للحّل. فهو في النهاية يريد أن يأكل عنبًا، بالتزامن مع سعيه من خلال تنسيقه مع "حزب الله" إلى إبعاد "الناطور" عن الحديقة الخلفية للبنان، وذلك من خلال رفضه ما تضمّنته الورقة الأميركية للحّل من نقاط من شأنها إطلاق يد إسرائيل جوًّا وبرًّا وبحرًا. وهذا ما لا يقبله أي لبناني عاقل. فالقبول بما يمكن أن يطمئن إسرائيل غير وارد، لأن ما يطمئن إسرائيل يتعارض مع السيادة اللبنانية، وهذا ما كانت عليه طبيعة الردّ اللبناني. فالرئيس بري على تنسيق تام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يصرّ على تطبيق القرار 1701 بكل بنوده، بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإعطاء الجيش الدور الأكبر في المحافظة على الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، من دون توسيع لصلاحياتها الأساسية، مع رفض مطلق لما تحاول إسرائيل فرضه بقوة النار، أي أن تمتلك "حق العمل العسكري" متى شاءت. وهذا يعني التنازل عن مبدأ السيادة، وبالتالي التسليم باستباحة مناطق البيئة الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، بحيث يصبح العيش فيها شبه مستحيل. أمّا ما يتعلق بتوسيع اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ القرار 1701 فإن الرئيس بري، ومعه الرئيس ميقاتي، لا يريان أي فائدة في انضمام كل من المانيا وبريطانيا إلى هذه اللجنة الدولية، التي يرأسها جنرال أميركي وآخر فرنسي. ويرى الجانب اللبناني تفعيل عمل اللجنة القديمة بدلًا من توسيعها. وهو لزوم ما لا يلزم. لأن أي زيادة على عمل اللجنة القديمة يعني زيادة على ما نصّ عليه القرار 1701، أي أن يكون مذّيلًا بعلامة +. وهذا ما يرفضه لبنان كأساس صالح لمفاوضات يُعتقد أنها ستكون طويلة وشاقة، مع إصرار على ألا تبدأ هذه المفاوضات إلاّ بعد وقف شامل للنار، إذ من غير المنطقي أن يقبل لبنان بالسير بهذه المفاوضات على وقع الغارات الإسرائيلية، التي تدّك المناطق المستهدفة يوميًا، والتي ينتج عنها المزيد من الضحايا والدمار والخراب. لذلك فإن الاولوية اليوم هي للتفاوض على وقف الحرب، أما ما بعدها فمتروك لنجاح التسوية، ولكن على عكس ما يروج له البعض من أن التسويات تأتي دائمًا على حساب لبنان، الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة عدم وضوح في الرؤية وفي التقدير وبعد النظر. ويرى مراقبون حياديون أن مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، والتي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، مرهون بمدى جدّية استعداد تل أبيب لوقف شامل للنار، وهي التي تؤكد على لسان قادتها والمسؤولين فيها أن الحرب الشاملة والواسعة، التي شنتّها على لبنان منذ شهرين تقريبًا لم تحقّق أهدافها بعد. وهذا يعني أن لا نية لدى حكومة الحرب الإسرائيلية بوقف مسلسل اعتداءاتها قبل أن تضمن عدم تكرار عملية "طوفان الأقصى" بنسخته اللبنانية". ويقابل إصرار تل أبيب على مواصلة اعتداءاتها تمسّك "حزب الله" بخطابه الجماهيري، الذي يرفض التسليم بالأمر الواقع، من خلال ابرازه ما حقّقه من إنجازات ميدانية، حتى أن بعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" يذهبون بعيدًا في مسألة إبراز هذه الإنجازات، التي يعتبرون أنها ستفضي عاجلًا أم آجلًا، إلى تراجع تل أبيب عن شروطها التعجيزية، ومن ضمنها بالتأكيد إبقاء الجنوب ولبنان كله تحت العين الإسرائيلية، مع الإصرار على أن تطورات الميدان الجنوبي لا تسمح لإسرائيل بأن تدّعي النصر وفرض شروطها التي تتناقض مع السيادة. من هنا، فإن "حزب الله"، الذي سلم ملاحظاته للرئيس بري، يحاول أن يرسّخ معادلة جديدة تقوم على التناغم بين الميدان والمسار الديبلوماسي، مع ما يمكن أن يترتب عن هذه المعادلة المعقدة والمكلفة في آن. وهذا ما تفعله أيضًا إسرائيل، التي تسابق دباباتها في الجنوب المسار التفاوضي. المصدر: خاص "لبنان 24"