بعد التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية هل يحتفظ الأسد بحق الرد؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
"توغل إسرائيلي داخل الأراضي السورية" خبر انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل السورية والعربية، في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وقد أفادت مصادر محلية بأن قوة إسرائيلية مصحوبة بعربات مصفحة توغلت إلى داخل الأراضي السورية قرب بلدة كودنة، إلى جانب تل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة الجنوبي، وجرّفت بعض الأراضي الزراعية فيها.
وأوضحت المصادر أن عملية التجريف تمت على امتداد 500 متر بعرض ألف متر أخرى، ثم ضمتها إلى الجانب الإسرائيلي عبر وضع شريط شائك.
التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية أثار كثيرا من التساؤلات والجدل بين رواد العالم الافتراضي، فهناك من شكك بصحة الخبر، وهناك من استغرب من صمت النظام السوري وعدم رده على هذا التوغل، في حين طالب طالب مغردون عرب الموالين للنظام والمعارضين له بالتوحد ومواجهة مشروع التوسع الإسرائيلي في المنطقة.
وتعليقا على هذا التوغل، قال مغردون إن الاحتلال الإسرائيلي لن يجد أفضل من هذا الوقت لتحقيق هدفه بإنشاء دولته الكبرى التي يحلم بها، لأن أغلب الأنظمة العربية تابعة له وتمهد له الطريق، ولسان حالها: نفسي نفسي.
الاسرائيلي يلعب في القنيطره ومحيطها ويستولي على الارض وانتم تلهون وتلعبون .
لماذا عززتم جبهة ادلب ولم تعززو على جبهة الجولان .انا سأجيبك انتم عملاء وشرطي حدود لحماية مصالح وامن اسرائيل صدق رامي مخلوف عندما قال امن اسرائيل من امن سوريا .شيل عميل وحط عميل رحمون رزيل
— يزن ابو قاسم (@yzn_qasm) October 12, 2024
ووجّه سوريون معارضون سؤالا إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد قائلين "سيادة الرئيس المقاوم الممانع، هل تعلم بأن إسرائيل أصبحت متقدمة ومحتلة 500 متر من الأراضي السوري من القنيطرة جبهة الجولان؟ وما زالت الجرافات الإسرائيلية هناك وتعمل على توسيع احتلالها، وجيشك يرسل التعزيزات إلى حلب وإدلب، هل توجد مشكلة لديكم ببوصلتكم لمعرفة عدوكم؟".
السؤال أين الأسد وبراميله؟
نظن لو استمر الوضع هكذا فإن الأسد سيفرّ من دمشق ويسلّمها لإسرائيل في قابل الأيام أو سيبقى بعد وساطة ما ولكن سيعمل كسلطة عباس.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
— Ismail Maatouki (@Ismaatouki) October 12, 2024
وطرح آخرون أسئلة عدة بشأن خبر التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية "أين هي دبابات النظام؟ أين صواريخه؟ أين ترسانته الكيميائية؟ أين طائراته الحربية التي استعملها في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه؟ أم أنها تتوقف عن العمل عند الحاجة؟".
وردا على هذه التساؤلات، أجاب بعض المغردين بالرد الشهير على لسان النظام السوري "نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".
سنوات وإسرائيل تقصف سوريا، ونظام الأسد يقول نحتفظ بحق الرد وسنرد بالزمان والمكان المناسبين، الآن لم تعد إسرائيل تقصف فقط بل قامت أيضًا بتنفيذ عملية توغل بري في ريف القنيطرة الجنوبي وقامت القوة المتوغلة بتجريف أراضٍ زراعية قرب بلدة كودنة على امتداد 500 متر طولًا و1000 متر عرضا.
— ???? Mahmoud saadeh ???? (@mahmoudsaadeh93) October 12, 2024
في المقابل، نفت صحف وقنوات تابعة للنظام السوري خبر التوغل، وقالت إنه لا يوجد أي توغل للاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
واتهم الموالون للنظام السوري المعارضة والصفحات التابعة لها بنشر مثل هذه الإشاعات لزعزعة ثقة الشعب بنظام الأسد ومحور الممانعة.
ونفى هؤلاء الخبر بالقول إن إسرائيل "لم تتوغل بريف القنيطرة"، وإن ما جرى بالضبط هو أن إسرائيل تقوم كل فترة بالدخول إلى المنطقة الدولية العازلة بين شريطي فك الاشتباك بهدف حفر الخنادق، وتجريف السواتر، وإنشاء شريط شائك مزود بأجهزة إنذار مبكرة، وتكرر الأمر مرات عدة خلال السنوات الأخيرة.
لكن هناك سوريون طالبوا أطرافا سورية -سواء كانت معارضة أو موالية للأسد- بالاتحاد ونبذ الخلافات والنظر في الخطر القادم إليهم من إسرائيل، وأشاروا إلى أن الاحتلال يسعى للتوسع على كافة الجبهات بسبب عدم وجود رد حقيقي عليه.
وين الجيش السوري والمعارضة السورية والجيش الحر أو فقط سلاحهم لتدمير بعضهم البعض وكلا منهم يتغنى بالوطنية وو وو نسأل الله أن يقطع الصهاينة الذين يستغلون وضع الأمة التي وصلت إلى حال يرثى له.
— DR.AbuAli (@DRNaifAbuAli) October 12, 2024
وخلال السنوات الماضية نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا في إطار ما تقول إنها حملة لمنع إيران من ترسيخ وجودها العسكري هناك، في حين توعدت السلطات السورية بالرد مرارا دون تنفيذ ذلك على أرض الواقع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإسرائیلی داخل الأراضی السوریة
إقرأ أيضاً:
"لكنّها لا تكفي".. حزب الله يحتفظ بموارد مالية كبيرة
رغم لومه وتحميله المسؤولية عن جرّ البلاد إلى الحرب، إلا أنّ اللبنانيين يتّجهون مُضطرّين إلى حزب الله، الذي لا تزال موارده المالية كبيرة، وذلك بهدف مُساعدتهم في إعادة بناء منازلهم المُدمّرة.
مصاعب نقل الأموالبالمُقابل، تتصاعد مشاعر الغضب والاستياء كون أموال الحزب، وبسبب صعوبات الحصول عليها ونقلها، لا تكفي لإعادة الإعمار وتجديد المباني، وهي بالكاد تُساهم في استئجار شقق للمُتضرّرين، بينما يُعاني بعض سكان الجنوب اللبناني من عدم تمكّنهم من توفير حتى ما يكفي من الطعام.
وذكرت تقارير فرنسية أنّ الركاب القادمين من العراق يتعرّضون لعمليات تفتيش مُتزايدة في مطار بيروت الدولي وفق إجراءات صارمة تهدف إلى منع نقل الأموال الإيرانية إلى حزب الله عبر العراق، وذلك بعد أن تضررت الحركة الجوية بين طهران وبيروت في الأيّام الأخيرة بشدّة خوفاً من التهديدات الإسرائيلية إثر الاشتباه بتهريب ملايين الدولارات من إيران إلى الحزب الذي تدعمه في لبنان.
وكشفت مصادر استخباراتية أنّ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل أموال سراً إلى حزب الله في لبنان عبر مطار بيروت الدولي في الأسابيع الأخيرة.
La reconstruction des zones détruites au Liban sud, dans la plaine de la Bekaa et dans la banlieue sud de Beyrouth, est un enjeu majeur pour le Hezbollah. Sa base chiite a été éprouvée par quatorze mois de guerre, qui ont fait 4 047 morts et 14 655 blessés https://t.co/kvSPnAd9j4
— Hélène Sallon (@helenesallon) February 17, 2025 دمار واسع وتحدّ كبيرورغم إضعاف حزب الله بتصفية قياداته، بما في ذلك زعيمه حسن نصر الله، إلا أنّه بادر على الفور إلى تحريك شبكته التعاونية لمُساعدة الضحايا، بدعم إيراني مُتواصل. وفي أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن الحزب أنّه دفع 400 مليون دولار إلى نحو 140 ألف شخص.
وتُعتبر عملية إعادة إعمار المناطق المُدمّرة الواقعة في جنوب لبنان، في سهل البقاع وضواحي جنوب مدينة بيروت، تحدّياً كبيراً لحزب الله، الذي تضرّرت قاعدته الشعبية خلال 14 شهراً من الحرب، مما تسبب بـِ 4047 قتيلاً و14655 جريحاً، بالإضافة لأكثر من مليون نازح، وحجم دمار غير مسبوق يتجاوز بأضعاف ما خلّفته حرب عام 2006.
وكان البنك الدولي قد قدّر الأضرار المادية في جنوب لبنان بنحو 3.4 مليار دولار، وذلك قبل أيّام من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وفي ذات الوقت، قدّرت حينها مؤسسة جهاد البناء، التابعة لحزب الله والمسؤولة عن إعادة الإعمار، أن أكثر من 45 ألف منزل تمّ تدميره بالكامل في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها. أما عدد الوحدات السكنية التي تمّ تسجيلها مؤخراً بهدف إعادة بنائها أو ترميمها وتجديدها فقد بلغ 268.317 وحدة سكنية في 448 قرية وبلدة.
واعتماداً على حجم الأضرار التي لحقت بالمباني والمنازل، يبلغ متوسط المبلغ المطلوب للمُساعدة 2860 دولاراً لكل حالة، بحدّ أقصى 14 ألف دولار. وهذا المبلغ لا يشمل إعادة الإعمار، بل إسكان الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من القصف.
????️ [#DansLaPresse] Le Hezbollah a versé 400 millions de dollars d’aides à 140 000 personnes, selon al-Akhbar
Les détails ici : https://t.co/SqVIe7slEQ https://t.co/chDFaM6Y4c pic.twitter.com/EzrQZnBWM6
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، تمكّن البعض من سحب أموال ترميم مساكنهم من القرض الحسن، المؤسسة المالية التابعة لحزب الله، والتي أعادت بشكل جزئي تشغيل فروعها التي قصفتها إسرائيل.
وتعليقاً حول الطلبات الكثيرة من اللبنانين لإعادة إعمار بيوتهم، قال هيثم زيات، وهو مهندس مدني يُشرف على مناطق جنوب نهر الليطاني لصالح شركة "جهاد البناء"، إننا "نعمل في المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع".
ونقلت صحيفة "لو موند" الفرنسية شهادات عن بعض سكان جنوب لبنان، قولهم إنّ حزب الله أعطى بعضهم 8 آلاف دولار لاستئجار شقق سكنية، إلا أنّ آخرين أبدوا استيائهم من بطء تنفيذ التعويضات التي وعد بها الحزب لإعادة الإعمار.
???? Soupçon de financement du Hezbollah par l’Iran :
▫️Par l'intermédiaire des Américains, Israël a informé l'État libanais qu'il ciblerait l'aéroport de Beyrouth si l’Airbus iranien de Mahan Air atterrissait au Liban.
▫️Les vols entre Beyrouth & Téhéran restent suspendus. https://t.co/qHpXGzZXf0 pic.twitter.com/zgl76PnwhU
ويشعر ممثلو حزب الله بالارتباك من عدم القدرة على التصرّف والتعامل مع السكان الغاضبين، فالدمار واسع النطاق، والحزب لا يملك ما يكفي من المال. ويشتكي مُزارعون لبنانيون قائلين "لقد قاموا بتأجيل دفع الشيكات مرّتين".
وتُعتبر مؤسسة جهاد البناء، ومؤسسة القرض الحسن، أكبر الجمعيات التي ترفع تقاريرها مباشرة إلى حزب الله، وتسعى مع جهات أخرى إلى تسريع عملية حصر الأضرار، وتقييم التكاليف، وتسديد التعويضات، إلا أنّ صعوبات وصول الأموال الإيرانية تُقيّد مساعيهم على نحوٍ كبير.