سودانايل:
2025-03-25@22:12:05 GMT

خطاب حميدتي تحت مبضع جراحي التحليل السياسي

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

وجد الخطاب الذي وجّهه الجنرال حميدتي، مساء الأربعاء الماضي، اهتماماً كبيراً من جمهور الداخل والخارج والمراقبين والمحللين المحليين والإقليميين، بجانب أطراف الحرب والقوى المنخرطة فيها. ورغم دعوات تجاهل الخطاب التي ظهرت في جانب من معسكر الحرب، والادعاء بأنه لم يعد مهماً، فإن ردود الفعل عليه تثبت أنه تمتع بمشاهدة ومتابعة عاليتين.



بعد لحظات من نشر الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعي، انهالت على المنصات والمنابر محاولات قراءة الخطاب وتحليله، بقدرات وإمكانيات مختلفة بالتأكيد؛ بعضها دخل إلى عملية التحليل ولديه موقف مسبق؛ مؤيد أو معارض، وأجندة معدّة مسبقاً. رغم ذلك فإن هناك نقطة اتفاق وإجماع بين الكثيرين؛ إما أنها مكتوبة بشكل مباشر وإما بشكل غير مباشر، وهي أن التساؤلات حول حياة وموت حميدتي قد توارت بعيداً أو اختفت تماماً. في المرات السابقة كانت السوشيال ميديا تنفجر بالجدال والنقاش حول حياته وموته، ويعود للناس الحديث عن الذكاء الاصطناعي والروبوتات. هذه المرة ابتدأ المعارضون والمخالفون والمؤيدون والمحايدون من نقطة أنه حميدتي، ثم سجلوا مواقفهم.

ولعل ما ساهم في ذلك أن حميدتي تخلى هذه المرة عن الخطابات الجامدة والمكتوبة باللغة الفصحى، والتي كان يجد صعوبة في قراءتها، وفضّل الرجل الخروج عن ذلك والحديث بطريقته البسيطة غير المرتبة والمرتبكة أحياناً، فعرفه السودانيون وقالوا إنه هو بشحمه ولحمه.

اختلف الناس حول تلخيص الخطاب ومغزاه، وحاول البعض القول إنه إعلان بالهزيمة والاستسلام، ودليل على ضعف وتراجع قدرات «قوات الدعم السريع»، والحقيقة أنه واحد من أخطر الخطابات منذ بداية الحرب، بغض النظر عن التقييمات المختلفة لموقف «الدعم السريع» على الأرض.

الرجل أقر بالهزيمة في منطقة «جبل موية»، وهي قد تبدو مجموعة قرى صغيرة، لكنها نقطة تلاقي طرق ذات أهمية استراتيجية، لكنه انطلق من ذلك لمرحلة جديدة في إعلان المواقف، فقد تبنى خطاباً قبلياً وجهوياً غير معهود، أو كان يتجنبه من قبل، ثم وجّه بعض الاتهامات لأفراد بالاسم من الحركة الإسلامية والقيادة العسكرية، وعبر عن غضب شديد قد ينعكس في مغامرات عسكرية خلال الأيام المقبلة، ثم خرج من الحذر الذي كان يغلف مواقفه من بعض القوى الإقليمية والدولية فوجّه اتهامات لمصر بالمشاركة في الحرب ضده كما انتقد بعض القوى الإقليمية والدولية.

المؤكد أنه ليس خطاب استسلام وإعلان الهزيمة، ربما تكون تلك رغبة البعض، لكن الاتكال على الرغائبية لن يقود للقراءة الصحيحة، وربما تعقب الخطاب عملياتٌ عسكرية كبيرة، وحتى انتحارية تزيد من تعقيد الأوضاع على الأرض ومن معاناة السكان المدنيين. كما أن عملية التجييش القبلي والإثني ستزداد وتيرتها بدرجة تزيد من خطورة الأوضاع وتؤدي لانقسام مجتمعي أكبر يكون مقدمة للتقسيم السياسي أو الإداري، خاصة مع غياب أي إشارة للتفاوض والسلام.

واتهام حميدتي مصر بالمشاركة في الحرب عبر سلاح الطيران المصري، يمثل نقطة تحول في علاقات «الدعم السريع» الإقليمية والدولية. لدى حميدتي تحفظات على الدور المصري الذي ظل داعماً للبرهان طوال الفترة الانتقالية، لكنه لم يرغب في الدخول في صراع مباشر، وربما ليس قادراً على ذلك. وحتى بداية الحرب فقد ارتبطت بوجود القوات المصرية في قاعدة مروي العسكرية، وهي قصة معروفة انتهت بأسر الجنود المصريين مع بداية الحرب، ثم تسليمهم لبلادهم.

وظل حميدتي يشكو في اللقاءات الخاصة من الدعم المصري لبرهان، لكنه احتفظ في الوقت نفسه بشعرة معاوية مع مصر، ولم ينتقدها علناً إلا هذه المرة. لكن حميدتي يتحدث الآن عن مشاركة في القتال بطلعات سلاح الجو المصري، وهو أمر يحتاج لأدلة وبراهين لم يقدمها حتى الآن.

نحن أمام مرحلة جديدة سيصاحبها تصعيد عسكري من الجانبين، وخفوت صوت الدعوات للسلام والتفاوض، وارتباك في العلاقات مع الأطراف الإقليمية والدولية، وربما تغيير في التحالفات مع ظهور محور إقليمي جديد «مصر - إريتريا - الصومال». وإذا جمعنا ذلك مع انزواء الدور الأميركي مع الدخول في المرحلة النهائية للانتخابات الرئاسية، وانشغال المجتمع الدولي بالأحداث في لبنان وغزة، فإن السودان سيواجه مرحلة مخيفة وسط تجاهل إعلامي كبير. وإن لم تتحرك الكتلة المناهضة للحرب باستراتيجية وشعارات جديدة وعمل على الأرض وحراك إقليمي ودولي كبير، فلن يفعل ذلك طرف آخر، وسيصبح السودان غنيمة لأحد طرفي الحرب  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإقلیمیة والدولیة

إقرأ أيضاً:

الهولندي فان باستن أسطورة دمرها خطأ جراحي

ولد أسطورة كرة القدم الهولندية ماركو فان باستن عام 1964 في مدينة أوترخت، وكان مقدرا له أن يصبح واحدا من أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم.

وبدأ فان باستن مسيرته مع أياكس أمستردام، إذ لعب أول مباراة احترافية له عام 1982، عندما دخل بديلا للأسطورة يوهان كرويف وسجل هدفه الأول.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لاعبو أميركا الجنوبية الأعلى قيمة سوقية في 2025list 2 of 2المبلغ الضخم الذي يكسبه رونالدو مقابل كل ظهور إعلانيend of list

ولم يكن ذلك سوى بداية رحلة رائعة، فقد تألق مع أياكس مسجلا 128 هدفا في 133 مباراة، وذلك ما جعله محط أنظار كبار الأندية الأوروبية مثل ريال مدريد وبرشلونة، لكنه اختار الانضمام إلى ميلان الإيطالي حيث صنع التاريخ.

ومع "الروسونيري"، لعب فان باستن 202 مباراة وسجل 125 هدفا، مساهما في تحقيق العديد من الألقاب، بينها الدوري الإيطالي 3 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرتين.

هدف فان باستن الخارق

أما على الصعيد الدولي، فقد لعب 58 مباراة مع المنتخب الهولندي وسجل 24 هدفا، وكان أحد أبرز المساهمين في تتويج هولندا بكأس أوروبا عام 1988، إذ سجل أحد أجمل الأهداف في تاريخ البطولة في النهائي ضد الاتحاد السوفياتي.

Marco Van Basten with one of the most iconic Euro goals!pic.twitter.com/FNAZvkmPfV

— 90s Football (@90sfootball) June 16, 2024

إعلان

وفاز فان باستن بالكرة الذهبية 3 مرات (1988، 1989، 1992)، كما حصل على الحذاء الذهبي الأوروبي عام 1985 وجائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا عام 1992، لكن بعد حصوله على هذه الجائزة اتخذ قرارا غير كل شيء في مسيرته.

بداية المعاناة

عانى فان باستن من آلام في كاحله استمرت مدة طويلة، وقرر الخضوع لعملية جراحية في ديسمبر/كانون الأول 1992، رغم معارضة طبيب الفريق ودعوات ميلان لتأجيلها إلى الصيف.

وأُجريت الجراحة على يد طبيب سويسري وعده بالعودة خلال 6 أسابيع، لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعا، فقد شعر بألم شديد بعد العملية، ولم تتحسن حالته مع مرور الوقت.

وحاول فإن باستن العودة إلى الملاعب قبل نهائي دوري الأبطال عام 1993، لكنه لعب وهو يعاني، ولم يستطع مساعدة فريقه أمام مارسيليا الفرنسي الذي فاز باللقب.

فان باستن لعب 202 مباراة مع ميلان وسجل 125 هدفا (الجزيرة)

وبعد المباراة، اتبع فان باستن نصيحة طبيب بلجيكي أجرى له عمليه جراحية في كاحله، بعدما أخبره باكتشاف أخطاء في العملية السابقة لسلفه السويسري، واعدا إياه بتنظيف كاحله بشكل أفضل.

ولم تتحسن حالة النجم الهولندي بعد تلك العملية ومرت شهور عدة بعدها جرب خلالها كل الحلول، من العلاج بالإبر إلى الأعشاب الصينية، لكن دون جدوى.

وفي يونيو/حزيران 1994، خضع فان باستن لجراحة باستخدام جهاز "إليزاروف"، حيث تم تثبيت 22 مسمارا في ساقه لمحاولة علاج المشكلة.

لكن الفترة التي تلت الجراحة كانت كابوسا، إذ عانى من آلام لا تُحتمل، وحرارة مرتفعة، وليال بلا نوم. وبعد إزالة الجهاز، أصبح غير قادر على المشي دون ألم.

اعتزال ووداع

ومع مرور الوقت، أدرك فان باستن أن حلمه في العودة إلى الملاعب انتهى. وبعد عامين من الغياب، قرر أن الوقت قد حان لإعلان اعتزاله.

وفي مؤتمر صحفي، قال جملته الشهيرة "الإعلان سيكون قصيرا.. قررت بكل بساطة اعتزال كرة القدم".

إعلان

وفي 18 أغسطس/آب 1995، وقف فان باستن أمام 80 ألف مشجع في ملعب سان سيرو ودعوه بحزن، بينما كان هو نفسه غير قادر على استيعاب ما يحدث.

17/08/95

Marco van Basten retired from Football and waved Goodbye to San Siro. His Final Game coming in 1993 (aged just 28) pic.twitter.com/kjnT31nvCb

— My Greatest 11 (@MyGreatest11) August 17, 2023

وقال حينئذ "كانت الآلام في كاحلي لسنين، لكنها اختفت اليوم. في الواقع، ذهبت كل الآلام. أشعر بالذهول، كأنني لست هنا بنفسي".

وهكذا، انتهت مسيرة أحد أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم بطريقة لم يكن أحد يتوقعها. لكن إرثه لم يُمحَ، وظل اسمه محفورا بين أساطير اللعبة، كنجم أمتع الجماهير بموهبته، ورحل عن الملاعب قبل أوانه بسبب إصابة قاسية.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يكشف عن نقطة التمركز الجديدة لقوات الدعم السريع في الخرطوم ويتوعد بالحسم
  • أحمد سليمان: تعلمنا من واقعة الإنسحاب أمام الأهلي ولم نعترض على الحكم المصري
  • نتنياهو يعلق على تمرير الميزانية.. فماذا يعني ذلك لمستقبله السياسي؟
  • طالبات عمانيات يتأهلن للمنافسة في التحليل المالي على مستوى آسيا
  • الحرب على لبنان غير مستبعدة… والتصعيد السياسي يخدم حزب الله
  • وزير المعادن يؤكد تراجع الدعم السريع عن إسقاط الفاشر ويسخر من خطاب حميدتي
  • الهولندي فان باستن أسطورة دمرها خطأ جراحي
  • وزير الإسكان: كل الدعم للوصول إلى رؤية محددة لتصدير العقار المصري
  • ????- لو أن هناك عاقل حول حميدتي فان افضل نصيحة يقدمها له الان (..)
  • لا تلتفتوا ولا تصدقوا هرتلات حميدتي