كتب الأستاذ الجامعي د.محمد عبد الحميد
مع دنو مركب العمر من مشارف المرسى النهائي الذي أبحَرَ منه مؤملاً في نهايةٍ بآمال تراءت في المدى ثملةٌ بالنجاح ونشوانة بتحقيق الغايات ، فقد ظن أنه قد حقق حلمه الأبدي على أرض أجداده ببناء مهنة، وعلاقات أفقية ينتدي بها مع الرفاق والصِحاب، وأسرة مستقرة، وربما بالتأكيد - كمنتهى الأماني - قبرٌ يضم الرفاة المنهكة.
مهلاً يا صديقي ولا تحزن فالإنسان لا يأخذ الدنيا غلاباً. لكنها ويا لسخريتها تسوقه أنى شاءت مغلول الخطو. مسلوب العقل. ومنسحق الإرادة..
فصبرٌ جميلٌ.. إنها عاقبة الحرب لا يبلغ معها حاجة مَن أُوتي بسطة في الجسم. أو رجاحة العقل، ولا يمكن أن يستكثر فيها من الخير حتى مَنْ هُتِكت له حُجُب الغيب، ذلك أن الحرب في الأصل لا خيرٌ فيها. فهي لا تني تخلط البداية بالنهاية. و تطمس ما إستقبل فيما إستدبر.. إذن فإرحل إن شئت الرحيل، وأبدأ كأنما الحياةُ ستبدأُ غداً.
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البطريرك الراعي: الصلاة في زمن الصوم بمثابة "رفع العقل والقلب إلى الله"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في رسالته السنوية الخامسة عشرة للصوم الكبير، وجَّه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوةً للمؤمنين لاعتبار هذا الزمن "مسيرة جماعيّة" نحو التجدد الروحي، مستذكرًا مثال المسيح الذي صام أربعين يومًا كـ"مقاومةٍ للمجرب".
وأكّد أن أركان الصوم الكبير – الصيام، الصلاة، والصدقة – تُشكِّل وحدةً متكاملةً لتحقيق التوبة والعودة إلى الله
أوضح البطريرك في رسالته، التي نُشرت عبر الصفحة الرسمية للبطريركية المارونية على فيسبوك، أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام من منتصف الليل حتى الظهر، بل هو "علامة توبة وندامة عن الخطايا"، وفرصةٌ لـ"ولادة جديدة" تُمحى فيها الحياة القديمة المشوّهة.
وذكّر بأن الصوم يُمكّن المؤمن من مشاركة المسيح في "صيامه وحياته وآلامه"، كما يُعزِّز التضامن مع المحتاجين
ركّزت الرسالة على أن الصلاة في زمن الصوم يجب أن تكون "رفع العقل والقلب إلى الله"، وليست طقوسًا شفهيةً فارغة.
وحذّر البطريرك من أن الصلاة تفقد قيمتها إذا كان القلب "بعيدًا عن الله"، مشيرًا إلى أنها "شركةٌ مع الخالق" وعلاقةٌ تُجدّد الإيمان بعطاياه.
دعا البطريرك المؤمنين إلى ممارسة الصدقة كـ"فعل محبّة" يُشرك الآخرين في الخيرات المادية والمعنوية، مؤكدًا أن التقاسم يُضعف الأنانية ويُحرّر من "عبادة المال"، التي وصفها بـ"السراب" البعيد عن السعادة الحقيقية.
واستشهد بالكتاب المقدس: "بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فبي فعلتم" (متى 25: 40).
اختتمت الرسالة بالتأكيد على أن الصوم الكبير هو "زمن مقدّس" للعودة إلى الله عبر سر التوبة، الذي أسّسه المسيح برحمته، مشددةً على أن هذه المسيرة الجماعيّة تُعيد بناء العلاقة مع الخالق والإخوة معًا.