بدلا من أن نجتهد ونجتهد في إيقاف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية يحلو للبعض منا ( أن ينكشو ) في الماضي ويبعثروا محتوياته ويتجادلوا الي حد الاقتتال في مواضيع عفا عليها الزمن مثل ( الحزب الشيوعي نحروه ام انتحر ) ( هل هي ثورة ام انقلاب ) ... ياهؤلاء الذين ضيعتم عمركم المديد في تناول الأيديولوجية الشيوعية بتفاصيلها المملة ومكاتبها السياسية والسكرتير العام للحزب الشيوعي الروسي وافراخه الصغار في البلدان الدائرة في فلكه والتبعية التي تجعل المريدين لموسكو يصل بهم الاستلاب إلي درجة أن الوطن عندهم يصبح أرض الاغتراب وان الحزب الشيوعي هو ( بابا وماما ) .

..
في بلادنا الحبيبة التي لم يري بعض أهلها القطار سمعنا في بعض جهاتها من يهتفون ( شيوعيون , طبقيون ، امميون ومناضلون ) وبعضهم احتفل بعيد ميلاد لينين وهم لايعرفونه إن كان قوقازيا ، أوكرانيا أو من جزيرة ( بدين ) ...
ماذا استفدنا من البلاشفة والمناشفة والبشاكير والاحرامات وقطع الغيار والقياصرة ومن كبير المزارعين ( صاحب الحذاء المشهور الذي ضرب به منصة المنظمة العالمية مما جعل وزير خارجيته الذي مازال في الخدمة يخجل نيابة عنه وعن الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو واليمن الجنوبي وانجولا وموزمبيق وكل أحزاب اليسار في أوروبا وكل الذين يسبحون عكس التيار في اليمين المتطرف ...
لم نستفد من هذه الباقة الحمراء الاقحوانية غير تخريب الاقتصاد في بلادنا بالتاميمات وكثرة الشعارات والاحالات للصالح العام والعنف الثوري وازدهار الشعر ( المكلوج ) المتمرد علي مقامات
الخليل بن احمد الفراهيدي ...
ولا نقول عن أبناء عمومتهم المتاسلمين غير ما قلناه عنهم فهما وجهان لعملة واحدة جاءت بذرتهما من الخارج لتوضع هذه البذرة رغما عنا في أرضنا الطيبة الطاهرة وأخرجت البذرتان شجرتين ملعونتين تنتجان ابالسة وشياطين وجن احمر وجن كلكي ومذبحة قصر الضيافة وفض الاعتصام ووصول الدولار الي ٢ مليون جنيه رغم أن جنرال البحرية ابو صلاح بن دولار قال ( لولا أننا وصلنا في الموعد المناسب لوصل الدولار الي عشرين جنيها ) ...
يا شعبنا الأبي الكبير تعرفون جيدا أننا كانت لنا أحزاب نعم انها طائفية لكن بها رجال أفاضل يزينهم عقل وخلق رفيع وكان التداول للسلطة يتم في سلاسة ويسر وكانت الحياة رغدة والسفر الي لندن كان ارخص من مشوار حافلة مهلهلة بين الشهداء ام درمان وميدان جاكسون في الخرطوم ...
ويوم ظهر فينا الشيوعيون والمتاسلمون وتسللوا الي جيشنا الوطني وزرعوا فيه جراثيمهم أصاب الجيش الوهن وأصابه عمي الالوان فصار يري الثوار في الظلام ويعجز عن فرز العدو الحقيقي الذي لايريد خيرا للعباد ...
منذ أن أطل علينا الشيوعيون والمتاسلمون كنا نري بوضوح النار تحت الرماد ويخشي أن يكون لها ضرام ولكن الشعب سكت وانتشر الطوفان والطوفان المضاد ونشط توم ضد جيري وجيري ضد توم وانتقلت الجراثيم لاهل العلم والجامعات صارت تهتم بالتجييش وأركان النقاش ووادي عبقر وسوق عكاز ووصل بنا الحال الي أن يخون الأستاذ مهنة الانبياء ويمنح درجات النجاح لطلاب لم يجلسوا اصلا للامتحان لأن الأوامر صدرت إليه من الحزب الحاكم بأن يقوم بالواجب مع الطلاب الذين أرسلوا للمحرقة في الجنوب الذي انتهي به المطاف للانفصال رغم كل هذه الدماء التي تدفقت من شرايين فلذات أكبادنا الذين غذوهم بالوهم ...
مازلنا نصر أن الأولوية يجب أن تمنح لإيقاف للحرب وان يتقدم أنصار الايداوجيات المستوردة بالاعتذار للشعب ونخص الشيوعيين والإسلاميين وهما الاكثر إيذاءا لأهلنا الطيبين ...
نريد من الايدولوجيتين المثيرتين للجدل أن يخرج القياديين فيهما الي وسائل الإعلام ويعلنوا بالفم المليان أنهم نادمون ( وسافين التراب ) وأنهم يعلنون التوبة ( لي حبوبة ) علي رأس الأشهاد وأن كل طرف منهم سيفك الارتباط مع الخارج يعني تاني مافي تركيا ولا ماليزيا ولا إيران وافغانستان ولا موسكو طبعا بكين صارت اقرب للإسلاميين منها الي الشيوعيين وهذا من عجائب السياسة السبعة وتقلباتها وقد قلنا لكم أن المصلحة هي الأهم أما الحب فقط تبكي عليه النساء ...
بعد التوبة والاعتذار من جانب الايدولوجيتين وارجاع الحقوق لأصحابها والندم علي مافات والتعهد بعدم العودة للجرائم مرة اخري هنا فقط تتم عملية العدالة الانتقالية وتتحقق الوحدة الوطنية ويمكن أن تصبح البلاد من أقصاها إلى أقصاها علي قلب رجل واحد وهذا ما ينقصنا ... أما روسيا وامريكا والصين وإيران ودول الإقليم والدول الكبري فكل هؤلاء ( الفيهم مكفيهم ) وهم لهم من المشاكل بعدد الرمل والحصي وحتي يخففوا الضغط علي أنفسهم يصدرون الثورة للخارج ويحاربون إسرائيل من أراضي الدول العربية وهذه هي إيران كما تعرفون اسد علي وفي الحروب نعامة وهي اليوم ترتجف من ضربة إسرائيلية موجعة وصارت تجقلب وتنادي باعلي صوتها ( يا امريكا ويا السعودية الحقوني ) ...
في الاتحاد قوة ... تابي الرماح إذا اجتمعن تكسرا ... واذا افترقن تكسرت احادا ...
سيبونا من حميدتي ( عاملين ليهو راس وقعر وهو زول مسكين تعبان ساكت وقد تمدد علي حساب أهل الحل والعقد والعلماء والأدباء والمثقفين ومستودعات الرأي وقد تركوا له الوطن فباض وافرخ ... وحتي لو لم يمتلكوا السلاح فإن الكلمة هي أقوي سلاح ويمكن تكوين كتائب الرأي والفكر علي وزن كتائب الجهاد والكر والفر .
ايها المثقفون ، ايها النخبة شوفوا شغلكم وكفاكم سلبية وانزواء وانكفاء فالاجيال القادمة سوف تلعنكم لو ظللتم متمسكين بالحكمة الصينية... لا اري ... لا اسمع ... لا اتكلم ...
كفي تبعية بعضكم للجيش... انتم من يقود الجيش بالحكمة ليؤدي مهمته في حراسة الحدود وحراسة الدستور وأن لا تشوبه أي شائبة من مليشيات أو لوردات حرب.

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ماذا قال أوباما عن الرجال السود الذين سيصوتون لترامب بدلا من كامالا هاريس؟

(CNN)--  قال الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، الخميس، إن الناخبين الذين "يشغلون باله كثيرا"هم الرجال السود. 

وأضاف أوباما، في تصريحات خلال ظهور مفاجئ في مكتب حملة نائب الرئيس كامالا هاريس في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسيلفانيا أن ما يشغله كذلك نقص الطاقة الذي قال إنه "يبدو أكثر وضوحًا لدى الإخوة".

وتابع مخاطبا الناخبين السود: "أنت تفكر في الجلوس أو دعم شخص لديه تاريخ في تشويه سمعتك، لأنك تعتقد أن هذا علامة على القوة، لأن هذا هو ما يعنيه أن تكون رجلاً؟ هل تقلل من شأن النساء؟ هذا غير مقبول".

وكان أوباما في بيتسبرغ لحضور أول سلسلة من الفعاليات الانتخابية التي تهدف إلى زيادة الدعم لهاريس وإثارة المزيد من الحماس بين الناخبين خاصة الرجال السود.

وذكر باراك أوباما أنه كان يفكر في ما يمنعهم من التصويت لها، وذلك لأنها "تدرك نشأتها وهي تعاني وتخوض تجارب مماثلة، وتريد أن تقاتل من أجلها".

مقالات مشابهة

  • القرصان المبتسم يعود لبلاده.. من هو حمزة بن دلاج الذي روع العالم؟
  • ‏البكيري: سالم الدوسري من اللاعبين الذين يُضرب بهم المثل .. فيديو
  • أجمل الأدعية: هدايا من القلب للأحباء الذين رحلوا
  • السوداني: ضرورة التكاتف لمواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة اليوم
  • بصليات من الصواريخ.. هذا ما استهدفه حزب الله صباح اليوم
  • «المرهقون».. لمحة من اليمن الذي نتمنى أن يعود «سعيدًا بحق وحقيق»!
  • من هو وفيق صفا.. الشبح الذي تطارده إسرائيل؟
  • ماذا قال أوباما عن الرجال السود الذين سيصوتون لترامب بدلا من كامالا هاريس؟
  • من هو وفيق صفا الذي زعمت اسرائيل اغتياله؟