كيف يزيد تصعيد إسرائيل بالمنطقة حظوظ ترامب الانتخابية؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
واشنطن- يعمل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على استثمار الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي في لبنان والمنطقة لتعزيز حظوظه بالانتخابات الرئاسة المرتقبة، معتبرا أن العالم كان في حالة من السلام خلال فترة حكمه، وأن "ضعف" إدارة الرئيس جو بايدن أدى إلى حروب في الشرق الأوسط.
في الوقت ذاته، وعلى مدار العام الماضي، كررت إدارة بايدن دعواتها لمنع نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط، خوفا من أن تُجر الولايات المتحدة إليها أو أن تربك الاقتصاد العالمي والأميركي.
ووضعت واشنطن منع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هدفا معلنا لها منذ اليوم الأول للحرب، وهو ما فشل بجدارة مع وصول العدوان إلى لبنان، وتدخل الحوثيين اليمنيين والمليشيات الشيعية العراقية في الصراع، ناهيك عن الضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة، والتي يمكن أن تتسع.
وينتظر العالم رد إسرائيل على هجوم إيران الأخير عليها، حيث قصفت طهران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري إسرائيل بـ180 صاروخا، وساعدت الولايات المتحدة على إسقاط معظم هذه الصواريخ.
وفيما أكدت إسرائيل أنها ستقوم برد قوي ومؤثر، وعد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، بأنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" على إيران، وقال إن بلاده "ستعمل مع إسرائيل" لضمان حدوث ذلك، فيما بدا وكأنه تهديد بعمل عسكري أميركي إسرائيلي مشترك ضد إيران.
مزيد من الأصواتبالنسبة لترامب، يعمل اتساع الصراع لصالحه بعدة طرق، فدعمه الثابت لإسرائيل، والذي تجسد في نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ودعم سياسات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، يعزز مكانته بين نسبة متزايدة من الناخبين المؤيدين لإسرائيل، خاصة بين الإنجيليين واليهود.
وصوت لترامب 81% من الإنجيليين و23% من اليهود في انتخابات 2020، ويأمل أن يمنحه التصعيد المزيد من أصوات هاتين الفئتين للفوز في عدد من الولايات الحاسمة مثل ويسكونسن وبنسلفانيا.
في الوقت ذاته، لا يحتاج ترامب إلى القلق بشأن عزوف الناخبين المسلمين عن التصويت له، وهو ما يسمح له بمضاعفة الخطاب الذي يروق لقاعدته كمرشح سيقف بحزم مع إسرائيل ضد أعدائها.
وفي حديث مع الجزيرة نت، يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وعضو الحزب الجمهوري بيتر روف، إن معظم الأميركيين لا يفكرون في تفاصيل سياسة الأمن الخارجي والقومي عند اختيار كيفية التصويت في السباق الرئاسي بل يفكرون بعبارات أوسع، من قبيل: هل يبدو المرشح ضعيفا أو عدوانيا وسيعرّض سلامة البلاد والجنود للخطر؟
وأضاف روف أن "الأزمة الحالية في الشرق الأوسط، والتي يبدو أنها تتصاعد كل يوم، مصدر قلق وطني. قد يساعد ذلك الرئيس السابق دونالد ترامب، المؤيد لإسرائيل، على كسب الدعم المالي والسياسي من الأشخاص المؤثرين الذين يكون قلقهم بشأن أمن إسرائيل على رأس قائمة الأشياء التي تحدد عطاءهم السياسي، وكيف سيصوتون، وكيف سيشجعون أصدقاءهم وعائلاتهم على التصويت".
مع ذلك، استدرك روف أنه قد لا يكون لذلك تأثير كبير على النتيجة، ويرجع ذلك أساسا إلى أن هؤلاء الأشخاص ربما كانوا بالفعل مع ترامب قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويتفق جيريمي ماير، البروفيسور بكلية السياسة والحكومة في جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا، مع الطرح السابق، ويرى أن "تصاعد أزمة الشرق الأوسط يدفع بعض الناخبين والمانحين اليهود بعيدا عن هاريس ونحو ترامب".
ويقول ماير إنه على الرغم من أن بايدن كان داعما بشدة لإسرائيل، لا سيما بالمقارنة مع القوى الغربية الأخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا التي كانت أكثر انتقادا للهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، فإنه لا يمكن أن يكون داعما كما ترغب إسرائيل، ولا يمكنه التغلب على سجل ترامب الكبير في دعم إسرائيل، فقد أعطى ترامب إسرائيل بشكل عام، وحركة المستوطنين الراديكاليين على وجه التحديد، كل ما يريدونه تقريبا.
وخلص إلى القول "اليوم، تعد روسيا وإسرائيل من الدول القليلة التي ستكون مفعمة بالحيوية المطلقة إذا فاز ترامب".
مفاجأة أكتوبرعلاوة على ذلك، يقول الأكاديمي الأميركي إنه يمكن لترامب الاستفادة من الفوضى في الشرق الأوسط لتعزيز انتقاده لإخفاقات السياسة الخارجية لإدارة بايدن-هاريس. وبينما تتبادل إيران وإسرائيل الهجمات، يمكن لترامب أن يجادل بأن السلام والاستقرار الذي حققه خلال سنوات حكمه الأربع، انهار خلال سنوات حكم بايدن ونائبته ومنافسته هو كامالا هاريس.
ويرى البروفيسور ماير، أن اتساع الصراع والتصعيد في الشرق الأوسط بمثابة "أخبار جيدة لترامب". مضيفا أن "التوترات والأزمات العالمية خطيرة بما فيه الكفاية بحيث تدفع الناخبين للتصويت ضد هاريس".
وفي كل مرة تجري فيها انتخابات رئاسية في أميركا، تثور تكهنات حول "مفاجأة أكتوبر" المحتملة التي تقلب السباق، مع بقاء أسابيع أربعة فقط قبل التصويت. وبحسب مراقبين، قد يكون التصعيد بين إسرائيل وإيران هو مفاجأة هذه الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث سيكون ترامب هو المستفيد بلا شك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
توقعات بـ نمو الاقتصاد المصري بنسبة 5% خلال العام المالي 2026/2025
تتوقع فيتش سوليوشنز أن ينمو الاقتصاد المصري خلال السنة المالية الجارية 2024 - 2025 بنسبة 3.9%، ذلك قبل أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي لمصر نمواً بنسبة 5.0% في السنة المالية المقبلة 2026/2025، مقابل 5.1% في السابق.
وذكرت «بي إم آي»، وحدة الأبحاث التابعة لـ فيتش سوليوشنز في تقرير حديث اطلعت عليه «الأسبوع»، أنها تتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4.5% في السنة المالية 2027/2026، وبنسبة نمو 4.3% خلال العام المالي 2028/2027، ذلك قبل أن يسجل الاقتصاد في مصر نمواً بنسبة 4.1% بالعام المالي 2029/2028.
نمو الاقتصاد العالميونوهت إلى أن آفاق الاقتصاد العالمي تدهورت بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي بعد أن أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية كبيرة على جميع شركائها التجاريين الرئيسيين تقريبًا.
وقالت: «نقدر أن متوسط معدل الرسوم الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة قد ارتفع عشرة أضعاف ليصل إلى حوالي 25%، ونتيجةً لذلك، خفّضنا توقعاتنا لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي لعام 2025 من 2.5% في مارس إلى 2.1% في أبريل، مسجلين بذلك أبطأ وتيرة نمو عالمي منذ عقدين، باستثناء جائحة كوفيد-19 والأزمة المالية العالمية، وتشمل التعديلات الرئيسية الولايات المتحدة من 1.9% إلى 1.2%، والصين من 4.5% إلى 4.0%، وألمانيا من 0.6% إلى 0.1%».
نمو اقتصادات الأسواق الناشئةورجحت المؤسسة أن تشهد الأسواق الناشئة نمواً كلياً بنسبة 3.5% في العام 2025، قبل أن يرتفع نمو تلك الأسواق بنسبة 3.9% خلال العام المقبل 2026.
النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقياوتري فيتش سوليوشنز أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سينمو بنسبة 3.2% بالعام المالي الجاري، ذلك قبل أن تشهد المنطقة نمواً بنسبة 3.8% في 2026.
وقالت فيتش سوليوشنز: «قمنا بمراجعة توقعاتنا لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2025 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 3.5% إلى 3.2%، وكان أكبر تعديل لتوقعاتنا للمملكة العربية السعودية من 4.4% إلى 3.8%، والإمارات العربية المتحدة من 5.1% إلى 4.6%».
أثر الرسوم الجمركية على الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وتابعت، «يعد التعرض المباشر للرسوم الجمركية في الشرق الأوسط منخفضًا جدًا في معظم دول المنطق، فقليل من اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُصدر الكثير إلى الولايات المتحدة، وحتى تلك التي تُصدر ستواجه تعريفة جمركية مُخفضة نتيجة للإعفاءات على الهيدروكربونات، ويُعد الأردن، المُصدر للمنسوجات، استثناء في هذا الصدد».
وقالت فيتش سوليوشنز، «شكلت التحولات الجذرية في السياسة التجارية الأمريكية، التي أعلن عنها في أبريل، صدمة لمعظم المستثمرين، إلا أن التأثير السلبي على الأسواق المالية في الأسواق الناشئة كان أقل مما توقعه معظمهم».
وأردفت، «بينما ضعفت معظم أسواق الأسهم في الأسواق الناشئة خلال الشهر الماضي، كانت الانخفاضات طفيفة للغاية، حيث انخفض عدد قليل منها بنسبة 3.0%».
وأفادت فيتش سوليوشنز، «أن التحول الطفيف في عملات الأسواق الناشئة - والتي كان من المتوقع أن تنخفض بشكل حاد على خلفية أنباء التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات - يرجع إلى حد كبير إلى الضعف المفاجئ للدولار الأمريكي.»
وأكملت، «أن التحول في السوق الذي سيكون له أكبر تأثير على معظم الأسواق الناشئة هو الانخفاض الحاد في أسعار النفط».
وتابعت فيتش «لقد عدلنا توقعاتنا لسعر خام برنت لعام 2025 من متوسط 76 دولارًا أمريكيًا للبرميل إلى متوسط 68 دولارًا أمريكيًا للبرميل».
وبينت أن ذلك «سيكون التأثير الأكبر والسلبي على كبار مصدري النفط - وكان هذا هو السبب الرئيسي وراء قيامنا بمراجعة توقعاتنا بالخفض لمعظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.»
وفي الصدد مالت توقعات فيتش سوليوشنز نحو النمو الكلي للاقتصادات المتقدمة بنسبة 1.1% بالعام 2025، وبنسبة نمو 1.2% في العام 2026.
نمو الاقتصادات المتقدمةوقالت فيتش: «خفّضنا توقعاتنا لنمو الأسواق المتقدمة لعام 2025 من 1.6% إلى 1.1%، حيث لا تزال المخاطر التي تواجهها توقعاتنا لعام 2025 تميل في الغالب نحو الانخفاض، لا سيما بالنسبة للاقتصادات التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بالولايات المتحدة، مثل كندا وكوريا الجنوبية».
وتابعت، «إضافة إلى ذلك، تواجه الاقتصادات المعتمدة على التصنيع، مثل إيطاليا وألمانيا، مخاطر نمو مرتفعة بشكل ملحوظ، وحتى الاقتصادات التي تربطها علاقات تجارية مباشرة محدودة بالولايات المتحدة، مثل دول منطقة اليورو الأصغر، ستواجه تحديات في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بسبب ضعف الطلب العالمي وتشديد الأوضاع المالية، إلى جانب تزايد حالة عدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين في ظل بيئة تجارية عالمية متقلبة.»
اقرأ أيضاًبنك ناصر يفتح فروعه الخميس لصرف معاشات شهر مايو
بنك نكست يخفض أسعار الفائدة على الودائع المدفوعة مقدما
بعد الخفض 2%.. كم تبلغ أسعار الفائدة على شهادات الادخار في بنكي مصر والأهلي؟