انتخابات برلمان الإقليم وحظوظ الحزب الديمقراطي الكردستاني
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
بقلم : سهاد الشمري
مع قرب إجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق، والتي طال انتظارها، الجميع أمام لحظة تاريخية، ومفصلية تقتضي وتوجب من الكل ،عدم تفويت هذه الفرصة المهمة ، والالتزام بالمشاركة الفاعلة، والتصويت لمن قدّم ، وخدم ، وضحّى ، وناضل من أجل نيل الحقوق الدستورية لشعب الإقليم الصامد بوجه الصعاب .
نعم يجب ان يعطى الصوت لصاحب القرار، والذي لا يقبل بحلول ترقيعية، بل واجبات مقدمة ومستحقة لهذا الشعب المضحي، على عكس الاخر والذي تجرّد من مبادئه ، وفضّل مصلحته الشخصية على المصالح العامة ، وراح يستجدي الأصوات من هنا وهناك ، لأنه يعلم علم اليقين أن لا حظوظ تذكر له بهذه الانتخابات .
وبالتأكيد ستكون قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي جاءت بالرقم (190) هي الأكثر قبولاً وتعاطياً لدى الشارع الكردستاني، باعتبارها رمزاً للتحدي والنهضة ، والعمران
كما وإنها تمثل قائمة الشهداء والمضحين والمؤنفلين، والذين قدموا دمائهم قرباناً لنيل الحرية ، والخلاص من قمع الدكتاتورية ، ونرى ومن باب الواجب الوطني والأخلاقي تكريم قائمة (البارتي) من خلال الدعم ، والإدلاء لها ، والتي كانت ومازالت وستبقى ، هي المتصدرة والمدافعة عن حقوق الكُرد العادلة
والواضح والذي لا غبار عليه، أن البعض لا يريد هذا الازدهار ، والنمو ، بل يعمل جاهداً وبكل الأدوات لتقويض هذا الإقليم ، من خلال التقليل من هذه الإرادة والعزيمة الصلبة ، وثنيها وبأية وسيلة .
ومع كل ما يراد للإقليم، كانت إرادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، هي الأقوى، لأنها خططت ونجحت بنقل الإقليم الى العالمية، وأصبح وجهة مئات الالاف من الداخل والخارج، كل هذا يدفع الكردستانيين للتصويت لها، مما يمكّن الحزب من أن يقود المرحلة المقبلة ، لأنهم الاجدر بهذه القيادة ، لمواجهة التحديات القادمة .
وقد أثبتت كل الوقائع أن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الأفضل بين كل الأحزاب الكردستانية ، من حيث التعامل مع الازمات بعقلية رجل قادر على تذويبها وإيجاد الحلول الناجعة لها ، وهو السيد مسعود بارزاني الذي يحترمه الصغير والكبير ، لما يملك من قدرة كبيرة باحتواء الأزمات ، وقادر على حماية مصالح شعب كوردستان .
إن التصويت بالمفهوم الوطني هو ليس (حق) بل هو (واجب) وواجب كبير يقدّم لمن يصون هذا الصوت ، ويترجمه ، لأفعال كبيرة لا أقوال كما يفعل الغير .
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی الکردستانی
إقرأ أيضاً:
عقل القلوظة الديمقراطي
بصورة عامة، لا تبالغ في التعميم، نلاحظ أن شرائح واسعة من الطبقة السياسية السودانية وقادة الرأي العام يتمتعون بعقل فساد ميتافيزيغي بامتياز. وهنا لا أقصد الدين بمعناه المعروف بل أقصد الدوغما والعجز عن مراجعة الأفكار والمسلمات علي ضوء أدلة جديدة.
العقل المتزن الباحث عن الحقيقة المعلوماتية والأخلاقية علي إستعداد دائم لتعديل أفكاره ومعتقداته علي ضوء الحقائق التي تتجدد يوميا. أي أنه يرجع للواقع كما هو لتصحيح أفكاره. أما العقل الفاسد فيمتلك معتقدات صمدية يؤمن بها أيمانا دينيا غير قابل للمراجعة. ولو ناقض الواقع الموضوعي أفكاره لا يراجع تلك الأفكار بل يسعي لقلوظة الحقائق الموضوعية حتي تتواءم مع أفكاره المسبقة النهائية غير القابلة للتعديل لانها عقيدة علمانية، أو دينية، لا فرق.
علي سبيل المثال، في بدايات هذه الحرب اللعينة قلنا أن هروب السكان من أي بلدة يقترب منها الجنجا معلومة في غاية الأهمية لفهم أن هذه الحرب ضد الشعب وليست ضد الكيزان أو الجيش حصريا.
ساء أحد دعاة المدنية والعلمانية والحداثة ما يراه من هروب الشعب من جحافل الجنجا إلي مناطق سيطرة الجيش. وبدلا من أن يراجع فهمه لطبيعة الحرب في كونها حربا ضد الدولة وضد المواطن الذي لا علاقة له بجيش ولا كيزان قرر ذلك الرجل أن يقلوظ الصورة الذهنية للواقع فأفتى بان المواطنين يهربون من قراهم بسبب القصف الجوي من قبل الجيش وليس بسبب اقتراب أو دخول الجنجا.
ولكن ما حدث بعد ذلك هو هروب المواطنين من عشرات القري التي لم تقترب منها لا طائرة ولا كودندارة تابعة للجيش. هربوا لانهم خافوا من الجنجا ومن الإغتصاب و الإذلال. ولكن ذلك الرجل إطلاقا لم يراجع الفتوي التي قلوظ بها الصورة الذهنية للواقع لانه لم يخرج باحثا عن الحقيقة بل باحثا عن مبررات نظرية لمسبقات دينه “المدني الديمقراطي” الفاسد الذي يختزل الفضيلة في النيل من كيزان وجيش بالحق أو بغيره، لا فرق. أما عنف الجنجويد والغزو الأجنبي، فتلك قضايا جانبية .
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب