من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي .. فطّوم حيص بيص
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
#فطوم_حيص_بيص
من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 11 / 5 / 2017
كان بيتنا مكوّنٌ من غرفتين وعريشة واسعة ودالية قريبة مغرقة في الخضرة، وكان صوتها نغمة رمضان الأشهى الذي لا يكتمل بدونها..أنا من جيل تربّى على صوت «نجاح حفيظ» أو فطّوم حيص بيص في مسلسل صحّ النوم.. كما تربّينا على صوت المطر المثابر، كنت في لحظة ما أتعاطف مع «غوار الطوشة» الذي يتمنّى أن يحظى بقلب فطّوم ولو مرّة، وكنت أغار من رزانة واتزّان حسني البورزان المثقف الواعي الذي لم تصطده شباك الحب بعد، فهو مجرّد نزيل في غرفة أوتيل صحّ النوم، لكنّه مواطن مقيم في قلب فطّوم الطيبة.
صوتها وهي تلفظ كلمتها المعتادة «حسّونتي» لا يرحل ولا يهرم مهما مرّت الأيام أو توالدت القنوات أو ارتفعت الأوتيلات الزجاجية في السماء، فهي تمثّل مبيت المسافرين، ومحطّة القادمين إلى الشام، وواحة العاشقين الذين أضاعوا الطريق إلى الحبيبة.
مقالات ذات صلة محللون عسكريون يحذرون: ماذا سيحدث لو استمرت الحرب؟ 2024/10/13أنا من جيل أحبّ فطوم لتبقى «فطّوما» تلك المرأة التي تحبّ بصمت ولا تبالغ في المصارحة أو تسعى إلى الإيقاع بشتى السبل، كما أنها لا تفكّر بالانتقام ممن تحب ان فشلت قصّة حبّها، تلك المرأة التي ما زال يعجبها الرجل المتّزن والواعي والمثقف وان كان فقيراً أو نزيلاً أو باحثاً عن هجرة إلى البرازيل.. ربما نحن أحببنا فطّوم حيص بيص لأننا أحببنا الزمن الذي عرفناها فيه عندما كان كل شيء بسيطا وطبيعياً وخال من التعقيد وقابل للحياة.. أحببنا الأبيض والأسود عندما شاع «التلوّن» في حياتنا.. أحببنا المقالب عندما كانت مجرّد مقالب بريئة لا يموت فيها أحد.. وأطلقنا ضحكات تطلع هكذا شفافة وسهلة لا تحتاج الى جهد او سيناريو وحوار أو حبكة.. الضحكة هي النهاية الوحيدة التي لا تحتاج إلى حبكة مؤلف أو نظرة مخرج.
لقد فرغ تماماً «أوتيل صحّ النوم «..مات « نهاد قلعي» حسني.. ومات «ياسين بقوش» ومات «رفيق السبيعي» أبو صياح.. ومات «عمر حجّو» ومات «خلدون المالح».. وأخيراً ماتت «فطوم حيص بيص» نجاح حفيظ.. لم يبق في حارة كل من أيده إله الا «الطوشة».. لم يبق في الحياة كلها الا «الطوشة»..
مع اقتراب رمضان.. أحزن عندما تفرغ الشاشة كما تفرغ الحياة من الأمهات الطيبات.. فطوم حيص بيص كانت «نغمة رمضان» فهي أم، مهنتها الحب ولا شيء غير الحب!..
#104يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
حميدتي وقع في ورطة اخري حين قال ان القوات تموضعت في ام درمان
خطاب حميدتي اليوم نفي بشكل قاطع و أكد عدم وجود اي اتفاق او تفاهم او تقاسم للنفوذ علي السودان، كما روج البعض لتخفيف اثر الصدمة والهزيمة علي حليفهم للتغبيش علي انتصارات الجيش
– الخطاب اقرار ناعم بالهزيمة في الخرطوم
– حديثه عن ان قرار الانسحاب قرار جماعي يعكس ما تلمسه هو شخصيا من تصدع في جدار الثقة وسط القوات ودعاوي التخوين
– حميدتي وقع في ورطة اخري حين قال ان القوات تموضعت في ام درمان وغدا عندما يخرجهم الجيش من ام درمان ماذا سيقول لقواته..
– يبدو ان هناك حلقة حول حميدتي تعكس له واقعا مغايرا لحقيقة الاحداث علي الارض وتمارس معه تضليلا منذ اليوم الاول في الحرب عندما اكدوا له السيطرة علي مطار مروي ومطار بورتسودان ومطار الابيض وعلي الفاشر وغيرها من المدن وخرج هو وصرح بذلك في اول يوم للحرب.
– خرج حميدتي لينفي كل التحليلات عن اتفاق بالسماح بالخروج لقواته وعدم ضربها وعن ضغوط دولية او اقليمية ..
– يبقي ان الذي حدث في الخرطوم هزيمة كاملة كما اقر حميدتي ووعد بالعودة كوعوده بالعودة الي جبل مويا ومدني ووعده بعدم الخروج من القصر الجمهوري..
– الجيش سمح بخروج المنسحبين كتقدير عسكري لكي لا يطيل امد الحرب في الخرطوم..
– عيد سعيد علي جنودنا البواسل الذين جعلوا الفرح بهذا العيد ممكنا وعيد سعيد علي شعبنا الصابر
النور صباح