«مدينة السلطان هيثم».. هندسة عمرانية وموروث حضاري على أرض عُمان
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
«أيقونة عمرانية.. وإرث للمستقبل .. وهدية من السلطان» كلها أوصاف أطلقها العُمانيون على مدينة السلطان هيثم، المشروع العلاق الذي دشنه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان ليكون «واجهة حضارية ذكية مستدامة» تحمل بين جنباتها أصالة وعراقة الماضي، وتطلعات الحاضر، وعناصر الاستدامة للمستقبل.
في نهاية شهر مايو من العام الماضي، دشن «السلطان هيثم بن طارق»، مدينة السلطان من داخل قصر البركة العامر، لتكون بمثابة نموذجا جديدا لبناء المدن المستدامة تحاكي الحياة العصرية وتطلّعات الشباب في سلطنة عُمان.
تنفذ سلطنة عمان مشروع مدينة السلطان هيثم، في ولاية السيب في مسقط، التي تشتهر بموقعها المتميز على خليج عُمان، على بعد كيلومترات من الشمال العربي من مسقط، تمزج في تصميمها بين البيئة العصرية تتبنى أنماط الحياة المستدامة والرؤية الهندسية المعمارية والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري.
ويحظى مشروع مدينة السلطان هيثم التي تنفذها سلطنة عُمان، -لتكون نموذجًا للمدن المستقبلية ووجهة جاذبة ومعززة للاستثمار- باهتمام واسع من كافة قطاعات وجهات السلطنة، باعتبارها انعكاس لرؤية السلطان هيثم بن طارق لنهضة عمان متجددة، التي أسسها مع اللبنات الأولى لـ «رؤية عمان 2040».
ووفقا لوزير الإسكان والتخطيط في سلطنة عمان الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، فإن مدينة السلطان هيثم، خُطّطت على مساحة تقارب 15 مليون متر مربع متر مربع، تخطيطًا عمرانيًّا مستدامًا، تضم 20 ألف وحدة سكنية تنوّعت بين فلل منفصلة، وفلل شبه متصلة، وتاون هاوس، وشقق.
ويهتم مشروع مدينة السلطان هيثم بالمساحات الخضراء، التي تظهر بصورة جلية على المجسم التفصيلي للمدينة، إذ توزعت المساحات الخضراء على مليونين و900 ألف متر مربع، لضمان تحسين جودة الهواء في المدينة، ولتصبح متنفسا حضاريا.
وتتماشى مدينة السلطان هيثم مع رؤية عمان 2040، التي تمثل خارطة طريق شاملة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في السلطنة، وتهدف عمان من خلال تلك الرؤية إلى تعزيز الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الابتكار، وتمكين الشباب، وتعزيز الجودة الشاملة للحياة في البلاد. وتعد «مدينة السلطان هيثم» جزءاً محورياً من هذه الرؤية الطموحة.
وتعد مدينة السلطان هيثم، نموذجًا للمدن المستقبلية ووجهة جاذبة ومعززة للاستثمار، ونقلة نوعية في التصميم الحضري والتخطيط العمراني ، ووسيلة لتحقيق متطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي والحفاظ على الموروث الثقافي للأجيال القادمة، وتشكل نموذجًا فريدًا لمستقبل المدن العمانية، إذ تحتوي على عناصر جاذبة للعيش والإقامة والاستخدام.
وينظر المختصون في التخطيط العمراني، ومن قبلهم العُمانيون لمدينة السلطان هيثم، على أنها رمز للتقدم والازدهار، وتجسيد حي لرؤية مستقبل عمان المشرق، وعلى أنها مدينة تحمل في طياتها آمال وتطلعات الأجيال القادمة، وتعكس التزام السلطنة بتقديم أفضل حياة ممكنة لمواطنيها.
وبحسب وزير الإسكان والتخطيط العماني فإنه جرى تخطيط المدينة لتسع 100 ألف نسمة، وتضم 20 ألف وحدة سكنية تتوزع على 19 حيا متكاملا بمختلف المرافق والخدمات التي تلبي حاجات القاطنين، ويبلغ عدد مرافق الرعاية الصحية في المدينة 11 مرفقًا مختلفًا، فيما يبلغ عدد المدارس بالمدينة 39 مدرسة، تنوعت بين الحكومية والخاصة والشاملة لجميع المراحل الدراسية.
ولضمان الاستدامة باعتبارها أول مدينة ذكية مستدامة في سلطنة عمان يرتكز مشروع مدينة السلطان هيثم على 12 معيارًا عالميًا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش بدءًا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولًا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة، وهي أهداف تم على أساسها تقييم المخطط الرئيسي للمدينة.
واعتمدت مدينة السلطان هيثم على تصاميم ذكية ومتكاملة توفر مستويات غير مسبوقة من الخصوصية في الوحدات السكنية، وتقديم مجموعة من الخيارات التي تجمع بين الكثافة العالية والمنخفضة لتتماشى مع كافة مستويات الدخل وتتجاوب مع المتغيرات المناخية وتنسجم مع التطورات المستقبلية؛ حيث تم تصميم البنية الأساسية بمرونة هندسية تراعي التكيف المطلوب لاحتياجات النمو السكاني مستقبلا، وتكلفة الصيانة.
وتحتوي مدينة السلطان هيثم على مسارات للمشاة والدراجات لتنويع أساليب التنقل الصحي فيها، وتراعي استدامة البيئة من خلال استخدام الطاقة المتجددة والتدابير الخاصة بحفظ المياه ومعايير البناء المستدامة للحفاظ على البيئة، إضافة إلى طابعها الاجتماعي المعزز للتفاعل والاتصال بين أطياف المجتمع من خلال المساحات المشتركة وتصاميم الأحياء السكنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السلطان هيثم بن طارق الطاقة المتجددة سلطان عمان مدينة السلطان هيثم سلطنة عمان مشروع مدینة السلطان هیثم سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تحتفل باليوم الدولي للمرأة والفتيات في ميدان العلوم
نظمت اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ممثلة بدائرة قطاع العلوم اليوم احتفالا بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتيات في ميدان العلوم، والذي جاء تحت شعار "صوتها في العلوم" لإبراز جهود الباحثات العُمانيات في المهن العلمية، وتسليط الضوء على أبرز قصص النجاح للنساء العمانيات في ميدان العلوم على المستويين المحلي والعالمي، وتحفيز الفتيات والشابات إلى الالتحاق بالمهن العلمية وتعزيز قدرتهن على تحقيق النجاح، والارتقاء بدورهن كقائدات ومبدعات في مجالات العلوم والتكنولوجيا. رعت الحفل المكرمة الدكتورة شمسة بنت مسعود الشيبانية عضوة مجلس الدولة، بحضور الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ومجموعة من الباحثات العُمانيات في مختلف التخصصات والمجالات العلمية.
وأشار بدر بن سليمان الحارثي مساعد أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة وزارة التربية والتعليم إلى دور المرأة في المجالات العلمية المختلفة الذي توج بحصول أكثر من أربعين امرأة على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب، مؤكدا أن منظمة اليونسكو تعمل على تعزيز المسيرة المهنية للعالمات والباحثات من خلال جائزة لوريال- اليونسكو للنساء في مجال العلوم، وهي جائزة تمنح من أجل مكافأة الباحثات على أعمالهن العلمية وذلك من خلال تعزيز قدرة الدول على توفير تعليم العلوم والتكنولوجيا بطريقة ترمي إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث حصلت عدد من الباحثات العُمانيات على جائزة - لوريال اليونسكو للمرأة في مجال العلوم زمالة الشرق الأوسط خلال الأعوام الماضية.
بعدها قدمت فاطمة بنت محمد اليحمدية رئيسة قسم المنح والجوائز باللجنة ورقة عمل بعنوان "دعم الباحثات في الشرق الأوسط: مبادرة منح لوريال اليونسكو للمرأة في العلوم"، والتي تهدف إلى دعم وتشجيع الباحثات في مجالات العلوم المختلفة، وتوفير منح مالية للمساهمة في أبحاثهن العلمية، وتعزيز مكانة المرأة في مجالات البحث والابتكار، وإنشاء شبكة تواصل بين الباحثات العربيات والمجتمع العلمي الدولي.
كما تضمن الحفل جلسة حوارية بعنوان "رحلة ملهمة: دور المرأة في تشكيل مستقبل العلوم والتكنولوجيا"، شاركت فيها متحدثات شابات من مختلف القطاعات الوطنية، للحديث عن تجاربهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ومناقشة أهمية التنوع والشمول في تعزيز الابتكار العلمي، وإلهام الجيل القادم من الفتيات لدخول مجالات العلوم.
واستعرضت مجموعة من النساء مسيرتهن المهنية وتطلعاتهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وقالت الدكتورة عاتكة بنت يحيي الحسنية أخصائية برامج بحثية وابتكارية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: سعدت بالمشاركة في هذا اليوم المميز الذي يتم فيه الاحتفاء بدور المرأة في العلوم من خلال الجلسة الحوارية المثرية والتي تبرز دور المرأة العمانية وما وصلت إليه من إنجازات في مجال العلوم، وقد بدأت مسيرتي المهنية في مجال العلوم في المرحلة الجامعية الأولى من خلال دراسة تخصص الكيمياء بجامعة السلطان قابوس ومن ثم الحصول على منحة من الجامعة في ذات التخصص لدراسة الماجستير، بعدها التحقت بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة لدراسة الدكتوراه في مجال الأحياء الجزيئية وعلوم المواد والتي تكللت بتصميم وتشغيل 4 نماذج أجهزة لدراسة بلورة البروتينات تحت المجال الكهربائي لرفع جودة البلورات والتي تُوجت بمساهمات علمية قيد النشر ومشاركات في عدة مؤتمرات تخصصية في البلورة أهمها مؤتمر البلورة الصناعية والجمعية البريطانية للبلورة.
وقالت المهندسة شيخة بنت محمد السيابية، مديرة إدارة الطلب على الشبكة في الشركة العمانية للاتصالات: رحلتي في مجال الاتصالات كانت مليئة بالتحديات، حيث إن هذا المجال متنوع ومتجدد بشكل مستمر، ولتحقيق النجاح فيه من الضروري أن أكون على دراية مستمرة بالتطورات التقنية والابتكارات الحديثة، وبدأت رحلتي بالتعلم الأكاديمي، ثم انتقلت إلى التدريب العملي والبحث في كل ما هو جديد في هذا المجال، مضيفة إن أبرز إنجاز خلال مسيرتي المهنية حصولي على منصب قائد في عالم تكنولوجيا الاتصالات وخاصة في مجال تصميم وتخطيط شبكات الهاتف المتنقل العالمي، حيث إنه عمل يحتاج للشجاعة والقوة والعديد من الإمكانيات لقيادة عدة فرق من كل مجالات الشبكة معظمها من المهندسين الشباب، كما عملت مع الفريق في مشروع الجيل الخامس حيث تعد عمانتل أول شركة اتصالات في سلطنة عمان تقوم بإنشاء شبكة الجيل الخامس حيث تمكنت عمانتل من تحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال.
وأفادت الدكتورة شذى بنت محمد العامرية، أستاذ مساعد بقسم الحاسب الآلي بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس: رحلتي الأكاديمية بدأت منذ 2007 في مجال التكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكانت متنوعة مليئة بالتحديات والفرص، والمميز في هذا المجال هو السعي لتطوير المهارات والمعارف لمواكبة التحديث المستمر، مشيرة إلى أن أحد الإنجازات هو اختيار تخصص شبكات الحاسوب والأمن السيبراني، لأنه مجال أرى قدراتي فيه وشغفي وله قيمة تعود بالنفع علي وعلى من حولي. ودخولي السلك الأكاديمي إنجاز بحد ذاته لاتساع دائرة التأثير والأمانة الملقاة على عاتقنا في تعليم جيل ليكونوا منافسين في قطاع التكنولوجيا محليا وعالميا. ومن أهم الإنجازات حصولي على المركز الأول في المسابقة البحثية في التأمينات الاجتماعية عن ورقة بحثية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الأكتوارية عام 2021. وحصلت على شارة التميز الرقمي في الأبحاث في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عام 2023، كما حصلت على أفضل ورقة بحثية في مؤتمر دولي عام 2025 في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي.
وذكرت الدكتورة خلود بنت موسى مديرة إدارة الطلب على الشبكات بالشركة العمانية للاتصالات عمانتل قائلة: لم يكن الطريق سهلا وممهدا في مسيرتي بمجال العلوم والهندسة، حيث بدأت بدراسة هندسة الميكاترونكس وبسبب بعض العوائق لم نتمكن من إكمال التخصص للبكالوريوس ولكن كنت مصرة على إكمال المسير فقمت بتغيير التخصص للهندسة الميكانيكية وكنت الفتاة الوحيدة التي تدرس هذا التخصص في ذاك الوقت، وتخرجت بدرجة البكالوريوس هندسة ميكانيكية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، بعد ذلك أكملت المسير العلمي وحصلت على الماجستير في الهندسة من جامعة كوينزلاند التقنية، ومن أهم إنجازاتي المهنية مشاركتي في 14 مؤتمرا دوليا في عدة دول أوروبية وأمريكية وجنوب أفريقيا وتمت دعوتي كمتحدث رئيسي في واحدة منها، وقمت بنشر بعض الأوراق العلمية خلالها، وعملت كباحث زائر في جامعة بريتوريا في جنوب أفريقيا وأكبر إنجاز هو فوزي بالجائزة الوطنية للبحث العلمي في مجال الطاقة والصناعة في النسخة الـ11، بالإضافة إلى فوزي بجائزة أفضل بحث عملي في مؤتمر نقل الحرارة السابع عشر في بريطانيا.