كيف اُستخدمت قنابل مارك 84 الأميركية لتدمير مستشفيات غزة؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أنه في الفترة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أسقط الجيش الإسرائيلي جوا مئات القنابل شديدة التدمير تزن الواحدة منها ألف كيلوغرام ولديها القدرة على إتلاف البنية التحتية للمستشفيات وقتل أو التسبب في إصابات خطيرة على بعد مئات الأمتار على مقربة من المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة.
واستنتج الباحثون الذين قاموا بالدراسة أن إسرائيل استخدمت "نمطا ممنهجا لإسقاط قنابل مارك-84 الضخمة بالقرب من المستشفيات بما يكفي للتسبب عمدا في أضرار جسيمة وإصابات ووفيات"، موضحين أن "الأضرار التي تلحق بالمستشفيات بسبب هذه الذخائر وغيرها تكون لها آثار فورية وطويلة الأمد على صحة الفلسطينيين في قطاع غزة".
وتأتي الدراسة تأكيدا إضافيا على ما هو واضح لكل ذي عينين من الاستهداف المتعمد للمستشفيات في غزة، وهو ما رصد في أكثر من حالة، وعلى رأسها استهداف المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في حي الزيتون جنوب مدينة غزة في ساعات الليل الأولى من 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد ضربت ساحة المستشفى التي كان فيها العشرات الجرحى ومئات النازحين، وأغلبهم من النساء والأطفال.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية "بلوس" فرع الصحة العامة العالمية، فقد استخدم الباحثون بيانات جغرافية مكانية متاحة للجمهور لتحديد المستشفيات في قطاع غزة ودمجوها مع تحقيقات صور الأقمار الصناعية التي أجرتها شبكة "سي إن إن" وصحيفة نيويورك تايمز بشأن عدد وقرب الحفر التي تركتها قنابل "مارك 84" الأميركية في قطاع غزة خلال تلك الفترة.
وفي المجموع، تضمنت البيانات 36 مستشفى و592 حفرة قنبلة، فحص العلماء مدى قربها من تلك المستشفيات.
(الجزيرة) ما هي "مارك-84″؟"مارك-84" قنبلة تقليدية أميركية الصنع، وتعد أحد فروع سلسلة "مارك-80" من فئة القنابل العامة التي صممت للاستخدام في العديد من الطائرات العسكرية ولأغراض متعددة، بما في ذلك استهداف البنية التحتية.
وتنتج هذه القنبلة انفجارا هائلا يمكنه تدمير الهياكل الكبيرة وإحداث فجوات كبيرة في الأرض، ويمتد تأثير الانفجار الناتج عنها إلى محيط كبير جدا، مع قوة ضغط شديدة، مما يجعلها قنبلة فعالة في استهداف الهياكل الكبيرة والقوية.
وتعد "مارك-84" من القنابل الغبية، أي أنها لا تحتوي على نظام توجيه، وتعتمد فقط على الجاذبية وتوجيه الطائرة، وبالتالي فهي في الأساس قنابل "سقوط حر" وتتبع مسارا قوسيا بعد إطلاقها، وهي بذلك أقل دقة من الذخائر الموجهة الحديثة، خاصة عند إسقاطها من ارتفاعات عالية.
ونظرا لافتقارها إلى تكنولوجيا التوجيه المتطورة فإن إنتاج القنابل الغبية أرخص مقارنة بالقنابل الموجهة، مما يغري بعض الدول باستخدامها على الرغم من الخسائر المتوقعة في صفوف المدنيين.
والواقع، أن أحد التقارير الاستخباراتية الأميركية كان قد بيّن أن نصف القنابل التي استخدمتها إسرائيل في ضرب غزة -وهي منطقة مزدحمة بالسكان- كانت من هذا النوع، مما يعني نية مسبقة لاستهداف المدنيين.
(الجزيرة) حفر كبرىووجد الباحثون في دراستهم أن 9 مستشفيات قيد الدراسة كانت على بعد 360 مترا من حفر القنابل، وهو مدى مميت يحتمل أن يدمر المستشفى تماما.
وعلى الجانب الآخر، كانت 30 مستشفى قيد الدراسة على بعد 800 متر من حفرة القنبلة، وهو مدى لا يدمر المستشفى لكن يؤدي إلى تدمير البنية التحتية وإيقافه عن العمل.
ووجد الباحثون أن 21 و23 حفرة قنبلة كانت على بعد 800 متر من مستشفيين فقط، وكانت هناك 7 حفر قنابل على بعد 360 مترا من مستشفى واحد، مما يعني استهداف متعمد لهذه المستشفيات.
وقد وجدت الدراسة أن 38 قنبلة من فئة "مارك-84" قد انفجرت بالقرب من المستشفيات في منطقة الإخلاء التي حددتها إسرائيل لسكان غزة.
تأتي الدراسة تأكيدا إضافيا على ما هو واضح لكل ذي عينين من الاستهداف المتعمد للمستشفيات في غزة (وكالة الأناضول) قنابل أميركيةهذه البيانات تؤكد على أن طائرات الاحتلال استهدفت المستشفيات عن عمد وليس عشوائيا، بغرض تدمير البنية التحتية للقطاع وحرمان السكان من الخدمات الأساسية.
وبحسب تقرير بحثي صدر مؤخرا عن جامعة براون الأميركية، بلغ إجمالي الإنفاق الأميركي على العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار، ولا يزال الرقم في تزايد.
وقال الباحثون أن هذا التقدير متحفظ، لأنه يشمل تمويل المساعدات الأمنية المعتمدة والتمويل التكميلي للعمليات الإقليمية والتكلفة الإضافية المقدرة للعمليات، ولكنه لا يشمل أي تكاليف اقتصادية أخرى، ويوضح الفريق البحثي أنه "ليس سوى جزء من الدعم المالي الأميركي المقدم خلال هذه الحرب".
ويشمل هذا الرقم 17.9 مليار دولار وافقت عليها الحكومة الأميركية مساعدات أمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وأماكن أخرى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو أكثر بكثير من أي عام آخر منذ بدأت الولايات المتحدة في منح المساعدات العسكرية لإسرائيل في عام 1959.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإنه منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نقلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 14 ألف قنبلة من طراز "إم كيه-84" إلى إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول 2023 البنیة التحتیة قطاع غزة على بعد فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل - مارك زوكربيرغ يعلن تغييرات جذرية في سياسات فيسبوك.. ما هي؟
أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، في خطوة لافتة، تغييرات جوهرية في سياسات مراقبة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للشركة، بما في ذلك فيسبوك وإنستغرام. تهدف هذه التعديلات إلى تعزيز حرية التعبير وتقليل الرقابة، مع التركيز على القضايا الأكثر خطورة.
استبدال مدققي الحقائق بملاحظات المجتمعأوضح زوكربيرغ في مقطع فيديو نُشر على حسابه أن الشركة ستتخلى عن نظام مدققي الحقائق الحالي، وستستبدله بنظام "ملاحظات المجتمع"، مشابه لما هو معمول به على منصة "إكس" (تويتر سابقًا). يتيح هذا النظام للمستخدمين إضافة تعليقات وسياقات إلى المنشورات المثيرة للجدل، مما يعزز الشفافية ويقلل من التحيز.
تقليص الرقابة والتركيز على القضايا الحرجةأشار زوكربيرغ إلى أن الشركة ستقلل بشكل كبير من مستوى الرقابة على المحتوى، مع زيادة التوصيات المتعلقة بالمحتوى السياسي. ستركز "ميتا" جهودها على مكافحة القضايا الأكثر خطورة، مثل الإرهاب والاحتيال ومواد الاستغلال الجنسي للأطفال، مع تجنب التدخل في المواضيع السياسية المثيرة للجدل مثل الهجرة أو الهوية الجنسية.
نقل فرق الإشراف على المحتوىكجزء من هذه التغييرات، ستنقل "ميتا" فرق الإشراف على المحتوى من كاليفورنيا إلى تكساس، بهدف تقليل التحيز وضمان تطبيق سياسات أكثر حيادية. يُتوقع أن يسهم هذا الإجراء في تعزيز الثقة بين المستخدمين والمنصة.
ردود الفعل والتحديات المحتملةأثارت هذه التغييرات ردود فعل متباينة. ففي حين يرى البعض أنها خطوة نحو تعزيز حرية التعبير وتقليل الرقابة المفرطة، يخشى آخرون من احتمال زيادة انتشار المعلومات المضللة والمحتوى الضار. من جهته، أشار زوكربيرغ إلى أن هذا التغيير قد يؤدي إلى انتشار بعض المحتوى السيء، لكنه أكد أن الهدف هو استعادة حرية التعبير على المنصات.
تأثير التغييرات على المستخدمينومن المتوقع أن تؤثر هذه التعديلات على تجربة المستخدمين بطرق متعددة. قد يلاحظ المستخدمون زيادة في تنوع المحتوى وظهور آراء مختلفة، مما يعزز النقاش المفتوح. في المقابل، قد يتطلب الأمر مزيدًا من الوعي والتمييز بين المعلومات الموثوقة وتلك المضللة.
وتُعد هذه التغييرات التي أعلنها مارك زوكربيرغ تحولًا كبيرًا في نهج "ميتا" تجاه إدارة المحتوى على منصاتها. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية المستخدمين من المحتوى الضار، وهو ما ستكشفه الأيام القادمة مع تطبيق هذه السياسات الجديدة.