حمّل المفكر الفلسطيني منير شفيق دول الغرب -خاصة الولايات المتحدة- المسؤولية عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ أكثر من عام.

واعتبر شفيق أن الفلسطينيين نجحوا في كسب المعركة السياسية والأخلاقية على المستوى الدولي.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع شفيق خلال وجوده في إسطنبول للمشاركة بمؤتمر دولي عُقد أمس السبت تحت عنوان "فلسطين الحرة".

المعركة السياسية والأخلاقية

ومعلقا على مواقف الرأي العام الدولي من الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون حاليا، قال شفيق "أعتقد أن الرأي العام العالمي والضمير العالمي كان لمصلحتنا".

وأضاف "الشعب الفلسطيني كسب المعركة السياسية والقانونية والأخلاقية على المستوى العالمي".

وبشكل شبه يومي، تشهد بلدان حول العالم -بعضها غربية- مظاهرات شعبية منددة بحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ومطالبة حكوماتها بوقف دعمها لإسرائيل، بما يشمل وقف تزويدها بالسلاح.

كذلك، ارتفع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 149 من أصل 193، وكان التطور البارز اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا وأرمينيا بفلسطين.

وقطعت دول أخرى علاقاتها مع إسرائيل على الخلفية ذاتها، وآخرها نيكاراغوا، وقبلها كولومبيا وبوليفيا.

كما استدعت دول أخرى عديدة سفراءها في إسرائيل، منها تركيا والأردن والبحرين وجنوب أفريقيا وتشيلي وبليز وتشاد.

ومقابل إشادته بالمواقف الدولية الداعمة للفلسطينيين في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية استنكر شفيق موقف الدول الغربية -خاصة الولايات المتحدة- الداعم لإسرائيل بشكل مطلق.

رعاة المشروع الصهيوني

لكن شفيق اعتبر أن "موقف الدول الغربية وموقف أميركا مفهوم تماما، لأن المشروع الصهيوني هو ابنها، فهي التي جاءت بالكيان الصهيوني".

واتهم شفيق الدول الغربية والولايات المتحدة بالمسؤولية عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية الحالية التي يتعرض لها الفلسطينيون، فهم يؤيدونها ويدعمونها.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن هذه الدول لها تاريخ في دعم الإبادات "فالأميركيون لهم تاريخ طويل في إبادة الهنود الحمر، وأوروبا في إبادة عشرات الملايين من الأفارقة".

وشدد شفيق على ضرورة النظر إلى ما حدث في غزة خلال العام الأخير على أنه "كشف حقيقة الوضع في فلسطين"، مؤكدا أن "فلسطين هي للفلسطينيين، والشعب الفلسطيني هو الشعب المشروع الذي يسكن فلسطين، والكيان الصهيوني غير مشروع".

وأكد أن "طوفان الأقصى عمل مقاوم مشروع لا يمكن الطعن بصحته ولا بمشروعيته".

وأوضح أن "الشعب الفلسطيني صاحب حق مشروع -سواء من حيث القانون الدولي أو من ناحية الوجود الشرعي لملكيته لكل فلسطين- في محاربة من جاؤوا مغتصبين لأرضه وحاولوا أن يحتلوها ويطردوا شعبها منها وارتكبوا كل المجازر بالتاريخ الفلسطيني لفرض وجودهم".

مصير الحرب

وبشأن مساعي الحكومة الإسرائيلية لضم الضفة والقدس، أعرب شفيق عن اعتقاده بأن إسرائيل لن تستطيع تحقيق ذلك إلا إذا انتصرت عسكريا في حرب الإبادة التي تشنها حاليا، والتي توسعت أيضا لتشمل لبنان.

واستبعد أن تنتصر إسرائيل في هذه الحرب، قائلا إن المقاومة الفلسطينية إلى جانب المقاومة اللبنانية في محور المقاومة ستنتصر في نهاية المطاف.

وبخصوص حديث مسؤولين إسرائيليين بشأن تشكيل "شرق أوسط جديد"، أعرب شفيق عن اعتقاده بأن الذي يقرر ما سيجري مستقبلا هو نتيجة هذه الحرب.

وتابع "نتيجة هذا الحرب هي أن الكيان الصهيوني سوف ينهزم وستنتصر المقاومة في فلسطين ولبنان".

ويرتبط مفهوم الشرق الأوسط الجديد إسرائيليا بمفهوم "دولة إسرائيل الكبرى" المزعومة التي تقوم على أطماع بضم كامل فلسطين التاريخية وأجزاء من دول عديدة شرق أوسطية.

وقال شفيق "فلسطين كلها هي فلسطيننا، ووجود دولة فلسطين هو تاريخنا الحقيقي، أما الإسرائيليون فهم أجانب مستوطنون جاؤوا من الخارج لفرض وجودهم في فلسطين، لذلك عندما يتحدثون عن دولة فلسطينية صغيرة فهذا أمر مضحك بالنسبة لي لأن فلسطين كلها لنا".

وختم بالقول "رسالتي هي التأكيد على شرعيتنا في فلسطين وعدم شرعيتهم، إنهم غير شرعيين في فلسطين، إنهم مجرد مستوطنين، لقد جاؤوا بالقوة ضد القانون الدولي، وأعتقد أن حزب الله (في لبنان) سيكون المنتصر".

وبدعم أميركي مطلق خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 140 ألف شهيد وجريح وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الإبادة الجماعیة الإسرائیلیة الشعب الفلسطینی فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفاد البيت الأبيض فجر اليوم الثلاثاء بأن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن استئناف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز": "لقد تم إبلاغ إدارة ترامب والبيت الأبيض من قبل إسرائيل بشأن الهجمات التي وقعت اليوم في غزة. وقد أوضح الرئيس ترامب بشكل قاطع أن حماس والحوثيين وإيران وكل من يسعى لنشر الإرهاب، ليس فقط ضد إسرائيل، ولكن أيضًا ضد الولايات المتحدة، سيدفعون ثمن أفعالهم".

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال في بيان إنه "بناء على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات جيش الدفاع والشاباك هجوما واسعا على أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية في أنحاء قطاع ⁧غزة"⁩. 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير ووزير الدفاع، أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حماس في غزة.

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أفادت الأحد بأن حكومة نتنياهو قد توافق على شن عمليات عسكرية جديدة في قطاع غزة إذا لم يتم تحقيق تقدم في اتفاق تبادل الرهائن، فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن هناك دعما أمريكيا لهذه التحركات.

من جانبها، اتهمت حركة "حماس" نتنياهو بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار والتنصل من جميع التزاماته.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • حماس: إسرائيل تنقلب على وقف إطلاق النار وتستأنف الإبادة الجماعية بغزة
  • العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة
  • مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
  • «الخارجية» الفلسطينية: إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع
  • السيد القائد: اليمن ثابت في موقفه المساند لغزة والإبادة الجماعية خط أحمر
  • فلسطين: تحذير من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير ضد قطاع غزة
  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • الجهاد الإسلامي: العدوان الأمريكي على اليمن دعم وقح للكيان الصهيوني وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ”