موقع 24:
2024-10-13@13:11:04 GMT

سيناريو مظلم..غطرسة حكومة نتانياهو تهدد إسرائيل

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

سيناريو مظلم..غطرسة حكومة نتانياهو تهدد إسرائيل

يعيش الإسرائيليون في السنوات الماضية، كما لو أنهم يركبون "قطار الموت في مدن الملاهي"، فتتبدل حياتهم بين الصعود والهبوط. فبعد تجاوز تداعيات جائحة كورونا في 2020، وخوض 5 انتخابات مبكرة، كانوا يستعدون للتعافي الوطني في 2023.

ولكن سرعان ما بدت صعوبة تحقيق هذا الآمال في يناير (كانون الثاني) 2023، عندما كشف وزير العدل ياريف ليفين خططه لإصلاح  النظام القضائي، ما فجر موجة احتجاجات شعبية وانقسامات سياسية واسعة.

ثم تبددت الآمال تماماً بهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص واختطاف 252 آخرين.

وفي تحليل في مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال المحلل السياسي الإسرائيلي شالوم ليبنر الزميل الباحث غير المقيم في برنامج مبادرة سكوكورفت لأمن الشرق الأوسط، في مركز أبحاث المجلس الأطلسي الأمريكي، إن الدمار الشامل الذي ألحقته هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بالقواعد والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة امتد إلى تحطيم ثقة الإسرائيليين في مؤسساتهم العامة، التي كانت تحظى باحترام كبير وهي الحكومة  والجيش، وأجهزة الاستخبارات، مع اتضاح حجم الخلل الهائل الذي أصاب هذه المؤسسات، حتى بدت إسرائيل تائهة، وقد تخلت عنها قياداتها على ما يبدو في ذلك الوقت.

"The surge in Israel’s morale & battlefront prospects could prove to be only temporary: Will Netanyahu’s future plans for Lebanon & Iran resemble the IDF’s methodical gambits vs Hezbollah OR Israel's incoherence toward Gaza?"
My latest via @TheNatlInterest https://t.co/exomA8bcPk

— Shalom Lipner (@ShalomLipner) October 12, 2024

وأضاف ليبنر أنه "بعد مرور عام على هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ما زالت مشاعر الإحباط وخيبة الأمل تسيطر على أغلبية الإسرائيليين. وقد أصبحت وعود رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بتحقيق "نصر كامل" على حماس جوفاء. والإسرائيليون إما يشعرون بخيبة الأمل لأن تعهداته لم تتحقق، أو أنهم لا يصدقون أن مثل هذا الإنجاز ممكن.

وفي حين تتزايد خسائر الإسرائيليين في حرب غزة، رغم الدمار الهائل الذي تلحقه إسرائيل بمدن القطاع، وقتلها لأكثر من 42 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، تعيد حركة حماس  تجميع صفوفها داخل المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي. كما تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار الذي لن يوقف تفكيك البنية التحتية للفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع.

ولكن الروح المعنوية المنهارة للإسرائيليين، تلقت دفعة قوية يوم 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما تحول الاهتمام فجأة نحو لبنان، بعد سقوط الآلاف من أعضاء حزب الله اللبناني العدو اللدود لإسرائيل بين قتيل وجريح، بسبب تفجير متزامن لآلاف أجهزة النداء الآلي (بيجر)، ثم مئات أجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي توكي) في اليوم التالي، في عملية استخباراتية محكمة.

ورغم نفي إسرائيل الرسمي مسؤوليتها عن العمليتين، فإن الجيش الإسرائيلي أعقبهما بسلسلة هجمات جوية أسفرت عن قتل كبار قادة الحزب اللبناني، وفي مقدمتهم أمينه العام  حسن نصر الله، وشن عملية عسكرية واسعة على لبنان حملت اسم "الأسهم الشمالية"، مما أحيا شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بين الإسرائيليين.

وفي حين لم تكن إسرائيل مستعدة للحرب ضد حماس في غزة، فإنها كانت مستعدة بصورة أفضل للتعامل مع حزب الله سواء على الصعيد العسكري أو الاستخباراتي، وهو ما أتاح لها توجيه ضربة قوية إليه جعلته "يرجع 20 عاماً إلى الوراء"، على حد قول مسؤول أمريكي لشبكة "سي.إن.إن" التلفزيونية الأمريكية.

ولكن هذه الارتفاع في الروح المعنوية للإسرائيليين وتفوقها في ساحة القتال ضد حزب الله، قد يتضح فيما بعد أنه مؤقت. ويقول شالوم  ليبنر الذي عمل خلال الفترة من 1990 إلى 2016 في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مع 7 رؤوساء وزارة متعاقبين، في تحليله إنه وهو يكتب هذا التحليل، ما يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين نازحين عن منازلهم الموجودة في مرمى نيران حزب الله.

ويمكن أن يزداد أعداد النازحين الإسرائيليين  إذا وسع حزب الله نطاق هجماته. وقد شهد يوم 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفاً صاروخياً غير مسبوق من حزب الله لتل أبيب. إن الحكمة التقليدية تقول إن الحزب ما يزال يحتفظ بترسانة صاروخية كبيرة، يمكنه إطلاقها مع تقدم التوغل البري للجيش الإسرائيلي. والأخطر من ذلك أن إيران تجاوزت سريعاً ضربات إسرائيل لحليفها حزب الله وأغرقت إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

والآن تقف إسرائيل مرة أخرى في مفترق طرق. ففي حين يتزايد القصف الإسرائيلي في لبنان كجزء من محاولة معلنة لتعزيز "خفض التصعيد من خلال التصعيد"، يمكن أن تمتد نيران تلك المواجهة إلى مناطق ساخنة مجاورة أخرى، لتصبح هذه الصيغة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل، وخاصة بعد أن خرجت إيران من الظل لتدخل المعركة بشكل لا لبس فيه.

وأوضح الكاتب أن "الخطأ في التقدير ــ سواء من جانب إسرائيل أو حزب الله ــ فيما يتصل بتصورات أو مسار المواجهة قد يؤدي إلى إشعال فتيل حرب شاملة، على الجبهات المتعددة التي ذكرها نتانياهو مراراً وتكراراً. وهذا من شأنه أن ينذر بكارثة محتملة ليس فقط بالنسبة لمواطني إسرائيل وبنيتها الأساسية، بل وأيضاً بالنسبة لاقتصادها المتعثر بالفعل ومكانتها العالمية".

وفي الوقت نفسه، تطرح الدعوة التي وجهتها مجموعة من الدول بدعم من الولايات المتحدة في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى هدنة مدتها 21 يوماً على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تنطلق منها المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية، مساراً مختلفاً للمضي قدماً.

ويتردد الإسرائيليون في المضي قدماً في هذا المسار، لأن مثل هذه الهدنة من شأنها منح حزب الله وقتاً ثميناً للتعافي وإعادة تكوين ترسانته المستنفدة. كما أن الاتفاقيات القائمة على الضمانات الدولية مثل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي نص على "إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني لا توجد بها أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان وقوات اليونيفيل"، ولكن حزب الله انتهكها بشكل صارخ.

ويرى شالوم ليبنر  أنه في غياب الخيارات المثالية، أصبحت حكومة نتانياهو ــ التي مازالت شعبيتها متدنية إلى حد كبير بين الناخبين ــ في مواجهة عدة  قرارات حرجة تؤدي إما إلى انتشال الإسرائيليين من كابوسهم الممتد، أو جعل الوضع الحالي السيئ أشد سوءاً. ويمكن أن تصبح "إعادة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان"، التي أضافتها الحكومة الأمنية الإسرائيلية إلى أهدافها الحربية في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، أقل مشاكل هذه الحكومة.

وفي الوقت نفسه، يشير تعامل نتانياهو السيئ مع المناقشات الأخيرة المتعلقة بالوقف المحتمل لإطلاق النار لمدة 3 أسابيع إلى أنه ربما يتحرك في الاتجاه الخاطئ. ففي تكرار لخطوته الكلاسيكية، أعطى نتانياهو موافقته على جهود التهدئة المبذولة، ثم استسلم للاعتراضات الصاخبة من شركائه في الائتلاف الحاكم والذين هددوا باسقاط الحكومة، فسحب موافقته على جهود التهدئة.

وإذا كانت التحفظات الإسرائيلية على الاتفاق المقترح تستحق أن تؤخذ في الاعتبار، فإن تنفير الوسطاء المتعاطفين مع إسرائيل لن يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم مأزق إسرائيل. كما أن الاحتكاكات الواضحة مع الولايات المتحدة بشأن الخطوط العريضة للرد المتوقع من جانبها على الهجوم الإيراني، يمكن أن تعرض إسرائيل للخطر، وهي تفتقر إلى القدرة على التعامل مع التهديد الإيراني بمفردها.

ويقول  ليبنر إن "الغطرسة التي تمارسها حكومة نتانياهو ليست حليفاً جيداً، وسوف تتوقف المعارك في نهاية المطاف، لذلك فإن مسار العمل الأكثر فعالية لنتانياهو هو التعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، وبدء العمل البناء لصياغة نهاية مستدامة للعبة، بما يضمن المكاسب التي حققتها إسرائيل بشق الأنفس في ساحة المعركة، وينهي حروب الاستنزاف في غزة ولبنان، ويسهل عودة مواطنيها الأسرى والمهجرين إلى ديارهم".

وأخيراً، فقد كانت واشنطن وباريس، من بين عواصم أخرى، سارعت بإرسال المساعدات لإسرائيل عندما أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار عليها في 13 أبريل (نيسان) الماضي. ولكن لن يكون لهذا الدعم ــ بالإضافة إلى المساعدات المادية والدبلوماسية التي يقدمها الداعم لإسرائيل في البيت الأبيض ــ نفس الأهمية إذا تدهورت الظروف، ووجدت إسرائيل نفسها متورطة في قتال أوسع نطاقاً وأشد ضراوة.  

وأضاف ليبنر "إذا قاد نتانياهو إسرائيل إلى هذا السيناريو المظلم، بسبب غطرسة حكومته اليمينية، بعد أن يكون قد أحرق كل الجسور مع أصدقاء بلاده، فسوف يظل الإسرائيليون يشعرون بالحزن والإحباط لفترة طويلة قادمة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية 7 أكتوبر بنيامين نتانياهو حزب الله إيران الولايات المتحدة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله نتانياهو أمريكا عام على حرب غزة تشرین الأول حزب الله

إقرأ أيضاً:

ترجمة خاطئة وفيديو قديم.. حقيقة تصريح نتانياهو بأن مطارات الإمارات تحت تصرفه لحماية إسرائيل

فيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، انتشر فيديو قيل إنه يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وهو يتباهى بأن مطاري دبي وأبوظبي تحت تصرفه لحماية إسرائيل، بما يوحي بأنه قال ذلك في ظل الحرب.

إلا أن الفيديو يعود لعام 2020 والترجمة المرافقة له غير صحيحة، ويظهر فيه نتانياهو يدلي بتصريح في ما يبدو أنه مطار ومن خلفه طائرة إسرائيلية.

وجاء في التعليقات المرافقة "نتانياهو يصرح بكل ثقة أن مطارات أبوظبي ودبي تحت تصرفنا وقيادة الإمارات تساندنا بكل ما يتطلب لحماية إسرائيل من محيطها".

جاء في التعليقات المرافقة "نتانياهو يصرح بكل ثقة أن مطارات أبوظبي ودبي تحت تصرفنا"

ويأتي انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصدا العديد من التفاعلات والمشاركات على فيسبوك وإكس فيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة المحاصر وفي الضفة الغربية إضافة إلى القصف المكثف على جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية للعاصمة، بيروت.

حقيقة الفيديو

إلا أن فيديو نتانياهو قديم ولا علاقة له بالحرب.

فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث إلى النسخة الكاملة منشورة على قناة رئاسة الوزراء الإسرائيلية في موقع يوتيوب قبل أربع سنوات، وتحديداً في 17 أغسطس 2020، ما ينفي أن يكون مرتبطاً بالأحداث الأخيرة.

وبحسب الموقع الرسمي، فإن نتانياهو كان يتحدث من مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل، وذلك بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.

إلا أن الترجمة العربية المرافقة للمقطع المضلّل غير صحيحة.

وبحسب صحفي ناطق باللغة العبرية في وكالة فرانس برس، يقول نتانياهو في الفيديو: "تملك أبوظبي ودبي أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم. يتم شحن المواد الأولية إلى هناك، إضافة إلى إنتاج السلع... والآن ستأتي هذه السلع إلى إسرائيل بموجب اتفاقيات السلام... كلفة المعيشة ستكون منخفضة بينما مستوى المعيشة سيكون أعلى، لأن ذلك ممكنا".

ماذا حدث في 17 أغسطس 2020؟

آنذاك، أعلن نتانياهو أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بالإمارات وتحديدا بدبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية.

وقال: "إنها رحلة جوية قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى ثلاث ساعات، لكنها ستغير وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي في كلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات التي لم نشهد مثلها".

وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أعلن قبل ذلك بأيام، أي في 13 أغسطس، أن الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى "اتفاق سلام تاريخي" يسمح للبلدين بتطبيع العلاقات بينهما.

والإمارات هي أول دولة خليجية طبعت العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في خطوة تأتي في أعقاب مؤشرات على التقارب في السنوات الأخيرة بينها وبين إسرائيل.

واعتبر آنذاك وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الاتفاق مع إسرائيل خطوة "جريئة لضمان حل الدولتين"، فيما أشاد نتانياهو بالاتفاق قائلاً إنه "يوم تاريخي" يدشن لـ "حقبة جديدة" في العلاقات مع العالم العربي.

أما السلطة الفلسطينية فقد أعلنت "رفضها واستنكارها الشديدين" للاتفاق، وحذّرت "من الرضوخ للضغوط الأميركية والسير على خطى دولة الإمارات والتطبيع المجاني" مع إسرائيل "على حساب الحقوق الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • نتانياهو يطالب بإبعاد قوات اليونيفيل عن جنوب لبنان
  • يجب محاسبة نتانياهو ووزرائه المتطرفين..الأردن يطالب بالتوقف عن تسليح إسرائيل
  • ترجمة خاطئة وفيديو قديم.. حقيقة تصريح نتانياهو بأن مطارات الإمارات تحت تصرفه لحماية إسرائيل
  • رغم غضب نتانياهو.. ماكرون يجدد الدعوة لحظر تسليح إسرائيل
  • إسرائيل اعتقلت صحفيا أمريكيا اتهمته بكشف المواقع التي ضربها القصف الصاروخي الإيراني
  • كاتب صحفي: إسرائيل تستهدف عودة النازحين الإسرائيليين إلى قراهم
  • مدير تحرير الأهرام: إسرائيل تحاول تكرار سيناريو قطاع غزة في لبنان
  • القاهرة ومقديشيو تؤكدان سيادة الصومال على كامل أراضيها ورفض الإجراءات الأحادية التي تهدد سيادتها
  • إسرائيل تكشف الأضرار التي طالت المستوطنات جراء قصف «حزب الله»