تحذيرٌ من فتنة.. رسالة إلى حزب الله!
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
إلى جانب حربه التي يخوضها في جنوب لبنان، بدأ "حزب الله" حرباً من نوع آخر على صعيده الداخلي ووظيفتها تأهيل الجانب الأمني بدرجات عالية من الدقة.
يُدرك "حزب الله" حالياً مدى الخروقات التي طالته، كما يعي تماماً أن مسألة ترميم البنية الإستخباراتية يحتاجُ إلى الكثير من الوقت، بينما لا يمكن الإنتظار لإتمام ذلك حتى إنتهاء الحرب.
ما يجري في الوقت الراهن هو أنّ "حزب الله" إستفاد من أخطاء وثغرات عديدة، فأضحى أمام إعادة ترميمٍ جديدة متوازية مع المعارك التي يخوضها، والدور الأكبر في هذا الإطار يقعُ على عاتق المسؤولين الأمنيين الكبار الذين ما زالوا يقودون الحزب وغالبيتهم من الرعيل الأول، أي من الذين واكبوا الحزب في انطلاقته خلال ثمانينات القرن الماضي.
تكشف المعلومات أن "حزب الله" بات في مراحل متقدمة على صعيد التحقيقات المرتبطة بكل الخروقات الأمنية التي طالته، مشيرة إلى أنّ الحزب يعمل على أكثر من صعيد لاكتشاف كل مكامن الخلل، وبالتالي تحديد الحلول التي يمكن اعتمادها لسدّ أي ثغرة في الوقت الراهن.
وفق المعطيات، فإن الإدارة المركزية لهذه التحقيقات تحظى بسرية تامة، في حين أن الأجهزة التي تمارس التحقيق تسعى لضبط كل الثغرات.
في المقابل هناك أمور غير مضبوطة لا ترتبط فقط بالقيادات العسكرية التي تطالُ الحزب، بل تتصلُ بمسؤولين يتوزعون ضمن المناطق أو الذين ينتمون إلى الحزب عبر مسؤولية مُعينة.
المقصود هنا بكل بساطة الذين يمكن الوصول إليهم بسهولة عبر شبكة الجواسيس والعملاء المنتشرة، ما يعزز في هذا الإطار فرضية الاستهدافات الممنهجة والتي تؤدي إلى إثارة فتنة داخلية من بوابة الاغتيالات.
الدلالة الأكبر على ذلك كان في ما حصل ضمن بلدة برجا – إقليم الخروب، حينما استهدفت طائرة إسرائيلية مبنى سكنياً في اعتداءٍ أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 14 شخصاً بجروح.
ما قيل عن هذا الإعتداء إنه كان يطال مسؤولاً في "حزب الله"، فيما وجدت داخل الشقة المستهدفة أجهزة إتصالات وحواسيب ومعدات أخرى. هنا، وبعد الضربة، صدر بيان من البلدة يدعو كل من يجد نفسه مُستهدفاً أن يُحيد نفسه عن المدنيين.
الضربة هذه وغيرها ضربات أخرى تطالُ مسؤولين أو منتمين للحزب، بينما من يتأذى بها هم المدنيون أنفسهم، ما يجعل البيئة الحاضنة لأي طرف مستاءة مما يجري، ويدفع الكثيرين للتساؤل عن الثمن الذي سيدفعه الأبرياء لقاء استهداف لا علاقة لهم به.
لهذا، وأمام كل ذلك، فإن العدو الإسرائيلي قد يستغل أي ثغرة لخلق الفتنة من خلال تنفيذ الاستهدافات التي تطال الحزب في أوساط المدنيين، والهدف هو خلق بلبلة بين المستهدفين أو الجهة التي ينتمون إليها وبين أهالي المنطقة التي تعرضت للقصف.. فهل سيتحمل "حزب الله" هذا الأمر؟وكيف بإمكانه معالجته؟
أمام ما يجري، تبقى هناك ثوابت لا يمكن التخلي عنها أمام المشهدية الحالية وهي قطع الطريق أمام العدو الإسرائيلي لتأليب الشارع وخلق فتنة داخلية من استهدافات عشوائية تطالُ المدنيين بالدرجة الأولى.
أيضاً، يجدر القول أيضاً إن كل هجمات الإسرائيليين لا تأتي سوى ضد المدنيين، ما يُثبت أن بنك الأهداف لدى تل أبيب يأخذ منحى واضحاً وهو القتل العشوائي، فيما الهدف من وراء ذلك هو خلق الفتنة في مناطق لا تعتبر محسوبة على "حزب الله"، وذلك بهدف دفع الناس للاصطدام مع الأخير.
إذاً، الوعي مهم جداً من قبل الطرفين، لدى الحزب ولدى البيئات الأخرى.. فهل وصلت الرسالة؟ وهل سيتم التعامل معها بجدية؟ الأيام ستكشف...
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أزمة مالية في الأفق لدى حزب الله... وملف الإعمار هو الأثقل
كتب اسكندر خشاشو في" النهار":كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث عن أزمة مالية يعانيها "حزب الله"، بدأت تطفو على السطح من خلال تسريبات صحافية عديدة كان آخرها ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية وقبلها "الواشنطن بوست".
هذا الجو يتلاقى مع أصوات بدأت ترتفع وسط بيئة الحزب معترضة على التعويضات التي يقدمها الحزب، سواء لعدم تناسبها مع حجم الخسائر، أو للتأخير في الدفع.
وعلى الرغم من عودة "مؤسسة القرض الحسن" إلى الدغع بعد توقف وصفته الإدارة بالتقني، سُجّل أيضاً تأخير في دفع الشيكات المحررة باسم "أشرف الناس" لفترات تراوح بين شهر و3 أشهر تبعا لحجم المبلغ، وهذا ما ترك قلقاً بين الناس وخصوصاً تلك التي خسرت كل ما تملكه من منازل ومؤسسات وغيرها.
يرفض المقربون من الحزب الحديث عن أزمة مالية حقيقية تطاله، ويؤكدون أن الرواتب لا تزال مستمرة وتُدفع في مواقيتها من دون تأخير. وفي إشارة إلى توافر الأموال وعدم تأثرها بالتطورات، يقولون إن السيد حسن نصرالله استشهد في 27 سبتمبر، والرواتب دفعت في الثلاثين منه بطريقة عادية.
ويردّون سبب الأصوات التي علت في الفترة الماضية اعتراضا على التعويضات إلى سرعة عمليات الكشف، وقد شابها نوع من الأخطاء بسبب السرعة التي حاول المعنيون العمل بها، وسط كمّ هائل من الأضرار وفي ظروف ضاغطة، وهذا ما يجري العمل لتصحيحه.
ويؤكدون أنه تم دفع نحو 650 مليون دولار أميركي في مدة لا تتجاوز الشهرين، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً لا تستطيع دول القيام به، ملمّحين إلى الجنازات والمناسبات التي تقام وتكلّف عشرات ملايين الدولارات، وهذا دليل على توافر المال.
في المقابل، تؤكد مصادر مطلعة أن "حزب الله" يؤكد في الأروقة الداخلية أن أموال بدل الإيواء والترميم موجودة لديه ولا مشكلة في الأمر، إنما أموال إعادة الإعمار ليست في لبنان، لكنه يطمئن إلى أنها في الخارج ويمكن تأمينها، والأمور ليست مقفلة بالكامل، إنما إدخالها إلى لبنان ليس بالأمر السهل خصوصاً أنها مبالغ ضخمة، وهذا ما يفسّر كلام الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي أبقى موضوع الإعمار مموهاً ولم يعط التزاما واضحا، وترك القضية عند الدولة اللبنانية.
ويقرّ المقربون بأن مصارف عديدة رفضت استقبال التحويلات من أنصار الحزب في الخارج، علما أنها كانت تستقبلها سابقا، وذلك خوفا من العقوبات الأميركية، وهو ما يفسر الطلب رجال الأعمال الشيعة في إفريقيا إرسال الأموال بكميات كبيرة، مع وعد بإعادتها في حال "تيسرت الأمور" من جديد، باعتبار أن الحزب كان مساعداً رئيسياً في توسيع أعمالهم.
في المحصلة، يبدو أن الحديث عن أزمة خانقة وغيرها لا يقارب الحقيقة تماما، لكن مؤشرات استمرارية هذا التمويل بدأت تأخذ منحى سلبياً، علما أن الملف الضخم لإعادة الإعمار وخصوصاً جنوبا وبقاعا، سيشكل التحدي الأكبر في ظل عدم توافر التمويل.