تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خمسمائة عام من الحضارة الإسلامية لقطعة فنية معمارية فريدة وسط حي شعبي في أقصى الطرف الشمالي للقسم الغربي بمدينة الفيوم على ضفاف بحر يوسف. يقع مسجد قيتباي مسجد خوند أصلباي بمنطقة المطافي .
تلك المسجد العريق الذي بني المسجد في العصر المملوكي عام 1476 على يد «خوند أصلباي» زوجة السلطان الأشرف قايتباي في زمن سلطنة ابنها السلطان الناصر محمد بن قايتباي.

وللمسجد معالم أثرية مميزة مثل دكة المقرئ والباب والمنبر الذي يمكن فكه وتركيبه والمطعم بسن الفيل الذي استورد خصيصاً له من الصومال
وعبر جولة لـ"البوابة نيوز" برفقة خلود أشرف مفتش آثار وباحث بدرجة دكتوراه بمنطقة آثار الفيوم وصفت مسجد قيتباي عندما تهم بالدخول إليه"ترى المنبر  وهو أحد أهم التحف الفنية الإسلامية، حيث استورد له الصدف وسن الفيل خصيصًا من الصومال ليتزين بهما، ويضم العديد من الكتابات بالخط العربي أبرزها «أنشأت هذا الجامع والقناطر خوند والدة الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباي بإشارة من الشيخ عبد القادر الدشطوطي نفعنا الله ببركاته والمسلمين آمين»، بالإضافة إلى عبارة «عز لمولانا السلطان الملك الناصر عز نصره».
صحن كبير في الوسط مُحاط بأربع أروقة أكبرها رواق القبلة، ويُشبه كثيرًا مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، هكذا كشفت أهم ما يميزه "مفتشة الآثار"، لافته، بأن هناك شبابيك ضخمة من الأرابيسك تُزينه، ويضم محرابا على هيئة نصف قبة بُني بالأحجار المُزخرفة بالحفر وبالأرابيسك، نُقشت عليه آيات قرآنية كثيرة أبرزها (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، بالإضافة إلى قنطرة بُنيت أمام المسجد على ضفاف بحر يوسف، ويظهر ذلك جليًا في نص كتابي حُفر على عضادتي المدخل.
رغم حدوث تصدعات وتشققات لجزء من المسجد عام 1982 إلا أنه ما زال يقاوم عوامل الزمن، هكذا كشفت"خلود أشرف"تعرض المسجد لحدوث إنهيار نحو نصفه المُقام على القنطرة بعدما انهارت القنطرة خلال فيضان قوي تعرض له بحر يوسف عام في تلك العام السالف ذكره، فتقلصت مساحته إلى النصف، وقامت لجنة من حفظ الآثار العربية بترميمه في نهاية القرن الـ 19 وتبقى منه الجزء الحالي عام 1987.
وهناك شرطين بمدخله أحدهما تحمل تلك الآية الكريمة " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾" والشريط الآخر بأمر من الشيخ عبد القادر وهو معروف بمسجد قيتباي ومن أنشئته زوجة السلطان قيتباي وأم السلطان محمد .
فيما يتميز مسجد"قيتباي"بتصميمه الذي يشبه كثيرا لمسجد الرسول عليه الصلاة والسلام وما يميزه هو المدخل التذكاري البارز الكبير والمحراب، فهو أبرز عنصر معماري مملوكي سواء بحري أو شركسي، وكان المسجد له مآذنه مثل المآذن المملوكية إلا إنها أندرثت مع عوامل الزمن، حيث يتميز بنيانه من الحجر المشهر مثل العصر اليوناني من اللونين الأحمر والأبيض أو الأسود مع الابيض نفس الطراز المملوكي، والأعمدة داخله ما هي الإ تخفيف أحمال على العقود داخله من اجل الحفاظ عليه.
وأشارت مفتشة الآثا ر بأن المسجد له روحنيات في هذا الحي الشعبي البسيط، كما يحوذ على أهتمام كبير من سكانه، ويهتمون بالتواجد فيه لافته بأن المسجد شهد كثيرًا من الإهمال وتدهور حالته، وتم إغلاقه بسبب تساقط أجزاء كثيرة منه، وأصبح آيلًا للسقوط بعدما وقعت كتابات الخط العربي من على جدرانه إثر ارتفاع نسب الرطوبة، وتم إغلاقه، وفي تلك الفترة  تعرض للسرقة خلال ثورة يناير حيث قام مجهولون بسرقة حشوات برونزية من الباب الرئيسي للمسجد، ثم تم سرقة حشوات نحاسية أثرية من مقبض باب المسجد، بالإضاف إلى سرقة أحد أبوابه عام 2018، الأمر الذي أجبر الآثار الإسلامية على ترميمه مؤخرًا وافتتاحه في شهر يوليو 2019. مما آثار غضب رواده وأهالي المنطقة لأرتباطهم الروحاني به، فأطلقا مبادرة بترميمه بالجهود الذاتيه وما يحتاج إليه.
ووضح الدكتور رامي المراكبي مدير عام الآثار الإسلاميه والقبطيه بالفيوم بأنّ المسجد كان قد إنهار جزءا كبيرا منه ولم يكن متبق منه سوى «القبلة» وتم إغلاقه لمدة ثمانية أعوام، وقامت لجنة من الآثار الإسلامية بإعادة ترميمه بصورة سريعة وفي وقت قياسي، ونجحت في إبراز معالم جماله مرة أخرى بمبالغ مالية قليلة جدًا، وشيد وأفتتح مؤخرا عام 2019 بحضور وزير الأوقاف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزارة الآثار محافظة الفيوم

إقرأ أيضاً:

جبانة أسوان ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية في 2024

اختارت مجلة الآثار الأمريكية "أركيولوجي ماغازين" الجبانة الأثرية المكتشفة في محيط ضريح الأغاخان بغرب أسوان في جنوب مصر، واحدة من أهم 10 اكتشافات أثرية في 2024.

وحسب بيان لوزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم الثلاثاء، وصفت المجلة كشف جبانة أسوان خلال العصور المتأخرة واليونانية والرومانية بـ "الإضافة التاريخية الهامة لمنطقة أثار أسوان...كما يمثل خطوة هامة نحو تعظيم الفهم والمعرفة بالحضارة المصرية القديمة خلال تلك الحقبة الزمنية".
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن وزارة السياحة والآثار أعلنت في يونيو (حزيران) الماضي هذا الكشف للبعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة خلال أعمالها في محيط ضريح الأغاخان غربي أسوان برئاسة الدكتورة باتريتسيا بياتشنتي، أستاذة علم الآثار المصرية بجامعة ميلانو.
وأشار إلى الكشف عن عدد من المقابر العائلية التي لم تكن معروفة من قبل من العصور المتأخرة واليونانية الرومانية، مثمناً اختيار هذا الكشف ضمن أفضل 10 اكتشافات لعام 2024 حيث أنه ساهم في معرفة المزيد عن المنطقة الأثرية مما يؤكد على أهمية أسوان كأحد المواقع الحيوية في التاريخ المصري القديم.
وأشادت المجلة بأهمية هذا الكشف الذي يكشف نوعاً غير تقليدي من الجبانات في مصر، والتي تضم 10 مستويات متعددة من المقابر التي تعكس تدرجا اجتماعيا واسعا، كما يساعد على فهم أعمق للحياة الاجتماعية في أسوان خلال العصرين اليوناني والروماني.
ونقل البيان عن المجلة أن الجبانة الأثرية تمتد على مساحة 25 فدانا، وتضم أكثر من 400 مقبرة تحتوي على رفات آلاف الرجال والنساء والأطفال، ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي، بالإضافة إلى العثور على عديد من اللقى والقطع الأثرية الفريدة مثل التماثيل الصغيرة، والكرتوناج الملون زاهية، و طبقات من الجص، والكتان تستخدم للف المومياوات.
وتشير الدراسات إلى أن الجبانة كانت مخصصة لدفن سكان مدينة أسوان في العصور اليونانية والرومانية، حيث تبين أن المقابر العليا كانت مخصصة للطبقات الثرية، بما في ذلك قائد الجيش المصري في القرن الثاني قبل الميلاد، بينما كانت المستويات الأقل مخصصة للطبقات المتوسطة.

مقالات مشابهة

  • «الوزراء» يكشف عن أضرار صحية تنتظر الأمريكيين عقب إخماد حرائق كاليفورنيا
  • الصين.. اكتشاف نبيذ مقطر عمره أكثر من 3000 عام
  • “الحياة لا تزال تحدياً”.. كيت ميدلتون تزور المستشفى الذي عالجها من السرطان
  • محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 90% من مشروع ترميم مسجد أبو غنام الأثري في بيلا
  • جبانة أسوان ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية في 2024
  • وزارة الأوقاف تتسلم إدارة مسجد مصر الكبير وتتعهد بتحويله إلى صرح عالمي
  • ضمن أهم 10 إكتشافات أثرية لعام 2024.. .اختيار جبانة أسوان بمجلة الآثار الأمريكية
  • العثور على حجر كهرمان نادر في روسيا عمره 50 مليون سنة
  • سباق مع الزمن.. ما الذي يرعب لوس أنجلوس في الساعات المقبلة؟
  • بينها عملات وتماثيل.. إحباط تهريب 60 قطعة أثرية في بابل