كتاب من ستريدا جعجع إلى بري.. ماذا فيه؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
وجهت النائبة ستريدا جعجع كتابا الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، قالت فيه: من قلب المعاناة، معاناتنا جميعاً أتوجّه اليك دولة الرئيس من موقعك الدستوري أولاً والطائفي ثانياً، بقلب صادق وعقل لا يتطلّع الا الى تحقيق مصالح جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية. أتوجّه اليك لتتخّذ موقفاً تاريخياً على خطى كبارٍ من الطائفة الشيعية الكريمة أمثال الامام المغيب السيد موسى الصدر والرئيس السابق للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، موقفاً استثنائياً إنقاذياً جريئاً، ينتشل أهلنا من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة من قلب النكبة ومن عمق المعاناة العصيبة التي يمرون فيها، معاناة قضت على حياة أحبائهم وجنى أعمارهم وشرّدتهم في رحاب وطنهم بعيدين من منازلهم.
وتابعت: "أما ايران، يا دولة الرئيس، فأنتم تعرفون خير المعرفة، أن جل ما تقوم به هو متابعة أحداث وتطورات المحرقة المستعرة في لبنان، ملتزمة بُعد المسافة الضروري للحفاظ على مصالحها، على الرغم من أن القاصي والداني يدركان أنها تقف وراء ما يحصل، ليس بالتوجيه والتمني وإنما بالتكليف، وإن حركت ساكناً بين الحين والآخر، فلحفظ ماء الوجه، ولا يتعدى الاستنكار اللفظي او عند الحرج الكبير فيأتي رد شكلي مسبق التبليغ والتنسيق، ولا تخجل أو تتورع أبداً عن الاستمرار بالتحريض العلني، والتكليف الضمني، إلى استمرار القتال، حتى آخر شاب شيعي لبناني، وكأن خيرة شبابنا لا يُعتبرون عندها إلا كونهم وقوداً لمعاركها فيما شبابها ومواطنوها ينعمون بالأمن والاستقرار".
وأضافت: "ان اللحظات المصيرية تتطلّب قرارات مصيرية، وهذه القرارات تتطلّب وجود قيادات جريئة. انطلاقاً من هنا، أناشدك المبادرة إلى تحمل المسؤولية التاريخية، في اخراج طائفتك من سياسة المحاور وادخالها الى قلب الكيان الى قلب لبنان، لكي نُخرج سوية لبنان من الحرب والدمار إلى الاستقرار والازدهار. نحن ضمانة بعضنا البعض، والدولة مظلّتنا جميعاً. الدولة ومؤسساتها الدستورية، وخصوصاً جيشها، هي ملاذنا الأول الأخير. كن صوت طائفتك المعذّب، كن صوتها الخلاصي، أخرج بها من حيث هي، وعُد بها الى حيث أرادها الامام السيد موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين. التزم عنها وباسمها تطبيق القرار ١٧٠١ بمندرجاته كافة وخصوصاً البند المتعلق بالقرار ١٥٥٩، لكي تنهض من كبوتها فننهض جميعاً بوطننا على قاعدة شرعيّة تظللنا، وجيش واحد يحمينا، ومستقبل واحد ينتظرنا... فلنصنعه معاً يداً بيد".
وختمت: "أخيراً، يا دولة الرئيس، تستحضرني مواقف للإمام محمد مهدي شمس الدين، والتي تشكّل عصارة فكره وتجربته علّها تكون المنارة للمستقبل الذي تتمناه الطائفة الشيعية الكريمة وجميع اللبنانيين، حيث قال: "أوصي أبنائي وإخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من أوطانهم، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم، أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم. وألا يميّزوا أنفسهم بأي تمييز خاص، وألا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم. وأوصيهم بألا ينجرّوا وألا يندفعوا وراء كل دعوة تريد أن تميّزهم تحت أي ستار من العناوين، من قبيل إنصافهم ورفع الظلامة عنهم، ومن قبيل كونهم أقلية من الأقليات لها حقوق غير تلك الحقوق التي تتمتع بها سائر الأقليات. إن مثل هذه الدعوات كانت، ولا تزال، شراً مطلقاً، لم تعد عليهم إلا بالضرر، ولن تعود على المجتمع بأي نفع".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس كوبا يتحدّث عن لبنان.. ماذا قال عن المقاومة؟
أكّد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، أنّ ما قامت به المقاومة في لبنان مؤخراً إسناداً لغزة وفلسطين، هو موقف "يسمو بالإنسان ويحرره من مفاهيم الأنانية الفردية"، مُضيفاً: "هذه هي نماذج التّضامن التي يجب أن نحتذي بها".وخلال مقابلة أجرتها الميادين، قال دياز كانيل إنّ "الأمل بتحقيق عالم أفضل والسّعي للوصول إليه، لا يتحقّق من دون الاستعداد للمقاومة"، مُشيراً إلى أن "الشعب الفلسطيني البطل قدّم نموذجاً مؤثّراً لمقاومة الصعوبات والتحديات بهدف بناء عالمٍ أفضل، ولهذا حاولوا القضاء عليه وإبادته".
كذلك، أعرب الرئيس الكوبي عن تخوّفه من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مُضيفاً أنه قد يكون "اتفاقاً مُوجَّهاً، تتحكم فيه مصالح القوى العظمى، ويهدف إلى تلميع صورة الذين دعموا الإبادة الجماعية".
وأبدى دياز كانيل قناعته بأنّ "الأعداء سيواصلون محاولاتهم للقضاء على القضية الفلسطينية"، مؤكّداً أنّه "لا يمكن توقع أي خير من الولايات المتحدة أو من إسرائيل، ولا ينبغي الوثوق بهما"، مشدّداً على ضرورة استمرار دعم فلسطين وإدانة المجازر المرتكبة ضد شعبها، وعدم الوثوق في الاتفاقيات التي تفرضها القوى الغربية. (الميادين نت)