انطلاق مجلس الحديث الأول لقراءة وشرح كتاب صحيح البخاري.. الثلاثاء
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
يطلق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مجلس الحديث الأول لقراءة وشرح كتاب صحيح الإمام البخاري رحمه الله يوم الثلاثاء من كل أسبوع عقب صلاة العصر.
يأتي ذلك في إطار الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، حيث يواصل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية دوره في نشر الفكر الوسطي المستنير وأهمية فهم مقاصد السنة النبوية المشرفة، ونشر السنة النبوية التماسًا لبركتها.
وتبدأ قراءة كتاب: "صحيح البخاري" رحمه الله ، يوم الثلاثاء القادم الموافق 15/ 10/ 2024م، عقب صلاة العصر مباشرة، وسينعقد المجلس بمشيئة الله تعالى بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، ويحاضر فيه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء.
والدعوة عامة للحضور ، وسيتم منح إجازة بسماع صحيح الإمام البخاري عند ختم الكتاب، وسنعلن تباعًا ولاحقًا مواعيد هذه المجالس المباركة.
وعلى صعيد اخر، تنظم وزارة الأوقاف، 100 ندوة علمية، الاثنين المقبل، بعنوان «عناية الإسلام بالمرأة، وتهدف هذه الندوات إلى تعزيز الثقافة الدينية ونشر الفكر الوسطي المستنير، مع تسليط الضوء على دور المرأة ومكانتها في الإسلام.
وتعقد الندوات في مختلف محافظات الجمهورية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات التفسير وعلوم القرآن، الفقه والعقيدة، وسيتناول المشاركون فيها عدة محاور، منها: «حقوق المرأة في الإسلام، ودورها في المجتمع، وأهمية تمكينها في جميع المجالات».
ويحاضر في هذه الندوات نخبة من العلماء، منهم: الدكتور عبد الشافي الشيخ، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، والدكتور محمود مهني، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ويتناولون في محاضراتهما الجوانب الشرعية والاجتماعية المرتبطة بالموضوع.
إرساء قيم الحوار والتفاهموتسعى وزارة الأوقاف من خلال هذه الفعالية، إلى إرساء قيم الحوار والتفاهم، وتعزيز الوعي حول القضايا المتعلقة بالمرأة، لتكون فعلاً فاعلاً في المجتمع، وتساهم في تطويره بما يتماشى مع قيم الإسلام السمحة.
وعلى صعيد اخر، أعلن الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري في الخامس عشر من أغسطس الماضي إطلاق دورات التعامل اللائق مع رواد المساجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد على مستوى الجمهورية.
وعقدت وزارة الأوقاف عددًا من هذه الدورات على مدار الشهرين الماضيين لعمال المساجد بعدد من محافظات الجمهورية لتنمية الوعي العام لجميع العاملين بالمساجد.
ففي محافظة القاهرة تم تكليف الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني السابق بالبدء الفوري في هذه الدورات، وقد أكد فضيلته للمشاركين فيها بأن جميع العاملين بالوزارة أمناء على بيوت الله (عز وجل)، وواجبنا إكرام ضيوف الرحمن، ومعاملتهم المعاملة اللائقة.
وفي محافظتي بني سويف والفيوم افتتح الشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني دورة التعامل اللائق مع رواد المساجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد بهاتين المحافظتين، وفيها أكد أن وظيفة عامل مسجد وخدمة بيوت الله (سبحانه وتعالى) من أشرف المهن التي أكرمنا الله بها، وأنها رسالة وليست وظيفة، وعلينا أن نستشعر إكرام الله عز وجل لنا بها، مؤكدًا على وجوب معاملة ضيوف الرحمن معاملة لائقة؛ فهم ضيوف الرحمن جل وعلا.
وفي محافظة الغربية انعقدت أولى دورات التعامل اللائق مع رواد المسجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد بمديرية أوقاف الغربية بحضور الدكتور نوح العيسوي مدير المديرية، وقد أوصى الدكتور نوح العيسوي جميع الحاضرين من عمال المساجد بالرفق بالناس وتجنيبهم المشقة عند أداء العبادة في بيوت الله تعالى، فالعامل مؤتمن على المسجد، وعلى رواده، وهو صاحب رسالة في غاية الأهمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كتاب صحيح البخاري وزارة الأوقاف المصرية وزارة الأوقاف الأوقاف وزارة الأوقاف لعمال المساجد
إقرأ أيضاً:
بين دفتين كتاب المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة..
بداية لا بد أن نتحدّث عن المؤلف قبل أن نتحدّث عن كتابه الرائع "المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة"، مؤلف هذا الكتاب هو العالم والداعية العراقي الدكتور عبد الكريم زيدان العاني، المولود في بغداد في عام ١٩١٧م. كان أصغر إخوته من الجنسين، وقد نشأ يتيم الأب حيثُ توفي والده عندما كان في الثالثة من عمره.
في أثناء دراسته في كلية الحقوق في بغداد وتخرجه منها بعد ذلك - كان من أوائل الطلبة على دفعته-، تأثر د. عبد الكريم بالمواد الشرعية التي يَدْرُسها، مما دفعه وحفزّه لقراءة كتب الفقه الإسلامي والتعمّق فيها بشكل كبير، ثم بعد ذلك التحق بمعهد الشريعة الإسلامي في جامعة القاهرة ونال درجة الماجستير، ثم نال درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي مع مرتبة الشرف الأولى عام ١٩٦٢م.
يعدُّ د. عبد الكريم زيدان من أبرز مُنظري الفقه الإسلامي في عصرنا الحديث، وقد تولّى مناصب عديدة في العراق وخارجها. توفي - رحمه الله - في صنعاء عام ٢٠١٤م عن عمر ٩٧ عاماً وقد ترك مؤلفات قيمة تجاوزت الثلاثون كتاباً، كما ترك ٣٥ بحثاً وعشرات المقالات والرسائل، فأثرى المكتبة العربية والإسلامية بكتبه وبحوثه القيّمة.
كتاب "المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة" واحد من أهم الكتب التي كتبها د. عبد الكريم، وقد صدرت الطبعة الأولى منه في عام ١٩٩٦م. ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب السبب الذي دعاه لكتابة الكتاب، وهو أن قصص القرآن كما أخبر الله عنها في كتابه الحكيم هي أحسنُ القصص، وقد قص الله علينا هذه القصص لأخذ الدروس والعِبر منها وليست للتسلية، وهذا ما دعا المؤلف إلى أن يبحث عن هذه الدروس ويُخرجها في كتاب، ليستفيد منها الدعاة في دعوتهم، بل يستفيد منه كل مسلم ومسلمة.
منهج المؤلف في كتابه هذا، أن يقوم بذكر موجز للقصة الواردة في القرآن، ثم يذكر بعد ذلك أهم الدروس المستفادة من القصة، فمثلاً يذكر قصة خلق أبينا آدم - عليه السلام - وأمر الله سبحانه الملائكة بالسجود له، وامتناع إبليس عن السجود له، وطرد إبليس من الجنة، وغيرها من أحداث القصة، لكن يذكرها - كما بينت - باختصار غير مخل، ثم يذكر بعد ذلك أهم الدروس التي يمكن أن يُستفاد منها من قصة نبي الله آدم عليه السلام وعداوة إبليس له. أحد هذه الدروس على سبيل المثال، أننا نحن البشر من طبيعتنا وتكويننا البشري الوقوع في الخطأ.
والدرس الآخر هو ضرورة التوبة والاستغفار والندم بعد الوقوع في الخطأ وعدم الإصرار على المعصية والخطأ، كما فعل أبونا آدم وأمنا حواء، فما أن ناداهم ربهما مذكراً لهما بنهيه لهما عن أكل الشجرة، حتى (قالا ربّنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). (الأعراف:23). وغيرها من الفوائد الكثيرة التي أبدع المؤلف في استنتاجها.
ويتسلسل الكتاب بهذا الأسلوب الرائع، فيطوف بنا في جولة ماتعة نافعة مع قصص القرآن بدءاً من قصة آدم، وقصة ابنيه هابيل وقابيل، وقصة نوح وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل ولوط وشُعيب ويوسف وموسى وداود وسليمان وأيوب ويونس وعيسى - عليهم السلام -، ثم قصة لقمان وذي القرنين وقارون وأصحاب القرية وأصحاب الكهف وأصحاب الأخدود، وقصة صاحب الجنتين وقصة أصحاب الفيل وغيرها. وهذه القصص جميعها جعلها المؤلف في الباب الأول من الكتاب.
ثم خصص المؤلف الباب الثاني في قصص القرآن ليكون عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، بدءاً من قصة بدء نزول الوحي عليه وبداية الدعوة السرية وما تلتهما من أحداث حتى وفاته - عليه أفضل الصلاة والسلام -.
الكتاب ضخم جداً يقع في ٨٣٠ صفحة من القطع الكبير، وواضح الجهد الكبير الذي بذله المؤلف في تأليف هذا الكتاب، حيث قام بالرجوع إلى عشرات وعشرات المراجع. ما يُميز الكتاب الآتي:
أولاً: سلاسة الأسلوب الذي يتمتّع به المؤلف، حيث تشعر وأنت تقرأ القصة والدروس المستفادة بانسيابية الكلام وترابطه وسهولة قراءته، مع عمقه في نفس الوقت، وهذه ميزة للمؤلف فليس كل أحد يستطيع ذلك. وميزة هذا الأسلوب أن يجعل الكتاب سهل القراءة على شرائح مختلفة من القُرّاء، فيعم نفعه أكثر، بخلاف الكتب التي كُتبت بلغة صعبة ومعقدة حيث يكون قُرّائها محدودين.
ثانياً: الكم الهائل من المعلومات التي يرد ذكرها في كل قصة، فكما ذكرت، قد لجأ المؤلف إلى مراجع كثيرة جداً، ليخرج لنا هذا العسل المُصفى، وما علينا سوى أن نشربه ونستمتع به.
ثالثاً: الكتاب ليس سرداً لقصص القرآن فقط، بل يحوي على إبداع فريد من حيث استخراج المؤلف لعشرات الفوائد في كل قصة، وهنا تظهر عبقرية المؤلف، فهو لم يكتفِ بسرد القصص وشروحها، فهو يعلم أن هناك كتباً كثيرة سبقت كتابه ذكرت كل ذلك بالتفصيل، لكنهُ أضاف بصمته القوية وأعمل فِكره وجهده في استخراج الفوائد من كل قصة، وهي فوائد قد لا تخطر على بال الكثيرين منا حين يقرأ هذه القصص.
رابعاً: لم يُثقل المؤلف كتابه بحواشي المراجع في صفحات الكتاب، ولعل السبب في ذلك الرغبة في التسهيل على القارئ، واستخدم المؤلف طريقة ذكر المرجع بأن يذكره في النص نفسه، لكن بخط أصغر ولون مختلف. وهذه طريقة جميلة لا تشوش على القارئ ولا تشتته.
الكتاب مهم جداً ويستحق أن يُقرأ في كل زمان وبالأخص في شهر رمضان، شهر القرآن، بل أن يُدّرس في المساجد وتقرأه الأسرة في البيت. وأنا على يقين أن من يقرأ هذا الكتاب الضخم سيخرج من قراءته وقد تغيّر فيه الكثير.