موقع النيلين:
2025-02-01@18:22:17 GMT

الاستغفار عند الانتصار

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

هذا العنوان (الاستغفار عند الانتصار) عنوان فقرة من كتاب المفكر الألماني الشهير مراد هوفمان: يوميات ألماني مسلم. وأنقل ما كتبه في الصفحة ١٤٠، طبعة دار الأهرام:
أثناء عودتي من محاضرة ألقيتها في كلية الدفاع التابعة لمنظمة حلف الأطلنطي (الناتو) عن الرأي العام والدفاع وجدت لدي متسعا من الوقت في مطار… لقراءة سورة النصر مع شاب تونسي.

طبقا لنص الآية الأخيرة من سورة النصر، فإن الله سبحانه وتعالى يأمر المسلمين ألا يتملكهم الزهو ساعة النصر، وإنما يلتمسوا المغفرة من ربهم في خضوع: “بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا”.

يا له من مبدأ مدهش! ولشد ما كان التاريخ الدبلوماسي سوف يصبح مخالفا لو أن رجال السياسة كانوا أكثر التزاما بهذه النصيحة… ألم يكن من الممكن تجنب قيام الحرب العالمية الثانية لو أن كليمنصو وبوانكاريه قد التزما في عام ١٩١٩ بما جاء في سورة النصر، بدلا من أن تستبد بهما مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام. (انتهى)

لما قابلت مراد هوفمان في مكة، قلت له: فهمك لدلالة السورة على هذا النحو يستحق الانتباه، فاستفاض الرجل معي في تذكر فتح مكة وهيئة النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحا ومنتصرا، مطاطئ الرأس تواضعا لله وتذللا له بعدما أكرمه بالفتح العظيم.
وصفت كتب السيرة هيئته صلى الله علبه وسلم عند دخوله أنه كان على راحلته وعثنونه (شعر لحيته) ليكاد يمس واسطة الرحل.

ولما وصل إلى مكة ضربت له قبة في الحجون… لم يكره أحدا للخروج من بيته وترك مكانه.
أما الأعداء من القرشيين فقد عفا عنهم وأعطاهم الأمان وأطلقهم إلا النفر القليل منهم، فيهم ابن خطل الذي تعلق بأستار الكعبة، فأمر بقتله لأن جريمته ما كانت لتغتفر.

هذه قيم أخلاقية نبوية يجب التذكير بها في كل موقف من مواقف الانتصار، وسط أجواء تعلو فيها أحاديث الكراهية وصيحات الانتقام.

إن بلادنا لكي تأسو جراحها وتدفن أتراحها تحتاج إلى حكمة النبوة. الحكمة التي أثارت بقوة اهتمام موظف الخارجية الألماني السفير ويلفريد هوفمان والذي تبوأ مسؤولية الإعلام في حلف الناتو سنوات عدة.
كتب- عثمان أبوزيد

(الصورة لمراد هوفمان بملابس الإحرام في إحدى السنوات التي ضمنا معه وفد الحج)

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حمل خطاب نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله في لبنان خلال كلمته المسجلة التي بثها إعلاميًا مساء يوم 27 يناير 2025، عنوان "سردية وجرد حساب"، وباستخدام منهج تحليل الخطاب اللساني والرسمي لتحليل خطاب قاسم نجده مقسم إلى ست نقاط رئيسية:

1- ماذا واجهنا: استعرض العدوان الإسرائيلي على لبنان وتفوقه العسكري مقابل قوة المقاومة.

2- مصارحة مع الناس: بتوضيح أسباب الخسائر والرد على تساؤلات جمهور المقاومة.

3- حديث عن وقف إطلاق النار: بتفسير أسباب قبول الحزب وقف إطلاق النار وشروطه.

4- مواجهة الحملة المضادة ضد حزب الله: بالرد على الانتقادات الداخلية والخارجية.

5- ماذا بعد انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي: لتأكيد رفض تمديد الاحتلال وضرورة الانسحاب الفوري (يعكس ذلك أن الكلمة سجلت قبل موافقة لبنان على تمديد المهلة).

6- حديث عن الرئاسة والحكومة: للتأكيد على دور الحزب في تحقيق التوافق الوطني وإعادة الإعمار.

أولًا: الأسلوب البلاغي

استخدم الخطاب عبارات قوية مليئة بالشحنة العاطفية مثل "النصر"، "التضحيات"، و"الشهداء"، واعتمد على مزيج من التعابير الدينية والوطنية، مما يعزز الترابط بين العقيدة والجمهور المستهدف، موظفًا آيات قرآنية مثل "ألا إن نصر الله قريب"، لتعزيز ثقة الجمهور واستحضار البعد الإيماني.

ثانيًا: تكرار الكلمات

كلمة "نصر" تم تكرارها 10 مرات في سياقات مختلفة، في كلمة مدتها 50 دقيقة، أي بمعدل مرتين كل 10 دقائق؛ لتعزيز الشعور بالنصر وتعميق الفكرة لدى المستمعين.
كما يهدف التكرار لإيصال رسائل متعددة، منها:
تثبيت الشعور بأن المقاومة حققت إنجازات ميدانية وسياسية.
مواجهة الحملة الإعلامية المضادة التي حاولت التقليل من إنجازات المقاومة.
التأكيد على أن "النصر" ليس فقط عسكريًا، بل هو صمود وإرادة واستمرارية.
استخدام ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" للتأكيد على أنها الأساس لتحقيق النصر وحماية الوطن.

ثالثًا: المضمون الرئيسي (تحديات وتضحيات)

ركز الخطاب على استعراض عدد من التحديات التي واجهتها المقاومة، سواء كانت عسكرية أو سياسية، وكذلك التضحيات التي قدمتها، وكانت التحديات مثل إبراز تفوق المقاومة بإيمانها وإرادتها رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.
أما التضحيات فقد أشار الأمين العام لحزب الله في خطابه إلى حجم التضحيات التي قدمتها المقاومة، من شهداء وقيادات، كما تم التركيز على دور الشعب اللبناني الداعم للمقاومة، وذكر عددًا من الإنجازات مثل وقف العدوان الإسرائيلي، وإفشال المخططات الداخلية والخارجية لإنهاء المقاومة، وتحقيق تماسك داخلي بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، واستعادة الأرض، والإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية بل خيار عقائدي وسياسي وإنساني، مما يعزز شرعيتها أمام جمهورها وأمام العالم.

رابعًا: التحليل الاستراتيجي

يعكس الخطاب رغبة المقاومة في تقديم صورة "المنتصر" بالرغم من التحديات، ويُظهر ارتباطًا قويًا بين المقاومة وداعميها الإقليميين، خاصة إيران. كما يؤكد على ضرورة استمرار المقاومة كعنصر أساسي في حماية لبنان وسيادته.
كما يعكس أيضًا نبرة تفاؤل وتأكيد على الإنجازات بالرغم من التحديات، ويعزز صورة المقاومة كقوة فاعلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وتكرار كلمة "نصر" يُظهر أهمية التركيز على الإنجازات لإحباط الدعاية المضادة وتعزيز الثقة بين جمهور المقاومة.
وقدم نعيم قاسم "مصارحة" مع جمهور المقاومة، معترفًا بالخسائر الكبيرة بما في ذلك فقدان قيادات بارزة مثل حسن نصر الله، الأمين العام الأسبق لحزب الله في لبنان، مبررًا هذه الخسائر بظروف استثنائية مثل التفوق التكنولوجي الإسرائيلي والانكشاف الأمني، حيث أكد أن النصر لا يُقاس بالقوة العسكرية وحدها بل بالإيمان والصمود.
وشدد الخطاب على دور المقاومة في حماية لبنان واستعادة السيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتلال يفرض وجود مقاومة فاعلة.
حمل الخطاب رسائل واضحة للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، بتحميلهم مسؤولية استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
كما أن ذكر الخروقات الإسرائيلية و"الضعف الإسرائيلي" قد يكون رسالة للولايات المتحدة والغرب بأن المقاومة ليست مجرد حركة محلية، بل عنصر إقليمي قوي.
وعلى الصعيد الداخلي أظهر دعمًا للرئيس اللبناني جوزيف عون والحكومة الجديدة، مؤكدًا دور حزب الله في تحقيق التوافق الوطني.

خامسًا: لغة الخطاب

استخدم الخطاب لغة حماسية ومشحونة بالعاطفة لتعزيز الروح المعنوية لجمهور المقاومة، تخللته إشارات دينية قوية مثل الاستشهاد بالآيات القرآنية والتأكيد على القيم الحسينية (الطائفية الشيعية)، مما يعكس البعد العقائدي للمقاومة، واعتماد أسلوب التكرار (مثل "سجلوا هذا نصر") لترسيخ فكرة الانتصار في أذهان المستمعين.
ربط الإنجازات بالتضحيات من خلال ارتباط كلمات "الشهادة" و"النصر" له دلالة نفسية عاطفية للربط العاطفي بين المقاومة وحاضنتها الشعبية.

سادسًا: دلالة التوقيت

جاء الخطاب في سياق زمني حساس على المستويين المحلي والإقليمي: 
إقليميًا: يأتي الخطاب غالبًا في إطار التوترات المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا مع تصاعد الخطاب الإقليمي حول المقاومة الفلسطينية والوضع في غزة والضفة.
بالإضافة إلى توقيت الخطاب يتزامن مع تطورات إقليمية مرتبطة بالمحور الإيراني (إيران، سوريا، المقاومة اللبنانية) خاصة في ظل الدعم الإيراني المستمر للمقاومة، كما يبرز الخطاب التحالف مع إيران وسوريا، ما يعكس محاولة لتوحيد الجبهة ضد إسرائيل أو أي تهديدات محتملة. 
كما يأتي الخطاب بعد عدوان إسرائيلي كبير وخسائر بشرية ومادية للمقاومة، مما استدعى تقديم تفسير شامل للأحداث إقليميًا وإظهار حزب الله حرصه على الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتأكيد دوره كمدافع عن السيادة اللبنانية محليًا.
محليًا: يمر لبنان بأزمة اقتصادية خانقة، مع تعثر تشكيل حكومة جديدة أو تحقيق تقدم في الإصلاحات الاقتصادية، كما يحمل الخطاب رسالة تطمين للجمهور المؤيد للمقاومة، مع التركيز على الإنجازات لإبقاء الحاضنة الشعبية صامدة في ظل الظروف الصعبة.
وقد يكون التوقيت مرتبطًا بتطورات سياسية داخلية، مثل مناقشات حول تشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، كما أن الحديث عن الوحدة الوطنية ودور الدولة يشير إلى محاولة تعزيز صورة حزب الله كجزء من الحل الوطني وليس جزءًا من الأزمة.
وأخيرًا فإن توقيت الخطاب يأتي كجزء من استراتيجية الحفاظ على زخم الدعم الشعبي للمقاومة في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
 

مقالات مشابهة

  • أفضل سورة تقرأ في شعبان كل صباح.. تفتح لك أبواب الرزق الواسع
  • حقيقة عديدة يس.. وكيف تحصن نفسك بالسورة الكريمة
  • «قلبي متعلق بالقرآن».. لماذا تمنت سهير الباروني أن تكون مثل عبلة الكحلاوي؟
  • الرفاعي: العدو لا يحترم المواثيق الدولية
  • فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة به.. سورة الكهف والصلاة على النبي
  • شاهد | القائد محمد الضيف .. شهيد الانتصار .. كاريكاتير
  • هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟ 
  • بقيادة ماني ورونالدو.. تشكيل النصر المتوقع أمام الرائد في الدوري السعودي
  • تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية
  • الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب