هذا العنوان (الاستغفار عند الانتصار) عنوان فقرة من كتاب المفكر الألماني الشهير مراد هوفمان: يوميات ألماني مسلم. وأنقل ما كتبه في الصفحة ١٤٠، طبعة دار الأهرام:
أثناء عودتي من محاضرة ألقيتها في كلية الدفاع التابعة لمنظمة حلف الأطلنطي (الناتو) عن الرأي العام والدفاع وجدت لدي متسعا من الوقت في مطار… لقراءة سورة النصر مع شاب تونسي.
طبقا لنص الآية الأخيرة من سورة النصر، فإن الله سبحانه وتعالى يأمر المسلمين ألا يتملكهم الزهو ساعة النصر، وإنما يلتمسوا المغفرة من ربهم في خضوع: “بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا”.
يا له من مبدأ مدهش! ولشد ما كان التاريخ الدبلوماسي سوف يصبح مخالفا لو أن رجال السياسة كانوا أكثر التزاما بهذه النصيحة… ألم يكن من الممكن تجنب قيام الحرب العالمية الثانية لو أن كليمنصو وبوانكاريه قد التزما في عام ١٩١٩ بما جاء في سورة النصر، بدلا من أن تستبد بهما مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام. (انتهى)
لما قابلت مراد هوفمان في مكة، قلت له: فهمك لدلالة السورة على هذا النحو يستحق الانتباه، فاستفاض الرجل معي في تذكر فتح مكة وهيئة النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحا ومنتصرا، مطاطئ الرأس تواضعا لله وتذللا له بعدما أكرمه بالفتح العظيم.
وصفت كتب السيرة هيئته صلى الله علبه وسلم عند دخوله أنه كان على راحلته وعثنونه (شعر لحيته) ليكاد يمس واسطة الرحل.
ولما وصل إلى مكة ضربت له قبة في الحجون… لم يكره أحدا للخروج من بيته وترك مكانه.
أما الأعداء من القرشيين فقد عفا عنهم وأعطاهم الأمان وأطلقهم إلا النفر القليل منهم، فيهم ابن خطل الذي تعلق بأستار الكعبة، فأمر بقتله لأن جريمته ما كانت لتغتفر.
هذه قيم أخلاقية نبوية يجب التذكير بها في كل موقف من مواقف الانتصار، وسط أجواء تعلو فيها أحاديث الكراهية وصيحات الانتقام.
إن بلادنا لكي تأسو جراحها وتدفن أتراحها تحتاج إلى حكمة النبوة. الحكمة التي أثارت بقوة اهتمام موظف الخارجية الألماني السفير ويلفريد هوفمان والذي تبوأ مسؤولية الإعلام في حلف الناتو سنوات عدة.
كتب- عثمان أبوزيد
(الصورة لمراد هوفمان بملابس الإحرام في إحدى السنوات التي ضمنا معه وفد الحج)
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
طوابع بريدية تخلّد آلام السيد المسيح وقيامته
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كانت حياة وآلام السيد المسيح، منذ القرون الأولى للمسيحية، مصدر إلهام عميق للفنانين والنحاتين والرسامين في شتى أنحاء العالم.
فقد تناولت الأعمال الفنية مشاهد من حياة المسيح، بدءًا من ميلاده وحتى قيامته، وسجلت اللحظات الفاصلة التي وردت في الأناجيل والكتب المقدسة. وتعد هذه الأعمال شهادة حية على الإيمان المسيحي وتجسيدًا بصريًا لمعاني الفداء والتضحية.
المتاحف العالمية تحتضن روائع تجسد الآلام
تحتوي المتاحف الكبرى، مثل متحف اللوفر في باريس، ومتحف الفاتيكان في روما، ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، على العديد من اللوحات والمنحوتات التي تروي قصة آلام السيد المسيح.
ومن بين أشهر هذه الأعمال، لوحة “العشاء الأخير” لليوناردو دافنشي، و”حمل الله” لفان إيك، و”الصلب” لرامبرانت، والتي ساهمت في تشكيل الوعي الديني والثقافي حول العالم.
الطوابع البريدية.. رسائل فنية خالدة
سعت العديد من الدول إلى تكريم هذه اللحظات المقدسة عبر إصدار طوابع تذكارية، تحمل صورًا مستوحاة من الفن المسيحي. فإصدار الطوابع البريدية لم يكن فقط لأغراض التواصل، بل تحوّل إلى وسيلة لنشر الرسالة الروحية وتوثيق الأحداث التاريخية والدينية.
من بين هذه الإصدارات:
الفاتيكان: دأب على إصدار طوابع دينية سنوية، أبرزها مشاهد الصلب والقيامة
ايطاليا وإسبانيا: قدمتا طوابع مستوحاة من أعمال مايكل أنجلو وكارافاجيو.
دول في أميركا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك، أصدرت طوابع تعكس التقاليد المحلية في تجسيد آلام المسيح.
القيامة.. رمز الانتصار على الموت
تُعد قيامة السيد المسيح، بحسب العقيدة المسيحية، الحدث الأهم والأكثر تأثيرًا، حيث تمثل الانتصار على الموت والخطيئة، وتُحيي في قلوب المؤمنين الرجاء بالخلاص والحياة الأبدية. وقد جسد الفنانون هذا الحدث في صور مهيبة أظهرت النور الإلهي وقوة الغلبة الروحية، وتم تخليده في طوابع تعكس بهاء هذا الانتصار.