هل تنجح بغداد في إعادة السلام؟ زيارة عراقجي تحدد مصير غزة ولبنان!”
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
أكتوبر 13, 2024آخر تحديث: أكتوبر 13, 2024
المستقلة/- تستعد العاصمة العراقية بغداد اليوم لاستقبال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في زيارة رسمية “سريعة” تهدف إلى مناقشة الأوضاع المتوترة في المنطقة. تحمل هذه الزيارة دلالات عميقة في سياق الأزمات الإقليمية الراهنة، خاصةً في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة ولبنان.
يتوجه عراقجي إلى بغداد للقاء عدد من المسؤولين العراقيين، منهم وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني. تهدف الزيارة إلى بحث الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في المناطق المتوترة، وكذلك العمل على توحيد المواقف بين إيران والعراق في مواجهة التحديات المشتركة.
تشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن الزيارة تأتي في إطار حراك دبلوماسي مكثف يهدف إلى وقف اتساع نطاق الحرب. يُعتبر هذا التحرك جزءًا من استراتيجية إيرانية لدفع المنطقة نحو حلول سلمية، ويعكس قلق طهران من تأثير الصراعات المستمرة على المدنيين.
الأبعاد السياسيةتعكس زيارة عراقجي التوجهات الإيرانية نحو تعزيز نفوذها في المنطقة، بينما تظهر أيضًا تحركات العراق كداعم للجهود الدبلوماسية. يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الاتصالات بين السوداني وزعماء دول مثل فرنسا ومصر والأردن، بهدف تنظيم مفاوضات تساهم في إنهاء الحرب.
من المثير للاهتمام أن الزيارة لم تشمل أي لقاءات مع شخصيات سياسية، مما يُشير إلى رغبة واضحة في التركيز على المسائل التنفيذية والاستراتيجية بدلاً من التحركات السياسية التقليدية. يُعتبر ذلك تحولًا في الطريقة التي يتم بها التعامل مع الأزمات في المنطقة، حيث تُعطى الأولوية للحلول العملية.
التحديات القادمةرغم أهمية الزيارة، تواجه إيران والعراق تحديات كبيرة في تحقيق الأهداف المرجوة. فالتحولات الإقليمية السريعة، بما في ذلك ردود الفعل الدولية تجاه الصراعات، قد تعرقل الجهود المبذولة. هناك أيضًا مخاوف من التصعيد المحتمل في لبنان وغزة، مما قد يُصعِّب على الدولتين تحقيق الاستقرار المنشود.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
كيف استقبل الإطار التنسيقي زيارة الشيباني إلى بغداد
آخر تحديث: 17 مارس 2025 - 11:27 صبقلم: سمير داود حنوش في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة “العرب” مقالًا بعنوان “هل تقطع بغداد علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق؟” يتحدث عن بوادر أزمة قد تتفجر بين البلدين بمنحنى طائفي نتيجة عمليات التطهير العرقي التي تمارسها جماعات الرئيس الجديد أحمد الشرع ضد العلويين والمسيحيين وبعض الأقليات، جاءت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد، وهي الأولى بعد تأجيل لعدة مرات لاعتبارات أمنية وسياسية.هذه الزيارة أكدت وجود تلك الأزمة، ليس فقط بين بغداد ودمشق، بل أيضًا بين جماعات الإطار التنسيقي في تقييم هذه الزيارة بين الرفض والتهديد بمنع دخول الشرع إلى بغداد وحضوره مؤتمر القمة المزمع انعقاده في أيار- مايو، وتفعيل مذكرة إلقاء القبض بحق محمد الجولاني سابقًا وأحمد الشرع حاليًا.الشيباني، الذي كانت زيارته سرية ومحدودة اللقاءات ولم يُعلن عنها إلا بعد أن استقبله وزير الخارجية العراقي، لم يلتقِ خلالها سوى برئيس الوزراء (الشيعي) محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان (السنة)، الذين رحبوا بهذه الزيارة. الحدث السياسي الذي أثار غضب الإطار التنسيقي وماكينته الإعلامية هو جلوس السوداني إلى جانب الشيباني في جلسة استعراض العلاقات بين البلدين وإمكانية أن يساهم العراق في دعم سوريا وإعادة إعمارها. ذلك المشهد تزامن مع إعلان الحكومة العراقية عن توجيه ضربة أمنية لتنظيم داعش من خلال استهدافها والي العراق والشام، الذي عمل بما يسمى بمنصب نائب الخليفة في إدارة العمليات الخارجية لتنظيم داعش الإرهابي.يمكن تخيل المشهدين: تصفية “أبوخديجة” في عملية نفذتها القوات الأمنية بدعم من التحالف الدولي، حيث كان ذلك الإرهابي المستهدف يشغل دورًا مهمًا في إعادة ترتيب صفوف داعش، خاصة في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، وزيارة الشيباني إلى بغداد. فهل كان ذلك من قبيل الصدفة أم هو وضع إقليمي جديد تُرسم ملامحه بين دول المنطقة في تفاهمات غير معلنة؟ وكأن لقاء السوداني بالشيباني كان “خطيئة سياسية” ينتظرها خصوم السوداني لتبرير خصامهم السياسي. كان أول المهاجمين لهذه الزيارة ائتلاف نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، الذي فسّر المقابلة بأنها ضعف حكومي ومهادنة لمسؤول يمثل جماعات تخلت عن الألبسة السوداء واللحى الرثة إلى ارتداء البدلات وأربطة العنق. حتى الترحيب بالشيباني توزع طائفيًا بين مرحب ورافض ومهدد بالويل والثبور.فرصة سنحت للإطاريين قبيل الانتخابات لتوجيه سهامهم إلى الحكومة التي تهادن على حساب الطائفة والمذهب، والمستعدة لترضية كل الأطراف الإقليمية والدولية من أجل نيل رضاها. والأهم هو إثبات العراق حسن نواياه بالابتعاد عن المحور الإيراني الرافض للتغيير السوري الجديد، وبعث رسائل إيجابية للجانب الأميركي. ما بين تظاهرات حاشدة انطلقت في محافظة البصرة للتنديد بزيارة الشيباني وتهديد فصائل مسلحة بمنع حضور الشرع إلى بغداد، ازداد التنافر بين أطراف الإطار التنسيقي. الاتهامات للحكومة بجلوسها مع مسؤولين يحملون ماضيًا من الإرهاب وصلت إلى حد الاتهام بالتناقض بين القضاء على فلول داعش الإرهابي وبين الجلوس مع من كان مثلهم. وبين من يرى أن هذه الزيارة ستكسر الجمود في العلاقات بين البلدين اللذين تجمعهما مصالح مشتركة، ومن يرى أن القبول العراقي بالواقع السوري جاء بضغوط خارجية، وخصوصًا من الجانب الأميركي. العلاقة المتشابكة وصلت آثارها إلى رجال الدين، حين حذّر المرجع الديني محمد تقي المدرسي من انهيار الأوضاع في سوريا وإمكانية تقسيمها إلى دويلات، وهي تلميحات بأن الوضع السوري ذاهب باتجاه الانفلات والفوضى.موقف لافت لجبهة نواب الوسط والجنوب في البرلمان العراقي من زيارة وزير الخارجية السوري، حين وصفته الجبهة بـ“وزير عصابات الجولاني”. ودعت مجموعة النواب الكتل السياسية إلى إدانة هذه الزيارة ومساندة طلب استجواب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في البرلمان العراقي، حفاظًا على سمعة وأمن البلاد، حسب تعبير الجبهة.زيارة المسؤول السوري أشعلت صراعًا بين قوى الإطار التنسيقي، وربما يكون هذا الحدث مادة دسمة لصراع انتخابي يجري الإعداد له وسيناريو يتخوف من أن تمتد آثاره إلى الداخل العراقي في قادم الأيام، بوجود مؤشرات على عقوبات أميركية قادمة في الطريق.