فريق الطوارئ بمستشفى قصر العيني ينجح في استخراج مقص نافذ من جمجمة طفل
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
في إنجاز طبي جديد يُضاف إلى سجل مستشفى قصر العيني العريق، تمكن فريق طبي متخصص في قسم الطوارئ من إجراء عملية جراحية بالغة الخطورة لإنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات.
الطفل كان قد وصل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد تعرضه لحادث أليم؛ حيث سقط على مقص نافذ استقر في جبهته اليمنى، مخترقًا العظمة الأمامية للجمجمة ووصولًا إلى الفص الأمامي للمخ عبر الجيب الهوائي الأمامي.
الوضع كان في غاية الدقة والتعقيد، مما تطلب تحركًا سريعًا من الفريق الطبي الذي باشر الفحوصات العاجلة للتأكد من خطورة الإصابة.
أظهرت الفحوصات والأشعة المقطعية على المخ أن المقص قد اخترق مناطق حساسة في الجمجمة والمخ، مما جعل التدخل الجراحي الفوري أمرًا لا مفر منه لإنقاذ حياة الطفل.
ورغم التحديات الكبيرة التي واجهها الفريق الطبي، الذي ضم نخبة من أطباء جراحة المخ والأعصاب والتخدير، نجحوا في إزالة المقص بحرفية عالية دون إحداث أي أضرار إضافية للمخ أو الجمجمة.
في هذا الحوار الصحفي الخاص لموقع الفجر مع الدكتور أحمد ماهر، مدير قسم الطوارئ،بمستشفى قصر العيني، نتعرف على تفاصيل هذه العملية المعقدة، وكيف تعامل الفريق الطبي مع هذه الحالة الحرجة.
كما يسرد لنا التحديات التي واجهتهم خلال التدخل الجراحي الدقيق، والجهود المستمرة لضمان سلامة المرضى في مثل هذه الحالات الطارئة.
دكتور أحمد ماهر، نود أن تحدثنا عن إحدى العمليات الخطيرة التي شهدها قسم الطوارئ مؤخرًا في مستشفى قصر العيني؟بالطبع، واحدة من أخطر العمليات التي أجريناها في قسم الطوارئ كانت يوم 17 سبتمبر 2024 في ذلك اليوم، وصل طفل يبلغ من العمر 4 سنوات إلى استقبال الطوارئ نحو الساعة السادسة والنصف مساءً، بعد سقوطه على جسم صلب. وعندما قمنا بفحصه، اكتشفنا وجود مقص نافذ في الجبهة اليمنى.
كانت الإصابة خطيرة جدًا، حيث أن المقص اخترق العظمة الأمامية للجمجمة ووصل إلى الفص الأمامي للمخ عبر الجيب الهوائي الأمامي.
هذه حالة تبدو خطيرة جدًا! كيف كانت ردة فعلكم الأولية؟بالفعل، الوضع كان في غاية الخطورة. على الفور بتوجيها من الدكتور حسام صلاح عميد كلية الطب ومدير مستشفي القصر العيني.
د. حسام صلاح عميد كلية الطب جامعة القاهرةبدأنا بإجراء الفحوصات اللازمة بشكل سريع، وكانت أولى تلك الفحوصات أشعة مقطعية على المخ، والتي أكدت أن المقص قد اخترق الجمجمة ووصل إلى الفص الأمامي للمخ، مما زاد من تعقيد الموقف وخطورته.
ما هي الخطوات التي اتخذتموها لعلاج الحالة؟تم إدخال الطفل إلى غرفة العمليات فورًا. كان الفريق الطبي على أهبة الاستعداد للتدخل الجراحي السريع.
أجرينا عملية معقدة جدًا، حيث تم استخراج المقص بأمان، ثم قمنا بإصلاح الجيب الهوائي الأمامي لضمان استقرار الحالة. الحمد لله، الطفل خرج من العملية في كامل وعيه وحركته، وكانت حالته الصحية مستقرة بعد العملية.
من كان ضمن الفريق الطبي الذي شارك في هذه العملية الصعبة؟هذا النوع من العمليات يتطلب تعاونًا دقيقًا بين عدة تخصصات. فريق جراحة المخ والأعصاب كان بقيادة الدكتور أحمد حمدي، والدكتور محمد أشرف، والدكتور يوسف أيمن، وهم جميعًا متخصصون في جراحة المخ والأعصاب.
أما فريق التخدير، فكان بقيادة الدكتور بيشوي عاطف، والدكتور أحمد حمزة، والدكتور كيرلس غالي، وكان دورهم بالغ الأهمية في الحفاظ على استقرار حالة الطفل أثناء الجراحة.
ما هي التحديات التي واجهتكم أثناء العملية؟التحدي الأكبر كان ضمان عدم حدوث أي ضرر إضافي للمخ أثناء استخراج المقص، أي خطأ بسيط كان يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ولكن بفضل الله وبالتعاون الممتاز بين أعضاء الفريق الطبي، تمكنا من إتمام العملية بنجاح كبير.
هذا إنجاز طبي رائع. كيف كانت حالة الطفل بعد العملية؟الطفل خرج من العملية في حالة وعي كاملة، وبفضل الله لم تظهر عليه أي مضاعفات خطيرة. هو الآن في حالة مستقرة جدًا، ويتلقى الرعاية اللازمة حتى يتم التأكد من استعادته لكامل صحته.
شكرًا لك دكتور أحمد على مشاركتك معنا هذه التجربة، ونتمنى لكم المزيد من النجاح والتوفيق في إنقاذ الأرواح؟شكرًا لكم، ونتمنى أن نكون دائمًا على قدر المسؤولية لخدمة المرضى والمجتمع.و لا بد ان اقدم جزيل الشكر علي الدعم المتواصل من ا.د. حسام صلاح عميد الكليه وتوفيره لكل المستلزمات في قسم الطوارئ ومتابعته المستمره لسير العمل
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجراء عملية جراحية جامعة القاهرة قصر العيني مستشفى قصر العيني مدير قسم الطوارئ بمستشفى قصر العيني الفریق الطبی قسم الطوارئ قصر العینی
إقرأ أيضاً:
هل ينجح ترامب بتحويل ولايته إلى عصر ذهبي؟
في عودته إلى البيت الأبيض، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تحقيق ما يسميه "عصرا ذهبيا" جديدا لأميركا، من خلال دفع الاقتصاد نحو الاعتماد على الذات والابتعاد عن الأساليب التقليدية للتجارة الدولية؛ فيركز من خلال القرارات التنفيذية على تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وفي تقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، قال الكاتب ديفيد أوبيرتي إن عودة ترامب السريعة إلى منصبه سلطت الضوء على رؤيته لما يسميه العصر الذهبي الجديد لأميركا؛ فقد أظهرت سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات في أول أسبوع من إدارته توجها نحو اقتصاد أكثر اعتمادية على الذات، من خلال صنع المزيد من المنتجات محليا، وضخ المزيد من النفط والغاز الخاص به، وتوفير فرص عمل أكثر للعمال الأميركيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا مع تهديدات ترامب الجمركيةlist 2 of 2تراجع سعر العملة الأفغانية يزيد الضغوط على المواطنينend of listوأضاف الكاتب أن حكومته قد تكون أكثر كفاءة وقسوة، فقد بدأت بالفعل في استخدام قوة البلاد للتأثير على التجارة العالمية لصالح أميركا، حتى وإن كان ذلك ضد حلفائها التقليديين.
"محل حسد"ونقل الكاتب ما قاله ترامب في خطابه الافتتاحي، "سنكون محل حسد كل الأمم ولن نسمح لأنفسنا أن نُستغل بعد الآن"، مشيرًا إلى أن خطته تشمل فرض تعريفات جمركية قد تعطل سلاسل الإمداد الأميركية والاقتصادات الأخرى، مع مقارنة نهجه بسياسة الرئيس ماكينلي في "عصر الثراء الزائف"، حيث صنع الثروة عبر التعريفات والمواهب.
إعلانوشبّه ترامب نهجه بنهج الرئيس ويليام ماكينلي، وهو زعيم جمهوري خلال حقبة عُرفت باسم العصر المذهب، وهي فترة التصنيع السريع بعد الحرب الأهلية التي خلقت ثروة هائلة لأميركا، لكنها اتسمت بتفشي عدم المساواة.
وأوضح الكاتب أن حملة ترامب "صُنع في أميركا" تعد في بعض النواحي تسريعًا لسياسات عهد بايدن الرامية لتعزيز التصنيع المحلي في مواجهة الصناعات الصينية التي تزداد قوة، فقد استهدفت إدارة بايدن فرض تعريفات جمركية وخصصت مئات المليارات من الدولارات لدعم الطاقة المتجددة وتصنيع الرقائق والبنية التحتية.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب وعد بمزيد من الجهود التوسعية المدفوعة بالوقود الأحفوري لحماية الولايات المتحدة من المنافسة الأجنبية، وفي بعض الأحيان، عرض النزعة الحمائية كجزء من تحول جوهري إلى نموذج كان فيه فرض التعريفات الجمركية العالية يساعد في ملء خزائن الحكومة بينما يعزل الأميركيين عن كفاءة وتقلبات الأسواق العالمية.
ونقل الكاتب عن جوزيف لافورغنا، كبير الاقتصاديين في المجلس الاقتصادي الوطني خلال إدارة ترامب الأولى، والمستشار الاقتصادي الرئيسي في شركة سوميتومو ميتسوي المصرفية الأميركية، قوله "لقد انغمسنا كثيرًا في نظرية الأسواق العظيمة ولم نركز أبدًا على الجوانب الواقعية التي يواجهها الناس. التجارة الحرة تبدو رائعة عندما تتعامل مع أطراف تتبع نفس القواعد".
وذكر الكاتب أن الأجندة التي تحدث عنها ترامب ومستشاروه تتضمن جزرات الجمهوريين التقليدية لجذب رأس المال إلى الولايات المتحدة مثل فرض قواعد أقل وخفض الضرائب على الشركات، وتوفير طاقة أرخص، بالإضافة إلى عصا شعبوية كبيرة تتمثل في فرض تعريفات جمركية على السلع المستوردة.
إعادة تقييم العلاقات
ووجه الرئيس الأسبوع الماضي الوكالات الفدرالية لإعادة تقييم العلاقات التجارية الأميركية، ووعد بفرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على البضائع القادمة من الصين و25% على البضائع القادمة من كندا والمكسيك اعتبارًا من أول فبراير/شباط المقبل.
إعلانوبيّن الكاتب أن الرسائل المتناقضة التي أرسلها ترامب بشأن مدى تأثير الرسوم الجمركية تركت الاقتصاديين في حالة من عدم اليقين العميق بشأن التأثير المحتمل على اقتصاد تقدم بسرعة عن نظرائه الأغنياء.
ووفق الكاتب، قالت كاثرين روس، كبيرة الاقتصاديين في مجلس المستشارين الاقتصاديين خلال إدارة أوباما، وأستاذة الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في دافيس: "عدم اليقين يمكن أن يعمل أيضًا مثل الرسوم الجمركية من حيث إنه يعيق التجارة. إنه يمنع الاستثمار في قطاعات التصدير من قبل البلدان الأخرى".
واعتبر الكاتب أن رؤية ترامب قد تخلق، كذلك، توترا بين العمال الأميركيين الذين ساعدوا في إعادة انتخابه وبين شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات التي تعتزم أتمتة أساليب العمل بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقد حضر كبار المديرين التنفيذيين من تسلا، وأمازون، وميتا، وألفابت حفل تنصيب ترامب.
ولتحقيق أهدافه، يعتمد ترامب على اقتصاد قوي يتمتع بنمو ثابت يُعتبر محط إعجاب في العالم. ولا يزال معدل البطالة منخفضا، ونمو الأجور بالساعة فاق الزيادة في الأسعار العامة منذ مايو/أيار 2023، كما أن ثروة الأسر سجلت أرقاما قياسية بفضل ارتفاع قيم المنازل وسوق الأسهم الذي يواصل ازدهاره بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي.
ونقل الكاتب ما قاله إيرني تيدسكي، مدير قسم الاقتصاد في مختبر الميزانية بجامعة ييل وكبير الاقتصاديين في مجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة الرئيس جو بايدن، "إذا كنا منغلقين على أنفسنا ونحاول القيام بكل شيء، بدلا من التركيز على ما نتميز فيه، فمن المحتمل أن يتآكل تفوقنا في الإنتاجية مع مرور الوقت. ولم يكن النمو مشكلة أميركية، لكنه قد يصبح كذلك إذا قررنا فجأة اتباع سياسة اقتصادية أكثر انعزالية".
وأفاد الكاتب أن بعض الاقتصاديين يخشون أيضا من أن يساعد الانعطاف نحو الداخل في إحياء التضخم الذي انتقده ترامب كجزء من جاذبيته الناجحة للناخبين ذوي الدخل المنخفض.
إعلانوفي الأشهر الأخيرة، دفع متداولون في السندات العوائد على الديون الحكومية طويلة الأجل إلى الارتفاع، وهو ما يعتبر تحذيرا من أن خفض الضرائب والهجرة في اقتصاد نشط قد يؤدي إلى زيادة التضخم ورفع أسعار الفائدة.
تهديد الدولار القوي
وأوضح الكاتب أن الدولار الأميركي القوي يشكل تهديدا للشركات التي تبيع السلع والخدمات في الخارج. وفي الوقت نفسه، يعارض مستثمرو الطاقة في وول ستريت بشكل علني سياسة ترامب التي تهدف إلى تعزيز إنتاج النفط والغاز القياسي بالفعل وتقليص تكاليف الطاقة.
وأشار الكاتب إلى أن الاقتصاديين يعتقدون أن الحرب التجارية التي شنتها إدارة ترامب الأولى مع الصين، بالإضافة إلى التعريفات الجمركية المفروضة على بعض السلع مثل الألمنيوم والصلب والغسالات، قد تسببت في زيادة أسعار تلك السلع.
وقد يكون للتعريفات الجمركية الشاملة التي وعد بها ترامب الآن تأثير اقتصادي أوسع بكثير.
وقال روبرت ميري، مؤلف كتاب "الرئيس ماكينلي: مهندس القرن الأميركي": "إذا انتهى خطاب ترامب التجاري ليكون أكثر صخبا من تأثيره الفعلي، فلن يكون أول رئيس حمائي يخفف من موقفه".
وسوّق ماكينلي نفسه لسنوات على أنه رجل التعريفة الجمركية، على خُطا العديد من الجمهوريين في فترة ما بعد الحرب الأهلية، وفي النهاية دعا ماكينلي -الذي أُصيب بطلق ناري أثناء توليه منصبه وتوفي متأثرا بجراحه- إلى اتباع نهج أكثر تبادلية مع الشركاء التجاريين بهدف مساعدة الشركات الأميركية على الوصول إلى الأسواق الخارجية.
واختتم الكاتب تقريره موضحا أن ماكينلي اعتمد لغة مشابهة لتلك التي استخدمها العديد من الديمقراطيين في ذلك الوقت، الذين كانوا أكثر دعمًا للتجارة الحرة، وقد آمن ماكينلي بأنه "إذا كنت تريد البيع في الخارج، عليك أن تشتري من الخارج"، حسبما قال ميري، الذي أضاف "لم يتردد في قول إن آراءه قد تغيرت".
إعلان