كيف أكون من الشهداء يوم القيامة مع وقوعي في المعصية؟.. علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
كيف أكون من الشهداء يوم القيامة مع وقوعي في المعصية؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
كيف أكون من الشهداء يوم القيامة مع وقوعي في المعصية؟وجاء في السؤال: ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ }، كيف نصل إلى الهمة حتى نكون شهداء على الناس، ويكون الرسول علينا شهيدا ؟ كيف نصل إلى اتباع الأسوة الحسنة؟
وأوضح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا ذلك في فرائض الإسلام، بيسر من غير تكلف "أتقن الوضوء" وهو يرتب الثواب الجليل على إتقان الوضوء وإسباغه، حتى لو كان في الشتاء، وحتى لو كان الوضوء يكرهه الإنسان لأنه يصاب بشيء من المعاناة في أن يقوم في الفجر فيجافي مضجعه ليتوضأ، ثم ليصلي، لكن صمم أنت على هذا حتى لو كنت مكرهًا، أقم الصلاة في جماعة فإن يومك ينتظم، والاستمرار في جماعة يولد عندك الالتزام وتعلق قلبك بالمساجد، بمواطن السجود، بالجماعات- يولد عندك الهمة، تتولد الهمة من المحافظة على هذه الأشياء، عندما تتذكر دائمًا جانب العبادة فيها، ولاتتحول في حياتك إلى العادة؛ لأن العبادة إذا تحولت إلى عادة فقدت معناها وحرمت عظيم ثمرتها وبركتها.
وأشار إلى أن من علامات رضا الله سبحانه وتعالى على الإنسان دوام التوفيق في العبادة، فإذا لاحظ نفسه أنه موفق للحفاظ على الصلاة في مواقيتها فإن هذا من رضا الله، الله سبحانه وتعالى هو الذي يوفق لهذا، لذلك ينبغي على الإنسان الذي وجد نفسه أدَّى العبادات أن يحمد الله على هذا التوفيق من أداء الصلاة والصيام، التوفيق إلى إخراج الزكاة، التوفيق إلى الحج، فالإنسان يعلم أنه مرضي عليه من الله، إذا وجد نفسه في رحمة الله، في طاعة الله.
دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. وهذه الكلمات للاستغفار من المعاصي دعاء يغفر الذنوب قبل النوم .. بـ 7 كلمات تسقطها لو كانت كزبد البحر ماذا نفعل مع كثرة الذنوب؟وحول ماذا نفعل مع كثرة الذنوب؟ قال: لو وجد نفسه كثير الذنوب يعلم أن هناك شيئًا ما يحتاج إلى التوبة، يحتاج إلى الرجوع، يحتاج إلى الاستغفار وأن هذا الشيء هو نذير له من أجل أن يعود إلى الله.
أما إذا وجد نفسه في طاعة، ووجد نفسه مستمراً في هذه الطاعة، فهذه علامة كبيرة من علامات رضا الله.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن فتور العبادة أمر طبيعي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَةً وَلِكُلِّ شِرَةٍ فَتْرَةً فَمَنْ كَانَتْ شِرَتُهُ إِلَى سُنَّتِى فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ » فترة أي أن النشاط يتلوه شيء من الفتور والملل، فهذه طبيعة الإنسان .. فلا تخف هذه مسألة طبعية خِلقية أن الإنسان يأتي في فترات ويكون عالي الهِمة وعالي العبادة ثم بعد ذلك يأتيه نوع من أنواع الفتور، ولكن من كانت شَرَّته لله ورسوله وفترته لله ورسوله أي في هذه الفترة والشَرَّة لا نفعل المعصية ولا نترك الفرائض أبداً .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشهداء يوم القيامة علي جمعة هيئة كبار العلماء
إقرأ أيضاً:
إلغاء الإعدام.. جدل بين العدالة وحفظ النفس في الإسلام
يُسلط الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق الضوء على قضية محورية في الإسلام، وهي حفظ النفس البشرية وحرمة الدماء.
إذ يُعد ذلك من أبرز صفات عباد الرحمن الذين يتصفون بالتوحيد الخالص لله في الاعتقاد والقصد.
ويستند جمعة في شرحه عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك إلى عدة آيات قرآنية، أبرزها قوله تعالى: "ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق"، مشددًا على أن قتل النفس بغير حق هو من أشد الكبائر بعد الشرك بالله.
القتل.. أولى الكبائر على الأرضيشير جمعة إلى أن أول جريمة قتل على وجه الأرض ارتكبها ابن آدم، حيث سجل القرآن هذا الحدث في سياق يُبرز خطورة الاعتداء على النفس.
ويتابع تفسير الآية: "من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا"، موضحًا أن الإسلام يجعل قتل النفس كأنما هو إزهاق لروح البشرية جمعاء.
استثناءات القتل.. الحق والقصاصيتناول الدكتور جمعة الاستثناء الوارد في النص القرآني: "إلا بالحق"، مُوضحًا أن القتل يكون مشروعًا في سياقات محددة، مثل القصاص العادل الذي سماه الله حياة وليس قتلًا، كما في قوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".
يشمل ذلك قتل المعتدي المفسد في الأرض، مثل قاطع الطريق أو من يسعى في إفساد المجتمعات.
حماية النفس البشرية.. قيمة إنسانية راسخةيرى جمعة أن الشريعة الإسلامية تقوم على عصمة الدماء وحماية النفس البشرية، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون.
ويستشهد بقول الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، مشددًا على أن تكريم الله للإنسان يشمل الجميع، ويمنع التعدي على حياته إلا في حالات الضرورة التي تقررها الشريعة.
رفض إلغاء عقوبة الإعداميرفض جمعة الدعوات التي تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى تفشي الجريمة بسبب غياب العقاب الرادع. ويوضح أن تطبيق الحدود الشرعية، بما فيها القصاص، يهدف إلى تحقيق العدالة وحماية المجتمع.
النظام القضائي وضمان العدالةيؤكد فضيلة المفتي أن تطبيق أحكام القتل بالحق يجب أن يتم من خلال النظام القضائي في إطار الشرع الإسلامي، مع ضمان تحقيق العدالة ومنع الظلم. ويختتم بأن الشريعة الإسلامية قائمة على الحفاظ على النفس البشرية، ما يُبرز قيمتها في الإسلام.