كيف أكون من الشهداء يوم القيامة مع وقوعي في المعصية؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. 

كيف أكون من الشهداء يوم القيامة مع وقوعي في المعصية؟

وجاء في السؤال: ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ }، كيف نصل إلى الهمة حتى نكون شهداء على الناس، ويكون الرسول علينا شهيدا ؟ كيف نصل إلى اتباع الأسوة الحسنة؟

وأوضح أن  رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا ذلك في فرائض الإسلام، بيسر من غير تكلف "أتقن الوضوء" وهو يرتب الثواب الجليل على إتقان الوضوء وإسباغه، حتى لو كان في الشتاء، وحتى لو كان الوضوء يكرهه الإنسان لأنه يصاب بشيء من المعاناة في أن يقوم في الفجر فيجافي مضجعه ليتوضأ، ثم ليصلي، لكن صمم أنت على هذا حتى لو كنت مكرهًا، أقم الصلاة في جماعة فإن يومك ينتظم، والاستمرار في جماعة يولد عندك الالتزام وتعلق قلبك بالمساجد، بمواطن السجود، بالجماعات- يولد عندك الهمة، تتولد الهمة من المحافظة على هذه الأشياء، عندما تتذكر دائمًا جانب العبادة فيها، ولاتتحول في حياتك إلى العادة؛ لأن العبادة إذا تحولت إلى عادة فقدت معناها وحرمت عظيم ثمرتها وبركتها.

وأشار إلى أن من علامات رضا الله سبحانه وتعالى على الإنسان دوام التوفيق في العبادة، فإذا لاحظ نفسه أنه موفق للحفاظ على الصلاة في مواقيتها فإن هذا من رضا الله، الله سبحانه وتعالى هو الذي يوفق لهذا، لذلك ينبغي على الإنسان الذي وجد نفسه أدَّى العبادات أن يحمد الله على هذا التوفيق من أداء الصلاة والصيام، التوفيق إلى إخراج الزكاة، التوفيق إلى الحج، فالإنسان يعلم أنه مرضي عليه من الله، إذا وجد نفسه في رحمة الله، في طاعة الله.

دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. وهذه الكلمات للاستغفار من المعاصي دعاء يغفر الذنوب قبل النوم .. بـ 7 كلمات تسقطها لو كانت كزبد البحر ماذا نفعل مع كثرة الذنوب؟

وحول ماذا نفعل مع كثرة الذنوب؟  قال: لو وجد نفسه كثير الذنوب يعلم أن هناك شيئًا ما يحتاج إلى التوبة، يحتاج إلى الرجوع، يحتاج إلى الاستغفار وأن هذا الشيء هو نذير له من أجل أن يعود إلى الله.

أما إذا وجد نفسه في طاعة، ووجد نفسه مستمراً في هذه الطاعة، فهذه علامة كبيرة من علامات رضا الله.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن فتور العبادة أمر طبيعي  والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَةً وَلِكُلِّ شِرَةٍ فَتْرَةً فَمَنْ كَانَتْ شِرَتُهُ إِلَى سُنَّتِى فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ » فترة أي أن النشاط يتلوه شيء من الفتور والملل، فهذه طبيعة الإنسان .. فلا تخف هذه مسألة طبعية خِلقية أن الإنسان يأتي في فترات ويكون عالي الهِمة وعالي العبادة ثم بعد ذلك يأتيه نوع من أنواع الفتور، ولكن من كانت شَرَّته لله ورسوله وفترته لله ورسوله أي في هذه الفترة والشَرَّة لا نفعل المعصية ولا نترك الفرائض أبداً .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشهداء يوم القيامة علي جمعة هيئة كبار العلماء

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: إخراج الدين من منظومة الحياة يؤدي لانتشار الفوضى الأخلاقية

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق، أن تكريم الإنسان جاء من خلال منحه وظيفة الخلافة في الأرض، مشيرًا إلى أن العقل والاختيار عنصران أساسيان في هذه المهمة. 

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريحاته، اليوم الثلاثاء، أن الإنسان يتكون من جسد وروح ونفس، ويتميز بعقل مدرك قادر على التفكير والتمييز، وهو ما منحه القدرة على الاختيار بين الخير والشر، استنادًا إلى قوله تعالى: "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ". 

خالد الجندي يوضح المقصود بـ "حبل الله" في القرآن«كان يردده الرسول 5 مرات يوميًا».. 3 أدعية لا تتركهم طوال شهر رمضانانقلاب كوني مذهل.. لماذا شُبهت السماء بالوردة في القرآن؟حكم من جامع زوجته ناسيا أثناء الصيام.. داعية: صومه صحيح ولا كفارة عليه

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن النفس تمر بمراحل متعددة تبدأ بالنفس الأمّارة بالسوء، ثم تتطور بالتربية والتقوى إلى النفس اللوامة، فالملهمة، فالراضية، فالمرضية، فالمطمئنة، حتى تصل إلى النفس الكاملة التي امتاز بها الأنبياء والصديقون والصالحون. 

وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يترك الإنسان لاختياره المطلق، بل أرسل الرسل وأنزل الكتب ليكون هناك توجيه إلهي واضح يحدد الحلال والحرام، مؤكدًا أن العقل وحده قد لا يصل إلى الحقيقة المطلقة، وهو ما يبرز أهمية الوحي في هداية الإنسان نحو الصواب. 

واستدل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بقول الله تعالى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"، موضحًا أن ذكر الله سبحانه وتعالى ليس مجرد ترديد كلمات، بل هو وسيلة لترقية القلب وطمأنينته، كما قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". 

وشدد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على أن التشريعات الإلهية ليست تقييدًا للحرية، بل هي تقنين للحياة بما يحقق السعادة والطمأنينة، لافتًا إلى أن إخراج الدين من منظومة الحياة يؤدي إلى اضطراب المفاهيم وانتشار الفوضى الأخلاقية، حيث يصبح كل شيء مباحًا وفق الأهواء الشخصية.

مقالات مشابهة

  • متى يجب توزيع الميراث وما حكم احتكاره؟.. الدكتور إسلام النواوي يجيب (فيديو)
  • هل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • هل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟ علي جمعة يجيب
  • أيهما أفضل أداء صلاة التراويح في المنزل أم المسجد.. علي جمعة يجيب
  • هل تشعر الحيوانات بالناس قبل وفاتهم؟.. علي جمعة يجيب
  • أهمية مراقبة الله في رمضان وتأثيرها على المسلم الصائم.. واعظ يجيب
  • علي جمعة: إخراج الدين من منظومة الحياة يؤدي لانتشار الفوضى الأخلاقية
  • لو المراهق عمل في نفسه حاجة بيتحاسب زي الكبير العاقل؟ علي جمعة يجيب
  • ازاي أبعد عن التعلق بالسوشيال ميديا؟ علي جمعة يجيب على أحد الشباب
  • كيف أتعامل مع مرحلة المراهقة؟ علي جمعة يجيب على سؤال أحد الشباب