من المُستفيد من استمرار حربَي غزة ولبنان؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
أجمع محللون سياسيون، على أن إطالة أمد الحرب، في قطاع غزة ولبنان، يخدم إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالدرجة الأولى، في ظل حالة الاصطفاف المحمل بالدعم غير المتناهي، الأميركي والغربي لتل أبيب.
وقال محللون لـ"إرم نيوز"، إن إطالة أمد الحرب، لا يخدم الفلسطينيين أو اللبنانيين بقدر ما تحمل من خسائر، لاسيما مع الدمار الذي حل على بيروت وجنوب لبنان وقطاع غزة.
وأوضحوا أن رهان الوقت، سيؤدي إلى أن يستمر نتنياهو في السلطة حتى عام 2026، بعد أن كان مستقبله السياسي على المحك، بل يجعل وجوده عبر حزب الليكود والائتلاف اليميني قائم بقوة في أي انتخابات قادمة.
وأشاروا إلى أن قرار إطالة أمد الحرب، أميركي إسرائيلي، بغرض تصفية ما استفادت منه إيران من مكاسب أتيحت لها عند تطبيق مخطط "الفوضى الخلاقة" في الشرق الأوسط، مما خدم أغراض طهران التوسعية.
وتوضح الباحثة السياسية تمارا حداد، أن إطالة أمد الحرب في غزة ولبنان، هي لمصلحة إسرائيل بشكل عام ومن كافة النواحي، ووفقا للمؤشرات والمعطيات، في ظل الدعم الغربي غير المحدود، فهي لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، سواء على المستوى الشخصي أو فيما يخص إنقاذ وتحصين مستقبله السياسي حتى عام 2026 بعد أن كان مهدداً.
وتقول حداد لـ"إرم نيوز"، إنه على المستوى الداخلي في إسرائيل، فإن استمرار الحرب على الجبهتين، سيقلب الموازين لصالح نتنياهو وحزب "الليكود" مع إجراء أي انتخابات مما يقوي فرص فوزه هو وحكومته وائتلافه اليميني.
ورفضت حداد ما يروج له البعض من رؤى خاطئة، على حد قولها، من أن إطالة أمد الحرب لصالح حركة حماس وحزب الله في وقت وضح فيه استنزافهم العسكري، فضلا عن ما حل بلبنان وقطاع غزة، مشيرة إلى أن "حماس" تعتقد أن الاستنزاف سيقلل من الوضعية العسكرية لإسرائيل.
ولكن الحقيقة أن هناك دعماً أميركيا وأوروبياً في جميع الأوجه لـ"تل أبيب" التي لا تقوم بالمهام لوحدها، وهو ما يقوي من وضعيتها.
وقالت إن "ما بات عليه قطاع غزة ودمار جنوب لبنان، وسط عدم القدرة على صد القصف الجوي أو التعامل مع الحصار المفروض أو القتل الممنهج من جانب إسرائيل، يوضح من المستفيد من إطالة أمد الحرب".
وترى حداد بأن هناك تعاملاً أميركياً إسرائيلياً يقوم على عدة جبهات، بهدف قطع أذرع ما يسمى محور "الممانعة" والقضاء على أي مستقبل لتلك الأجنحة، وذلك بعدما لمست واشنطن بأن ما نتج عن مخطط "الفوضى الخلاقة" استفادت إيران منه.
بدوره، يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية نزار نزال، أن طول أمد الحرب يخدم بالدرجة الأولى الإسرائيليين، في ظل اصطفاف دولي كبير ودعم أمريكي وغربي غير متناهٍ لـ"تل أبيب"، ولا يخدم الفلسطينيين أو اللبنانيين بقدر ما تحمله الخسائر لهم.
وبيّن نزال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه المساندة الغربية اللامحدودة لإسرائيل، قامت بالتغطية شكلا ومضمونا على النزيف الذي يصيب الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، سواء في الجبهة اللبنانية أم في الجبهة الجنوبية داخل غزة.
وأشار إلى أن هناك محاولة في القطاع من جانب الفلسطينيين، للتكيف مع الواقع الجديد، والعودة إلى الواجهة في استهداف الآلة العسكرية الإسرائيلية وسط خسائر يومية لجيش الاحتلال، وهناك نفس الأمر في مواجهات بالجنوب اللبناني.
ولكن مع ذلك، فإن طول أمد الحرب، يجعل كفة الخسائر أثقل كثيراً في الطرف اللبناني والفلسطيني، بشكل أكبر من الطرف الإسرائيلي، وبالتالي فإن تل أبيب تتمسك بإطالة الأمد، لأنه يخدم أجندة لها علاقة بتفاصيل وأهداف تبتغيها في المرحلة القادمة.
وأشار نزال إلى أن هذه الأجندة التي تستهدفها إسرائيل بدعم غربي غير محدود، هي "قصقصة" أجنحة إيران في المنطقة، وبعد ذلك سيذهب الإسرائيليون إلى سوريا وأيضاً يكون التوجه مباشرة نحو جغرافيا إيران. (إرم نيوز)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إطالة أمد الحرب إرم نیوز إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟
تروج إسرائيل إلى وجهة نظر محددة بشأن استئناف حربها على قطاع غزة، حيث تشير إلى أن هدف العملية التي أطلقت عليها اسم "جهنم" الضغط على حركة حماس لإعادتها إلى طاولة المفاوضات وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى.
لكن كشف سياسيون عن الأسباب الخفية التي دفعت إسرائيل إلى استئناف الحرب والتي تتعارض تماماً مع وجهة النظر الإسرائيلية المتعلقة بالإفراج عن الرهائن، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن خلال الأسابيع الماضية.
أزمات داخليةوقال السفير الفلسطيني السابق في القاهرة الدكتور بركات الفرا إن الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعاني من أزمات داخلية أبرزها إقالة رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار وتداعيات هذه الأزمة على تماسك الحكومة، إلى جانب استمرار محاكمة نتانياهو في قضايا الفساد ومحاولة الهروب منها بأي طريقة من أجل لفت النظر عنها، وما دفعه إلى استئناف الحرب في غزة.
وأوضح بركات الفرا لـ24 أن حكومة نتانياهو المتطرفة تريد تحقيق أهدافها الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني عن طريق استئناف الضربات العسكرية لصرف النظر عن أزماتها الداخلية.
كما أكد الدبلوماسي الفلسطيني أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير كشف عن نيته للعودة إلى الحكومة الإسرائيلية بشرط استئناف الحرب على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا يهمها إطلاق سراح الرهائن، لكنها تحقق أهدافها الشخصية فقط.
إسرائيل تغلق معبر رفح أمام المرضى والمصابينhttps://t.co/P7FOOePikA
— 24.ae (@20fourMedia) March 18, 2025 إسرائيل تقتل الأسرىوانتقد السفير الفلسطيني السابق الدكتور بركات الفرا وجهة النظر الإسرائيلية التي تشير إلى استئناف الحرب من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، في الوقت التي تشن فيه ضربات عشوائية أسفرت عن مقتل أحد الأسرى وإصابة أخرين، فالأمر متناقض تماماً ولا يعبر عن الحقيقة.
وأوضح السفير بركات الفرا أن إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب لا تهتم بالأسرى ولا تعلم شيئاً عنهم، وتم خوض المرحلة الأولى من أجل الضغوط الأمريكية فقط، ولكن بعد تزايد الأزمات الداخلية في إسرائيل، حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي على الدعم الأمريكي من أجل استئناف الحرب وإقناع الرئيس دونالد ترامب بالعمل على الإفراج عن الأسرى من أجل الضغط على حركة حماس دون الإعلان عن الأسباب الحقيقية.
وفجر اليوم، شن الجيش الإسرائيلي، سلسلة غارات عنيفة ومفاجئة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما خلف مئات القتلى والجرحى.
حماس: مقتل رهينة إسرائيلي جراء قصف غزةhttps://t.co/k1C9Vyv4m5
— 24.ae (@20fourMedia) March 18, 2025وأعلن مكتب نتانياهو اليوم استئناف الحرب في غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 350 فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال.