موقع 24:
2024-10-13@06:26:53 GMT

قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط

لاشك أن ما يحدث الآن في لبنان وقطاع غزة يمثل منعطفا مهما ومرحلة أساسية من مراحل ترسيم قواعد النظام العالمي الجديد. فالشرق الأوسط في النهاية هو إحدى مناطق الصراع والنفوذ، وبالتالي فإن الأمر يتجاوز في تأثيراته الإستراتيجية بعض الفاعلين الرئيسيين في المشهد الصراعي مثل التنظيمين المتطرفين حركة“حماس، وحزب الله اللبناني، لأنهما في النهاية مجرد "دمى" تحركها قوى إقليمية تسعى بدورها إلى تغيير قواعد اللعبة وفرض ما يسمى بمحور المقاومة كلاعب أساسي في المنطقة.


بلا شك أنه من الصعب الآن بناء توقعات أو تقديرات دقيقة حول مآلات الأحداث في جنوب لبنان وغزة، لأن المسألة لا تقاس بمسار الحروب فقط، بل ترتبط أساسا بما ستؤول إليه النقاشات على مائدة التفاوض التي سينتهي إليها ما يحدث الآن سواء بشكل علني أو سري، أو بكليهما معا. ولكن ما يمكن توقعه هو أن هناك واقعا استراتيجيا جديداً يلوح في أفق الشرق الأوسط. وهنا يمكن قراءة المشهد في إطاره الجيوإستراتيجي والجيوسياسي الأوسع والأشمل، والذي يضم بؤرا صراعية إقليمية موازية مثل السودان وليبيا واليمن والقرن الأفريقي وما يدور فيه.

أحد السيناريوهات المتوقعة يتمثل في نجاح إسرائيل في تحقيق هدفها الخاص بالقضاء على تهديدات حزب الله اللبناني، وذلك في إطار محاصرة ما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأذرع الأخطبوط الإيراني، والسعي لاحقا للقضاء على "رأسه". وقد حققت دولة إسرائيل في ذلك نتائج مهمة، أبرزها القضاء على جميع قيادات حزب الله اللبناني، وهي مسألة ستؤثر لا محالة في فاعلية الحزب وقدرته على اتخاذ القرار، حيث يحتاج إلى وقت طويل لإعادة ترتيب هياكله وملء فراغ القيادة الناشئ عن الاغتيالات الأخيرة. وهي مسألة حقيقية رغم شراسة القتال الدائر في جنوب لبنان بين عناصر الحزب والجيش الإسرائيلي، لأن البنية التحتية القتالية للحزب لا تزال تعمل في معظمها، وبالتالي لم يكن يتوقع القضاء على هذه البنية تماما بمجرد القضاء على القيادات.
تحجيم خطر حزب الله وتحييد الحوثيين سيدفعان دولة إسرائيل على الأرجح إلى الذهاب إلى المرحلة الثانية من التخطيط الإستراتيجي، وهي القضاء على البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني لاستكمال حلقات إنهاء التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل. وهي خطوة ربما ترى حكومة بنيامين نتانياهو أن الوقت الراهن يمثل الفرصة المثالية السانحة لتحقيقها، سواء من حيث المعطيات القتالية ولجم قدرة الأذرع الإيرانية على الرد، أو من حيث الدعم الأميركي المطلق مدفوعا بحسابات الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي كلما اقتربت كلما ازداد حماس إدارة جو بايدن لإبداء دعمها لإسرائيل من دون أي تردد أو محاذير خشية أن يؤثر أي تهاون في نتائج اقتراع نوفمبر المقبل.
في حسابات الأرباح والخسائر من وجهة النظر الإسرائيلية، نجد أن هناك إغراء يلوح في الأفق للانقضاض على المنشآت النووية الإيرانية، ولكن دولة إسرائيل قد لا تجد نفسها في عجلة من أمرها حتى تهيئ الظروف اللازمة لذلك بشكل تام، وفي مقدمة هذه الظروف استدراج إيران لتنفيذ هجمات كبيرة ضد إسرائيل بما يوفر للأخيرة مشروعية الرد وفقا للطريقة التي تراها ملائمة لتحقيق أمنها والتصدي لما تتعرض له من تهديدات.
إسرائيل نجحت في استغلال الهجوم الدموي لحماس لتحقيق أهداف أوسع وأشمل من فكرة النصر والهزيمة التي تسعى إليها ميليشيات من منظورها المصالحي الضيق
بلا شك أن إسرائيل قد نجحت في استغلال الهجوم الدموي لحماس في السابع من أكتوبر لتحقيق أهداف أوسع وأشمل من فكرة النصر والهزيمة التي تسعى إليها ميليشيات من منظورها المصالحي الضيق. وهذا أمر طبيعي يعكس الفارق بين تفكير استراتيجي عميق لدولة مثل إسرائيل، وميليشيا تسعى لتحقيق انتصارات تلفزيونية تجذب بها آهات وقلوب الإعجاب من جمهور اللحظة. والنتيجة المتوقعة لكل ما يحدث على هذا الصعيد هو شرق أوسط جديد لم تسعَ إليه دولة إسرائيل بقدر ما نجحت في استغلال الظروف والمعطيات التي وفرتها لها التنظيمات الميليشياوية الإيرانية في اليمن، وغزة، ولبنان، والعراق، والتي منحت إسرائيل هدايا مجانية لإعادة ترسيم قواعد اللعبة الشرق أوسطية وحرق المراحل على هذا الصعيد.
قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط ستكون على الأرجح خالية من اللاعبين من غير الدول، للمرة الأولى منذ عشرات السنين، حيث يتوقع اختفاء أو انتهاء أدوار الأذرع الإرهابية الإيرانية. ولكن هذا الأمر يبقى في الحقيقة مرهونا بحجم الجهود التي تبذل إقليميا ودوليا لاستكمال حلقات الفعل الإسرائيلي العسكري، ولكن على الصعيد السياسي والدبلوماسي. ففي النهاية ستنتهي هذه الحروب على موائد التفاوض، وهي فرصة سانحة قد لا تحين مرة ثانية إذا لم تستغل بشكل جيد، للقضاء على الفوضى التي تسود المنطقة بفعل هذه الميليشيات التي لا تهدد دولة إسرائيل فقط، بل تبقى شوكة في خاصرة دول مثل العراق ولبنان واليمن، وتحول دون استكمال هذه الدول سيادتها على أراضيها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله الشرق الأوسط قواعد اللعبة دولة إسرائیل القضاء على

إقرأ أيضاً:

رئيسة المكسيك الجديدة تعدو للاعتراف بالدولة الفلسطينية لتحقيق السلام في المنطقة

دعت رئيسة المكسيك الجديدة كلاوديا شينباوم إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقالت في أول تصريح لها حول هذا الموضوع منذ توليها منصبها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر “يجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية تماما مثل دولة إسرائيل. لقد كان هذا موقف المكسيك منذ سنوات عدة”.

وخلال مؤتمرها الصحافي اليومي، دانت شينباوم أيضا العنف في الشرق الأوسط وقالت إن “الحرب لن تؤدي أبدا إلى وجهة جيدة”.



وتنحدر الرئيسة اليسارية من أصول يهودية أوروبية، وانتقدت في كانون الثاني/يناير 2009، في رسالة علنية، عملية عسكرية للاحتلال في ذلك الوقت ضد قطاع غزة.

حديث رئيسة المكسيك جاء بالتزامن مع قطع نيكاراغوا علاقتها مع دولة الاحتلال، حيث قالت نائبة رئيس نيكاراغوا، روزاريو موريلو؛ إن الرئيس دانييل أورتيغا أمر وزارة الخارجية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل".

وذكرت موريلو: "لقد أصدر رئيسنا تعليماته لوزارة الخارجية بالامتثال لطلب البرلمان وقطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة إسرائيل الفاشية ومرتكبة الإبادة الجماعية".

وبحسب موريلو، فإن مرسوم قطع العلاقات سينشر "في الساعات المقبلة".

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أحالت المكسيك وتشيلي، الوضع في فلسطين، إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في جرائم محتملة ضمن نطاق اختصاصه بحق المدنيين.

وقالت الخارجية المكسيكية، إن الإحالة استندت إلى المادتين 19-14 من نظام المحكمة، وهو ما يمكن لدولة طرف فيها إحالة ملف للمدعي العام، عند وجود جريمة أو أكثر تدخل ضمن اختصاصها، والطلب من المدعي العام التحقيق فيها لتوجيه اتهامات لفرد أو أكثر بارتكابها.

ولفتت إلى أن أنها تتابع الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، بشأن طلب اتخاذ تدابير مؤقتة وعاجلة، بالإعلان عن وقف إطلاق النار في العدوان الجاري على قطاع غزة.

اظهار ألبوم ليست



وفي مايو/ أيار الماضي، اعترفت كل من إسبانيا وإيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في بروكسل إلى جانب نظيريه الإيرلندي والنرويجي: "الاعتراف بدولة فلسطين جاء إحقاقا للعدالة للشعب الفلسطيني".

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشز، إن "اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين هو قرار تاريخي هدفه الوحيد هو المساهمة في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأضاف في بيان تلاه باللغتين الإسبانية والإنجليزية أمام مقر مجلس الوزراء الإسباني في العاصمة مدريد، قبيل مصادقة المجلس على قرار الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين ليدخل حيز التنفيذ، إن "هذا الاعتراف ليس فقط مسألة عدالة تاريخية للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، بل هو أيضا ضرورة حتمية إذا أردنا جميعا تحقيق السلام".

مقالات مشابهة

  • الدبيبة: عازمون خلال المرحلة المقبلة على المضي قدمًا لتحقيق قرارات تزيل العوائق التي شوهت مسار الاستقرار
  • رئيسة المكسيك الجديدة تدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين
  • رئيسة المكسيك الجديدة تدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية لتحقيق السلام في المنطقة
  • من أجل السلام.. رئيسة المكسيك الجديدة تدعو للإعتراف بدولة فلسطين
  • رئيسة المكسيك الجديدة تعدو للاعتراف بالدولة الفلسطينية لتحقيق السلام في المنطقة
  • إيران تحذر: مستعدون للرد على أي عدوان إسرائيلي.. أمريكا: طهران لم تقرر بعد تصنيع سلاح نووي.. بلينكن: الولايات المتحدة تسعى لمنع تصعيد الصراع في الشرق الأوسط
  • رئيس وزراء إسبانيا يدعو المجتمع الدولي لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
  • الرئيس الإيراني: أمريكا والاتحاد الأوربي يدعمان أفعال إسرائيل في الشرق الأوسط
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: الشرق الأوسط يشهد أكبر مراحل الخطورة.. و«اليمين المتطرف» يتسابق لتحقيق أهدافه بالمنطقة