موقع 24:
2025-05-03@04:14:51 GMT

قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط

لاشك أن ما يحدث الآن في لبنان وقطاع غزة يمثل منعطفا مهما ومرحلة أساسية من مراحل ترسيم قواعد النظام العالمي الجديد. فالشرق الأوسط في النهاية هو إحدى مناطق الصراع والنفوذ، وبالتالي فإن الأمر يتجاوز في تأثيراته الإستراتيجية بعض الفاعلين الرئيسيين في المشهد الصراعي مثل التنظيمين المتطرفين حركة“حماس، وحزب الله اللبناني، لأنهما في النهاية مجرد "دمى" تحركها قوى إقليمية تسعى بدورها إلى تغيير قواعد اللعبة وفرض ما يسمى بمحور المقاومة كلاعب أساسي في المنطقة.


بلا شك أنه من الصعب الآن بناء توقعات أو تقديرات دقيقة حول مآلات الأحداث في جنوب لبنان وغزة، لأن المسألة لا تقاس بمسار الحروب فقط، بل ترتبط أساسا بما ستؤول إليه النقاشات على مائدة التفاوض التي سينتهي إليها ما يحدث الآن سواء بشكل علني أو سري، أو بكليهما معا. ولكن ما يمكن توقعه هو أن هناك واقعا استراتيجيا جديداً يلوح في أفق الشرق الأوسط. وهنا يمكن قراءة المشهد في إطاره الجيوإستراتيجي والجيوسياسي الأوسع والأشمل، والذي يضم بؤرا صراعية إقليمية موازية مثل السودان وليبيا واليمن والقرن الأفريقي وما يدور فيه.

أحد السيناريوهات المتوقعة يتمثل في نجاح إسرائيل في تحقيق هدفها الخاص بالقضاء على تهديدات حزب الله اللبناني، وذلك في إطار محاصرة ما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأذرع الأخطبوط الإيراني، والسعي لاحقا للقضاء على "رأسه". وقد حققت دولة إسرائيل في ذلك نتائج مهمة، أبرزها القضاء على جميع قيادات حزب الله اللبناني، وهي مسألة ستؤثر لا محالة في فاعلية الحزب وقدرته على اتخاذ القرار، حيث يحتاج إلى وقت طويل لإعادة ترتيب هياكله وملء فراغ القيادة الناشئ عن الاغتيالات الأخيرة. وهي مسألة حقيقية رغم شراسة القتال الدائر في جنوب لبنان بين عناصر الحزب والجيش الإسرائيلي، لأن البنية التحتية القتالية للحزب لا تزال تعمل في معظمها، وبالتالي لم يكن يتوقع القضاء على هذه البنية تماما بمجرد القضاء على القيادات.
تحجيم خطر حزب الله وتحييد الحوثيين سيدفعان دولة إسرائيل على الأرجح إلى الذهاب إلى المرحلة الثانية من التخطيط الإستراتيجي، وهي القضاء على البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني لاستكمال حلقات إنهاء التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل. وهي خطوة ربما ترى حكومة بنيامين نتانياهو أن الوقت الراهن يمثل الفرصة المثالية السانحة لتحقيقها، سواء من حيث المعطيات القتالية ولجم قدرة الأذرع الإيرانية على الرد، أو من حيث الدعم الأميركي المطلق مدفوعا بحسابات الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي كلما اقتربت كلما ازداد حماس إدارة جو بايدن لإبداء دعمها لإسرائيل من دون أي تردد أو محاذير خشية أن يؤثر أي تهاون في نتائج اقتراع نوفمبر المقبل.
في حسابات الأرباح والخسائر من وجهة النظر الإسرائيلية، نجد أن هناك إغراء يلوح في الأفق للانقضاض على المنشآت النووية الإيرانية، ولكن دولة إسرائيل قد لا تجد نفسها في عجلة من أمرها حتى تهيئ الظروف اللازمة لذلك بشكل تام، وفي مقدمة هذه الظروف استدراج إيران لتنفيذ هجمات كبيرة ضد إسرائيل بما يوفر للأخيرة مشروعية الرد وفقا للطريقة التي تراها ملائمة لتحقيق أمنها والتصدي لما تتعرض له من تهديدات.
إسرائيل نجحت في استغلال الهجوم الدموي لحماس لتحقيق أهداف أوسع وأشمل من فكرة النصر والهزيمة التي تسعى إليها ميليشيات من منظورها المصالحي الضيق
بلا شك أن إسرائيل قد نجحت في استغلال الهجوم الدموي لحماس في السابع من أكتوبر لتحقيق أهداف أوسع وأشمل من فكرة النصر والهزيمة التي تسعى إليها ميليشيات من منظورها المصالحي الضيق. وهذا أمر طبيعي يعكس الفارق بين تفكير استراتيجي عميق لدولة مثل إسرائيل، وميليشيا تسعى لتحقيق انتصارات تلفزيونية تجذب بها آهات وقلوب الإعجاب من جمهور اللحظة. والنتيجة المتوقعة لكل ما يحدث على هذا الصعيد هو شرق أوسط جديد لم تسعَ إليه دولة إسرائيل بقدر ما نجحت في استغلال الظروف والمعطيات التي وفرتها لها التنظيمات الميليشياوية الإيرانية في اليمن، وغزة، ولبنان، والعراق، والتي منحت إسرائيل هدايا مجانية لإعادة ترسيم قواعد اللعبة الشرق أوسطية وحرق المراحل على هذا الصعيد.
قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط ستكون على الأرجح خالية من اللاعبين من غير الدول، للمرة الأولى منذ عشرات السنين، حيث يتوقع اختفاء أو انتهاء أدوار الأذرع الإرهابية الإيرانية. ولكن هذا الأمر يبقى في الحقيقة مرهونا بحجم الجهود التي تبذل إقليميا ودوليا لاستكمال حلقات الفعل الإسرائيلي العسكري، ولكن على الصعيد السياسي والدبلوماسي. ففي النهاية ستنتهي هذه الحروب على موائد التفاوض، وهي فرصة سانحة قد لا تحين مرة ثانية إذا لم تستغل بشكل جيد، للقضاء على الفوضى التي تسود المنطقة بفعل هذه الميليشيات التي لا تهدد دولة إسرائيل فقط، بل تبقى شوكة في خاصرة دول مثل العراق ولبنان واليمن، وتحول دون استكمال هذه الدول سيادتها على أراضيها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله الشرق الأوسط قواعد اللعبة دولة إسرائیل القضاء على

إقرأ أيضاً:

“ديليفرو” تعلن عن تغييرات في الإدارة العليا


أعلنت شركة ديليفرو عن تغييرات في الإدارة العليا لمنطقة الشرق الأوسط، حيث سيتنحى أنيس حرب عن منصبه الذي شغله لحوالي 10 سنوات بعد تأسيس أعمال الشركة في المنطقة وقيادتها لتحقيق نجاحات كبيرة.

وسيتولى نك برايس، الذي شغل سابقاً منصب المدير العام لــ”ديليفرو” في هونج كونج، منصب المدير العام في الشرق الأوسط خلفاً لحرب.

وأسس أنيس حرب ديليفرو في دولة الإمارات العام 2015، وأشرف على تطورها لتصبح واحدةً من أهم منصات توصيل الطعام والبقالة في المنطقة، كما وصلت إلى الكويت وقطر.

وقاد حرب جهود إطلاق العديد من الخدمات المبتكرة محلياً، مثل مطابخ ديليفرو السحابية “إديشنز”، وخدمة “هوب” للتوصيل السريع لطلبات البقالة، بالإضافة إلى إطلاق خدمة العضوية “ديليفرو بلس”.

ولعب حرب دوراً محورياً في توسع الشركة إلى مجالات البقالة وتجارة التجزئة، وتولى الإشراف على محفظة تضم أكثر من 25 ألف شريك وأسطول يزيد على 9 آلاف سائق توصيل.

ويتمتع نك برايس بخبرة واسعة حصل عليها خلال قيادته لأعمال ديليفرو في هونج كونج، حيث حقق نجاحات كبيرة تمثلت في تعزيز الشراكات الاستراتيجية للشركة، وتحسين نموذج عمل سائقي التوصيل، والارتقاء بمستويات الخدمة.

وأسهم في توسيع مزايا خدمة العضوية “ديليفرو بلس” التي تقدمها للمستهلكين، وضاعف حصة الشركة في سوق توصيل منتجات البقالة عند الطلب.

وقبل انضمامه إلى ديليفرو، أسهم برايس في قيادة الاستراتيجيات التجارية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بوصفه مديراً تجارياً في شركة “إس إس بي”، وهو ما منحه خبرة كبيرة ضمن المجالات المالية والاستراتيجية والتجارية لقيادة المرحلة القادمة من نمو الشركة في المنطقة.

وقال ويل شو، الرئيس التنفيذي لشركة “ديليفرو”: “أسس أنيس حرب أعمال الشركة في دولة الإمارات 2015، مستنداً إلى رؤيته القيادية ومثابرته وشغفه بالابتكار، التي وضع من خلالها حجر الأساس للتوسع ومواصلة النمو في المنطقة على مدار السنوات الـ10 الماضية.

ومن جانبه، قال أنيس حرب: “تشرفت بقيادة مسيرة نجاح ديليفرو الشرق الأوسط خلال السنوات الـ 10 الماضية. وفخورٌ بفريق الشركة الذي عملت معه، وبالتعاون مع العديد من الشركاء المميزين وتقديم خدماتنا المميزة لملايين العملاء. أعرب عن امتناني العميق لسائقي التوصيل والمطاعم وشركائنا في قطاع تجارة التجزئة وللعملاء على ثقتهم الكبيرة. أغادر منصبي وأنا على ثقةٍ تامة بأن نك سيتولى زمام الأمور بكفاءة عالية ليتابع رحلة نمو ديليفرو وازدهارها في المنطقة”.

وقال نك برايس: “تأتي منطقة الشرق الأوسط على رأس قائمة الأسواق المهمة بالنسبة لـ”ديليفرو”، وأتطلع إلى المرحلة القادمة التي ستحمل المزيد من النجاحات والإنجازات. سنستمر في العمل على تعزيز قطاعاتنا المختلفة، من المطاعم إلى المتاجر ومحلات البقالة، مع التركيز على القيمة المقدمة للعملاء. سنسعى إلى تعزيز أعداد المشتركين بخدمة “ديليفرو بلس”، وزيادة أرباح الإعلانات وتحسين كفاءة الخدمة”.


مقالات مشابهة

  • الإمارات: دعم جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط
  • «دبي التجاري العالمي» يكشف أجندة فعاليات شهر مايو
  • صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.6%
  • شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط
  • تعثّر النمو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصراعات تهدد آفاق الانتعاش الاقتصادي
  • بعد تألقه في قطر.. الرواحي يدخل منافسات جدة بثقة وطموح
  • المفوضية الأوروبية: 16 دولة في الاتحاد تسعى للحصول على إعفاءات من قواعد الدين العام
  • “ديليفرو” تعلن عن تغييرات في الإدارة العليا
  • العراق بالمقدمة.. ترجيحات متفائلة بزيادة إنتاج الشرق الأوسط من النفط
  • غوتيريش: الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج