رسم الإقبال المجتمعي على حملة "الإمارات معك يا لبنان" صورة حضارية تشع بالالتزام والمسؤولية والحس الرفيع، تعكس القيم الوطنية والعربية الراسخة في الإمارات، وتجسد فزعة إنسانية فريدة، هي ثمرة طيبة من غرس حسن أرسى دعائمه الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويرسخه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقوف دولة الإمارات مع الدول الشقيقة في الظروف الاستثنائية ليس أمراً جديداً على قيادة وشعب، تربيا على حب الخير والتسامح وتقديم العون والمساعدة. ولأن لبنان يمر بوضع صعب يفرض إغاثته العاجلة، فقد لبت الإمارات نداء الواجب، وقدمت بناء على توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حتى اليوم 100 مليون دولار مساعدات عاجلة، وسيرت 9 طائرات إغاثية حاملة 375 طناً من الإمدادات الطبية والغذائية ومعدات الإيواء والمستلزمات الخاصة بالأطفال والنساء، إضافة إلى مساعدات إغاثية بقيمة 30 مليون دولار للنازحين اللبنانيين إلى سوريا.
وهذا غيض من فيض الفعل الإنساني المستمر، في انتظار أن يكتمل تجميع المساعدات الإغاثية ضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان» التي بدأت الثلاثاء الماضي وتستمر حتى يوم الاثنين 21 أكتوبر الحالي، ولا شك في أن حصاد الخير سيكون وافراً، ويعكس متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، ويبرهن على ما يحظى به لبنان من حب وتعاطف متأصلين في قلوب كل الإماراتيين.
عندما يمر شعب عربي شقيق بمحنة، تسارع الإمارات، بلا حسابات ضيقة، إلى نصرته ومساندته حتى تزول أسباب الظروف الإنسانية الحرجة، ومثل هذا العمل الإنساني يبقى إرثاً تذكره الأجيال المقبلة في البلدين بالفخر والامتنان والاعتزاز، لأنه فعل نابع من صدق الشعور بالأخوة والمصير المشترك.
وعلى امتداد العقود الماضية، كان الدور الإماراتي في كل القضايا العربية متفرداً بعطائه وحكمته، وتحمل مسؤوليته على جميع الأصعدة، دبلوماسياً وسياسياً وإنسانياً، وهو ما تشهد به الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وخصوصاً في لبنان وفلسطين، بفعل الاحتكاك المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي وما جلبه من ويلات على الشعبين الشقيقين.
المد الإنساني المتعاظم من الإمارات، يواكبه جهد إماراتي لا يلين من خلال الدعوات المستمرة إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ورفض كل الأفعال والاستفزازات التي ترمي إلى تأجيج التوتر وتضييق الخناق على المساعي الدبلوماسية. ومنذ امتداد نيران الحرب الإسرائيلية إلى لبنان، طالبت الإمارات، في مواقف وبيانات عدة، بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى خفض التصعيد والوقف الفوري لإطلاق النار، وطالبت بحماية المدنيين والأعيان المدنية، من مستشفيات ومدارس ومنشآت حيوية. وفي الساعات الماضية، دانت بشدة الاعتداء الذي تعرضت له قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «اليونيفيل»، وهذا الموقف ينسجم مع الرؤية الإماراتية القائمة على التشبث بالقانون الدولي وبمؤسساته ورموزه، وبالدفاع عن عوامل الأمن والاستقرار.
نعم، الإمارات مع لبنان، وستبقى كذلك حتى يحفظ هذا البلد سيادته، ويتجاوز هذه المحنة ويستعيد شعبه الشقيق حياته الطبيعية على أفضل مما كان، وسيذكر، بمختلف طوائفه، مواقف الإمارات السياسية والإنسانية وسيحفظها بما يليق بها في سجلات الذاكرة والتاريخ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات معك يا لبنان الإمارات مع
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية: الإمارات مثال في بناء المجتمع الصحي وتمكين الأسرة
أشادت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لدى جامعة الدول العربية، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في الجامعة، بالجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بتوجيهات من الشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في سبيل بناء جيل متمكن ومحصن نفسيا، قادر على التفاعل مع مستجدات العصر والاستفادة منها وتطويعها بما يخدم ازدهار المجتمع ورفاهيته وسعادته.
وقالت أبو غزالة، في تصريح لها على هامش مشاركتها في المائدة المستديرة، التي نظمها المجلس، اليوم الخميس، حول "دور الأسرة في تنمية العقول.. التنشئة السليمة من أجل سلامة الصحة النفسية"، إن "الإمارات باتت اليوم بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة واهتمامها بالإنسان، مثالاً يحتذى في مجال بناء المجتمع الصحي، وتمكين الأسرة والمحافظة عليها باعتبارها الكيان الأساسي الذي يقوم عليه البناء، وتعزيز دورها في تنشئة أبناء صالحين يعون واجباتهم ومسؤولياتهم، وحمايتهم من كل ما قد يؤثر على مسار حياتهم، وتوفير البيئة الحاضنة المثلى التي تبني شخصياتهم على أكمل وجه، بحيث يكونوا ذخرا لوطنهم يسهمون بفاعلية في نهضته، ويشاركون بشكل فاعل ومؤثر في مسيرة الحضارة الإنسانية".وأشارت إلى أن "المائدة المستديرة التي نظمها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والتي تشارك فيها كوكبة من القامات المشهود لها بالخبرة والكفاءة على المستويين الإقليمي والعربي في مجال التربية والإرشاد الأسري والنفسي، تمثل خطوة رائدة في مجال توفير الدعم وطرح الحلول الفعّالة للقضايا المرتبطة بتنشئة الأبناء والتعامل مع الأطفال واليافعين وتطوير الأسس والقواعد التي تنظم العلاقة بين الآباء والأبناء"، مؤكدة ثقتها بأنها ستخرج بنتائج وتوصيات تسهم في تطوير الممارسات المتبعة في هذا المجال وترتقي بوعي الآباء والأمهات في كيفية التعامل مع متطلبات التربية والتنشئة، وترفد مؤسسات المجتمع على مستوى دولة الإمارات والوطن العربي بمخرجات تنعكس إيجابا على الأجيال الحالية والمقبلة.