انزعاج في الأوساط المصرية من تهديدات الدعم السريع ومصادر تؤكد لـ(المحقق) لكل حادثة حديث
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
بعد اتهام حميدتي لمصر بضرب قواته بالطيران، بدأت الدعم السريع في حملة إعلامية منظمة لتهديد مصر وضرب مصالحها في السودان، وبدا انزعاج الدعم السريع من استخدام مصر في بيانها للرد على اتهامات قائدها بأنها مليشيا، وتوالى الهجوم على القاهرة بأن تتدخل في الشأن السوداني، وأنه سيتم الرد عليها اذا استمرت في هذا التدخل.
تقديم الدعم
وفي بيان لها قالت قوات الدعم السريع إن الحكومة المصرية لم تتوقف أبداً عن تقديم الدعم العسكري للجيش السوداني من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب إلى جانب الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي، وحذرت الحكومة المصرية وأجهزتها من التمادي في التدخل في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش الذي وصفته بـ “المختطف” من قبل الحركة الإسلامية.
تهديد وتحذير
تأتي تهديدات الدعم السريع لمصر، بالتزامن مع حملة إعلامية منظمة لمهاجمة مصر وقطع مصالحها في السودان، وظهر عدد من قادة الدعم السريع ومستشاريها في مقاطع فيديو يتطاولون على مصر، محذرين أي متعاون مع التجار المصريين، مهددين بمنع أي سلعة تخرج من السودان إلى مصر، إلى درجة تهديد عدد من أبواق المليشيا الإعلامية بضرب السد العالي.
هزائم قوية
الملاحظ أن حميدتي بدأ في خطابه المنفعل الذي ضرب فيه كل الاتجاهات داخلية وخارجية، بالهجوم على مصر، وكأن الخطاب كان خصيصا لهذا الهجوم، ويفسر ذلك، اما أن حميدتي تلقى هزائم قوية في جبل مويه وغيرها من المناطق الاستراتيجية المؤثرة والتي خسرها الدعم السريع، وانه قد ضاقت عليه وعلى قواته دائرة العقوبات الدولية حتى طالت أفراد أسرته، وأنها قد تطاله في النهاية، واما أنه قد تم تحريضه من دول اقليمية لها مصلحة في توريط مصر في هذه الحرب، وقد تكون اثيوبيا ضالعة في هذا التعريض، لانزعاجها البالغ من التحركات المصرية الكبيرة في محيطها، ورأت أن تشغل مصر بملف آخر.
اتهام مصر
الإمارات أيضا متهمة في هذا التحريض رغم علاقاتها الجيدة مع مصر، إلا أن الشكاوى قد كثرت على أبوظبي لدعمها الذي رصدته جهات اقليمية ودولية ومحلية للدعم السريع، وتريد أن تنفك من هذا الاتهام حتى لا يتصاعد إلى ادانات دولية، وهنا يبقى اتهام مصر تقليلا من حدة اتهامها، وليس بعيدا أن يكون السيناريوهين معا هما خلف تورط حميدتي في الهجوم على مصر، وقد نراه يعتذر لاحقا على ذلك، فقد عودنا الرجل على التراجع عن مواقفه التي حرق البلاد من أجلها، وبدا بعد ذلك أنها لم تكن ثوابت لديه، مثل تنصله عن الاتفاق الإطاري الذي اشتعلت الحرب بسببه وهذا باعتراف حميدتي نفسه في خطابه الأخير.
غضب وانزعاج
الأوساط المصرية تفاعلت مع هذه الاتهامات، بغضب شديد، فكيف لمليشيا أن تتجرأ على مصر والجيش المصري بهذه الطريقة، وانزعج كل المصريين بمختلف توجهاتهم السياسية من هذه التجاوزات، وتساءل كثيرون هل ستتعامل مصر الرسمية مع هذه الاستفزازات، وهل يمكن أن تنجر إلى رد فعل. وللرد على هذه التساؤلات أكدت مصادرة مصرية مطلعة أن مصر لا تتعامل بردود الأفعال، ولا يمكنها أن تتجاوب مع مجرد أحاديث على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت المصادر لـ ” المحقق” إذا صاحبت هذه الأقوال أفعال وقتها لكل حادثة حديث.
جهات معادية
من جانبه اتهم نائب رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية خالد محمد علي كوادر وتيارات سياسية سودانية تلتصق بالدعم السريع بأنها تقف خلف هذه الحملة، وأن هذه الجهات معادية لمصر. وقال علي لـ ” المحقق” إن هذه المجموعات استغلت هزيمة حميدتي الأخيرة وأخذت في بث سمومها للوقيعة بين البلدين، وأرجع علي أسباب اتهامه إلى أن مصر ساندت بقوة وحدة السودان، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وأن هذا ما أزعج هذا التيار، معربا عن اعتقاده بأن هذه التيارات لن تتوقف عن هذا التحريض، لأنها مدعومة لفعل المزيد، لافتا إلى أنهم جماعات باتت مرفوضة من الشعب السوداني، وإلى أنها الآن يمكن أن تضحي بأي شئ لأنها فقدت كل شئ.
عزل السودان
وبحسب نائب رئيس تحرير صحيفة الأسبوع فإن الكراهية تجاه مصر بدأت مفرطة في الحملة، وإنها لن تنتهي طالما استمر الجيش السوداني في انتصاراته، داعيا مصر الرسمية بأن تستمر في دورها الوطني الخاص في الحفاظ على السودان تحت أي ظرف، مشيرا إلى تأكيدات الرئيس السيسي في زيارته لأسمرة قبل يومين بأن زيارته استباقية لمنع أي تقسيم في المنطقة، مطالبا الإعلام المصري بكشف هذه الجهات التي تقف خلف هذه الحملة، مشددا على أن مصر تستند إلى خيارات الشعب السوداني وعلى أنها تقييم حسابات لذلك أيا كان الداعميين لهذه الحملة داخليا وخارجيا، وقال إن هذه المجموعات معادية للسودان أيضا، وأن الهدف هو عزل السودان عن محيطه المؤيد له.
تطاول غريب
من جهته رأى الخبير الأمني والعسكري أمين اسماعيل مجذوب أن تطاول مليشيا الدعم السريع على مصر غريب. وقال مجذوب لـ “المحقق” في تقديري هو مرده إلى الهزائم الكبيرة التي منيت بها المليشيا في العاصمة ومحاور القتال المختلفة ومنطقة جبل موية الاستراتيجية، مضيفا أن حميدتي يريد أن ينسب الاتهامات إلى جهة غير القوات المسلحة السودانية، وتابع لم يجد إلا الجيش المصري ليتهم مصر بأنها تستخدم طائرات لضرب المليشيا، لافتا إلى أن الدعم السريع والذين يقفون من خلفها يريدون ابعاد مصر من هذا الملف، وقال إن مصر تترأس مجلس السلم والأمن الأفريقي وقامت بجولات إلى عدد من الدول انتهت إلى زيارة بورتسودان، ورأى أن الجهات التي تقف خلف الدعم السريع تريد ادخال مصر في الأزمة، وقال إن هذا أتى بنتائج عكس ماكانوا يخططون، مؤكدا أن الجميع يعلم أن مصر دولة قوية واقليمية فاعلة، وأن مصر لو دخلت في الحرب بالسودان لانتهت سريعا.
لن ترد
وأعرب مجذوب عن اعتقاده أن مصر لن ترد لأن هذا الموضوع لا يستحق الرد، وقال إنها محاولة بث إعلامي من خلال مليشيا الدعم السريع، وستتلقفه دوائر إعلامية اقليمية ودولية، بأن مصر قد تدخلت في الأزمة السودانية، مضيفا أرى أن بيان الخارجية المصرية في الرد كان كافيا، وأن الإعلام المصري لم يقصر ولن يقصر بالرد على هذه الافتراءات، ورأى أن حديث حميدتي أتى بسلبيات أكثر من الإيجابيات، وقال إن الدعم الرسمي المصري في اسناده للمؤسسات الوطنية في السودان لم يكن غريبا ولا جديدا، موضحا أنه موقف قديم في الحفاظ على المؤسسات السودانية، مؤكدا أن مصر لن تتعامل مع مليشيا مهما طال الزمن أوقصر، وأن هذا هو موقف مصر في الأزمات العديدة التي ألمت بالوطن العربي.
القاهرة- المحقق- صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع على مصر وقال إن مصر فی أن مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان
دبي- القاهرة- قالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان إنها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، في أقوى خطوة تتخذها نحو تقسيم السودان بعد 20 شهرا من الحرب الأهلية، وتخوض قوات الدعم السريع اشتباكات مع الجيش السوداني منذ أبريل نيسان من العام الماضي، وتسيطر الآن على مساحات واسعة من وسط وغرب السودان بما في ذلك معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
ومن شأن تشكيل أي حكومة جديدة لإدارة تلك المناطق أن يمثل تحديا للحكومة المعترف بها دوليا والتي يقودها الجيش والتي أُجبرت على الخروج من الخرطوم العام الماضي وتباشر الآن عملها من بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
واتفقت مجموعة من السياسيين وزعماء جماعات مسلحة على تشكيل ما وصفوها بأنها “حكومة سلام”، حسبما قال أعضاء في المجموعة لرويترز هذا الأسبوع.
وقالوا إنها ستكون بقيادة مدنية ومستقلة عن قوات الدعم السريع وستشكل لتحل محل الحكومة في بورتسودان والتي اتهموها بإطالة أمد الحرب.
(رويترز)