د.حماد عبدالله يكتب: "اتقوا الله فى بلادنا "مصر المحروسة" !!
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
ظاهرة ما بعد إختفاء الإخوان المسلمين "الإرهابية"، وظهورهم على نسق جماعات متفرقة توزع الفزع والإرهاب والخوف بين حين وأخر فى مجتمع المحروسة، وبين إرادة حديدية للقوات المسلحة والشرطة فى مواجهة ومحاربة هذا السرطان.
إلا أننا أمام جيوب لهذه الجماعة فى شتى مناحى مؤسساتنا الدستورية، كالقضاء، والتعليم، والصحة، والمال، والأعمال وغيرهم.
ويظهر ذلك جليًا كلما فتحنا باب النقاش على دوائر ضيقة أو متسقة حيث تتعدد الأسئلة "والسفسطة" السياسية حول وصف المحروسة بأنها دولة دينيه تستمد قوانينها من الشريعة الإسلامية، أم أنها يجب أن تكون دولة علمانية أسوة بما يتم فى بعض الدول ذات الهوية الثقافية المتعددة !!
وقد ظهر ذلك جليًا حينما ظهرت تلك الجماعة التى أنشأها الإحتلال البريطانى وأعطائها الصبغة الدينية عام 1928، والتى بادرت بإغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق " النقراشى باشا " وكان هذا سبب فى حل هذه الجماعة، وإنعدم دورها السياسى منذ نشأتها فى مدينة "الإسماعيلية" وحُلَت" فى عام 1948.
ولقد إستطاعت هذه الجماعة على مر الحقبات الزمنية المختلفة التى عاشت وسط الحركة السياسية أن تلعب دور المناهض لحركة الدولة المصرية، ساعيه دائمًا إلى هدفها الإستراتيجى وهى أنها "لا وطن لها" ولكن فكرة "الخلافه الإسلامية" وفكرة السيطرة والتمكين فى مفاصل الدولة هو هدفها ووسيلتها للسيطرة، حتى إستطاع المصريون فى 30 يونيو 2013 بأن يجتمعوا على قلب رجل واحد وأنهوا عصرًا من الظلام إلى الأبد إن شاء الله !!
ويعود السؤال ليطرح نفسه، هل مصر "دوله دينيه" أم افضل أن تكون "علمانية"؟ مصر لم تكن فى يوم من الايام "دوله دينيه أو علمانيه"، مصر هي اقدم دوله في النظام الإداري في العالم، وهى اقدم من الطرز السياسية المعاصرة!!.
مصر صَبَغتْ كل أهلها ومن غزاها من أجانب بفكرها وعقيدتها المنفردة والمتفردة وتعالوا إلي أجزاء من التاريخ.
من الاسكندر الأكبر حينما فتح "مصر" وغزاها وتدين بدين أهلها، وذهب إلى "الفرافرة" حيث أطلال معبده ما زالت موجودة حتى اليوم، لكي يعلن إنه تدين بدين المصريين، "والفاطميون" حينما تولوا الخلافة وبنوا "الأزهر الشريف " وإنشأو حي "المعز لدين الله الفاطمي"، وأصبحت "مصر" هي منارة الإسلام ومنها انتشرت الحضارة الاسلامية إلى كل البقاع، وحينما جاء "نابليون بونابرت" سنة 1798م وخاطب رجال الأزهر وأصبح اسمه لدى المصريون "الشيخ محمد نابليون"، وحينما جاء "هتلر" إلى أبواب "مصر" ووصل قائده "روميل " إلى العلمين نادى المصريون به " الحاج محمد هتلر" هكذا المصريون يستوعبون كل الغزاه "ويخرطوهم" في مجتمع المحروسة، ويصبحوا جزء منهم والأكثر دلاله على ذلك هو "الوالى الألباني محمد على" وقبله "القائد السوري" "صلاح الدين الأيوبي" وفي قصه مشهوره عن "عمر بن الخطاب" رضى الله عنه في خطبه له بالمسجد سأله أحد الحاضرين عن معنى إيه كريمة في القراءن بسم الله الرحمن الرحيم " الرحمن على العرش استوى " صدق الله العظيم" سأله كيف يستوي الله على العرش كان رد عمر بن الخطاب " الاستواء معلوم والكيف مجهول ابعدوا عنا هذا اللئيم(انتهي )!!.
المقصود بأنه لا يجب أن توجد مثل هذه الاسئله عن شكل مصر ( هل هي دوله دينيه أم افضل علمانية ) فمصر هى "دوله مدنيه" تحكمها شريعة اسلامية عادله، أمنت بكل ما سبقها من أديان وأحقت الحق وفصلت الباطل !! أن الباطل كان زهوقا.
لقد إستطاعت "مصر" أن تحدد مصيرها إلى الأبد ولكن ينقصنا أن "نفلتر قوانيننا" وأن نُفِعل دستورنا وأن نصفى الجيوب السوداء فى مؤساساتنا حتى تعود "مصر كوزموبوليتانيا"
فاتقوا الله في بلادنا " مصر المحروسة" !!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
صنعاء تخسرُ أحدَ أبنائها الأبرار الدُّكتُور مُحمَّد عبدالله إسماعيل الكبسي
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتُور
ودَّعتِ العاصمةُ اليمنيَّةُ المُباركةُ الحبيبَ الدُّكتُور/ مُحمَّد بن عبدالله بن إسماعيل الكبسي يومَ الأحد بتأرخ 19 يناير / 2025 م ، في لحظاتٍ مَهيبةٍ حزينةٍ، وباكيةٍ على أحدِ أبنائها الصَّنادِيدِ الأوفياء ..
هذه الشَّخصيَّةُ الَّتي وقفتْ في جميعِ مراحلِ حياتِها معَ الحقِّ كقضيَّةٍ محوريَّةٍ طيلَةَ حياتِها المليئةِ بالإنجازاتِ المُشرِّفةِ له، ولأسرتِهِ الهاشميَّةِ الكريمةِ ، وحتَّى لحظةِ مُفارقتِهِ الحياةَ الفانيةَ.
تعرفتُ إليهِ في مدينةِ عَدَن حينَما كنتُ أشغلُ منصبَ نائبِ رئيسِ جامعةِ عَدَن في النِّصفِ الثاني من تسعينيَّاتِ القرنِ العشرينَ ، وأتذكَّرُ أنَّنا أقمْنا عملاً ونشاطاً تنويريَّاً تعبويَّاً مُشتركاً لصالحِ جمعِ مليونَي قلم رصاصٍ لأطفالٍ العِراقِ حينَما حاصرتِ الولاياتُ المُتَّحدةُ الأمريكيَّةُ الصُّهيونيةُ جُمهُوريةَ العِراقِ الشَّقيقةِ، وشعبِها الأبيّ ، وكانَ الدُّكتُور / الكبسي أحدَ أهمِّ عواملِ نجاحِ تلكَ الأنشطةِ والفعاليَّاتِ في تلكَ الفترة.
تعزَّزتِ العلاقةُ الأخويَّةُ، والكفاحيَّةُ بينَنا حينَما عُيِّن وكيلاً لمُحافظةِ شبوةَ، وتبادلْنا الزياراتِ الأخويَّةَ المُستمرَّةَ، والتَّنسيقّ للعملِ السِّياسيِّ المُشتركِ ، وأتذكَّرُ أنَّنا اشتركْنا معاً في قيادةِ الحملةِ الانتخابيَّةِ الرئاسيَّةِ في العامِ 2006م في مُحافظةِ شبوةَ من خلالِ نُزُولِنا السِّياسيِّ والثَّقافيِّ، والتَّنظيميِّ، والجماهيريِّ الجماعيِّ إلى مُديريَّاتِ المُحافظاتِ المُختلفةِ ، ومن خلالِ وضعِ برنامجِ النُّزُولِ الانتخابيِّ المُشترك.
يمتلكُ الدُّكتُورُ الكبسي رُؤيةً سياسيَّةً، و ثقافيَّةً، و قانونيَّةً وطنيَّةً شامِلةً عَلَى مُستوى الوطنِ اليمنيِّ من خلالِ ما قدَّمهُ من كتاباتٍ ومقالاتٍ وأبحاثٍ وكُتُبٍ، وهو بذلك يُوثِّقُ اقتناعاتِه الفكريَّةَ، والسِّياسيَّةَ الوطنيَّةَ في ورقٍ مكتُوبٍ؛ كي تكُونَ شاهِداً للتَّأريخ، وأحدَ مصادرِه المُتَّسِمةِ بالثِّقةِ، والموضوعيَّةِ والشَّجاعة؛ كونُه ينتمي إلى أسرةٍ يمنيَّةٍ هاشِميَّةٍ مُثقَّفةٍ ، ومُنحازاً إلى رُؤيتِه الحزبيَّةِ السِّياسيَّةِ القوميَّةِ العربيَّةِ ، وأنَّ اقتناعاتِه يجبُ أن يطَّلعَ عليها الأصدقاءُ، وأنصارُ فكرتِه، وكذلك خُصُومُه في المسارِ السِّياسيِّ الحزبيّ.
في أوَّلِ لِقاءٍ بِهِ- عِنْدَ عودَتي مِنْ مُحافظةِ عَدَن إلى صنعاءَ – التقينا معاً هُنا بالعاصمةِ صنعاءَ في القصرِ الجُمهُوريّ ، وكانَ فَرِحاً مُبتهِجاً، و سعيداً جدَّاً جدَّاً جدَّاً بلقائِنا في تلكَ اللحظاتِ؛ أي ( بشوفتي على لهجةِ أهلِنا في مصرَ العُرُوبة) ، وأتذكَّرُ أنَّهُ قالَ لي: نعم يابنَ حبتُور إنَّ مكانَكَ الطَّبيعيَّ، والصَّحيحَ هُنا بينَ أهلِكَ الأحرارِ في العاصمةِ صنعاءَ ، وليسَ بينَ الخَوَنَةِ، والمُرتزَقةِ منَ اليمنيينَ في الرِّياض، أو أبو ظبي.. أتذكَّرُ، وهوَ يُردِّدُ بودٍّ، وحُبٍّ، واعتزازٍ بلقائنا، وبصداقتِنا، وبتأريخِنا السِّياسيِّ المُشترك.
*إنَّ معنى قيمِ الصَّداقةِ، و العلاقةِ الصَّادِقةِ – في جميعِ الأزمنةِ والأوقاتِ – هيَ القيمةُ المعنويَّةُ، والإنسانيَّةُ العاليةُ جدَّاً، وهي رأسُمالٍ معنويٌّ عالي القيمةِ والمضمُونِ ، هذا ما سعى إليهِ صديقُنا المرحُومُ الدُّكتُور مُحمَّد الكبسي في مسيرةِ حياتِهِ، وحملَ الفكرةَ بأبهى صُورِها للأجيالِ المُتعاقِبةِ منَ الأهلِ، والأصدقاءِ، وكُلِّ مَن تعاملَ معَهُ.
في أثناءِ توليهِ مُهمَّتَهُ المُهمَّةَ قُبيلَ وفاتِهِ رحمةُ اللهِ عليهِ ، وهيَ ترؤسُ اللجنةِ الدُّستُوريَّةِ في مجلسِ الشُّورى ، كَانَ ديناميكيَّ الحركةِ، والتَّواصُلِ معَ المسؤولينَ، والمُؤسَّساتِ الحُكُوميَّةِ ، يُجادِلُ بحرصٍ معَ جميعِ مَن يلتقيهم ويُحاورُهُم ، ويعتبرُها مُهمَّةً حيويَّةً،في زمنِ العُدوانِ السُّعُوديّ الإماراتيِّ عَلَى الجُمهُوريَّةِ اليمنيَّةِ ، وشعبِها المُجاهِدِ المُقاومِ الصَّبُورِ عَلَى كُلِّ تلكَ الكوارثِ الإنسانيَّةِ الَّتي حلَّتْ بِه؛ بسببِ العُدوانِ الغاشِمِ ، ولهذا وجدنَاه نشِطاً ، مُتفاعِلاً، وحيويَّاً في جميعِ الاتِّجاهات.*
وعملَ بجدٍّ واجتهادٍ في مسارِ، و مسيرةِ حياتِهِ حتَّى اللحظاتِ الأخيرةِ من عُمرِهِ الفانِي ، بكُلِّ جدٍّ، وصبرٍ، وجَلَدٍ وإخلاصٍ قلَّ نظيرُهُ في مثلِ أقرانِهِ منَ المسؤولينَ الكُثُرِ في مسارِ حياتِهم ، وواصلَ ذلكَ الجُهدَ حتَّى لفظَ أنفاسَهُ الأخيرةَ في منطقتِهِ، وبينَ أهلِهِ، وأحبابِه، وذويهِ في ضواحِي خَوْلَان الطِّيَال في طوقِ العاصمةِ صنعاءَ الأبيَّةِ.
إنَّ السِّيرَةَ الحَسَنةَ لصديقِنا المرحُومِ الحبيبِ الكبسي – رحمةُ اللهِ عليه – تحتاجُ منَّا إلى التَّفرُّغِ الجادِّ؛ لجمعِ ما قدَّمَهُ من جُهُودٍ إداريَّةٍ، وسياسيَّةٍ وخبراتيَّةٍ ، وجمعَ اجتهاداتِهِ الفكريَّةَ بأنواعِها المُتشعِّبةِ من كتاباتٍ ومقالاتٍ وأبحاثٍ وكُتُبٍ؛ كي تُحفظَ، وتُوثَّقَ في أضابيرِ تأريخِ العاصمةِ صنعاءَ، و اليمنِ العظيمِ ، وبذلكَ ستطمئنُّ رُوحُهُ، وستُحلِّقُ في الرَّاحةِ الأبديَّةِ بينَ يدي اللهِ جلَّ جلالُه، وفي عُهدتِه.
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
صدق اللهُ العظيم
رحمَ اللهُ العليُّ القديرُ فقيدَ اليمنِ الكبيرَ الحبيبَ الدُّكتُور/ مُحمَّد بن عبدالله بن إسماعيل الكبسي بواسِعِ رحمتِهِ، وألهمَ أهلَهُ، وذويهِ ، ومُحبِّيهِ ، وأصدقاءَه الصَّبرَ والسُّلوان.. إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ من الرَّاجعين ..
:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ }
*عُضو المجلس السِّياسيِّ الأعلَى