انتهى "اللقاءُ الوطني الجامع" الذي عقد في المقر العام لحزب "القوات اللبنانيّة"، في معراب، بدعوة إلى "الذهاب فوراً" نحو انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل "حكومة سيادية" تعمل لإخراج البلاد من الحال المدمرة، وشدد المجتمعون على أن هذا كلّه "لا يعني أنّ فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره".



وعقد اللقاء تحت عنوان "دفاعاً عن لبنان"، لطرح خريطة طريق إنقاذية "بعدما بلغت الحرب التي زُجّ فيها لبنان حدّاً كارثيّاً وفي ظل ما يعاني اللبنانيّون من موت وتهجير ودمار وانهيار". وشارك في المؤتمر شخصياتٌ سياسية وإعلامية واجتماعية وأمنية سابقة معارضة. وبعد الانتهاء من المناقشات والحوارات بين المشاركين حول "الوضع العام المأساوي"، تلا جعجع البيان الختامي الذي أكدوا فيه أنّ لبنان "اليوم كسفينة تغرق، ولا ربّان لها ولا دفّة"، وشددوا على "وقفة وطنية لإيقاف مآسي اللبنانيين وقلب الظروف التراكمية التي أدت إليها، فالشعب اللبناني بطوائفه وأطيافه كاملة يستحق أن يعيش الحياة الكريمة والآمنة من دون أن يبقى هاجس الحروب والدمار مصلتاً عليه". وأشار البيان إلى أن "أوّل خطوة في خريطة الطريق هذه هي التوصّل إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن. فبغياب مبادرات دولية جدية، لم يبق لنا، للتوصل إلى وقف إطلاق النار إلاّ الذهاب لانتخاب رئيس للجمهوريّة: رئيس يطبق الدستور ويحترم القوانين المرعيّة الإجراء، رئيس ذي صدقية، يتعهّد مسبقاً بشكل واضح وجلّي بتطبيق القرارات الدولية خصوصاً القرارات 1559، 1680 و1701 وفقاً لجميع مندرجاتها، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، رئيس يتعهّد بشكل واضح وصريح بأنّ القرار الاستراتيجي لن يكون إلا للدولة وللدولة وحدها فقط، رئيس يتعهّد بإعطاء الجيش اللبناني الصلاحيات اللازمة كلها لعدم ترك أي سلاح أو تنظيمات أمنية خارج الدولة، رئيس خارج الممارسات السياسية الفاشلة كلها التي عرفناها، ومشهود له بنظافة الكفّ، والاستقامة، والأخلاق العالية والوطنيّة، على أن يتبع انتخاب الرئيس فوراً استشارات نيابيّة ملزمة لتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة على الأسس السيادية عينها المنوّه بها أعلاه، وهذا كلّه لا يعني أنّ فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره".

بدورها، كتبت "الاخبار": يعتقد سمير جعجع بأن الوقت قد حان لقطف جائزته الكبيرة: رئاسة الجمهورية وما يتصل بها من مشروع يحضّر له الغرب وبعض العرب، على قاعدة أن حزب الله انتهى. ورغم أن كثيرين ممن امتنعوا عن حضور لقاء معراب أمس، أو حضروا بمستوى تمثيل متدنٍّ، يشاطرونه الشعور نفسه، ويفترض أنهم في مركب واحد معه، إلا أنهم لا يرغبون في تسليمه الدفة. فكانت النتيجة مقاطعة إسلامية، وحضوراً مسيحياً خجولاً. هذا في الشكل، أما في المضمون، فكان كلام جعجع هزيلاً مكرّراً، فلا شيء من خارج الصندوق. وخلاصته "وضع خريطة طريق في سياق التحضير لمرحلة انتقالية تخرج لبنان من الحرب، والمطلوب أيضاً انتخاب رئيس للجمهورية يعلن التزامه بتطبيق القرارات الدولية وخصوصاً 1559، 1680 و1701". كل ما عداه حشو لا يقدّم ولا يؤخّر. أصبح مؤكداً أن جعجع استعجل حرق المراحل، فكانت النتيجة فضيحة مدوّية للرجل الذي ظنّ أن التاريخ الحالي بدأ يُرسم على قياسه، ليتضح مجدداً أنه يطبّق للمرة الألف المثل القائل: من أسرع كثُر عثاره. وها هو يتعثّر من الخطوة الأولى في حرب ظنّها أنها حُسمت لصالحه حتى من قبل أن تبدأ.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس حكومة اللبناني يدعو مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار في البلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار في البلاد، مؤكدا التزام بلاده بتطبيق القرار 1701.

وطالب ميقاتي - في كلمة من العاصمة بيروت اليوم /الجمعة/ - كل المسؤولين والقوى الوطنية بتحمل مسؤولية الصمود والانقاذ وحماية المجتمع والبلد، وحث وسائل الإعلام على الوعي بدقة المرحلة وخطورتها والحفاظ على دقة الخبر وصدقه في هذه المرحلة.

وأشار إلى أنه رغم كل الجهود المبذولة عربيا ودوليا للحول دون وقوع المحظور تستمر الحرب الإسرائيلية على لبنان وتتصاعد باغتيال وقتل وتدمير وانتهاك جويا لسيادة لبنان واجتياحًا بريًا لأرضنا.

وتابع: إن "ما يشهده العالم من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز كل الحدود والأخلاقيات وما يخلفه يوميًا من تدمير وتوقعه من شهداء وضحايا يجعل لبنان كله ضحية للغطرسة الإسرائيلية التي ترتدع ولاتزال تنتهك سيادتنا على عيون العالم، مستقوية باللامبالاة العالمية والصمت المريب عن مجازرها الإبادية كأن لبنان خارج أي حصانة مجتمعيا وحماية إنسانية".
 

مقالات مشابهة

  • جعجع يدعو خلال مؤتمر نظمه إلى نزع سلاح حزب الله.. وانتقادات حادة
  • داعيًا لانتخاب رئيس.. جعجع: قوى خارجية تسيطر على قرار الحرب في لبنان
  • جعجع: لانتخاب رئيس يتعهّد بعدم ترك أي تنظيم أو سلاح خارج إطار الدولة
  • الحواط: هناك اتفاق على مضمون لقاء معراب
  • جنبلاط يقاطع لقاء معراب: لا زعامة لجعجع
  • القوات اللبنانية يدعو إلى لقاء وسط العدوان على لبنان.. وبري يعلق
  • رئيس حكومة اللبناني يدعو مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار في البلاد
  • لقاء معراب السبت: أي افق ورؤية
  • لقاء وطني في معراب السبت لطرح خارطة طريق إنقاذية