مالية أم عسكرية؟ حسابات الربح والخسارة في مواجهة حزب الله مع إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
في ظل تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، تتباين الآراء حول طبيعة الأزمة التي يعانيها الحزب، هل هي مالية أم عسكرية؟
وفقا للخبراء، فإن القدرات العسكرية لحزب الله قد تضررت بفعل الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت قياداته ومخازن أسلحته، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في وتيرة الهجمات الصاروخية.
من ناحية أخرى، يستمر الحزب في مواجهة ضغوط مالية بسبب العقوبات المفروضة على إيران، لكنه لا يزال يمتلك وسائل لجمع الموارد.
وكشف تقرير نشره موقع "فويس أوف أميركا"، الجمعة، أن جماعة حزب الله اللبنانية الموالية لطهران تواجه أزمة مالية "حادة" لعدة أسباب، ومن أبرزها توقف الرحلات الجوية القادمة من إيران.
توقفت الطائرات.. فهل يفلس حزب الله؟ كشف تقرير نشره موقع "صوت أميركا" أن جماعة حزب الله اللبنانية الموالية لطهران تواجه أزمة مالية "حادة" لعدة أسباب، ومن أبرزها توقف الرحلات الجوية القادمة من إيران.ونقل التقرير عن خبراء وباحثين مختصين بالشأن اللبناني القول إن تسليم الأموال عبر الطائرات التي تحط في مطار بيروت، وخاصة من إيران، قد توقف منذ تكثيف إسرائيل لعملياتها العسكرية ضد حزب الله قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن الوزير لويد أوستن أكد في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، على "ضرورة التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي في أقرب وقت ممكن".
منهك ماليا لا عسكريا نصر الله وقادة آخرون من حزب الله قُتلوا عندما قصفت إسرائيل مقر الجماعة الرئيسي تحت الأرض في بيروتهشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث يرى أن قدرات حزب الله العسكرية لا تزال "في نطاق 60 إلى 65 في المئة وتصل لـ 90 في بعض المجالات العسكرية" رغم أنه قد يكون منهكا في جوانب أخرى.
وأوضح جابر وهو خبير عسكري واستراتيجي في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" أن "حزب الله خسر حتما خسارة معنوية كبيرة خلال الـ 10 أيام الماضية، بعد ارتكاب إسرائيل مجازر من البيجر إلى الاغتيالات، وفي الوقت ذاته كانت تقصف لبنان من دون أهداف".
وقال الجيش الإسرائيلي أنه قصف نحو 200 هدف في لبنان بالمدفعية والطائرات وقتل نحو 50 من مقاتلي حزب الله وأزال العشرات من مواقع تخزين الأسلحة، السبت.
ويقول جابر إن "حزب الله تأثر ماليا بالتأكيد، وهو كان في أزمة مالية أصلا بسبب العقوبات المفروضة على إيران"، واستدرك أن "حزب الله لا يزال يملك موارد ووسائل لجمع المال".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه سيحبط محاولات إيران إيصال أسلحة إلى حزب الله عبر مطار بيروت الدولي، مؤكدا أن طائرات حربية إسرائيلية تقوم بدوريات حول مطار بيروت.
أزمة عسكرية لا مالية منذ 23 سبتمبر كثفت إسرائيل غاراتها على أهداف تابعة لحزب الله في لبنانمفيد مرعي، عضو سابق في الكنيست الإسرائيلي خبير عسكري واستراتيجي يرى أن الأزمة التي يعانيها حزب الله ليست "مالية" إنما "أزمة عسكرية" تسببت فيها العمليات الإسرائيلية السابقة، مثل تصفية قيادات حزب الله واستهداف مخازن الأسلحة.
ويشرح في حديثه لبرنامج "الحرة الليلة" أن التقييمات العسكرية كانت تتوقع إطلاق حزب الله لنحو 3 آلاف صاروخ يوميا على إسرائيل، ولكن ما نراه اليوم لا يتجاوز 200 صاروخ يوميا، وهي "صواريخ عشوائية غير دقيقة".
وقال الجيش الإسرائيلي إن جماعة حزب الله المدعومة من إيران أطلقت قرابة 320 مقذوفا من لبنان على إسرائيل السبت دون أن يقدم تفاصيل. وأعلن الجيش إغلاق مناطق حول بعض البلدات في شمال إسرائيل.
أوستن يعبر لغالانت عن قلقه من استهداف قوات اليونيفيل في لبنان أعرب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن عن قلقه العميق إزاء التقارير بشأن استهداف الجيش الإسرائيلي مواقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان.وأمر الجيش الإسرائيلي اليوم أيضا سكان 23 قرية في جنوب لبنان بإخلاء منازلهم إلى مناطق شمالي نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط.
وأكد مرعي أن "إسرائيل تتقدم بخطوات بطيئة وآمنة في لبنان".
وحذر مرعي أن ما ينتظر جنوب لبنان قد يكون شديدا، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي استخدم أقل من 10 في المئة من قدراته هناك فقط.
وفتح حزب الله ما قال إنها "جبهة إسناد" لغزة غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر. وتبادل الحزب وإسرائيل القصف عبر الحدود على مدى الأشهر الماضية. ورفض حزب الله مرارا وقف النار في لبنان ما لم تتوقف حرب غزة.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية على أهداف مختلفة لحزب الله في لبنان منذ 23 سبتمبر تسبّبت بدمار وتهجير كبيرين، وأعلنت بدء عمليات برية في جنوب لبنان في 30 منه.
"حرب استنزاف"ويؤكد جابر بدوره أن قضاء إسرائيل على عدد من القيادات في حزب الله، لا يعني بالضرورة القضاء على الجميع إذ ببساطة "يحل محل أي شخص يقتل بديل آخر"، أما بالنسبة لخسائر إسرائيل على الحدود مع لبنان "فلا يتم الكشف عنها من قبل الجيش الإسرائيلي". واصفا ما يحصل بـ"حرب استنزاف".
لبنان.. 15 قتيلا في غارات إسرائيلية استهدفت 3 بلدات أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، مقتل 15 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية على ثلاث مناطق لا تعد معاقل تقليدية لحزب الله.وتشير إحصاءات الحكومة اللبنانية إلى أن الهجمات الإسرائيلية أجبرت ما يقرب من 1.2 مليون شخص على النزوح من منازلهم منذ 23 سبتمبر أيلول.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية السبت إن عدد القتلى وصل إلى 2255 منذ بدء الأعمال القتالية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية السبت إن عدد النازحين اللبنانيين الآن أكبر من عددهم خلال الحرب الكبرى السابقة بين إسرائيل وحزب الله في 2006، عندما فر نحو مليون شخص من منازلهم.
وأصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة في جنوب لبنان واستهدفت موقعا جديدا في شماله، السبت، بينما أُصيب فرد ثالث من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الصراع المتفاقم بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات الإخلاء ضرورية لسلامة السكان بسبب زيادة عمليات حزب الله، مشيرا إلى أن الجماعة تستخدم هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات على إسرائيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی جنوب لبنان لحزب الله فی لبنان من إیران حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل سيسمح ترامب ببقاء إسرائيل في لبنان وكيف سيتعامل مع حزب الله؟.. صحيفة تُجيب
ذكر موقع "عربي 21" أنّ المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي قال إنّ الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أغلق القصة، ولن يسمح للجيش الإسرائيلي بالعودة إلى القتال في قطاع غزة، منوها إلى أنه أعلن سابقا أنه يريد إغلاق الحروب بدلا من فتح حروب جديدة.
وقال أشكنازي في مقال نشرته صحيفة "معاريف": "نحن دخلنا بشكل رسمي عصر دونالد ترامب، وأصبح الرئيس القديم الجديد يجلس مرة أخرى في البيت الأبيض"، مضيفا أن "ترامب يأتي مع أجندة واضحة، وقد حدد أهدافا للتنفيذ".
وتابع أشكنازي بقوله: "يسعى ترامب لتعزيز الاقتصاد الأميركي وتعزيز الأنظمة الصحية والتعليمية والبنية التحتية، وتعزيز الحوكمة والأمن داخل المدن الأميركية، وبعد ذلك يرى أن الصين هي المشكلة الخارجية الكبرى للولايات المتحدة، ويوجه نظره نحو موارد العالم من قناة بنما إلى خليج المكسيك وبالطبع إلى الفضاء الخارجي".
وشدد على أن "ترامب أوضح أنه جاء لإنهاء الحروب، وليس لفتح حروب جديدة. جاء ليصنع السلام، نقطة. مع كل الاحترام للمخلصين في السياسة الإسرائيلية، ومع كل الاحترام لوحدة الائتلاف تحت قيادة نتنياهو، فهم لا يظهرون في جدول عمل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب".
وأردف قائلا: "فلنضع الأمور في نصابها: صاحب البيت الجديد لن يسمح للجيش الإسرائيلي بالبقاء في لبنان بعد 26 كانون الثاني. كما أنه لن يسمح لحزب الله بالعودة إلى ما كان عليه. إيران ستضطر لتغيير مساراتها، ولكن بما أنه لا يريد فتح حروب، فمن المشكوك فيه أن تقصف الطائرات الأميركية المنشآت النووية، ومن غير المرجح أن يمنح إذنًا لإسرائيل للقيام بذلك".
ولفت إلى أنه "في ما يتعلق بغزة، فالقصة مغلقة. ترامب لن يسمح لإسرائيل بالعودة إلى القتال المكثف. كما أنه ينوي السماح بتغيير الحكومة داخل القطاع. الرافعة لذلك في يد السعودية وقطر ودول الخليج التي ستطلب تمويل إعادة إعمار القطاع بشكل شامل: بناء عشرات الآلاف من المباني، الطرق، والبنية التحتية للطاقة والمياه والصرف الصحي".
وذكر أن "ترامب يحتاج إلى الهدوء في الشرق الأوسط، ويحتاج إلى استقرار المنطقة، من خلال بناء جبهة واسعة من الدول السنية المعتدلة: السعودية، مصر، الأردن، الكويت، الإمارات، البحرين وغيرها... مع كل الاحترام لائتلاف نتنياهو، ومع كل الاحترام للمخلصين في حكومة إسرائيل، ترامب لن يسمح لهم بتخريب خطته للشرق الأوسط الجديد".
وختم قائلا: "إسرائيل مطالبة الآن، بحق، باتخاذ بعض الإجراءات المنقذة للحياة والمهمة لأمن الإسرائيليين. أولاً، يجب أن تعمل بقوة في الضفة الغربية ضد محاولات إيران إقامة كتائب في شمال الضفة، وفي جنوب جبل الخليل. ثانيًا، يجب تشكيل وتثبيت الحدود اللبنانية والسورية. وبالنسبة لغزة، يجب على إسرائيل إغلاق هذه القصة بطريقة تجعل غزة غير قادرة على مفاجأتنا عسكريًا أبدا". (عربي 21)