مساعد قائد الجيش: لو ساعدنا الطيران المصري «لتخلصنا من التمرد في أيام»
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
مساعد قائد الجيش السوداني إبراهيم جابر، قلل من تصريحات قائد الدعم السريع، وقال إن هناك من يريدون اللعب بـ”كارت التصعيد” لتبرير التدخل الدولي.
التغيير: وكالات
أكد عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق إبراهيم جابر، أن الطيران المصري لو ساعد في الحرب بالسودان “لتم التخلص من التمرد في أيام”.
واتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” الأربعاء الماضي، الطيران الحربي المصري بقصف قواته مرتين، الأولى عند بداية الحرب في 15 ابريل 2023م والثانية في محور جبل موية بولاية سنار مؤخراً مما أدى لهزيمة قواته أمام الجيش السوداني.
وقال جابر بحسب ما نشره موقع (المحقق) يوم السبت، إن إتهام حميدتي لمصر محاولة للتقليل من قدرات الجيش السوداني، وإنه حتى هواة الطيران يمكنهم فضحه.
وأضاف أن مصر يمكنها إلحاق الهزيمة بدول دعك عن مليشيا، وهي تعلم واقع التمرد أكثر مما يتصور، وأوضح أن حميدتي ومَن معه بكل خفة عقل يريدون الاستثمار في تقاطعات المشهد الإقليمي، والتأثير على المتغيرات التي تنشط فيها مصر.
وشدد جابر على أن علاقة السودان بمصر لن تهتز بدعاوى التمرد، وقال إن مصر دولة كبيرة ولو لم نكن جارين لسعينا للتحالف معها.
واعتبر جابر أن هجوم حميدتي في خطابه على الجميع يدل على خسارة مشروعه الفاشل، ووصف قول “المليشيا” بحشد مليون مقاتل بـ(البروباجندا الساذجة)، وقال إنه “لا يوجد ألف شخص يحترم التمرد في السودان”.
وأضاف أن “المليشيا” أذاقت السودانيين كل صنوف العذاب “وأننا سنردعهم بأقوى مما يتصورون”، وأكد أن العمليات العسكرية تسير بأحسن حال.
وقال جابر: “نقترب من التحام قواتنا في جنوب بحري التي وصلت حتى (استاد التحرير) مع قواتنا القادمة من كرري والكدرو”. وأضاف أن “الجيش والقوات المشتركة والمواطنين في شمال وغرب دارفور يسطرون أقوى الملاحم والانتصارات”.
وأشار إلى أن هناك من يريدون اللعب بـ”كارت التصعيد” لتبرير التدخل الدولي، وأعلن عن قرب حدوث تغيير في محاور داخلية وخارجية “ستزلزل أركان المتمردين والمرجفين في المدينة”- حسب تعبيره.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان القاهرة بحري محمد حمدان دقلو (حميدتي) مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان القاهرة بحري محمد حمدان دقلو حميدتي مصر
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.
لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.
بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.
بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.
في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.
وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.
لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.
لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.
اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.
ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.
وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.
لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.
هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب