خطاب الإرهابي المرتزق الأمبارح حقه الناس تركز معاه وتحاول تفهمه كويس بعد تتخطى القشرة بتاعت طبيعته الفوضوية المبعثرة، والناس ما يفتكروا انه دة خطاب زول مهزوم، وإن كان حالة التداعي الميدانية واقع لكن أبوظبي ما يزال في جرابها بعض المناورات العسكرية والسياسية لم تستنفذها بعد. دُمية أطماع بن زايد التوسعية الكولونيالية دة ظاهر انه سعى يبالغ في التعبير عن إحساسه بالهزيمة، وواضح انه زول طالع داير يعمل نوع من التشويش على الناس سياسياً وعسكرياً .
– حميدتي رمى طُعم وناس كتار بلعوه، واستجابوا لخطابه التقسيمي الانكفائي بتاع تعريف الحرب قبلياً وإثنياً، ودة عملياً الخطة الأخيرة الممكن تهزم معسكر السيادة الوطنية وبقاء الدولة من داخله، وبجانب دة يستخدم الخطاب بتاع المجموعات الفي معسكر السيادة لزيادة الاستنفار باستغلال غريزة الخوف، فأمبارح كان اول مرة يطلع الإرهابي حميدتي لحشد المرتزقة للقتال، فموضوع الوقوع في الفخ دة أمر مفروض الناس تعرف انه التعامل معاه ولو بالهظار أمر ضار ومنزلق مدلهم، وبرضو حاجة غير كافية انه يكون واعين بيه القطاعات الفاعلة في المجتمع بس، بل عاوز تدخل صارم وموقف صلب عملي لا يُساوم من الدولة، فالناس لاحظت مفعول كلام البرهان بعد أول مرة قال تعريفه للحرب كعدوان اماراتي قدر كيف الحاجة دي غيّرت في التصور الداخلي والخارجي، ودة حاجة نحن قاعدين نتكلم سنة ونص عنها ما عملنا ربع الأثر لانه بس دة كلام رأس الدولة، فالموقف من محاولات تقسيم الأمة على أسس غير مصالحها كأمة في البقاء وحقها في تقرير مصيرها يجب انه يكون ماف تهاون فيها، ولا بالضحك او الهظار في محكّات زي دي.
– زجّ دمية ابوظبي المُقيم عندهم دة باسم مصر في سياق الانكسارات والهزائم المتتالية للمليشيا ليس من باب الحُنق والغضب، بل هي مسألة مُفكّر فيها والهدف المباشر منها انها جاية في سياق حملة أبوظبي لإعطاء نفسها مبرر للتدخل الهجومي بمسيراتها الاستطلاعية الحديثة الحايمة في سماء دارفور من تشاد، الذريعة البتبني فيها أبوظبي بدأت بالحملة الكاذبة والمريبة بأن السودان ضرب بيت السفير في الخرطوم، واصرارهم على الحكاية دي رغم انه واضح للجميع انه دة غير حقيقي، بل ودة اصلا بيت مؤجر، لكن اصرّت ابوظبي على تجريم السودان بالكذب واستنفرت كل علاقاتها الدبلوماسية وتضامنت مع كذبها اكثر من مائة دولة، وبعديه جاء كلام حميدتي عن مشاركة مصر، ففي سياق تنازع السيادة اللي بحاولو يرسخوا ليه القحاتة، وسردية “الطرفين” فكما هناك طرف تدعمه مصر بطيرانها، من حقنا كطرف ان تدعمنا من يدعمنا بطيرانه أيضاً، تماماً كليبيا.
الخلاصة انه صحيح الدولة بتحقق في انتصارات سياسية وعسكرية ودبلوماسية مهمة ضد حرب الاحتلال والاستتباع، ولكن حتى تكون هذه الانتصارات صلبة لا تقبل الارتكاس والانتكاس يجيب ان تتمسك في كل المراحل بجديتنا، وان ندرك مصيرية ووجودية وحجم المخطط المراد به ابادتنا وتهجيرنا عن ارضنا، وان نعي باستمرار ان السيناريو الوحيد لتحقيق الانتصار الكامل هو ان نخوض الحرب كأمة سودانية عريقة بكل مكوناتها، عدوها ليس فرد او مجموعة مهما حاول البعض اختطاف اصواتهم، بل عدونا هو مشروع احتلال واستتباع وابادة يمثل فيه الجنجويد الذراع العسكري وقحت الغطاء السياسي والإعلامي، بذلك الوعي القومي الجاد والصارم فقط نستطيع أن نحفظ أُمتنا ونحرر بلادنا.
أحمد شموخ
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحالة “الترامبية”.. مجنون العصر!!
نقول للمنفوخ “ترامب” بأن المخرج هو من قرر إقصاءك في الانتخابات السابقة وهو صاحب قرار إعادتك في الانتخابات الأمريكية الجديدة..
لقد تم إقصاؤك لدور يؤديه “بايدن” وهو أعادك لتؤدي دوراً للتعامل مع مأزق أمريكا بإمبرياليتها وبرأسماليتها، وكلها محاولة ترقيع وترميم نفسك في أداء دورك في الولاية السابقة، و”بايدن” كان الأكثر فشلاً منك..
ولذلك فالأفضل لك أن تخفف من بهلوانية و”سيرك” التهريج والهرجلة حتى وصولك للبيت الأبيض على الأقل..
في الدورة الأولى رعدت وأزبدت وهددت بأنك ستمارس “تصفير” تصدير النفط الإيراني، لكن الصين وفي ظل حكمك أو ولايتك عقدت الصفقة الاستراتيجية لاستيراد الكمية الأكبر من النفط الإيراني وحينها انخرست عن “العنترة” والآن وكأنما نسيت قصة أو رقصة “التصفير” للنفط الإيراني ولكنك تتحدث عن التغيير.
أيها المهرج الأبله إذا سلفك “بايدن” فشل أو أخفق في حرب أوكرانيا فهو نجح في الدور الأهم بالنسبة للرأسمالية الأمريكية، وهو تفجير خط السيل الشمالي للغاز بما جعل أوروبا تلجأ لاستيراد الغاز الأمريكي بسعر يصل إلى خمسة أضعاف الغاز الروسي، ولا يستطاع مثل ذلك مع النفط الإيراني والحالة الصينية..
مشكلة أمريكا هي في كون الرأسمالية هي من تحكم الدولة والانتخابات، والمشكلة الأكبر هي أن الرأسمالية تعيش أسوأ أزماتها عالمياً، وحين يجيء “ترامب” ويرحل ثم يعود أو يعاد فذلك هو التجسيد لمأزق وتخبط الرأسمالية “الدولة العميقة”..
وعندما يلمح “ترامب” في الدورة الأولى أو بين ما يطرحه الآن إلى الشكوى من الدولة العميقة أو يزعم أنه يواجهها فهي محاولة لإخفاء ما انفضح وزعم، وادعاء لا أساس له غير الدعائية..
كاسترو “كوبا” سألوه ذات مرة عن الحزبين الديموقراطي والجمهوري في أمريكا فرد بأنهما (فردتا حذاء يستعمل أحدهما شمالاً والآخر يميناً)، ولعل الحالة “الترامبية البايدنية” تجسد بوضوح لا شك ولا غبار عليه هذا التموضع المقرف والمقزز للإمبريالية الرأسمالية ومن ثم ظلوا يضحكون علينا بشعارات الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وكل ذلك انفضح بما لم يحدث سابقاً في ثنائية “بايدن ـ ترامب” ربطاً بحروب أمريكا في العالم والإبادة الأمريكية الجماعية في غزة وهي فعلاً أمريكية أكثر منها صهيونية..
فيما “بايدن” اعترف مؤخراً بالفشل الكامل في عزل روسيا فإن مستشاري العائد “ترامب” يقولون بأنه من خلال علاقته الشخصية بالرئيس الروسي “بوتين” سيدفع بوتين إلى قطع علاقات روسيا مع كلٍ من الصين وإيران وكوريا الشمالية، ومثل هذه البلاهة السياسية والطرح المهبول هو مالم يحدث ولا مثيل له في تاريخ السياسة أو في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، فعن أي نفخ ومنافيخ تتحدث؟..
إذا واصل ترامب ومستشاروه مثل هذه التصريحات السامجة والبلهاء فإنهم حين الوصول للبيت الأبيض في 20 يناير القادم لن يجدوا ما يقولونه ولا ما يصرحون به..
يا ترامب لقد وصموك أمريكياً بالعميل لروسيا، وذلك ما جعلك مقيداَ ومكبلاً في دورة انتخابية، فكيف تتصور وفق تصريحات مستشاريك بأنك ستأمر أو تجبر روسيا على قطع علاقتها بأهم حلفائها “الصين ـ إيران ـ كوريا الشمالية”، وكيف لنا استيعاب هذا الجموح أو فهم هذا الجنون؟..
هكذا باتت أمريكا في الهزال والمهزلة وكأن هذه الثنائية المجنونة الخراف جيئت لتفضح متراكم أمريكا، وكله خسة وخساسة وحروب وإبادة يغطى عليها بكل شعارات وأكبر شعارات الزيف والخداع تاريخياً..
فأمريكا هي الأرذل وهي الرذيلة وبات يستحيل عليها بكل قدرات المال والإعلام بأن تنجح في تقديم ذاتها على أنها الفضيلة، وانتظروا الكثير في الدورة “الترامبية” الثانية.!!