ما وراء الاستهداف الصهيوني المتكرر لليونيفيل!
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
بعد أن امتهنت الولايات المتحدة وذراعها الغاصب للأرض والمقدسات الإسلامية، الأمم المتحدة ومؤسساتها، وبعد أن انتهكت بشكل سافر كل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية و القيم والأعراف الدولية الإنسانية في غزة ، ها هو ذات السيناريو من الإجرام والتوحش بحق الإنسانية و الامتهان الخطير للمؤسسات الدولية يستنسخ في العدوان على لبنان، إذ بدأ الكيان الصهيوني بالاستهداف الممنهج لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التي تعرف بقوات اليونيفيل، و هي قوات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان منذ حرب العام 2006م .
وإزاء استمرار الاستهداف ذهبت الأمم المتحدة إلى استجداء الكيان والولايات المتحدة بحماية هذه القوات التي يفترض أن تقوم هي بالحماية لنفسها وللاتفاقيات الدولية ، ورغم الإدانات المتعددة من دول مشاركة في قوام هذه القوات إلا أن الكيان متسلحا بالولايات المتحدة لا يلقي بالا بالتنديد الدولي الذي يظل خافتا وغير مخيف في ارتداداته على المشهد، المشهد الذي يفسر في أحد واجهاته مدى الانهيار الحادث في المنظومة الدولية وحجم الهيمنة الغربية الصهيونية على مقاليد القرار الدولي ، لكنه في الوجه الآخر يكشف ما وراء حجم التصعيد الأمريكي الصهيوني الخطير الذي يأتي في سياق استراتيجية أوسع لإضعاف الدعم اللوجستي والعسكري للمقاومة ويكشف عن محاولة أمريكية خبيثة الزج بالجيش اللبناني إلى المنطقة الجنوبية وإيجاد صراع بيني مع المقاومة، ناهيك عن ما يمثله من عرقلة لجهود هذه القوات في تقديم المساعدات الإنسانية، ما يزيد من صعوبة تنفيذ مهامها الأساسية.
يسعى الكيان الغاصب بدعم أمريكي لا محدود إلى إجبار هذه القوات إلى إخلاء مواقعها وإعادة التموضع في خطوط جديدة آمنة خارج خارطة الحدود التي رسمتها المقاومة، كما أن استمرار الاستهداف – وفق الكثير من القراءات التحليلية- قد يدفع بعض الدول المشاركة فيها إلى إعادة النظر في مشاركتها أو تقليص عدد قواتها حسب الرهانات الصهيونية، وهو ما يعني تقليص النفوذ الدولي في الجنوب اللبناني، وإتاحة مساحة أوسع للكيان في التعامل مع المعركة دون حضور دولي، في نية صهيوأمريكية مبيتة لهجمات أكثر دموية ووحشية ضد السكان والأعيان المدنية والبنى التحتية في الجنوب اللبناني.
ثمة شبه إجماع دولي وإنساني على أن غياب هذه القوات قد يزيد من معاناة المدنيين هناك، سواء من خلال توقع الأجندة الصهيونية في توسيع دائرة الإجرام، أو من حيث التأثير على ما تقوم به هذه القوات من أدوار مهمة في تقديم المساعدات الإنسانية وضمان الاستقرار للمدنيين، وعدم اضطرارهم للنزوح، وباستثناء أن نتوقع بالحد الأدنى أن يكون الضغط الدولي وردود الفعل الدولية قد تساهم في تعقيد هذه المخططات الصهيوأمريكية، فإن المسار يبدو مضبوطا بما ستقرره المقاومة الإسلامية في لبنان على الميدان، وما سيفرزه هذا الميدان من صدمات على واقع الأحلام الإسرائيلية الواهمة بتغيير خارطة المنطقة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العفو الدولية: الهجمات على القانون الدولي وحقوق الإنسان تسارعت منذ عودة ترامب
حذرت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي الذي نُشر، الثلاثاء، من أنّ قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان مهددة جراء "هجمات متعددة " تسارعت منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة.
وأشارت منظمة العفو الدولية، في معرض تقييمها لحالة حقوق الإنسان في 150 بلدا، إلى أنّ ما يُعرف بـ"تأثير ترامب" فاقم الأضرار التي ألحقها قادة آخرون حول العالم في العام 2024.
وقالت أغنيس كالامار الأمينة العامة للمنظمة في مقدّمة التقرير، "لطالما حذرت منظمة العفو الدولية من المعايير المزدوجة التي تقوّض النظام القائم على القواعد"، لافتة إلى أنّ "ثمن الإخفاقات هائل، لاسيما فقدان الضمانات الأساسية التي وُضعت لحماية الإنسانية بعد فظائع الهولوكوست والحرب العالمية الثانية".
وأضافت: "بعدما زاد تضرّر التعاون متعدّد الأطراف في العام 2024، يبدو أن إدارة ترامب اليوم عازمة على إزالة بقاياه من أجل إعادة تشكيل عالمنا وفق مبدأ مبني على الصفقات، غارق في الجشع، والمصلحة الذاتية الأنانية، وهيمنة القلّة".
وأشار التقرير إلى أنّ حياة ملايين الأشخاص "دُمّرت" في العام 2024، جراء الصراعات والانتهاكات المرتكبة في الشرق الأوسط والسودان وأوكرانيا، وأفغانستان حيث لا تزال حرية المرأة مقيّدة.
واتهم التقرير خصوصا بعض القوى الكبرى في العالم، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، بـ"تقويض" مكتسبات القانون الدولي وعرقلة مكافحة الفقر والتمييز.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن هذه "الاعتداءات المتهورة والعقابية" جارية منذ عدّة سنوات، إلا أن "حملة إدارة ترامب ضد الحقوق تسرّع التوجّهات الضارّة القائمة أصلا، وتقوّض الحماية الدولية لحقوق الإنسان، وتعرّض مليارات الأشخاص حول العالم للخطر".
وعمدت الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تجميد المساعدات الدولية وخفض تمويل عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
وفي السياق، أشارت كالامار إلى أنّ بداية ولاية ترامب الثانية ترافقت مع "هجمات متعددة على المساءلة في مجال حقوق الإنسان وعلى القانون الدولي والأمم المتحدة"، داعية إلى "مقاومة منسقة".
وقالت منظمة العفو الدولية "في حين اتخذت آليات العدالة الدولية خطوات مهمة باتجاه المحاسبة في بعض الحالات، إلا أنّ حكومات قوية عطلت مرارا المحاولات الرامية إلى اتخاذ إجراءات ذات مغزى لإنهاء الفظائع".
وأشارت في هذا المجال إلى الدول التي تحدّت القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد "إسرائيل"، في أعقاب شكوى قدمتها جنوب أفريقيا بشأن ارتكاب "إبادة" في حق الفلسطينيين في قطاع غزة.
كذلك، انتقدت المنظمة دولا أخرى مثل المجر، على خلفية رفضها تنفيذ أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأشار التقرير إلى أنّ هذه السنة ستُذكر على أنها شهدت "كيف أصبح الاحتلال العسكري الإسرائيلي أكثر وقاحة وفتكا"، و"كيف دعمت الولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية إسرائيل".