أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن جماعة "أنصار الله" (الحوثي)  قامت بإحالة ملفات المعتقلين من موظفي المنظمات الأممية والدولية إلى "نيابة أمن الدولة" التي تديرها الجماعة في صنعاء.

جاء ذلك في بيان صادر عن غروندبرغ ورؤساء منظمات وكيانات تابعة للأمم المتحدة وأخرى دولية تم اعتقال موظفيها من قبل الحوثيين في وقت سابق من العام الجاري.



وقال بيان المبعوث الأممي وتسعة من رؤساء منظمات ووكالات أممية ودولية : "يساورنا قلق بالغ إزاء ما ورد بشأن إحالة سلطات الأمر الواقع الحوثية لعدد كبير من الزملاء المحتجزين تعسفًا إلى "النيابة الجزائية"، من بينهم ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة، اثنان من اليونسكو وواحد من مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الذين تم اعتقالهم في عامي 2021م و2023م".



وأضاف الموقعون على البيان، أن حزنا شديدا ينتابنا إزاء تلقي خبر هذا التطور المبلغ عنه في الوقت الذي كنا نأمل فيه إطلاق سراح زملائنا، وأشاروا إلى أن توجيه "اتهامات" محتملة ضد زملائنا أمر غير مقبول ويزيد من فترة احتجازهم دون أي تواصل الذي عانوا منه بالفعل.

ووقع على بيان المبعوث الأممي كل من "أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، و "الدكتور،تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية"، و "إنجر أشينغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة رعاية الأطفال الدولية"،و"أميتاب بيهار، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية"، و "أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)"، و"سيندي هينسلي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي"، و "فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان"، و"كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف"، و"رينتجي فان هايرينجن، الرئيس التنفيذي لمنظمة كير هولندا ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة كير الدولية".

وأضاف البيان أن قرار الحوثيين " يثير مخاوف جدية بشأن سلامة وأمن موظفينا وأسرهم"، إضافة إلى أنه "سيعيق بشكل أكبر قدرتنا على الوصول إلى ملايين الناس في اليمن الذين هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية".

كما حذروا في الوقت نفسه من انعكاسات سلبية على سلامة ووضع اليمنيين المستهدفين بالمساعدات الإنسانية.

ودعا البيان جماعة الحوثي إلى " الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية، ومنظمات المجتمع المدني، والبعثات الدبلوماسية المحتجزين بصورة تعسفية لديها".

وقال البيان إنه يجب إيقاف استهداف العاملين في المجال الإنساني في اليمن، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي، والتخويف، وسوء المعاملة، والادعاءات الباطلة، كما يجب الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين".

وفي حزيران/ يونيو من العام الجاري، بدأ الحوثيون حملة اعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرتها، طالت عشرات من موظفي منظمات أممية ودولية ومحلية.
"تجميد مشاريع أممية"

من جانبه، حذر السفير اليمني لدى اليونسكو، محمد جميح من عواقب  الاستمرار في احتجاز عشرات الموظفين التابعين لمنظمات دولية ومحلية.



وقال جميح عبر حسابه بمنصة "إكس" مساء السبت: "يحتجز الحوثيون عشرات الموظفين التابعين لمنظمات دولية ومحلية، منهم 4 يعملون مع اليونسكو، بتهم سخيفة، رغم المطالب المتكررة للإفراج عنهم".

وتابع الدبلوماسي اليمني : "إذا استمر الوضع على ما هو عليه فهناك خشية حقيقية من أن تقرر اليونسكو تجميد مشاريعها في مناطق سيطرة الحوثيين، مثل مشروع "النقد مقابل العمل" الذي ينفذ في أعمال ترميم في صنعاء القديمة (شمالا) وزبيد التاريخية( غربا)"، مؤكدا أن ذلك "سيكون خسارة لأعمال الترميم في المدينتين المصنفتين على قائمة التراث العالمي".

وحسب السفير اليمني لدى يونسكو فإن كثير من الدول المانحة والهيئات والمراكز المختلفة أحجمت حتى الآن عن العمل ضمن مشاريع في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، بسبب مخاوف حقيقية من استهداف العاملين المحليين، في هذه المشاريع، ولمخاوف من عرقلة المليشيات سير العمل بأساليبها المعهودة في الابتزاز.

 وفي آب/ أغسطس الماضي، أدانت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، الأربعاء، اقتحام جماعة "أنصار الله" مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الأنسان في صنعاء الواقعة تحت سيطرتها.

وقال بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم البعثة، حينئذ، إن اقتحام الحوثيين لمكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في صنعاء "يمثل تصعيدا آخر عقب موجة الاعتقالات لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الغير حكومية الدولية والمحلية والبعثات الدبلوماسية في اليمن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الأمم المتحدة اليمن الحوثي الأمم المتحدة اليمن الحوثي اعتقال موظفين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة فی الیمن من موظفی فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

"الأزمات الدولية" تحذر من انهيار الهدنة باليمن.. هل ستدخل السعودية والإمارات بحرب مباشرة مع الحوثيين مجددا؟ (ترجمة خاصة)

حذرت مجموعة إدارة الأزمات الدولية من انهيار الهدنة الفعلية في اليمن، وتحول الصراع إلى إقليمي في حال استمرار جماعة الحوثي بالتصعيد في البحر الأحمر واستهدافها سفن الشحن، بحجة الضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي وقف جرائم الإبادة الجماعية التي تنف1ها بحق المدنيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

 

جاء ذلك في تقرير حديث للمجموعة تحت عنوان "في الأفق: أكتوبر 2024-مارس 2025" ترجم أبرز مضمونه إلى اللغة العربية "الموقع بوست"- تنبأت المجموعة بشأن ما الذي يجب مراقبته في الأسابيع والأشهر المقبلة، جراء تطور الصراع في البحر الأحمر والمنطقة.

 

وتوقع التقرير أن حملة الحوثيين في البحر الأحمر قد تستمر في غياب وقف إطلاق النار في غزة، حيث من المرجح أن يواصل الحوثيون إطلاق النار على السفن المرتبطة بإسرائيل وحلفائها، مثل الولايات المتحدة، في البحر الأحمر، وكذلك المدن الرئيسية في إسرائيل بالطائرات بدون طيار والصواريخ، في غياب وقف إطلاق النار في غزة وعودة الهدوء في لبنان.

 

وذكر أن إسرائيل قد تشن ضربات مضادة إضافية على اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة وغيره من المرافق الحيوية، إذا استمرت هجمات الحوثيين، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد تشنان المزيد من الغارات الجوية على المواقع العسكرية للحوثيين.

 

وقالت "قد يقوم أعضاء "محور المقاومة" التابع لإيران بتصعيد التصعيد الإقليمي بالتنسيق مع الحوثيين.

 

العواقب المحتملة

 

يرى التقرير أن الهجمات على ميناء الحديدة أو المرافق الحيوية الأخرى قد تجعل الوصول إلى الغذاء والخدمات أكثر صعوبة، وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وتفاقم الوضع الإنساني في شمال اليمن.

 

وتابع "إذا استمرت حرب غزة، إلى جانب الهجوم الإسرائيلي على لبنان، فمن المرجح أن يكثف الحوثيون وغيرهم من الجماعات الموالية لإيران هجماتهم على إسرائيل والأصول الأميركية في المنطقة، مما يساهم في خطر التصعيد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا أو حروب استنزاف مطولة ومزعزعة للاستقرار على عدة جبهات مع عواقب إنسانية واقتصادية مدمرة محتملة إقليميا وخارجيا".

 

وأكدت مجموعة الأزمات الدولية أن الهدنة الفعلية بين الحوثيين وخصومهم قد تنهار.

 

وقالت "قد تبرم السعودية والحوثيون اتفاقيات تعاون محدودة لمنع الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار الفعلي المعمول به منذ عام 2022. وإذا استؤنف الصراع الداخلي، فمن غير المرجح أن تدخل السعودية والإمارات العربية المتحدة المعركة، بل ستدعمان عسكريا القوات المحلية المتحالفة بدلا من ذلك".

 

وأردفت "قد يهاجم الحوثيون القوات المتحالفة مع المجلس الرئاسي والتي يُنظر إليها على أنها متعاونة مع الولايات المتحدة أو شركاء آخرين للولايات المتحدة. وقد يستأنف المجلس الرئاسي هجماته على الحوثيين ويعزز مواقعه الرئيسية. مشيرا إلى أن المجتمعات المحلية قد تواجه مساعي الحوثيين التوسعية في جنوب اليمن.

 

وبهذا تؤكد مجموعة الأزمات الدولية أن العودة إلى الحرب في اليمن ستكون كارثية، حيث ستعرض المزيد من المدنيين للخطر، ومن المرجح أن تترك ملايين الأشخاص بلا طعام وتشرد الآلاف من منازلهم، خاصة وأن الكوارث المرتبطة بالمناخ تؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل بالنسبة للأشخاص الفقراء.

 

تضيف أن "الحوكمة المتصدعة والقيود المفروضة على المنظمات غير الحكومية قد تؤدي إلى المزيد من الصعوبات التي يواجهها المدنيون"، لافتة إلى أن حملة الحوثيين على المنظمات غير الحكومية قد تؤدي إلى إغلاق معظم المنظمات الإنسانية.

 

وأوضحت أن السياسات الاقتصادية المختلفة للحوثيين والمجلس الرئاسي قد تؤدي إلى تصعيد الحرب الاقتصادية، مما يؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها المدنيون.

 

وأفادت أن المجتمعات القبلية، على سبيل المثال في حضرموت وأبين، قد تطلق احتجاجات مناهضة للحكومة، في هذه الأثناء، قد تستأنف الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة هجماتها القاتلة، وخاصة في أبين.

 

ومن ضمن العواقب المحتملة أيضا قالت الأزمات الدولة إن "اختفاء منظمات المساعدة من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الفقر وانتشار الأمراض، بما في ذلك الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم محنة الملايين من الناس.

 

وقالت "الواقع أن النساء والأطفال هم الأكثر احتياجاً إلى المساعدة، وقد يتقلص تمويل الجهات المانحة بشكل أكبر بسبب محدودية القدرة على الوصول والتحديات التشغيلية".


مقالات مشابهة

  • قلق بالغ من إحالة الحوثيين موظفي منظمات إنسانية لـالنيابة الجزائية
  • كبرى المنظمات الدولية والأممية تصدر بياناً مشتركاً رداً على اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين
  • الهيئات الأممية والمنظمات الدولية تطالب الحوثيين بإطلاق سراح المختطفين ووقف محاكمتهم
  • دعم أممي لغوتيريش بعد قرار إسرائيلي ضده
  • "الأزمات الدولية" تحذر من انهيار الهدنة باليمن.. هل ستدخل السعودية والإمارات بحرب مباشرة مع الحوثيين مجددا؟ (ترجمة خاصة)
  • القديمي يطالب بتكثيف الجهود الدولية لإيقاف انتهاكات الحوثي
  • أمين الأمم المتحدة يندد بإطلاق النار على قوات اليونيفيل في جنوب لبنان
  • تعز.. مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني يطالب بصرف مرتبات الموظفين
  • "شرط جديد" لوقف إطلاق النار في لبنان: الموساد يطالب بإطلاق سراح الرهائن في غزة