أسامة حمدان: الاحتلال يرتكب إبادة بشمال غزة ويمنع عنه الغذاء منذ 12 يوما
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية في شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تمنع دخول المواد الغذائية إلى المنطقة منذ 12 يوما.
وأضاف حمدان، خلال مداخلة مع الجزيرة، أن الاحتلال يستهدف قتل أكثر من 150 ألف فلسطيني محاصرين في منطقة مخيم جباليا، شمالي القطاع، من خلال العملية العسكرية التي ينفذها ومنع وصول أي مياه أو مواد غذائية.
وأوضح حمدان أن الاحتلال فرض حصارًا شديدًا على مخيم جباليا، حيث قام بقطع المياه وتدمير آبارها، مما اضطر السكان لشرب مياه مختلطة بمياه الصرف الصحي، وأشار إلى أن قوات الاحتلال تحاول الضغط على سكان المخيم للرحيل، لكن المقاومة تتصدى لها بشراسة.
وكشف القيادي في حماس عن أساليب الاحتلال في استهداف المدنيين، حيث يقوم بإدخال ناقلات جند مفخخة إلى داخل المخيم وتفجيرها في المربعات السكنية، وهو ما أدى إلى تدمير مبانٍ عديدة. كما لفت إلى قصف مستشفى اليمن السعيد في المنطقة لمنع إنقاذ المصابين.
وأكد حمدان أن قرار الاحتلال هو حصار المخيم لمدة طويلة بهدف إنهاك السكان بالجوع والعطش والقصف المتواصل، وأضاف أن الاحتلال يخطط لطلب خروج السكان دون المقاتلين، حيث ستتلقاهم طائرات كواد كابتر وتطلق النار على من تظنه يمثل خطرًا، واصفًا هذه الممارسات بأنها جريمة ضد الإنسانية.
وشدد القيادي في حماس على أن الاحتلال لا يستهدف فقط المقاومة، بل يريد البطش بالشعب الفلسطيني بأكمله، وأشار إلى "خطة الجنرالات" الإسرائيلية التي تعتمد على فلسفة أميركية تجيز تجويع "العدو" حتى الموت، معتبرًا أن ذلك يعبر عن عجز الاحتلال عن مواجهة المقاومة.
4 مسارات للتصدي للتهجيروعرض حمدان 4 مسارات أساسية للإستراتيجية الفلسطينية للتصدي لمشروع التهجير، تشمل دعم صمود الشعب الفلسطيني، وجهود المقاومة في صد العمليات العسكرية، والتحرك السياسي الدولي، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.
وأكد القيادي في حماس أهمية الجهد الوطني الموحد لمواجهة مخططات الاحتلال، كما كشف عن لقاءات جارية في القاهرة بين وفد من قيادة حماس وآخر من حركة فتح للترتيب لعقد لقاء وطني موسع.
وأوضح حمدان أن هذه اللقاءات تهدف إلى معالجة مسألة المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة استعادة المشروع الوطني.
وفيما يتعلق بـ"اليوم التالي" للحرب، أكد حمدان أن حماس ترفض أي وصاية خارجية وتسعى لتشكيل إدارة وطنية انتقالية لكل الوضع الفلسطيني، وأضاف أن هذه الإدارة ستكون مسؤولة عن إعادة الإعمار ومعالجة آثار العدوان والتحضير لانتخابات فلسطينية عامة.
وحذر حمدان من أن تداعيات استمرار الاحتلال في جرائمه ستكون أكبر من أن يستوعبها، ملمحًا إلى إمكانية حدوث ردة فعل فلسطينية مفاجئة نتيجة هذا السلوك الإسرائيلي المدعوم أميركيا.
وقال حمدان إن الشعب الفلسطيني أثبت تمسكه بحقوقه واستعداده للتضحية من أجلها، وأكد أن المعركة كشفت حقيقة الكيان الصهيوني وعورات النظام الدولي، كما شدد على أن المقاومة هي الخيار الحقيقي والأصيل للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن الاحتلال القیادی فی حمدان أن
إقرأ أيضاً:
مآسي من لا علاقة لهم بعمليات حماس وحزب الله
اليمين المتطرف يرى في التوسع على حساب الفلسطينيين في الضفة الغربية عملية حيوية ويعتقد أن التخلص من أذرع المقاومة في المنطقة مهمة عاجلة ورسالة لمن يفكرون في اختيار هذا الطريق
كشفت العمليات التي قامت بها حركة حماس وحزب الله لمواجهة إسرائيل عسكرياً عن وجود طيف واسع من الفلسطينيين واللبنانيين تعرض إلى مآس عديدة وهم لا علاقة لهم مباشرة بالحركة أو الحزب، ودفع هؤلاء ضريبة كبيرة، ولا يزال آخرون يدفعونها كرهاً، فالمقاومة التي ينطلق خطاب كليْهما منها تأكد أن تكلفتها المادية والمعنوية باهظة، ولم تحقق نتائج إيجابية، ومنحت إسرائيل فرصة لتقويض أذرع المقاومة حالياً وفي المستقبل.وقد تكون رهانات حماس وحزب الله في سبيل الوصول إلى نصر يمكنهما من تحقيق أهدافهما، كبيرة على مواصلة المقاومة ضد إسرائيل، في حين وجدت الأخيرة في ما جرى خلال الأسابيع والأشهر الماضية فرصة لوضع ترتيبات أمنية مريحة لها.
تتحمل إسرائيل جانباً كبيراً من الانسداد الراهن لوقف إطلاق النار على جبهتي غزة ولبنان، لكنها تجد في تمسك حماس وحزب الله باستمرار العمليات العسكرية ضدها، ما لم يصل كلاهما إلى صفقة مرضية بعد خسائرهما، عملية جيدة لتسويق رؤيتها العسكرية المتعلقة بالدفاع عن النفس، والتي وجدت تفهما أمريكياً وغربياً كبيراً.
كما نسجت على قاعدة استمرار المعارك سردية خفية تقول إن إصرار الحركة والحزب على مواصلة القتال، على الرغم من الخسائر الميدانية التي تكبدها كلاهما، يعني أنهما لا زالا يملكان مخزوناً من الأسلحة والمعدات يمكنهما من عدم الاستجابة لمبادرات الوسطاء، وبالتالي تزعم إسرائيل أنه من حقها الاستمرار في ضرباتها الانتقامية كي تصل إلى النقطة التي تتمكن فيها من الإجهاز على ما تبقى من قوتهما.
أكدت الحصيلة العامة للفترة الماضية أن إسرائيل لا تعبأ بالجوانب الإنسانية وما تفرزه من نتائج سلبية قاسية على المواطنين في غزة وجنوب لبنان، في شكل قتل متعمد وتهجير مقصود وتدمير للبنى التحتية لا يجعل هناك حياة مناسبة، وضربت عرض الحائط بالقوانين الدولية، وقضت على جزء معتبر من عمل المنظمات الإنسانية ووجدت ردودا ليّنة من الدول الكبرى، شجعتها على عدم التوقف عن الانتهاكات التي ترتكبها ضد المدنيين.
في وقت لا تمثل النتيجة الناجمة عنها شيئاً في حسابات حماس وحزب الله، ويتجاهل كلاهما أن إسرائيل تعلمت من دروس حروبها السابقة معهما، حيث كان عدم تمكينها من تحقيق أهدافها تعتبره الحركة والحزب نصرا في حد ذاته، ما جعل الجنرالات في تل أبيب يعملون على إجهاض هذه المسألة في الوقت الراهن، والسعي لمنع تحويل المآسي إلى ورقة نصر معنوي لدى خصومها.
والملاحظ من مشاهد الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وجنوب لبنان وجود حرص بالغ على عدم وقفها قبل أن تحقق أغراضها كاملة، والتي تشمل هذه المرة تقويضا فعليا للقدرات العسكرية لكل القوى التي ترفع شعار المقاومة، سواء أكانت في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في جنوب لبنان، أو غيرهما.
وهذا يدل على تغير إستراتيجي في خططها والانتقال من مرحلة التوظيف التكتيكي لوجود عدو على الدوام والاستفادة منه في لجم الخلافات الداخلية، إلى العمل على التخلص منه تماما، وإنهاء هذه الظاهرة التي تغذت عليها قيادات عديدة في إسرائيل رأت أن الحرب مع بعض القوى أفضل لها من السلام مع الجميع، استنادا إلى فرضية راسخة تشير إلى أن السلام سوف يفجر التناقضات بين القوى المجتمعية المتشتتة في الداخل، بينما الحرب تخفيها أو تقلل منها.
بدأت هذه الفرضية تتراجع، وربما تتلاشى في المستقبل، على وقع تزايد نفوذ اليمين المتطرف وهيمنته على مفاتيح القرار في إسرائيل، والذي يرى في التوسع على حساب الفلسطينيين في الضفة الغربية عملية حيوية، ويعتقد أن التخلص من أذرع المقاومة في المنطقة مهمة عاجلة، ورسالة لمن يفكرون في اختيار هذا الطريق لاحقا، فلدى قيادات إسرائيلية متعددة قناعة بأن القوة العسكرية وحدها هي القادرة على حفظ الأمن، وأن التساهل أو غض الطرف أو القبول بنظرية قواعد الاشتباكات التقليدية أدوات تجاوزها الزمن، ما يفسر التصميم الكبير على عدم وقف الحرب الآن.
وفي خضم تسريب معلومات عن مفاوضات على جبهة غزة أو لبنان لا تتورع إسرائيل عن الاستمرار في المعارك، والتي قد تزيد وتيرتها وقت الحديث عن مفاوضات أو الدخول في تفاصيلها فعلا، لأنها استقرت على أن القوة وحدها هي السلاح الذي يمكنها من الحفاظ على أمنها، ولا قيمة لذلك مع وجود أعداء يملكون مخزونا كبيرا من السلاح ويملكون قدرة عالية على استخدامه.
دمرت إسرائيل جزءا من معدات المقاومة العسكرية، وفي هذا الخضم قررت التخلص من فكرة الحواضن الاجتماعية لها، الأمر الذي يكشفه الإمعان في التقتيل في صفوف أشخاص لا علاقة مباشرة لهم بالمقاومة، حيث قامت إسرائيل بمحو مناطق كاملة في غزة، وصلت حد تسوية غالبية القطاع بالأرض، ونالت ضرباتها من قرى لبنانية عدة وأماكن مختلفة في الضاحية الجنوبية في بيروت، ما ولد إحساساً بالغضب من حماس وحزب الله، ومحاولة هدم فكرة أن المقاومة تتغذى على المقاومة وتنتعش مع زيادة أعداد الضحايا التي سادت سابقاً.
وسعت إسرائيل إلى تحويل المآسي من ورقة تستخدم ضدها إلى أداة تمكنها من تشويه صورة المقاومة، والتي كانت تخرج في كل مواجهة عسكرية محتفظة بقوتها أو جزء منها، يمكنها من خوض الجولة التالية.
وتعمل إسرائيل على تصفية المقاومة كي لا تنشغل بالجولة المقبلة وطرق التعامل معها، وهو ما جعل الحرب الراهنة أطول الحروب التي خاضتها منذ نشأتها، كأنها أرادت هدم رواية نجاحها في الحروب القصيرة، وتثبيت رواية جديدة تؤكد أن نفسها العسكري أكبر مما يتوقع أعداؤها، بهدف إجبارهم على إعادة التفكير في الحروب الخاطفة، فالحرب الحالية مختلفة عن الحروب التي سبقتها، وقصد منها محو أفكار راسخة في أذهان قوى تقاتل ضد إسرائيل.
ولا يعني الوصول إلى هذه الاستنتاجات أن تل أبيب تمكنت بالفعل من تحقيق كل أهدافها، أو أن المقاومة سوف تتلاشى مع فقدان حماس وحزب الله القوة العسكرية الضاربة لديهما. فما تريده إسرائيل لن يلحق أذى بالمقاومة فقط، بل يؤثر على دول وتوازنات دقيقة في المنطقة، وميل عناصر القوة لصالح إسرائيل وحدها، عليه ممانعات وتحفظات إقليمية.
فما تسعى إليه لأجل تقليص أذرع إيران والقضاء على ظاهرة المقاومة يجلب لها مخاوف من دول عربية كبيرة ترفض قيام إسرائيل بفرض الأمر الواقع وسيطرتها على الحل والعقد، والإخلال بمعادلات تاريخية، كما أن الهواجس منها سوف تزداد، ما ينعكس على رغبتها في أن يستند التطبيع على القوة وليس المصالح المتبادلة.