صحيفة الاتحاد:
2024-10-12@23:28:10 GMT

«وول ستريت».. تنتظر بدء تداول «الرئيس الجديد»

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

أكرم ألفي، عبد الله أبوضيف (القاهرة، واشنطن)
تشهد بورصة «وول ستريت» حالة من عدم اليقين في ترجمة لتنافسية وتقارب شديد في السباق إلى البيت الأبيض، والتي قد لا يستطيع أحد تحديد نتائجها إلا في يوم إغلاق صناديق الاقتراع في 5 نوفمبر 2024. 
اليوم التالي للانتخابات يكون في الأغلب يوم صعود مؤشرات الأسهم الأميركية بعد انتهاء السباق والوصول إلى اليقين.

. تقليدياً كان يوم الأربعاء التالي للانتخابات هو يوم ارتفاع جماعي للأسهم تتزين فيه «وول ستريت» باللون الأخضر، باستثناء الانتخابات المعلقة مثل انتخابات بوش وآل غور. 
ويبدو توقع حركة الأسهم بناء على فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس الأميركي الديمقراطية كامالا هاريس بمثابة «تنجيم»، فمؤشر سوق المال هو تعبير عن الأرباح وليس حديث «الساكن» في البيت الأبيض.
وفي انتخابات 2024، لا يزال التيار العام في «وول ستريت» يفضل المرشح الجمهوري ولكن الملفت في سباق العام الجاري هو دخول هاريس على الخط وحصولها على دعم العديد من كبار الشخصيات في سوق الأسهم في تحول لمرشح ديمقراطي كسب ثقة «وول ستريت».. هذه الوضعية تجعل «وول ستريت» أكثر طمأنينة يوم الانتخابات عن أي انتخابات سابقة، فمهما كان الفائز، فسوق المال سينتصر !. 
الأسهم تبحث عن «ترامب»
عقب انتخاب دونالد ترامب في 2016، شهدت بورصة «وول ستريت» ارتفاعاً كبيراً في التداولات نتيجة ارتفاع أحجام العقود الآجلة إلى مستوى قياسي بلغ 44.5 مليون عقد في اليوم التالي للانتخابات.. وفي عام 2019، ارتفع مؤشر البورصة بنسبة 59 في المئة خلال سنة واحدة تحت قيادة ترامب نتيجة لسياساته الداعمة للقطاع الخاص، وتعزيز ثقة المستثمرين حيث تجنب استخدام النفقات العامة في تحفيز الاقتصاد وركّز على حماية الصناعات المحلية.
وتخلق دعوة ترامب إلى خفض الضرائب على الشركات إلى جانب سجله الاقتصادي خلال فترة رئاسته الأولى، حالة من التفاؤل في «وول ستريت» التي أصبحت ترغب في تقليل القيود على شركاتها الكبرى، إلى جانب الخروج من دائرة الحرب في أوكرانيا وتأثيراتها السلبية.
وتفيد سياسة ترامب الاقتصادية الخاصة بالسياسة النقدية والعجز المالي وكذلك المتعلقة بالسياسة التجارية وفرض الرسوم الجمركية البعض وتضر بالآخر في «وول ستريت»، حيث إن الشركات التي تمارس أغلب أعمالها في الداخل الأميركي ستكون أسهمها هي الأكثر استفادة على عكس الشركات التي تعتمد على الواردات من الخارج. 
وقد يبدو ظاهرياً أن «وول ستريت» تدعم فترة جديدة لترامب بسبب أجندته الاقتصادية ولكن واقعياً، فإن العديد من الشركات تخشى من توجهاته الخاصة بالسياسة النقدية وفرض رسوم جمركية «مبالغ فيها» على الواردات خاصة من الصين، وهو قطاع توسع داخل سوق المال في نيويورك.
وفي الاتجاه ذاته، يقول نسيب غبريل، رئيس قسم البحث والتحليل الاقتصادي في «بنك بيبلوس» والخبير الاقتصادي، لـ«الاتحاد» إن الأسواق ترى في ترامب داعماً قوياً للقطاع الخاص، إذ يُعتبر برنامجه أكثر ملاءمة لارتفاع أسهم الشركات. ومع ذلك هناك بعض المخاوف من تأثير سياسات التعريفات الجمركية التي يدعمها ترامب على التجارة الدولية ما قد يضر بالصادرات الأميركية ويؤدي إلى إجراءات مضادة من شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

أخبار ذات صلة ثروة سابرينا تتضاعف في وقت قصير هاريس تلعب ورقة السن والصحة في مواجهة ترامب انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة

ولكن في النهاية، لا يزال مؤيدو ترامب في «وول ستريت» أغلبية، فهو رجل أعمال يعرف كيف تدار العملية داخل أسواق المال. فالتيار السائد يرى أن ترامب سيأتي ومؤشر «ستاندرد آند بورز 500» يواصل ارتفاعه مع بدء عملية الخفض التدريجي للفائدة، إلى جانب أن التخفيضات الضريبية التي وعد بها ستقود إلى ارتفاع جديد للأسهم. ولكن المخاوف فقط ستكون على المدى البعيد بسبب المخاوف من أن تقود الرسوم الجمركية الجديدة وسياسة ترحيل المهاجرين إلى «اشتعال التضخم» وتأثيراته السلبية على سوق الأسهم. 
إن قطاع شركات التكنولوجيا وأشباه المواصلات والذكاء الاصطناعي يخشى فعلياً من زيادة الرسوم الجمركية على الواردات من الصين، حيث إن تجربة التعريفات الجمركية في 2018 دفعت إلى ركود للقطاع الصناعي الأميركي. وبالتوازي، فإن «الذاكرة الترامبية» في «وول ستريت» ما زالت قوية، حيث قادت سياساته الداعمة للنمو وإلغاء القيود التنظيمية إلى ارتفاع أرباح الأسهم لأغلب البنوك والشركات. 
هاريس.. تقارب «حذر» 
على عكس التوقعات، نجحت هاريس في كسب تأييد العديد من الشخصيات البارزة في «وول ستريت» التي تخشى «تهور» ترامب والرسوم الجمركية، وفي نفس الوقت وجدت في نائبة الرئيس بديلاً أكثر طمأنينة للسوق من الرئيس جو بايدن الذي هز سوق الأسهم بسبب تردي وضعه الصحي. 
وترى «وول ستريت» في دعم هاريس محاولة للحيلولة دون الدخول في معركة جديدة مع الإدارة الديمقراطية – في حال فوز هاريس- حيث شهدت فترة بايدن هجوماً على الشركات واتهامها بالمسؤولية عن أزمة التضخم.
وتتمتع هاريس بالفعل بعلاقة أفضل من بايدن مع «وول ستريت»، ولديها نهج أكثر انفتاحاً مع وادي السليكون حيث توجد أكبر الشركات الأميركية بفعل كونها عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا. وهو ما دفع إلى تدفق شيكات التمويل من شركات كبرى بـ«وول ستريت» إلى المرشحة الديمقراطية في عكس التوجه العام الذي كانت تفضل فيه «وول ستريت» المرشح الجمهوري. 
وبحسب نسيب غبريل، رئيس قسم البحث والتحليل الاقتصادي في «بنك بيبلوس»، فإن سياسات إدارة بايدن كانت تعتمد على الإنفاق العام لدعم الاقتصاد، وهو ما يُرجح استمراره في حال فوز هاريس مما يعني استفادة الشركات المدرجة في البورصة التي تحصل على عقود حكومية. 
من جهة أخرى، يشير البعض إلى أن قرار تخفيض الفائدة الأخير من قبل الاحتياطي الفيدرالي الذي قلل من تكاليف الاستدانة وشجّع النمو الاقتصادي ليس له علاقة مباشرة بأي من الحزبين، إذ يتخذ الفيدرالي قراراته بشكل مستقل بناءً على مؤشرات التضخم والبطالة.
ونجحت هاريس، خلال الأسابيع الأخيرة بالفعل في كسب دعم قوي داخل «وول ستريت»، خاصة من الشركات التي تعتمد على السوق العالمية والتي تخشى من فرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية. فهاريس ترفض فرض تعريفة جمركية تدفع إلى رفع الأسعار وتضر بالشركات وتكلفة الوظائف والمستهلكين.
وكان لافتاً أن نجل الملياردير جورج سورس «أليكس» أعلن صراحة دعمه لهاريس، استجابة لخطاب المرشحة الديمقراطية غير التقليدي الذي يخفف من حدة «صراع الطبقات» وتعبيراً عن سجلها في كاليفورنيا كداعم للشركات.
ويقول المحلل الاقتصادي الأميركي باري دونيدو إن فوز هاريس قد يؤثر سلباً على «وول ستريت»، مؤكداً أن «وول ستريت» تدرك أن ترامب كرجل أعمال سيسعى لتخفيف الضرائب ويدرك ما يتطلبه الأمر لإصلاح الاقتصاد. في المقابل من المتوقع أن تقوم هاريس بزيادة الضرائب على الشركات مما قد يضر بالاقتصاد. وأضاف أنه في ظل هاريس، سيعاني المستهلكون في الولايات المتحدة من ارتفاع أسعار الضروريات الأساسية مثل الطعام والوقود.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وول ستريت سباق الرئاسة الأميركية سباق البيت الأبيض الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي الانتخابات الأميركية الرسوم الجمرکیة على الواردات وول ستریت

إقرأ أيضاً:

ثلث تدوينات ترامب تهاجم هاريس على تروث سوشال

كتب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال شهر ما يزيد على ألف منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، هاجم في أكثر من ثلثها كامالا هاريس، ويرى باحثون أن فيها قدرا كبيرا من التضليل وتغذي غضب قاعدته الأكثر تطرفا.

وعدد متابعي المرشح الرئاسي الجمهوري لانتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني أقل بكثير من متابعيه على حسابه في منصة تويتر التي أصبحت تسمى "إكس"، الذي تم منعه من استخدامه موقتا بعد هجوم أنصار له على مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 لمنع إقرار نتائج الانتخابات التي فاز بها جو بايدن.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب يشبه الصراع الإيراني الإسرائيلي بـ"مشاجرة أطفال" ويحذر من حرب عالمية ثالثةlist 2 of 2هاريس سئلت عن فضائل ترامب وهذا جوابهاend of list

Has Liz Cheney, one of the dumber people in politics, ever looked at the horrible statements she’s made about Lyin’ Kamala Harris? Every view and policy is the exact opposite of what Cheney and her equally ridiculous father, who got us into the never ending Wars in the Middle… pic.twitter.com/3kFjsTSHia

— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 5, 2024

لكن وتيرة نشره للتدوينات لا تزال منتظمة، بأكثر من 30 مرة يوميا كمعدل خلال سبتمبر/أيلول الماضي، وغالبا ما تنشر في وقت متأخر من الليل، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويمكن قراءة تدوينات تصف كامالا هاريس بأنها "مذنبة بارتكاب جرائم" و"يجب طردها أو محاكمتها"، كما أنه لا يتردد في وصفها بأنها "مجنونة" أو "متخلفة عقليا" أو "غبية" أو أنها تدفع مقابلا لمؤيديها.

وكتب في إحدى تدويناته "أنا أكره تايلور سويفت"، في انتقاد لنجمة موسيقى البوب التي تدعم كامالا هاريس بشكل علني، كما يعج حسابه باستطلاعات رأي تمنحه تقدما، وبروابط لمواقع وسائل إعلام محافظة وكذلك بمعلومات حول ملفات مثل الإجهاض والهجرة.

ويحمّل ترامب في منشوراته كامالا هاريس المسؤولية عن الهجرة غير النظامية عبر الحدود مع المكسيك، ويستخدم في كثير من الأحيان إحصاءات قديمة أو مضللة حول الجريمة بين صفوف المهاجرين.

Lyin’ Kamala, who is being exposed as a “dummy” every time she does a show, just stated to the degenerates on The View that she would have done nothing different than Crooked Joe Biden, the WORST PRESIDENT IN THE HISTORY OF THE UNITED STATES. The Lamestream Media doesn’t want to… pic.twitter.com/c7bDvMc9GK

— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 8, 2024

 

تجاهل هاريس

وبينما تتجاهل المرشحة الديمقراطية معظم هذه الإهانات والهجمات وتفضل استفزاز غرور خصمها من خلال وصفه بـ"غريب الأطوار" أو التشكيك في عدد المؤيدين الحاضرين في اجتماعاته الانتخابية، لكن حملتها لا تتردد في الإشارة إلى كل معلومة كاذبة ينشرها دونالد ترامب، وإن كان ذلك لا يوقف انتشارها.

وبعد تعرضه لانتقادات بسبب إعادة نشره تدوينة جاء فيها أن كامالا هاريس حصلت على امتيازات سياسية مقابل "خدمات" جنسية، أكد ترامب مؤخرا في برنامج بودكاست أن "إعادة مشاركة (المنشورات) يخلق الأعداء".

وعقب اعتقال مغني الراب "باف ديدي" بتهم الاتجار بالجنس، شارك دونالد ترامب صورة مفبركة تظهر كامالا هاريس بجانب هذا المغني الشهير.

ويقول المحلل من جامعة فيرجينيا لاري ساباتو "بالنسبة لي، وأنا أتابع ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 9 سنوات، فإن هذا الأمر صادم"، معتبرا أنه في السابق "لم يكن لأي مترشح أن ينال ترشيح حزبه لو نشر مثل هذا التعليق الأخرق".

وشارك ترامب أيضا على نطاق واسع في نشر الاتهامات الكاذبة لمهاجرين هايتيين في ولاية أوهايو بسرقة حيوانات أليفة لأكلها، مما أثار جدلا ألقى بظلاله على الحملة الانتخابية لفترة طويلة. ونتيجة للاتهامات، أصبح المهاجرون الهايتيون عرضة للتهديدات في هذه الولاية الواقعة شمال شرق البلاد.

ويشير جاريد هولت من "معهد الحوار الإستراتيجي" إلى أن "منشورات ترامب تشجع وتطبّع وتنشر الأيديولوجيات المتطرفة"، معبرا عن خشيته من أن يحمس ذلك "الأطراف الأكثر تطرفا في الحركة المحافظة الحديثة".

مقالات مشابهة

  • هاريس تعتزم نشر سجلها الصحي في تحدّ لترامب
  • الأسهم الأوروبية عند أعلى مستوى في أسبوع مع ترقب أرباح الشركات
  • ثلث تدوينات ترامب تهاجم هاريس على تروث سوشال
  • أبرز الأسلحة المضادة للدروع التي تنتظر دبابات الاحتلال جنوب لبنان (إنفوغراف)
  • استطلاع رويترز- إيبسوس: هاريس تتفوق على ترامب بين الناخبين في الضواحي
  • قصة نجاح مغربية.. حسناء طالب أول عربية وأفريقية تُلقب بـذئب وول ستريت
  • آثار زلزال الحوز والفيضانات والغلاء..أبرز الملفات التي تنتظر الدخول البرلماني
  • ارتفاع الأسهم الآسيوية مدعومة بصعود “وول ستريت”
  • ترامب: لا شيء يدعو لإجراء مناظرة أخرى مع كامالا هاريس