تناول الكشري وسط الناس.. فيديو لعلاء مبارك يثير تكهنات
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أثار مقطع جديد لعلاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، تكهنات جديدة بشأن الطموح السياسي لأسرة مبارك بعد أكثر من عقد على انتهاء سلطة مبارك الأب.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعلاء مبارك وهو يتناول وجبة الكشري في مطعم شهير بوسط القاهرة، برفقة أحد العاملين في المطعم الذي أشاد به وبوالده الذي حكم البلاد لنحو 30 عاما قبل انتهاء فترة حكمه إثر احتجاجات حاشدة استمرت 18 يوما.
احا ده بجد ???? pic.twitter.com/Zpj4OH63Nl
— نوسكافيه وسجاير ???? (@AmrShark) August 12, 2023وكتب علاء في حسابه على موقع "أكس": "بالأمس مع بعض الأصدقاء أكلنا أحلى كشري عند كشري أبو طارق وسط البلد، الكشري جميل والخدمة ممتازة وناس في منتهى الذوق شكرا لأصحاب المطعم ولكل العاملين على حسن الاستقبال".
بالأمس مع بعض الأصدقاء اكلنا أحلى كشري عند كشري أبوطارق وسط البلد ، الكشري جميل والخدمة ممتازة وناس في منتهى الذوق شكراً لأصحاب المطعم ولكل العاملين على حسن الاستقبال ????
— Alaa Mubarak (@AlaaMubarak_) August 12, 2023وتظهر التعليقات الواردة على منشوره حرصه على الرد على غالبية المتابعين، وعندما طلب منه أحدهم زيارة مدينة بورسعيد لتناول وجبة أسماك، رد: "إن شاء الله".
وعندما سأله آخر عن وجه الاستفادة من زيارته للمطعم، كتب علاء في تعليق: "مفيش (لا يوجد) استفادة. الحقيقة وشيء لا يعنيك بس (لكن) في حاجة بسيطة ربما لا تخطر على بالك وهى شكر الناس والعاملين بالمطعم على خدمتهم وذوقهم. حاجة يمكن ما تفرقش معاك بس لها معنى كبير".
علاء مبارك ظهر برفقة أحد العاملينوتظهر العديد من التعليقات تأييدا لأسرة مبارك، وجاء في تعليق: "علاء مبارك رجل شعبي، ويحرص على أن يكون في أوساط المصريين البسطاء دون تكلف".
وكتب آخر: "محبتك فى قلوب ناس كبيرة وبتزيد يوم عن يوم". وجاء في تعليق: "ابن راجل وطني محترم وفعلا سيذكر التاريخ ما لكم وما عليكم تحياتي لشخصك الكريم المحترم الخلوق".
ونشر هذا المغرد مقطعا آخر لعلاء وشقيقه جمال وسط الناس في الشارع، مرفقا بعبارة "اللي يحبه ربه بيحبب فيه خلقه":
اللي يحبه ربه بيحبب فيه خلقه
حبايبنا الغاليين المخلصين البرنس علاء مبارك والسيد جمال مبارك أبناء الأب الروحي لكل المصريين رئيسي مبارك الله يسكنه عليين
وربنا يبارك في سيدة مصر الأولى ماما سوزان مبارك و يرزقها بالصحه والعافيه و ربنا يحبب فيكم الناس كمان وكمان يا آل مبارك pic.twitter.com/I517fujifX
وكتب علاء في تعليق على منشوره الأخير الخاص بزيارة المطعم: "أن يُحبك الله هذا أعظم الحُب، الحمد لله".
في المقابل، اعتبر آخر أن زيارة علاء للمطعم هي "بداية الحملة الانتخابية لعائلة مبارك". وكتب: "علاء مبارك هيرشح نفسه للرئاسة، وعايز (يريد) يحسسنا أنه نصير الغلابة".
علاء مبارك مفتقرش ولا هيفتقر علاء مبارك هيرشح نفسه للرياسه وعايز يحسسنا انه نصير الغلابه ????
— ????️????️ (@a7awy77) August 13, 2023وتعجب آخر من "خروج ثورة ضد نظام مبارك، ثم يتم تأييد من خرجت الثورة ضدهم" وكتب: "شعب ينسى ثورة وصفها المحللين عالميا أنها أكبر ثورة حدثت في العصر الحديث، فهذه حالة تدعو إلى التأمل والفحص والدرس".
واتخذ شخص آخر موقفا محايدا وكتب: "اللي يحب علاء أو جمال ولا مبارك هو حر. اللي يحب السيسي هو حر. اللي شايف (يرى) أن الإخوان كان مشروع دولة ديموقراطية هو حر. أهم حاجه نحترم توجهات بعض".
وكان علاء مبارك قد تساءل في منشور على "أكس" مؤخرا عن هوية الرئيس القادم لمصر في حوار مع رجل الأعمال المصري البريطاني، أشرف السعد، الذي كان قد توقع من قبل أن يتدخل الجيش لمنع شقيقه، جمال، من الوصول للسلطة، في خضم الحديث عن خليفة حسني مبارك قبل أحداث يناير 2011.
"من رئيس مصر القادم؟".. علاء مبارك يسأل وأشرف السعد يجيب أعاد حوار بين علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، ورجل الأعمال المصري البريطاني، أشرف السعد، على تويتر الحديث عن ملف انتخابات الرئاسة والحكم في مصروفي مايو من العام الماضي، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتكهنات عقب ظهور جمال مبارك في فيديو مسجل تحدث خلاله عن رفع العقوبات الأوروبية على أسرته، مما أثار التساؤلات عن مغزى الخطاب، وتوقيته، وإمكانية عودة الأسرة للسياسة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: علاء مبارک فی تعلیق
إقرأ أيضاً:
«الدياسبورا» في مطعم يمني
يدهشني أن تبدأ قصة هذا المقال من مطعم يمني متواضع يقع في قلب سوق الخوير. أعرف أن الكتابة لا تختار أماكنها ولا تحدد مواعيدها بوعي كامل ومسبق من كاتبها، لكنني لم أتخيل طيلة فترة ترددي على هذا المكان الهامشي أن يتحول إلى مدخل للكتابة عن صورة من صور الشتات العربي في مدينة كمسقط! وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لدهشتي من مفاجآت الكتابة، الكتابة التي تحدث قبل أن تبدأ، فتدَّخر المشاهدات والتأملات اليومية في الذاكرة قبل أن تحين اللغة فتحول المألوف والعادي إلى حدثٍ ومادةٍ لحبر الكلام.
فما قصة هذا المطعم اليمني؟ وكيف تحوَّل حيزه الصغير مع الوقت إلى مرآتي الواقعية والمباشرة التي أتأمل فيها صورة موجزة لمعنى الكلمة اليونانية القديمة «دياسبورا» أي الشتات؟ لست متأكدا في الواقع إن كانت قصتي هذه قصة بالمعنى الحقيقي. وربما كان من الأصحِ القولُ بأنه ليس في الأمر قصة من الأساس. كل ما في الأمر أنني أذهب بين صبح آخر لأتناول فطوري البسيط مع الشاي في مطعم يمني، فأرى مصريين وسوريين وسودانيين ولبنانيين وتونسيين، وربما آخرين، معظمهم إن لم يكن كلهم ممن يعملون في المطاعم ومحلات الحلاقة أو في مهن بسيطة مشابهة. تتسلل المأساوية للمشهد حين تدرك بأن كل هؤلاء لم يتركوا أهاليهم ولم يغادروا أوطانهم في ظروف طبيعية. كلهم جاؤوا إلى هنا هربا من ويلات الحروب أو من تردي الأوضاع الاقتصادية في أحسن الأحوال. من بينهم يمكنني رؤية بعض سائقي سيارات الأجرة العمانيين في المطعم وهم ينتظرون صباحهم مع أشقائهم العرب. هكذا يتحول هذا المطعم الصغير إلى منفى مصغَّر تتقاطع فيه أكثر من ست لهجات وهويات عربية. إذن فالقصة التي أزعمها لا تحدث إلا في عقلي، فأنا لا أكتب قصة بل مشهدا يتكرر أمامي في كل مرةٍ آتي إلى هنا. مع علمي بأن هذا المشهد بحرفيته تلك لا جديد فيه، مألوف بلا غرابة في كل مكان تقريبا. الفرق الوحيد في هذا المشهد أنني قررت كتابته بعد أن تأملته في سري لأكثر من عام.
إنه مطعم الزُّهاد كما أحب أن أسميه، أو مطعم «الطبقة الكادحة» بلغة الماركسيين. اكتشفتُ هذا المطعم حين استقر بي المُقام في شارع قريب وبدأت بسبر المكان وتفاصيله مشيا كعادتي. من بين مطاعم مسقط التي من نفس المستوى ميّزتُ هذا المطعم بطعم خبز الطاوة اليمني وبشاي الحليب الممزوج بالبهارات، وفيه عرفتُ لأول مرة مذاق الشكشوكة المعدة بالطريقة العدنية.
يعمل في هذا المطعم شباب يمنيون. يبدأ يومهم بعد صلاة الفجر مباشرة، ثم يستمرون بالتناوب حتى قرابة الثالثة صباحا من اليوم التالي. جاء هؤلاء الفتية من بلاد جريحة ينعق فيها غُراب الخراب والجوع ويتفشى فيها الموت بجميع أصنافه. جاؤوا إلى مسقط باحثين عن لقمة عيش بريئة وسليمة من الذل، ليسدوا بها الحاجة ويحفظوا الكرامة. ومن مراقبتي لنشاط المطعم أستطيع أن أرى كيف يبلون حسنا من هذه الناحية، من الناحية التجارية أعني، فالإقبال عليهم كبير قياسا على حجم المطعم.
رغم كوني زبونا دائما لديهم، ورغم الألفة البسيطة التي تخلقها الحوارات الجانبية بين الغرباء، لم أجرؤ في يوم من الأيام على سؤال الفتية اليمنيين عن حكاية كل واحد منهم. لكن فكرة صناعة فلِم تسجيلي عن حياة الوافدين العرب في مسقط لم تتوقف عن التشكل في ذهني. تمنيتُ لو أن مخرجا أو صحفيا يحمل الكاميرا ليسجل تفاصيل حياة هؤلاء الناس الذي يعيشون بيننا ويتكلمون معنا نفس اللغة لكن أغشية ما تحول بيننا وبينهم فلا نعرف عن حياتهم معنا إلا دورهم الوظيفي في المطعم أو في السوق. أتمنى لو أستطيع أن أعرف أكثر عن خلفياتهم، عن مستوى تعليمهم، وكيف تفاعلت مآسيهم الشخصية الصغرى مع المأساة الكبرى لبلادهم، وكيف قادتهم الخطى إلى افتتاح هذا المطعم والعمل فيه. غير أن هذه الأسئلة تجرُّ حديثا طويلا ذا شجون لن يتفرَّغ له اليمني المنهمك بالطبخ وتقديم الطعام على مدار الساعة. قلتُ سأترك لمخيلتي أن تكمل فراغ حكاياتهم الناقصة كما يفعل الروائيون. يكفيني أن أقرأ الشقاء والأرق في عيونهم. شقاء ممزوج بـ«خضرة القات» التي عبَّر عنها البردُّوني في قصيدته «غريبان وكانا هما البلد»:
عرفته يمينا في تلفُّته
خوفٌ، وعيناه تاريخٌ من الرمدِ
من خضرةِ القات في عينيه أسئلةٌ
صفر تبوح كعود نصف متّقدِ
لا أحد في هذا المطعم يعرف متى ستنتهي ليلة الكابوس العربي الطويلة، وعلى أي حال سيستقر المشهد في هذه البلدان المعذبة بالحروب والاستبداد والإفقار. لا أحد يتحدث عن الوحدة العربية في هذا المطعم. لا توحدهم هنا إلا حروف هذه اللغة التي تفرَّقت بينهم لهجاتٍ عدة. مع ذلك، يمكن لهؤلاء العرب المنفيين أن يتقاسموا الضحك على نكتة تقال بالعامية المصرية، أو أن يطربوا لأغنية فيروز حين يرن بها هاتف أحدهم. فضلا عن اللغة، تجمعهم هنا مصيبة الوطن وغربة «المنفى العربي الشقيق». مثلا، يمكن للسوري أن يحكي لليمني القادم من عدن أو صنعاء قصة خروجه من قريته في ريف دمشق أو حلب، ليجد الغريبان حينها لحظة التقاطع بين قصتيهما على طريقة تستعيد بيت امرئ القيس:
«وكل غريبٍ للغريبِ نسيبُ».