عاجل - السنوار وحماس.. تحضيرات الهجوم الأكبر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
على مدى أكثر من عامين، اجتمع يحيى السنوار مع أبرز قادة حماس، حيث شكلوا خيوطًا متشابكة لتخطيط هجوم يُعتبر الأكثر تدميرًا وتأثيرًا على إسرائيل، في سياق تاريخ الجماعة المسلحة الذي يمتد لأربعة عقود، وكشفت الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" عن وثائق تشير إلى أن محاضر اجتماعات حماس السرية، التي استولى عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، توفر سجلًا مفصلًا للتخطيط للهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر.
وتتضمن الوثائق، التي استعرضت من قبل الصحيفة، محاضر لعشرة اجتماعات سرية بين القادة السياسيين والعسكريين في حماس، تم تنظيمها خلال الفترة التي سبقت الهجوم، وكان من المقرر في البداية تنفيذ "المشروع الكبير" في خريف عام 2022، لكن تم تأجيله في محاولة لإقناع إيران وحزب الله بالمشاركة.
ملامح الخداع والتضليلكما أوضحت الوثائق، كانت هناك جهود حثيثة من حماس لخداع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بشأن نواياها، بينما أسست الجماعة لهجوم 7 أكتوبر، الذي كان يأمل السنوار أن يتسبب في "انهيار" إسرائيل.
وبرزت تحديات تتعلق بموقف إيران وحزب الله، حيث كان هدف حماس هو إقناع الحلفاء بالتدخل في المعركة أو الالتزام بمعركة أوسع إذا شنت حماس غارة مفاجئة.
تعزيز العلاقات مع الحلفاءفي يوليو 2023، قام أحد مسؤولي حماس الرفيعي المستوى بزيارة لبنان للقاء قائد إيراني بارز، حيث تم طلب المساعدة لضرب المواقع الحساسة في بداية الهجوم، وعلى الرغم من أن القائد الإيراني أعرب عن دعم إيران وحزب الله، إلا أنه طلب المزيد من الوقت للتحضير، وهو ما يعكس الطبيعة المعقدة للعلاقات بين حماس وحلفائها.
تطورات مستمرة وصراعات داخليةوعلى الرغم من الثقة العامة التي عبرت عنها حماس بشأن دعم حلفائها، إلا أن القيادة خلصت إلى ضرورة المضي قدمًا في الهجوم دون مشاركتهم الكاملة، وذلك لتجنب إمكانية تأهب إسرائيل بنظام دفاع جوي متقدم، ومن بين الاعتبارات الرئيسية التي أثرت على قرار الهجوم، كانت رغبة حماس في إحباط جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية والمقدسات الإسلامية.
لحظة تاريخية تلوح في الأفقكما تقدم الوثائق لمحة عن واحدة من أكثر اللحظات المحورية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، حيث يظهر أن الهجوم كان نتيجة لخطط استراتيجية استمرت لسنوات، متأثرة بتطورات سياسية في إسرائيل بعد عودة نتنياهو إلى السلطة في أواخر عام 2022.
ولا تزال تفاصيل الدعم الإيراني وحزب الله تتسم بالغموض، حيث أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن طهران لم تلعب دورًا في الهجوم، مما يثير التساؤلات حول مدى التنسيق الحقيقي بين حماس وحلفائها.
اكتشاف الوثائق وأثرها على الاستخبارات الإسرائيليةكما تم اكتشاف محاضر الاجتماعات على جهاز كمبيوتر أثناء تفتيش جنود الاحتلال لمركز قيادة تحت الأرض لحماس في خان يونس، وقد أثارت هذه الوثائق قلقًا في صفوف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي تساءلت عن أسباب فشلها في التعرف على خطط حماس قبل الهجوم، ولقد عكست الوثائق فشلًا في فهم استراتيجية حماس، رغم أنه تم الاعتراض على بعض الخطط العسكرية.
خطة تتجاوز حدود الصراعومنذ يناير 2022، أكد القادة في حماس على أهمية تجنب المواجهات الصغيرة، بينما أظهرت الوثائق كيف أنهم أعدوا للهجوم الكبير، وأشار بعض القادة، إلى أن الخطة تضمنت استهداف 46 موقعًا عسكريًا في الحدود، بجانب أهداف أخرى، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التخطيط والتنسيق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السنوار حماس المشروع الكبير ايران حزب الله هجوم السابع من أكتوبر خطة حماس زعزعة إسرائيل نتنياهو تطبيع العلاقات دعم إيراني الوثائق المسربة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاستخبارات الإسرائيلية وحزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقر باستهداف سيارات إسعاف في غزة وحماس تندد بـجريمة حرب
أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بإطلاق النار على سيارات إسعاف في قطاع غزة بعد أن اعتبرها "مشبوهة"، في حين نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ"جريمة حرب" أودت بحياة عدد من أفراد الدفاع المدني.
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن، أمس الجمعة، أن طواقمه تعرضت لاستهداف إسرائيلي خلال عملها في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قبل 6 أيام، حيث تمت محاصرتهم وانقطع الاتصال بهم، وأن مصير 9 من طواقم الإسعاف ما زال مجهولا.
ودعت حماس، أمس الجمعة، إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق الفوري في الهجوم الإسرائيلي على طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني، ومحاسبة "مجرمي الحرب الصهاينة الفاشيين".
وقالت في بيان إن "ما تم الكشف عنه بعد أيام من فقدان الاتصال بطواقم الدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي دخلت حي تل السلطان ومنطقة البركسات في رفح خلال هجوم جيش الاحتلال الإرهابي، والعثور على جثامين عدد من أفرادها الخمسة عشر مدفونة في الرمال بجانب سياراتها المدمّرة يشكل جريمة بشعة".
وأضافت أن "استهداف الجيش الإسرائيلي طواقم الدفاع المدني يشكل كذلك انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، واستهتارا بكل المعاهدات والمواثيق الإنسانية، وبالقيم والأسس التي تقوم عليها المنظومة الدولية".
إعلانوأردفت الحركة أن "استهداف طواقم الدفاع المدني والإسعاف ومنع عمليات الإنقاذ في جريمة مستمرة على مدى أشهر الإبادة في قطاع غزة، يؤكد أنه لا حدود لوحشية آلة الإرهاب الصهيونية".
وأشارت إلى أن "الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشكّل تواطؤا مرفوضا، ويضع العالم أمام مسؤولية تاريخية لوقف هذه الإبادة الوحشية والانتهاكات غير المسبوقة".
وطالبت الحركة الأمم المتحدة ومؤسساتها، والمنظمات الإنسانية الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك العاجل لتشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة المروعة، والدخول إلى رفح للكشف عن مصير الآلاف من المواطنين المدنيين الذين انقطعت سبل التواصل معهم.
ومساء الخميس، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني تمكنه من دخول تل السلطان، بتنسيق ومرافقة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وانتشال جثمان مسعف يتبع للدفاع المدني، كان ضمن 9 آخرين انقطع الاتصال بهم الأحد.
وأمس الجمعة قال الهلال الأحمر إن مصير 9 من عناصر فريقه ما زال مجهولا عقب حصارهم واستهدافهم من جيش الاحتلال برفح.
وأضاف أن طواقمه عادت، الجمعة، مرة أخرى بتنسيق ومرافقة من قِبل مكتب "أوتشا"، إلى منطقة تل السلطان، لمعرفة مصير المسعفين التسعة المفقودين، لكن الفريق لم يتمكن من الدخول للمنطقة لاستكمال البحث، حيث أنذرهم الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من المكان.
وقال الدفاع المدني، الجمعة، إنه عثر على جثة قائد الفريق والسيارات "وقد زالت معالمها بعد أن أصبحت عبارة عن كومة من الحديد".
الجيش الإسرائيلي يقرمن جهته، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على سيارات الإسعاف في قطاع غزة باعتبارها "مشبوهة"، وقال في بيان أرسل إلى وكالة الصحافة الفرنسية، إنه "بعد دقائق قليلة" من قيام الجنود "بالقضاء على عدد من إرهابيي حماس" من خلال فتح النار على مركباتهم، "تحركت مركبات أخرى بشكل مثير للريبة نحو الجنود".
إعلانوأضاف أن "الجنود ردوا بإطلاق النار على المركبات المشبوهة، ما أدى إلى مقتل عدد من إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي"، من دون أن يذكر أي إطلاق نار من هذه المركبات على الجنود.
وتابع الجيش أن "التحقيق الأولي أثبت أن بعض المركبات المشبوهة (…) كانت سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء"، مستنكرا "الاستخدام المتكرر (…) من قبل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة (…) لسيارات الإسعاف لأغراض إرهابية"، على حد زعمه.
أما منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر فقال، في بيان أمس الجمعة، إنه منذ 18 آذار/مارس "تعرضت سيارات إسعاف لإطلاق النار" و"قُتل عمال إنقاذ" في قطاع غزة.
وأضاف فليتشر "إذا كانت المبادئ الأساسية للقانون الدولي لا تزال ذات قيمة، فيتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك لضمان احترامها".
وكان الجيش الإسرائيلي بدأ الأحد عملية عسكرية جوية وبرية على حي تل السلطان، فقتل وأصاب مدنيين وحاصر آلافا منهم، فضلا عن محاصرة طواقم إسعاف ودفاع مدني بشكل متعمد.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل 896 فلسطينيا وأصابت 1984 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة بالقطاع صباح الجمعة.
في حين خلفت حرب الإبادة على القطاع المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.