يمانيون|

كشفت وثيقةٌ صادرةٌ عَمَّا تُسمَّى “هيئة المساحة الجيولوجية” فرع حضرموت، عن تورُّطِ الاحتلال الإماراتي في نهب وتهريبِ كميات كبيرة من الذهب والمعادن الثقيلة النادرة عبر المحافظة الواقعة تحت سيطرة تحالف الاحتلال والعدوان، بعد استباحته وعلى مدى 10 سنوات لكل الثروات النفطية والغازية وتصديرها للخارج والاستيلاء على إيراداتها، وُصُـولاً إلى نهب كُـلّ ما هو نادرٌ في جزيرة سقطرى من أشجار ونباتات وطيور وحيوانات وأعشاب بحرية، ناهيك عن سرقة الآثار والمخطوطات التاريخية النادرة التي تمتد عمرُها لآلاف السنين، وعرضها في متحف اللوفر بأبو ظبي بعد نسبها لدويلة الإمارات التي لا يتعدى عمرُها الـ40 عاماً.

وأفَادت الوثيقة التي تناقلها العديدُ من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي السبت، والمؤرخة بتاريخ 2 أُكتوبر 2024، بأن الاحتلال الإماراتي -بالتعاون مع مرتزِقته وأدواته- تمكّنوا من تهريب كميات كبيرة من الرمال السوداء على متن سفينة اسمها “مرسى فيكتوري” عبر ميناء المكلا التي تسيطر عليه قوات الاحتلال الإماراتي؛ تمهيدًا لتصديرها إلى الصين لصالح شركة يملكها نافذون من الباطن تُدعى “الحصان الأسود للتعدين والاستيراد والتصدير”.

وأظهرت الوثائق الصادرة عن هيئة الجيولوجيا والمعادن في حضرموت، مطلع أُكتوبر الجاري، طلب الهيئة من مؤسّسة موانئ البحر العربي، السماح بخروج 250 طنًّا من الرمال السوداء بموجب مذكرة من شركة “الحصان الأسود” عطفًا على توجيهات وزير النفط في حكومة المرتزِقة، سعيد الشماسي، ومنتحل صفة محافظ حضرموت المرتزِق، مبخوت بن ماضي؛ لبيعها في الخارج دون تحديد مصير قيمتها.

وأوضح الناشطون، أن الرمال السوداء تتركز في المناطق الشرقية والغربية من سواحل محافظة حضرموت المحتلّة، وتحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة ذات الأهميّة الاقتصادية، مثل “الإلمينيت، الزركون، الماجنتيت، الروتيل الجارنت، والمونازيت” كما يحتوي على مواد مشعة تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية حول العالم، كصناعة الطائرات والسفن والدهانات والمواد المقاومة للحرارة، مشيرين إلى أن الرمال السوداء تمثل ثروةً تدر مليارات الدولارات وتصدّرها العديد من الدول في العالم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الرمال السوداء

إقرأ أيضاً:

شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة

القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.

سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.

فحماوي: لمسنا نياتٍ مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين (الجزيرة) شروط صادمة

منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.

"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".

يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".

إعلان

"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".

وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".

وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".

جبارين: حق العودة ليس مناسبة بل حياة كاملة نعيشها يوميا (الجزيرة) ذاكرة لا تموت

قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".

وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.

ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"

إعلان

"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.

حضور الأطفال كان بارزا في مسيرة العودة التقليدية التي تنظم سنويا عشية ذكرى النكبة (الجزيرة)

 

ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".

ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".

لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.

ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".

ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".

مقالات مشابهة

  • فضيحة تسريبات وخسائر اليمن تُطيح بمستشار الأمن القومي الأمريكي ونائبه
  • فضيحة جديدة.. البنتاجون يقصف اليمن باحداثيات على منصة X (فيديو)
  • فضيحة مدوية: تقارير تكشف كذب نتنياهو بشأن حرائق القدس!
  • عاجل. إعلام أمريكي: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه إثر فضيحة تسريب خطة ضرب اليمن على منصة سيغنال
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • أمن المكلا يلقي القبض على المعتدي على بائع الآيسكريم ويواصل ملاحقة بقية المتورطين
  • قضية عقد الألماس والحقيبة الثمينة .. النيابة تداهم منزل رئيس كوريا الجنوبية السابق
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
  • ظاهرة الارتزاق ودهاليز العمالة .. قراءة لحالة المرتزِقة في اليمن
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة