سواليف:
2024-11-14@03:31:28 GMT

عام …!

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

#عام

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

أعوام مضت عايشنا فيها المعاناة مع جائحة #الكورونا، أدخلتنا أشهراً طويلة إلى بيوتنا وقيدت حركتنا ومنعت الكثيرين منا حتى من حضور عزاء أقرب الناس لهم، أعوام فقدنا فيها من الأحبة الكثير وجعلت أحدنا يتوق للحظة تعود فيها حياته إلى سابق عهدها، حتى أن البعض كان يتساءل هل فعلاً ستعود حياتنا كما كانت أم أنها لن تعود أبداً، وليجعل الله بعدها الفرج والعودة إلى الحياة الطبيعية بفضله وكرمه، مع عدم إنكار أن تلك الأعوام بكل ما حملت من تفاصيل تركت بعض الآثار سلبية كانت أو إيجابية لازمت حياتنا حتى اليوم، فترى البعض أصبحوا يخافون من التقارب مع غيرهم وينفرون منه إلى يومنا هذا، كما أصبحنا نسمع باستمرار عن الاجتماعات أو العمل عن بعد الأمر والذي لم يكن معروفاً في بلادنا إلا فيما ندر قبل الجائحة.

اليوم #عام مضى من أعمارنا عايشنا فيه العدوان على #غزة بكل تفاصيله ومازلنا نعايشه حتى يومنا هذا، ننام ونصحو فيه على حرب الانتقام من شعب غزة الأبي والعمل على إبادته والقضاء على وجوده في بث مباشر على الشاشات، عام تلفت فيه أعصابنا حتى أن بعضنا أصبح يغفو وهو يقرأ الأخبار في هاتفه ويفتح عينيه عليها في بحث مستمر عن فرج قريب لأهل غزة الذين لم يترك الاحتلال المجرم نوعاً من أنواع الموت والعذاب إلا وأذاقهم إياه خلال هذا العام، ومعهم مدن الضفة الغربية العنيدة وأخيراً في لبنان الصمود في عمل ممنهج لكسر إرادة كل من يقف وجه ممارسات هذا الاحتلال أو يتجرأ على قول لا لها.

مقالات ذات صلة  لستُ أدري!! 2024/10/10

ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا العام ترك أثراً عميقاً في نفوس الكثير منا، بل وحتى في تصرفاتهم وممارساتهم اليومية، فأصبحت ترى البعض حتى من صغار السن في عصبية مستمرة غير معهودة وهو الهادئ الذي نادراً ما كنت تراه يغضب، والبعض الآخر يدخل في نوبة بكاء لا إرادية فجأة حزناً وألماً على حال إخواننا الذين وصلوا إليه، والحديث هنا عن المتابعين لأخبار المعاناة فأي حديث يمكن أن يصف حال من يعيشون هذه المعاناة منذ عام كل يوم وساعة ودقيقة في عام تلون بكل ألوان العذاب في حياتهم، عام كانوا ومازالوا يفقدون فيه كل يوم وربما خلال اليوم ذاته خلاصة أحبابهم ورفقاء دروبهم، ومع ذلك تخجل من نفسك عندما تراهم وبرغم كل ذلك صامدون راسخون كصمود الجبال التي لا تهتز، كتب الله لهم الفرج القريب العاجل وعوض صبرهم وثباتهم أجمل العوض في الدنيا والآخرة.

وهنا ونحن نرى هذا الثبات يمثل أمام أعيننا قدوتنا وحبيبنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما عاناه في بدايات دعوته، عندما أنزل الله عليه الوحي وأرسله برسالة الإسلام الحق إلى العالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فكان أول من كذبه ووقف في وجه رسالته أهله وبني جلدته من قوم قريش، فيسخر الله للنبي صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب لينصره ويقف إلى جواره ويمنع الأذى عنه بكل ما لديه من قوة ومنعه وهو صاحب الكلمة المسموعة في قومه، إضافة إلى أن الله عزوجل يسر لنبي الله صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة بنت خويلد التي ناصرته ودعمته وساندته في سنوات دعوته الأولى فكانت أول من آمن به ووقف إلى جانب دعوته دون أن يساورها الشك لحظة واحدة في صدقه وأمانته، ليضرب قومه الحصار المطبق عليه هو ومن آمن معه في شعب عمه أبي طالب في العام السابع للبعثة لإجباره على العودة عن دعوته مستمرين في حصارهم ثلاثة أعوام منعوا فيها التجارة والطعام والشراب عن المسلمين الذين وصل بهم الحال إلى أكل ورق الشجر من شدة الضيق والكرب، ومرت الأيام ويفرج الله هم المسلمين بفك الحصار إلا أن عم الرسول أبو طالب يتوفى بعدها بفترة قصيرة ثم تتوفى زوجة رسول الله عليه الصلاة والسلام السيدة خديجة بعده بأيام قليلة، ولتحاصر الأحزان والشدائد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جانب في ذلك العام بعد حصار استمر لسنوات عانى فيه أشد المعاناة مع أصحابه ثم فقدانه لأكبر الداعمين والمساندين لدعوته ورفقاء دربه، إلا أنه وأصحابه ثبتوا على الحق ثبات الجبال الراسيات، واضعين قوله عزوجل في الآية 214 من سورة البقرة نصب أعينهم: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عام الكورونا عام غزة صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

جرد حساب … المباراة مازالت مستمرة

جرد حساب ... المباراة مازالت مستمرة ... الفريقان يلعبان الكرة علي أجساد الجمهور ... والجمهور رغم المعاناة مازال يتفرج على مأساة شارك فيها حملان في الحيشان والاتحاد المحلي والفيفا ولجنة الحكام المركزية وستات الشاي والصحفي الرياضي المغمور الذي أصبح وزير اعل

تقول قصيدة صممت للصغار في منهج الصف الأول بالمرحلة الأولية يوم كان التعليم وزيره من العلماء وكذلك طاقم الوزارة واهم شيئ أن الوزارة كانت خدمية يصرف عليها من خزينة الدولة وهذا المال الذي يتم تحصيله من دافع الضرائب يعود عليه تعليما وتنمية وثقافة وترفيه وعلاج دون أن يتكلف مليما زيادة علي هذه الخدمات التي ينعكس أثرها علي البلاد عافية وامنا وسلاما وعلاقات معافاة مع بقية الدول وتبادل في الاحترام ومنح دراسية وتجارة وصناعة وتصدير واستيراد ... نعم عندما كان الزمن صافياً رقراقا كانت الفصول الصغيرة تصدح ب : نحن إن اشرق صبح ... نترك النوم ونصحو
ثم ندعو ونصلي ... أن تقوي الله ربح .
ولاينسي الصغار تحية والديهم وتقبيل أياديهم لنيل البركة والفوز بالسعادة وراحة النفس .

اليوم يبدأ بالدعاء والصلاة للكبار والصغار مع التفاؤل والسعي في همة ونشاط لميادين العمل ولدور التعليم المشرعة علي مصاريعها مجانا مع توفير كل المعينات المدرسية والمعلم كان جندياً يخدم في الريف والحضر دون تضجر أو كلل والمدرسة هي محرابه وأهل القرية هم طلابه إضافة إلي طلابه في المدرسة يساعدهم في تعليم أمور دينهم ويحل لهم مشاكلهم بل يصير جزءا من نسيجهم الاجتماعي ويندمج معهم بالكامل ويوم يتم نقله إلي موقع آخر يبكي الرجال قبل النساء علي هذا الفراق المر ويتمنون له كل الخير ويمطرونه بالدعوات الصالحات ويرافقونه حتي محطة القطار أو موقف السيارات .
كان المعلم يعطي أكثر مما يأخذ وكل ربوع البلد دياره وكل الناس أهله فلم تكن هنالك مدارس خصوصية بعضها يتقاضي رسومه بالدولار والغالبية تغالي في أسعارها مثلما تفعل المتاجر الكبيرة وليت الأمر اقتصر علي المدارس الخاصة في التضييق علي عباد الله المساكين والتي جعلتهم أناس غير مرغوب فيهم ( يعاينوا فقط بعيونهم ) إلي الفصول المكيفة والميادين المسطحة الخضراء وكل البذخ بالداخل من كماليات ليس لها داع و ( كل شيئ بي تمنو ) وهكذا تكونت الطبقية البغيضة من داخل الصروح التعليمية التي كانت من المفترض أن تكون بمناي من هذه النواقص والعيوب التي فتت من عضد أمتنا وجعلتها هشة وكل فرد فيها ركبته ابالسة الأنانية فلم يعد ينظر إلي أخيه ولا يهمه أن جاع أو مرض أو حتي إذا هام علي وجهه في الشوارع يكلم نفسه بعد أن حاصرته الهموم واثقلته الديون وتخلت عنه الدولة والكل منشغل عنه لأن الحال تغير ومن ملك المليارات واسطول من السيارات والمصانع والمزارع ورخص الاستيراد والتصدير تجده بعيدا يسكن في مجمعات هو وعائلته عالية الأسوار بها بوابات إلكترونية ومراقبة ليل نهار ومثل الثكنة العسكرية ممنوع الاقتراب منها والتصوير ...
في الأسواق تمارس أسوأ أنواع الجشع وتتصاعد الاسعار وشمل التصاعد اسعار الدواء خاصةً المنقذ للحياة وتاجر الشنطة والباعة الجائلون وكبار التجار من جملة وقطاعي معظمهم يريد أن يربح الملايين علي مدار اليوم والليلة ومنهم من لا يدفع ماعليه من التزامات ضريبية فهو يعرف كيف يروغ كما يروغ الثعلب من حوائط المبكي المسماة دواوين الضرائب.
هل يعقل أن تتحول البلاد الي مجموعة من السماسرة لزوم تسهيل وتسليك الصعاب ويضطر صاحب المعاملة أن يدفع لهم من دم قلبه لأن كثير من المرافق أصبح فيها الشغل يتم علي هذه الشاكلة وحتي رخصة قيادة السيارات تات لمن يدفع وهي صاغرة دون أن يتدرب علي السواقة ودون امتحان وهكذا ينزل للشارع صبية متهورون اتتهم الرخصة وهم يغطون في نوم عميق والنتيجة حوادث وكوارث وأرواح تزهق وممتلكات تدمر والحكاية خربانة ( من كبارها ) !!..
طيب بعد دا كلو وماخفي أعظم مازال اهلنا الطيبون يسألون أنفسهم بعد أن خربت ( مالطة وسوبا وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والعراق ) لماذا قامت هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية ولماذا قامت بكل هذه الشراسة وكل يوم يمر عليها يخيل إلينا أنها ( يادوب بدأت ) وما معروف تنتهي متين مع أن بعض الخبراء في الفنون القتالية قالوا منذ اليوم الأول للشرارة ( كلها أسبوع أو أسبوعين ونخلص علي المليشيا ) !!..
وسألوا قوقل هل الكلام دا يمكن أن يتحقق والحرب عمرها مابين اسبوع الي اسبوعين ؟!
بكي قوقل ثم ضحك وقال : ( لست ادري فأنا مازرت يوما اندونيسيا ولا شاهدت جومو فأنا مجرد شاهد ما شفش حاجة ) !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • المالكي: الانتخابات المبكرة قرار صوت عليه البرلمان
  • ما حكم البكاء على الميت والحزن عليه؟.. أمين الفتوى: يجوز بشرط
  • حكم البكاء على الميت والحزن عليه؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
  • المال الحرام وحرمة التعدي عليه .. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • مركز مكافحة الأمراض يحصي عدد الأطفال الذين تلقوا تطعيماتهم
  • آخرهم ماركو روبيو للخارجية..أبرز الشخصيات الذين اختارهم ترامب لشغل مناصب رئيسية
  • الملك عبد الله الثاني: علينا أن نكثف جهودنا لكسر الحصار الإسرائيلي على أهلنا في غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية ووقف التصعيد على الضفة الغربية ودعم سيادة لبنان وأمنه ووقف الحرب عليه
  • لأول مرة… نتنياهو يعترف بمسؤولية إسرائيل عن تفجيرات «البيجر» في لبنان
  • جرد حساب … المباراة مازالت مستمرة
  • الملك تشارلز وكيت يحضران مراسم يوم الذكرى لتكريم الجنود الذين قضوا في الحروب