سواليف:
2025-02-01@06:59:04 GMT

عام …!

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

#عام

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

أعوام مضت عايشنا فيها المعاناة مع جائحة #الكورونا، أدخلتنا أشهراً طويلة إلى بيوتنا وقيدت حركتنا ومنعت الكثيرين منا حتى من حضور عزاء أقرب الناس لهم، أعوام فقدنا فيها من الأحبة الكثير وجعلت أحدنا يتوق للحظة تعود فيها حياته إلى سابق عهدها، حتى أن البعض كان يتساءل هل فعلاً ستعود حياتنا كما كانت أم أنها لن تعود أبداً، وليجعل الله بعدها الفرج والعودة إلى الحياة الطبيعية بفضله وكرمه، مع عدم إنكار أن تلك الأعوام بكل ما حملت من تفاصيل تركت بعض الآثار سلبية كانت أو إيجابية لازمت حياتنا حتى اليوم، فترى البعض أصبحوا يخافون من التقارب مع غيرهم وينفرون منه إلى يومنا هذا، كما أصبحنا نسمع باستمرار عن الاجتماعات أو العمل عن بعد الأمر والذي لم يكن معروفاً في بلادنا إلا فيما ندر قبل الجائحة.

اليوم #عام مضى من أعمارنا عايشنا فيه العدوان على #غزة بكل تفاصيله ومازلنا نعايشه حتى يومنا هذا، ننام ونصحو فيه على حرب الانتقام من شعب غزة الأبي والعمل على إبادته والقضاء على وجوده في بث مباشر على الشاشات، عام تلفت فيه أعصابنا حتى أن بعضنا أصبح يغفو وهو يقرأ الأخبار في هاتفه ويفتح عينيه عليها في بحث مستمر عن فرج قريب لأهل غزة الذين لم يترك الاحتلال المجرم نوعاً من أنواع الموت والعذاب إلا وأذاقهم إياه خلال هذا العام، ومعهم مدن الضفة الغربية العنيدة وأخيراً في لبنان الصمود في عمل ممنهج لكسر إرادة كل من يقف وجه ممارسات هذا الاحتلال أو يتجرأ على قول لا لها.

مقالات ذات صلة  لستُ أدري!! 2024/10/10

ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا العام ترك أثراً عميقاً في نفوس الكثير منا، بل وحتى في تصرفاتهم وممارساتهم اليومية، فأصبحت ترى البعض حتى من صغار السن في عصبية مستمرة غير معهودة وهو الهادئ الذي نادراً ما كنت تراه يغضب، والبعض الآخر يدخل في نوبة بكاء لا إرادية فجأة حزناً وألماً على حال إخواننا الذين وصلوا إليه، والحديث هنا عن المتابعين لأخبار المعاناة فأي حديث يمكن أن يصف حال من يعيشون هذه المعاناة منذ عام كل يوم وساعة ودقيقة في عام تلون بكل ألوان العذاب في حياتهم، عام كانوا ومازالوا يفقدون فيه كل يوم وربما خلال اليوم ذاته خلاصة أحبابهم ورفقاء دروبهم، ومع ذلك تخجل من نفسك عندما تراهم وبرغم كل ذلك صامدون راسخون كصمود الجبال التي لا تهتز، كتب الله لهم الفرج القريب العاجل وعوض صبرهم وثباتهم أجمل العوض في الدنيا والآخرة.

وهنا ونحن نرى هذا الثبات يمثل أمام أعيننا قدوتنا وحبيبنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما عاناه في بدايات دعوته، عندما أنزل الله عليه الوحي وأرسله برسالة الإسلام الحق إلى العالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فكان أول من كذبه ووقف في وجه رسالته أهله وبني جلدته من قوم قريش، فيسخر الله للنبي صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب لينصره ويقف إلى جواره ويمنع الأذى عنه بكل ما لديه من قوة ومنعه وهو صاحب الكلمة المسموعة في قومه، إضافة إلى أن الله عزوجل يسر لنبي الله صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة بنت خويلد التي ناصرته ودعمته وساندته في سنوات دعوته الأولى فكانت أول من آمن به ووقف إلى جانب دعوته دون أن يساورها الشك لحظة واحدة في صدقه وأمانته، ليضرب قومه الحصار المطبق عليه هو ومن آمن معه في شعب عمه أبي طالب في العام السابع للبعثة لإجباره على العودة عن دعوته مستمرين في حصارهم ثلاثة أعوام منعوا فيها التجارة والطعام والشراب عن المسلمين الذين وصل بهم الحال إلى أكل ورق الشجر من شدة الضيق والكرب، ومرت الأيام ويفرج الله هم المسلمين بفك الحصار إلا أن عم الرسول أبو طالب يتوفى بعدها بفترة قصيرة ثم تتوفى زوجة رسول الله عليه الصلاة والسلام السيدة خديجة بعده بأيام قليلة، ولتحاصر الأحزان والشدائد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جانب في ذلك العام بعد حصار استمر لسنوات عانى فيه أشد المعاناة مع أصحابه ثم فقدانه لأكبر الداعمين والمساندين لدعوته ورفقاء دربه، إلا أنه وأصحابه ثبتوا على الحق ثبات الجبال الراسيات، واضعين قوله عزوجل في الآية 214 من سورة البقرة نصب أعينهم: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عام الكورونا عام غزة صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

المجاعة تنهش السودان… «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»

في خلال شهرين، دفنت منى إبراهيم اثنين من أولادها قضيا جوعاً في مخيّم للاجئين في السودان الذي تنهشه حرب أهلية منذ نحو سنتين بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وشهدت هذه الأمّ البالغة 40 عاماً، التي لا حول لها، كيف انطفأت ابنتها رانيا في ربيعها العاشر قبل أن يموت منتصر في شهره الثامن في مخيّم زمزم، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وهي باتت تخشى على حياة ابنتها رشيدة (4 سنوات) التي تعاني من فقر حادّ في الدمّ بلا أيّ رعاية طبّية.

وتتحسّر في تسجيل مصوّر أرسلته عبر «واتسابـ» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أمام مأوى بلا سقف قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها «قوّات الدعم السريع» منذ مايو (أيار): «أنا خائفة جداً أن تضيع منّي. نحن متروكون».

وتؤكّد: «ليس هناك طعام ولا دواء ولا أي شيء».

وتروي منى كيف فقدت اثنين من أولادها وهي عاجزة عن مساعدتهما: «ما كان لي سوى أن أضمّهما وهما يحتضران».

وكانت رانيا أوّل من لقي حتفه في المستشفى الوحيد في الفاشر الذي ما زال قيد الخدمة لكنّه يعاني نقصاً شديداً في الطواقم والمعدّات الطبية، في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ثلاثة أيّام من إدخالها بسبب إسهال حادّ. وبعد بضعة أسابيع، لحقها منتصر بعدما انتفخ جسده الصغير بسبب سوء تغذية حادّ.

«هذا كلّ ما لدينا»
أُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الشاسع الذي أنشئ سنة 2004، ويضمّ ما بين 500 ألف ومليون شخص، بالاستناد إلى نظام تصنيف مدعوم من منظمات الأمم المتحدة. وانتشرت في مخيّمين آخرين، وفي بعض أنحاء جبال النوبة في جنوب البلد.

وأنكرت الحكومة الموالية للجيش حدوث مجاعة في البلد، في حين يعاني ملايين الأشخاص نقصاً في التغذية.

في «سلام 56»، إحدى الوحدات الـ48 المكتظّة باللاجئين التي تشكّل مخيّم زمزم، تهزّ أمّهات أطفالهن الذين يعجزون عن المشي من شدّة الإنهاك. وتتشارك عائلات بقايا طبق فول لا طعم له.

وتقرّ راوية علي (35 عاماً)، وهي أمّ لخمسة أطفال: «هذا كلّ ما لدينا». وإلى جانبها دلو فيه ماء عكر من خزّان لمياه الأمطار على بعد ثلاثة كيلومترات، «تشرب منه الحيوانات ونحن أيضاً».

وتعيش في «سلام 56» أكثر من 700 أسرة نزحت من جرّاء الحرب الطاحنة التي تدور منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوّات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».

ويقول المنسّق المشرف على الوحدة آدم محمود عبد الله، إنه لم يتلقّ سوى أربع شحنات من المساعدات الغذائية منذ اندلاع الحرب، تعود آخرها إلى سبتمبر (أيلول) مع نحو عشرة أطنان من الدقيق، و«مذاك، لم يصلنا شيء».

ويعكس البؤس الذي حلّ بزمزم ضراوة هذه الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وهجّرت أكثر من 12 مليون شخص وتسبّبت بـ«أكبر أزمة إنسانية تسجّل على الإطلاق»، بحسب «لجنة الإغاثة الدولية» (آي آر سي).

«قرارات تدمي القلوب»
وعلى مسافة نحو 700 كيلومتر من جنوب شرقي مخيّم زمزم، ليس الوضع أفضل حالاً.

وأمام أحد آخر المطابخ الجماعية قيد العمل في مدينة ديلينغ في جنوب كردفان، تمتدّ طوابير الانتظار إلى ما لا نهاية له، بحسب ما تخبر نازك كابالو التي تدير مجموعة للدفاع عن حقوق النساء.

وفي الصور التي تشاركتها مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، نساء ورجال وأطفال هزلى منتفخو البطون، عظامهم ناتئة، يصعب عليهم الوقوف من شدّة الإنهاك.

وبعد أيام من دون أي لقمة تسدّ الرمق، «ينهار البعض منهم... في حين يتقيّأ البعض الآخر عندما يحصل على بعض الطعام»، بحسب كابالو.

وفي كردفان الجنوب التي كانت فيما مضى منطقة زراعية غنيّة، يقتات بعض المزارعين بذوراً كان يفترض بهم زرعها، أو يغلون أوراق نبات.

وتؤكّد كابالو: «بتنا نلحظ الجوع في مناطق لم تشهد سابقاً مجاعة».

وقد حلّ الجوع بهذا البلد الزاخر بالموارد الطبيعية، حتّى على بعد مئات الكيلومترات من المناطق التي ضربتها المجاعة.

وفي القضارف، على بعد 400 كيلومتر من جنوب شرقي الخرطوم، حيث يعيش أكثر من مليون نازح، تصل عائلات فارة من المعارك الضارية يائسة ومتضوّرة.

وتخبر ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنها رأت «أطفالاً شديدي الضعف، تسيل أنوفهم، ويعانون التهاباً في ملتحمة العين. ويتّخذ الأهل قرارات تدمي القلوب ليحدّدوا أيّاً من أطفالهم تحتّم عليه الموت».

تداعيات طويلة الأمد
في جنوب العاصمة الخرطوم، أخبر عمّال في برنامج الأغذية العالمي أنهم رأوا أشخاصاً «هم جلد على عظم»، يقتاتون عدساً وحبوباً مغلية، بحسب ما نقلت ليني كينزلي، المسؤولة عن التواصل في البرنامج، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتؤكد المنظمات المعنية بالمساعدات الإنسانية أن الحرب تجعل عملها شبه مستحيل.

وتكشف لوبول: «لا يمكننا بكلّ بساطة أن نحمّل الإعاشات في شاحنة وننقلها إلى المناطق المتأثّرة بالمجاعة. فحواجز العبور وقرارات الرفض وعمليات النهب من جماعات مسلّحة تحرم من هذه المساعدات مَنْ هم في أشدّ الحاجة إليها».

ومن دون تحرّك سريع، قد تعيث المجاعة خراباً في البلد، بحسب منظمات غير حكومية.

وتحذّر لوبول من أن «أشخاصاً يموتون راهناً لكنّ التداعيات الطويلة المدى ستلاحق السودان على مدى أجيال».

ومع حلول الليل في مخيّم زمزم، تتمدّد ابنة منى إبراهيم على الفراش بلا طاقة ومقطوعة النفس. وتقول والدتها: «لا أعلم إلى أي حد يمكننا أن نصبر».

الخرطوم: «الشرق الأوسط»  

مقالات مشابهة

  • رهف القحطاني: رفضت أترك أبي يموت من الوحدة… فيديو
  • تخفيض نسبة العمال الذين يحق لهم الدعوة إلى الإضراب من 35 في المائة إلى 25 في المائة
  • نيالا… مرضى الكُلى غسيل تحت القصف
  • الشيخ كمال الخطيب … لا لن يستمر التيه فبالإسلام قد وضح المسار
  • الدعم السريع … شبح الحكومة من أجل الشرعية
  • القبيلة اليمنية … استهدافها في الماضي ودورها في الحاضر والمستقبل
  • المندسون… والحرب الفاضحة
  • فيديو ـ ما يريده الله لكم يا عرب ويا مسلمين…
  • المجاعة تنهش السودان… «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته