12 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. شهداءُ وجرحى وتدميرٌ للمنازل والطرقات في غارات للعدوان على صعدة وحجّـة
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
يمانيون|
في مثل هذا اليوم الثاني عشر من أُكتوبر، خلال الأعوام 2015م، و2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازلَ وممتلكاتِ المدنيين بمحافظتَي صعدة وحجّـة. أسفرت تلك الغاراتُ الوحشية عن استشهاد عدد من المواطنين، وإصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال، كما تسبّبت في حالة نزوح وتشرد للمواطنين من المناطق المستهدَفة.
12 أُكتوبر 2015.. شهيدةٌ وجريحتان في غارات على منازل المواطنين بصعدة:
وفي مثل هذا اليوم 12 أُكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل المواطنين الأبرياء في منطقة ذي قرهد بمديرية ساقين بمحافظة صعدة، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن شهيدة وجريحتين، وموجة من الحزن والقهر، والنزوح، ومضاعفة المعاناة، لتضاف هذه الجريمة إلى سجل جرائم العدوان المتواصلة منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن.
وشهدت قرية ذي قرهد مشهدًا مأساويًّا لا يُنسى؛ ففي خضم الدمار والخراب، كان هناك طفل صغير يتمسك بجسد أمه الشهيدة، وعيناه تدمعان حزنًا وألمًا، صرخاته الممزوجة بالبكاء قطّعت قلوب الحاضرين، وكشفت عن وحشية العدوان وعنفوان الأطفال الأبرياء.
كما أسفرت هذه الجريمة النكراءُ عن نزوح أعداد كبيرة من المدنيين الذين هربوا من منازلهم المهدّدة بالدمار على رؤوسهم؛ بحثًا عن الأمان، ليعيشوا بعد ذلك حياة في ظروف إنسانية صعبة، في ظل المعاناة كنقص المياه والغذاء والمأوى، والعيش في خوف دائم من استمرار الغارات والعدوان على مناطقهم.
مشاهد الدمار والخراب والدماء المسفوكة، ودموع الأهالي، ورعب المنقذين من معاودة الغارات، وفزع النائمين، ودخول الناجين في صدمة نفسية عميقة، وهم يشاهدون منازلهم تدمّـرها الغارات أمام أعينهم، وعجزهم عن فعل أي شيء للذود عنها، وحمايتها، ومشاهد رجفة الأطفال حين يفارقون أُمهاتِهم وأقاربَهم، جزء من هذه المأساة بحق الشعب اليمني.
يقول أحد الأهالي: “منازلنا اليوم مدمّـرة وباتت المنطقة من اليوم الأول أرضًا محروقة؛ فالطيران يحلِّقُ ليلًا ونهارًا، وفي كُـلّ ساعة، والضربة جاءت الصباح والنساء والأطفال نائمون في البيوت، وهذه جريمة نكراء، بقيادة العجوز الخرف سلمان، وهذا منزل عبدالله النجم، وبَقيت عجوزٌ مسنة تحت الأنقاض عمرها أكثر من 80 سنة، أين سيذهب المجرمون من عذاب الله وبأس المجاهدين؟!”.
بدوره يقول حسين النجم من أسرة المنزل المدمّـر: “هذا العدوان الجبان يستغل تواجد النساء والأطفال، ويتعمد قتلهم، واستشهدت امرأة وجُرحت اثنتان، ونفقت عدد من الأغنام والأبقار، ولكن هذا العمل الإجرامي يكشف زيف العدوان، ومزاعمه السخيفة؛ فهل المنازل قاعدة جوية، أَو عسكرية ليستهدفها، فالحرب بين الرجال، لماذا العدوّ الأحمق يستهدفُ المستضعفين، هل بقي ضمير حي في هذا العالم؟”.
12 أُكتوبر 2016.. عدد من الجرحى في استهداف غارات العدوان لسيارات المواطنين بصعدة:
وفي مثل هذا اليوم 12 أُكتوبر من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارات المواطنين على الطريق العام بمنطقة مران في مديرية حيدان، بعدد من الغارات الوحشية.
أسفرت الغارات عن عدد من الجرحى، وحالة من الرعب في نفوس أهالي المسافرين والمارَّة بالطريق وعابري السبيل.
قبل الغارات، كان الطريق العام في منطقة مَرَّان يشهد حركة نشطة، حَيثُ كانت السيارات تسير ذهابًا وإيابًا، تحمل معها أرزاق الناس وآمالهم، ولكن بعد الغارات، تحول هذا الطريق إلى مسلخٍ بشري، حَيثُ تناثرت الدماء على الأسفلت، وتحوّلت السيارات إلى حطام.
في خضم الغارات وتصاعد النيران والدخان وسماع الانفجارات، كانت أصوات الجرحى تتصاعد، تطلب النجدة.. كانت وجوههم شاحبة، وأجسادهم ترتعش من الألم، كانت صرخاتهم تقطّع القلوب، وتكشف عن وحشية العدوان، وكانت الدماء على ملابسهم وأجسادهم وفوق التراب وعلى السيارات، وفوق المسعفين، في مشهد دموي يعكس وحشية العدو وتعمده سفكَ الدم اليمني واستهدافَ المدنيين، والأعيان المدنية.
أثار هذا العدوان الوحشي موجة من الرعب بين سكان المناطق المجاورة، والمارَّة على الطريق ذاته؛ خوفًا على حياتهم، ليعيش الأهالي بعدها حالة من القلق المُستمرّ، وبات التحَرّك نوعًا من المجازفة بالحياة، والتقدم نحو الموت السريع.
يقول أحد الأهالي: “يا عالم هذه سيارات مواطنين يمنيين، عليها أطفال، كانت ذاهبة لشراء مواد غذائية، وبعضها عائدة من المزارع، استهدفتها الغارات التي لا تستثني شيئاً يتحَرّك فوق الأرض بمحافظة صعدة، كُـلّ ما يتخيله عقل الإنسان، ويشاهده هدفٌ لغارات العدوان، لكن دماء المسافرين على الطرقات وقطع السبيل لن تمر وسيتحَرّك كُـلّ الأحرار في شعبنا اليمني للرد المناسب على العدوان ومرتزِقته في ميادين الشرف والبطولة، والجهاد المقدس”.
تلك الغارات البشعة لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فخلال 9 أعوام والعدوان يستهدف المدنيين الأبرياء في اليمن، ويدمّـر منازلهم وممتلكاتهم وبنيتهم التحتية، ويعد استهداف المدنيين في مناطقهم الآمنة جريمة حرب مكتملة الأركان، كما هو استهدافُ الممتلكات وتدمير البنية التحتية انتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي الإنساني، وكل ما يحدث في اليمن جريمة ضد الإنسانية، ولا بد من محاسبة مرتكبيها، ويجب على المجتمع الدولي التحَرّك الفوري لوقف العدوان ورفع الحصار.
12 أُكتوبر 2015.. شهيد وجريح بغارات العدوان على منطقة الزيح بحجّـة:
وفي اليوم ذاته 12 أُكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منطقة الزيح بمديرية المحابشة بمحافظة حجّـة، بعدد من الغارات، وأسفرت عن استشهاد مواطن وجرح آخر، وأضرار واسعة في ممتلكات المواطنين، وحالة من الرعب والخوف، وموجة من النزوح والتشرد، ومضاعفة المعاناة، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية، وانعدام الخدمات.
في ذلك اليوم المشؤوم، تحولت منطقة الزّيح الهادئة إلى ساحة مهتزة بجريمة وحشية، دوت أصوات انفجارات الغارات في أرجائها، وارتفعت أعمدة الدخان الأسود، مخلفة وراءها دمارًا هائلًا وخسائر في الأرواح.
شهيد بريء، وجريح آخر ما كانوا يفكّرون أنهم أهدافٌ مهمة على قائمة العدوان، فيما بقيةُ الأهالي مرعوبون ويبحثون مجبرين عن بدائلَ آمنة وشَدِّ الرحال والنزوح نحو المجهول.
لم تقتصر جرائم العدوان على استهداف الأرواح، بل امتدت لتشمل الممتلكات، حَيثُ دمّـرت الغارات منازل المواطنين وحقولهم؛ مما زاد من معاناتهم وتسبب في أزمة إنسانية حادة، وزيادة عدد النازحين، في الجبال والكهوف وبين المزارع، وحاجتهم للمساعدات العاجلة.
يقول أحد الأهالي من فوق الدمار: “هذه أحجار المنزل، والأثاث، لم يبقَ شيء في المكان، الجريمة متعمدة لإهلاك الحرث والنسل، وها هي مضخة بالجوار استهدفتها غارات العدوان، لتحرم الأهالي من شربة ماء نقية، وتضاعف معاناتهم، ومن لم يستشهد بالغارات يقتلونه بالعطش، ويحرمون مزارعه وأبقاره، فالغارات شملت المنازل والطاحون الذي فيه قمح أكل مواطنين”.
بدوره يقول مواطن آخر: “صاحب الطاحون الذي استشهد كان باقي معه المنزل فيه بنت، واستهدفته الغارات لم يبقوا له شيئاً، لاحقوا كُـلّ ممتلكاته، بنته اليوم بلا مأوى”.
ويعبّر المواطنون عن غضبهم وسخطهم إثرَ كُـلّ جريمة من جرائم العدوان، وبعد كُـلّ غارة تستهدف منازلهم وممتلكاتهم وأهلهم وجيرانهم، بإعلان النفير العام ورفد الجبهات بقوافل المال والرجال، والإعداد للخروج والجهاد في سبيل الله، رغم كُـلّ التحديات.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: غارات العدوان أ کتوبر عدد من
إقرأ أيضاً:
شركات التكنولوجيا والحرب.. مايكروسوفت وجه آخر للعدوان الإسرائيلي
الثورة /
في تطور يسلط الضوء على علاقة شركات التكنولوجيا الكبرى بالنزاعات المسلحة، كشفت وثائق مسربة عن تعزيز شركة «مايكروسوفت» تعاونها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة في أكتوبر 2023م، الوثائق، التي نشرتها صحيفة ذا غارديان بالتعاون مع مجلة 972+ الإسرائيلية وموقع لوكال كول الإخباري العبري، تكشف تفاصيل غير مسبوقة حول دور تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي طورتها «مايكروسوفت» في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.
شراكة تقنية تعزز العدوان
بحسب الوثائق، شهدت المرحلة الأشد عنفًا من الحرب ارتفاعًا كبيرًا في اعتماد جيش الاحتلال على منصة الحوسبة السحابية «أزور» Azure التابعة لـ”مايكروسوفت”، وهذه التقنيات مكّنت وحدات الاستخبارات والقوات البرية والبحرية والجوية من تخزين وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، ما ساهم في دعم العمليات القتالية والاستخباراتية بشكل مباشر.
ومن بين الوحدات التي استفادت من هذه التقنيات ما يأتي:
– الوحدة 8200: ذراع التجسس النخبوي للجيش الإسرائيلي.
– الوحدة 81: مسؤولة عن تطوير تقنيات التجسس المتقدمة.
– وحدة أوفيك: مكلفة بإدارة قواعد بيانات “بنوك الأهداف”.
دعم فني مكثف وخدمات حساسة
كشفت الوثائق أن “مايكروسوفت” زودت جيش الاحتلال بـ19 ألف ساعة من خدمات الدعم الفني، تشمل الاستشارات الهندسية وتطوير الأنظمة، في صفقات بلغت قيمتها نحو 10 ملايين دولار بين أكتوبر 2023م ويونيو 2024م. كما قدم موظفو الشركة المشورة والدعم المباشر من داخل القواعد العسكرية الإسرائيلية.
“أزور” والذكاء الاصطناعي في خدمة العدوان
لم يقتصر دور “مايكروسوفت” على توفير خدمات الحوسبة السحابية، بل شمل أيضًا تمكين الجيش الإسرائيلي من استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جي بي تي-4”، بالشراكة مع شركة “أوبن إيه آي”، وتشير الوثائق إلى ارتفاع استهلاك الجيش لهذه التقنيات بنسبة كبيرة خلال العدوان، حيث استخدمت للتعرف على الأنماط وتحليل البيانات الحساسة، إضافة إلى دعم الأنظمة “المفصولة عن الهواء” التي تعمل بشكل مستقل عن الشبكات العامة، ما يعزز من سريتها وفعاليتها.
مايكروسوفت ليست وحدها
إلى جانب “مايكروسوفت”، استفاد جيش الاحتلال من خدمات شركات أخرى مثل “أمازون” و”غوغل”، التي زودت الجيش بحلول حوسبة سحابية متقدمة، كما أظهرت الوثائق أن تقنيات “أوبن إيه آي” شكلت ربع إجمالي استهلاك الجيش من أدوات التعلم الآلي التي وفرتها “مايكروسوفت”.
انتقادات وتداعيات
رفضت “مايكروسوفت” التعليق على هذه الاتهامات، في حين أشارت منظمات حقوقية إلى أن التعاون مع جيش الاحتلال في ظل عمليات عسكرية تنتهك حقوق الإنسان قد يثير تساؤلات أخلاقية خطيرة.
وفي المقابل، دافعت شخصيات إسرائيلية عن هذا التعاون، معتبرة أن الحوسبة السحابية توفر “فعالية تشغيلية كبيرة” لدعم العمليات العسكرية.
التساؤل الأخلاقي حول التكنولوجيا والحرب
يثير هذا التحقيق تساؤلات حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات المسلحة، خاصة عندما تصبح تقنياتها أداة لتعزيز العدوان والانتهاكات، هل تتحمل هذه الشركات مسؤولية أخلاقية تجاه كيفية استخدام منتجاتها؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي وضع ضوابط تمنع تسخير التكنولوجيا الحديثة في الحروب؟
تظل الإجابات معقدة، لكن المؤكد أن تعاون “مايكروسوفت” وشركات أخرى مع جيش الاحتلال خلال عدوانه على غزة يمثل مثالًا صارخًا على العلاقة المتشابكة بين التكنولوجيا والصراعات المسلحة.