الهاكر الجزائري المبتسم.. قصة حمزة بن دلاج مع عالم الأمن السيبراني
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد قضاء سنوات خلف القضبان في الولايات المتحدة، عاد الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج إلى دائرة الاهتمام مجددًا، بن دلاج، الذي كان مدرجًا في قائمة أخطر 10 مخترقين في العالم، عُرف بابتسامته الغامضة التي لم تفارقه حتى لحظة اعتقاله، واليوم ومع عودته إلى وطنه الجزائر، يعود ليشغل فضول الملايين الذين يتساءلون عن رحلته المثيرة التي جمعت بين عبقرية القرصنة والتسبب في خسائر ضخمة للمؤسسات الأمريكية، فكيف كانت مسيرة "الهاكر المبتسم" من قمّة النجاح في عالم القرصنة إلى زنزانة السجن؟
من هو حمزة بن دلاج؟حمزة بن دلاج، البالغ من العمر 36 عامًا، وُضع على قائمة الإنتربول لأخطر 10 هاكرز عالميًا، ولد عام 1988 في مدينة تيزي وزو الجزائرية، وتخرج في جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا عام 2008 بشهادة مهندس في الإعلام الآلي، وبفضل مهارته الفائقة في البرمجيات والقرصنة تمكن من اختراق أنظمة كمبيوتر متعددة حول العالم، وأصبح يُعرف بـ"الهاكر المبتسم" نظرًا لابتسامته الشهيرة لحظة القبض عليه، وفقًا لوكالة "أوراس" الجزائرية.
ففي عام 2011، وُجهت لبن دلاج تهم عديدة، أبرزها تطوير برنامج "سباي آي" (SpyEye)، الذي يسمح باختراق أجهزة الكمبيوتر والحصول على معلومات حساسة مثل الهويات، كلمات السر، وأرقام البطاقات المصرفية، وبين عامي 2009 و2011، ساعد هذا البرنامج في سرقة معلومات مالية وشخصية سرية، مما أدى إلى بيعها وتوزيعها في عمليات قرصنة واسعة.
في عام 2013، ألقت الشرطة التايلاندية القبض على حمزة بن دلاج، المعروف أيضًا بلقب "Bx1"، ليتم ترحيله لاحقًا إلى الولايات المتحدة، وخلال التحقيقات، اعترف بن دلاج باختراق أنظمة بنوك أمريكية، مشيرًا إلى أنه في عملية واحدة فقط تمكن من سرقة ما بين 10 إلى 20 مليون دولار، ووفقًا للتحقيقات التايلاندية، كما انتحل بن دلاج صفة طالب بريطاني ليتمكن من السفر حول العالم، كما تمكن من اقتحام أكثر من 217 مؤسسة مالية على مستوى العالم، مما ألحق بها خسائر مالية فادحة.
في بيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية في أبريل 2016، أكد أن حمزة بن دلاج أقرّ بتهمه أمام مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، وهو ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن 15 عامًا، البرنامج الذي طوره بن دلاج تسبب في اختراق أكثر من 50 مليون جهاز كمبيوتر حول العالم بين عامي 2010 و2012، وكانت خسائر الأفراد والمؤسسات الأمريكية كبيرة، حيث قُدرت الأموال التي دخلت حساباته بما يعادل 3.4 مليار دولار.
ويظل حمزة بن دلاج شخصية محورية في عالم الجريمة الإلكترونية، إذ كانت قدراته التكنولوجية سببًا في خسائر ضخمة، وفي الوقت ذاته، أثار إعجاب واهتمام الكثيرين ممن رأوا فيه مثالاً على التفوق في استخدام التكنولوجيا بطريقة غير تقليدية، و يُنظر إليه في وسائل الإعلام العالمية كأحد أخطر المجرمين السيبرانيين، رآه البعض في الجزائر بطلاً رقمياً قاوم الهيمنة الغربية على الاقتصاد الرقمي.
في بداية العشرينيات من عمره، أصبح بن دلاج أحد أكثر الهاكرز المطلوبين في العالم، حيث استطاع اختراق أكثر من 200 بنك وشركة مالية حول العالم، وقدر المحققون الأمريكيون أن الأنشطة التي قام بها تسببت في سرقة ما يقارب 4 مليارات دولار، وبحسب التقارير، استخدم هذه الأموال في دعم منظمات إنسانية في فلسطين وأفريقيا، وهو ما جعل البعض يلقبونه بـ"الهاكر ذو القلب الطيب".
كما اشتهر حمزة بن دلاج باستخدامه لفيروس "SpyEye"، وهو برنامج ضار يُستخدم لسرقة البيانات المالية والحسابات المصرفية عبر الإنترنت، وانتشر الفيروس على نطاق واسع بين عامي 2010 و2012، وأدى إلى خسائر كبيرة للبنوك والأفراد، كما عمل بن دلاج بالتعاون مع هاكرز آخرين لتطوير الفيروس وتوزيعه على نطاق عالمي، مما جعله هدفاً رئيسياً لوكالات إنفاذ القانون حول العالم.
الاعتقال والمحاكمة
في يناير 2013، تم القبض على حمزة بن دلاج في مطار بانكوك الدولي في تايلاند، خلال رحلة عودته إلى الجزائر، وبعد تسليمه للولايات المتحدة، واجه محاكمة على خلفية اتهامه بالضلوع في سلسلة من الجرائم السيبرانية، وفي عام 2016، حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا من قبل القضاء الأمريكي.
ومما زاد من شهرته العالمية أثناء محاكمته، هو انتشار صور له وهو يبتسم بثقة أمام الكاميرات، مما أثار موجة من التعاطف والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى فيه البعض رمزًا لمقاومة الاستبداد المالي العالمي، بينما اعتبره آخرون مجرمًا يجب معاقبته على أفعاله.
أثارت قصة حمزة بن دلاج نقاشات حادة حول دوافعه الحقيقية، ففي حين ينظر إليه الكثيرون على أنه قرصان إلكتروني استغل مهاراته لسرقة المال، يعتقد البعض الآخر أنه استخدم هذه القدرات لدعم القضايا الإنسانية، مستغلًا الأنظمة المالية العالمية لصالح الشعوب المظلومة.
ورغم قضائه عقوبة السجن، لا يزال بن دلاج يُعتبر شخصية مثيرة للاهتمام في عالم الجرائم الإلكترونية، فقصته تلقي الضوء على المخاطر التي تواجه المؤسسات المالية في العصر الرقمي، وكيف أن فردًا واحدًا بإمكانه أن يشكل تهديدًا هائلًا للنظام المالي العالمي، فبين الجدل حول كونه "مجرمًا" أو "بطلًا"، يظل اسمه محفورًا في ذاكرة عالم القرصنة الإلكترونية كواحد من أكثر القراصنة ذكاءً وتأثيرًا في العقدين الأخيرين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حمزة بن دلاج الأمن السيبرانى الهاكر البرمجيات القرصنة عقوبة السجن عمليات قرصنة وزارة العدل تكنولوجيا حول العالم
إقرأ أيضاً:
الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
ثمة «ثورة» تجتاح العالم الآن بعد نشر أبحاث تقول بأن الأمراض التي ضربت البشرية خلال سبعة عقود كانت نتاج كذبة كبيرة سوّقت لها شركات الغذاء الكبرى والتي اعتمدت على الانتاج الصناعي ومنها «الزيوت المهدرجة والسكر الصناعي» واعتمدت على أبحاث طبية مزيفة للتخويف من الأغذية الطبيعية، والترويج لأخرى صناعية، والهدف اقتصادي؟
الأطباء الذين بدأوا يرفعون الصوت عالياً أن الدهون الطبيعية خطر على الحياة وأنها سبب رئيس للكوليسترول، كذبة كبيرة، فالدهون أساس طبيعي للبقاء في الحياة، وأن ما يمنعونك عنه يتوازع في كل جسمك بما فيه المخ، وأن ما قيل عن خطر الدهون المشبّعة كانت نتاج نقل عن بحث لبرفيسور أمريكي كتبه في نهاية الخمسينيات، حيث عملت الشركات الغذائية الكبرى على سدّ الحاجات البشرية من الغذاء بعد أنّ حصل نقص كبير في الثروة الحيوانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا تمّ تلفيق هذه الكذبة الكبيرة، وقد مُنع الصوت الآخر، بل وصل الأمر كما يقول الأطباء المخدوعون: إنهم كانوا يدرسون ذلك كحقيقة علمية، بل إنّهم لا يتوارون عن تحذير مرضاهم من الدهون الطبيعية، في حين أنّ الأمراض التي ضربت البشرية خلال العقود السابقة كانت نتيجة الزيوت المهدرجة، والسكر الصناعي، والوجبات السريعة..
والحل الطبيعي بإيقاف تلك الأطعمة الصناعية، ومنتجات تلك الشركات، والعودة للغذاء الطبيعي، وتناول الدهون الطبيعية بكل أنواعها والإقلال من الخبز والنشويات، ويضيف المختصون : أنّ جسد الإنسان مصمم لعلاج أي خلل يصيبه ذاتيًا، ولكنّ جشع الإنسان في البحث عن الأرباح الهائلة دفع البشرية إلى حافة الهاوية، فكانت متلازمة المال «الغذاء والدواء» والاحتكار لهما، وهكذا مضى العالم إلى أن القوى العظمى من تحوز على احتكار وتجارة ثلاثة أمور وجعل بقية العالم مستهلكاً أو نصف مستهلك أو سوقاً رخيصة للإنتاج، وهي الدواء والغذاء والسلاح، فضلاً عن مصادر الطاقة، ولعل ذلك بات ممثلاً بالشركات عابرة القومية بديلاً عن السيطرة المباشرة من الدول العظمى!
ثمة تخويف للعالم من الكوليسترول، وما يسببه من جلطات وسكر، تخويف ساهم الإعلام فيه، حيث استخدم الإعلام « السلاح الخفي للشركات العملاقة» لتكريس الكذبة بوصفها حقيقة، وهناك من استخدم الإعلام للترويج للزيوت المهدرجة والمشروبات الغازية، على أنّها فتح للبشرية، دون أن يعلم خطورتها، فقد ارتبط بقاء الإعلام بالدعاية للشركات الكبرى حتى يستطيع القائمون عليه تمويله، وبدل أن يقوم الإعلام بكشف تلك الكذبة باتت الشركات الكبرى تفرض عقوبات على كل من لا يغني على هواها بأن تحرم تلك الوسيلة وغيرها من مدخول الإعلان الهائل فيؤدي ذلك لإفلاسها وإغلاقها!
قبل سنوات، وفي مؤتمر عالمي للقلب في الإحساء في المملكة العربية السعودية، قال البرفيسور بول روش إن الكوليسترول أكبر خدعة في القرن العشرين، أو كما يقول د. خالد عبد الله النمر في مقال له بجريدة الرياض في 31 ديسمبر 2014 :
(في مؤتمر عالمي للقلب بالأحساء بالسعودية نظمه مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأمراض القلب فجّر الدكتور الأمريكي بول روش رئيس المعهد الأمريكي لأبحاث التوتر العصبي بواشنطن مفاجأة حيث أعلن أن الكولسترول أكبر خدعة في القرن الماضي والحقيقة: أن الطعام الدسم بشحوم الأغنام وتناول دهون الأبقار (سمن البقر) هو الذي يقوم بإخراج السموم من الجسم وإعطاء الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذية الكبد والأمعاء وكافة الأجهزة بالجسم والدفع بالطاقة لأعلى مستوياتها وهو بريء من كولسترول الدم أو الإصابة بالنوبات القلبية والمتهم الحقيقي هو الزيوت المهدرجة دوار الشمس والذرة وغيرهم والسمن الصناعي من: المارجرين وغيره)
فهل نحن أمام خديعة كبرى قتلت ومازالت ملايين البشر؟ ولصالح من؟ وهل كانت قيادة الإنسان الغربي للبشرية قيادة صالحة وإنسانية أم إن ما قاله العلامة الهندي أبو الحسن الندوي قبل خمسة وسبعين عاماً مازال القاعدة وليس الاستثناء. يقول الندوي: «إنّ الغرب جحد جميع نواحي الحياة البشرية غير الناحية الاقتصادية، ولم يعر غيرها شيئاً من العناية، وجعل كل شيء يحارب من أجله اقتصادياً!» وقد شهد شاهد من أهله إذا يذكر إدوارد بيرنيس أخطر المتلاعبين بالعقل البشري في عام 1928 في كتابه الشهير «بروبوغندا» ما يؤكد ما ذهب إليه الندوي. وكان بيرنيس المستشار الإعلامي للعديد من الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين، وهو من أحد أقرباء عالم النفس الشهير سيغموند فرويد. ويتباهى بيرنيس في مقدمة كتابه الشهير ويعترف فيه بأن الحكومات الخفية تتحكم بكل تصرفات البشر بطريقة ذكية للغاية دون أن يدري أحد أنه مجرد رقم في قطيع كبير من الناس يفعلون كل ما تريده منهم الحكومة الخفية بكامل إرادتهم. ويذكر بيرنيس كيف نجح مثلاً في دفع الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين إلى تناول لحم الخنزير قبل حوالي قرن من الزمان. وهنا يقول إن تجارة الخنازير في أمريكا كانت ضعيفة جداً، وكان مربو الخنازير يشكون من قلة بيع اللحوم، فعرض عليهم بيرنيس خطة جهنمية لترويج لحوم الخنازير. ويذكر الكاتب أنه اتصل بمئات الأطباء والباحثين وأقنعهم بأن يكتبوا بحوثاً تثبت أن الفطور التقليدي للأمريكيين وهو الحبوب والحليب ليس صحياً ولا مغذياً، وبالتالي لا بد من استبداله بفطور جديد يقوم على تناول لحوم الخنزير بأشكالها كافة. وفعلاً نشر بيرنيس كل البحوث التي طلبها من الأطباء والباحثين في معظم الصحف الأمريكية في ذلك الوقت، وبعد فترة بدأ الناس يتهافتون على شراء لحم الخنزير ليصبح فيما بعد المادة الرئيسية في فطور الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين بشكل عام. وقد ازدهرت تجارة الخنازير فيما بعد في الغرب لتصبح في المقدمة بعد أن اكتسحت لحوم الخنازير المحلات التجارية وموائد الغربيين.
هل كانت نصيحة بيرنيس للأمريكيين بتناول لحم الخنزير من أجل تحسين صحة البشر فعلاً أم من أجل تسمين جيوب التجار والمزارعين وقتها؟ وإذا كان الغرب الرأسمالي يتلاعب بعقول وصحة الغربيين أنفسهم، فما بالك ببقية البشرية؟