تنظم كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بجامعة الأزهر، مؤتمرها العلمي الدولي الخامس يوم الثلاثاء الموافق 15 أكتوبر 2024، تحت عنوان" التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي" برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، والدكتور رمضان عبدالله الصاوي ،نائب رئيس الجامعة للوجه البحري والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة الدراسات العليا والبحوث.

وقال الدكتور أحمد لطفي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، إن المؤتمر الدولي الخامس للكلية، يأتي في ظل تحديات جمة تواجه العالم بأسره، بدءًا من التغيرات المناخية المتسارعة، مرورًا بالتدهور البيئي واستنزاف الموارد الطبيعية، وصولًا إلى ضرورة تحقيق التنمية المستدامة التي تضمن للأجيال القادمة حياةً كريمة، وتنفيذًا  لأهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م.

أوضح عميد الكلية، أن مفهوم التنمية المستدامة قد تطور في العقود الأخيرة ليشمل أبعادًا عدة، منها الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، وأنَّ هذا المفهوم ليس فقط دعوةً للحفاظ على الموارد الطبيعية، ولكنه يتطلب سياسات شاملة توازن بين الحاجات الاقتصادية والتنمية من جهة، وحماية البيئة وضمان الاستدامة من جهة أخرى، ومن هنا جاء مفهوم الاقتصاد الأخضر كاستجابة لتلك التحديات، فهو اقتصاد يهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

كما أكد عميد الكلية أنه بالعودة إلى الفقه الإسلامي، نجد أنَّ المبادئ المتعلقة بحماية البيئة واستدامة الموارد حاضرة بقوة؛ فالإسلام - دين الرحمة والعدالة - يدعو إلى التعامل بحكمة مع الموارد التي أنعم الله بها على الإنسان. لقد حث القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على التوازن بين استغلال الموارد والحفاظ عليها. نجد ذلك في قوله تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" (الأعراف: 31)، حيث يأمرنا الله بعدم الإسراف، وهو مبدأ يظهر جوهر التنمية المستدامة. كما أنَّ الشريعة الإسلامية تشدد على حفظ حق الأجيال القادمة في موارد الأرض، وتحث على تجنب أية ممارسات تؤدي إلى تدمير البيئة أو الإضرار بها.

أوضح أنه بتدقيق النظر في مقاصد الشريعة الإسلامية التي تسعى في الجملة إلى تحقيق مصلحة الإنسان ورفع كل ضرر عنه، فإننا نلاحظ أن هناك أطرًا عامة يمكن الاستناد إليها في تطوير رؤى جديدة تتوافق مع متطلبات العصر في مجال الاستدامة والتحول الأخضر؛ فحفظ النفس، والعقل، والمال، والنسل، والدين، كلها مقاصد أساسية، تُلقي بظلالها على أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، واستغلالها بطريقة تضمن استدامتها، ثم إن هذه المقاصد بلا شك عامل مؤثر في بناء وتطوير السلوك المستدام.

وأكد أن القانون الوضعي قد تطور خلال العقود الماضية ليتعامل مع التحديات البيئية بشكل أكثر فاعلية، وظهرت قوانين وتشريعات وطنية ودولية تهدف إلى تنظيم العلاقة بين الإنسان والبيئة والسعي نحو الاستدامة، وعلى سبيل المثال، نجد اتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ التي تسعى للحد من الانبعاثات الكربونية والتغيرات المناخية من خلال وضع أهداف ملزمة للدول لتحقيق توازن بيئي. 

وأضاف أن القانون الوضعي يوفر أدوات قانونية فعّالة لضمان الامتثال للمعايير البيئية والحفاظ على الموارد، ومع ذلك، يواجه تحديات كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًا وإرادة سياسية قوية.

وأوضح أنه من هنا يأتي دور التكامل بين الفقه الإسلامي والقانون الوضعي في بناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر. هذا التكامل يمكن أن يسهم في وضع سياسات متوازنة تأخذ في الاعتبار القيم الدينية والثوابت القانونية الحديثة. فالفقه الإسلامي يمكن أن يضيف بعدًا أخلاقيًا وروحيًا للتشريعات البيئية، في حين يوفر القانون الوضعي إطارًا تنفيذيًا ملزمًا يدعم تلك المبادئ.

كما بين أن هناك اهتمامًا وطنيًا ودوليًا بقضايا التنمية المستدامة والتحول الأخضر، وليس أدل على ذلك من وجود الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة التي تمثل توجهات الدولة المصرية نحو بناء التنمية وتحقيق الاستدامة. هذه الأجندة التي ينبثق منها عدد من الأهداف الاستراتيجية التي ترتكز عليها رؤية الدولة المصرية مصر 2030.

وأضاف أنه على الصعيد الدولي، نشاهد وجود عدد من البرامج الدولية المرتبطة بالتنمية المستدامة والتحول الأخضر، منها على سبيل المثال: تأسيس "مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة" لتتولى الإشراف على تنفيذ وتحقيق ما تم في العام 2015 من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتّحدة بالإجماع لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 بأهدافها الـ17 وغاياتها الـ169 ومؤشّراتها الـ231.

وشدد على أن المؤتمر يعد خطوةً على طريق تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف التخصصات والمجالات لبلورة رؤية شاملة حول كيفية تطبيق مبادئ التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر بما يتفق مع قيمنا الدينية وثوابتنا القانونية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر التنمية المستدامة الاقتصاد الاخضر الفقه الإسلامي التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

كلية الفنون التطبيقية تنظم مؤتمر النسيج مهنة الماضي وأمل المستقبل بين النظرية والتطبيق

نظم قسم الغزل والنسيج بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان مؤتمراً علمياً تحت عنوان "النسيج مهنة الماضي وأمل المستقبل بين النظرية والتطبيق"، بالتزامن مع معرض لأعمال طلاب البكالوريوس من مختلف الفرق الدراسية.
أقيمت الفعالية تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، وقد شهد المؤتمر حضور الدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور شريف حسن عميد كلية الفنون التطبيقية، بالإضافة إلى وكلاء الكلية، الدكتورة إيمان أبو طالب وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا، الدكتورة مروة خفاجي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة نهلة عبد المحسن وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب. وأشرف على تنظيم المؤتمر الدكتور طارق عبد الرحمن رئيس قسم الغزل والنسيج.
كما حظي المؤتمر بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة في المجال الأكاديمي، منهم الدكتورة أماني شاكر نائب رئيس جامعة كفر الشيخ لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة سلوى الغريب أمين المجلس الأعلى للجامعات الأسبق، إلى جانب عمداء كليات الفنون التطبيقية بالجامعات المختلفة ورؤساء الأقسام المعنية.
وأكد الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان على أهمية صناعة النسيج كرافد أساسي للاقتصاد المصري وتراث حضاري عريق، مشيراً إلى أن "الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بربط المخرجات التعليمية باحتياجات سوق العمل، وتعزيز روح الابتكار والإبداع لدى الطلاب في هذا المجال الحيوي.
من جانبه، أشار الدكتور شريف حسن عبد السلام عميد كلية الفنون التطبيقية إلى أن "المؤتمر يمثل فرصة مثالية للتواصل بين الأكاديميين والصناعيين لتبادل الخبرات والتجارب، واستشراف آفاق جديدة لتطوير صناعة النسيج في مصر، التي تشهد تحولات كبيرة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة."
وهدف المؤتمر إلى مناقشة أحدث التطورات في صناعة النسيج، واستعراض تاريخها العريق، مع التركيز على استشراف مستقبلها في ظل التحديات الراهنة والتطورات التكنولوجية المتسارعة. وتضمنت محاور المؤتمر الرئيسية: تاريخ صناعة النسيج ودورها في تشكيل الحضارات، والتقنيات الحديثة في صناعة النسيج، وفرص الابتكار وريادة الأعمال في مجال النسيج والتصميمات الحديثة، بالإضافة إلى سبل تحقيق التكامل بين الصناعة والجانب الأكاديمي لتعزيز جودة الإنتاج وتطوير المهارات.
وتميز المؤتمر بعرض إبداعات طلاب قسم الغزل والنسيج من مختلف الفرق الدراسية، مما أتاح للحضور الاطلاع على مستوى الإبداع والابتكار الذي وصل إليه طلاب الكلية، وقدرتهم على تقديم رؤى جديدة في مجال تصميم وإنتاج المنسوجات.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة المنوفية يؤكد علي أهمية البحث العلمي في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة
  • كلية الفنون التطبيقية بجامعة بني سويف تنظم معرض مصر المستقبل
  • الدكتوراه بامتيار مع مرتبة الشرف للباحث عبدالمجيد ظافر من كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء
  • كلية الفنون التطبيقية تنظم مؤتمر النسيج مهنة الماضي وأمل المستقبل بين النظرية والتطبيق
  • الأبحاث العلمية: تعاون مع شركة لتنفيذ التحول الأخضر فى برج العرب ووادي النطرون
  • بدء التقديم في مبادرة سفراء التنمية المستدامة بجامعة سوهاج
  • التعليم العالي: بروتوكول تعاون بين مدينة الأبحاث العلمية وشركة شباب بتفكر بالأخضر
  • الشيخة فاطمة: «برنامج الشيخة فاطمة للتميز» يسهم في تحقيق التنمية المستدامة
  • رئيس الدولي للخماسي الحديث: مصر من أفضل الدول التي تنظم البطولات واللعبة أصبحت أكثر متعة وإثارة بالنظام الجديد
  • كلية التجارة بجامعة أسيوط تنظم زيارة علمية لطلابها إلى مجلس النواب المصري