المونيتور: تركيا والعمال الكوردستاني يستأنفان عملية السلام
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
المونيتور: تركيا والعمال الكوردستاني يستأنفان عملية السلام.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي تركيا حزب العمال الكوردستاني قنديل عبد الله أوجلان
إقرأ أيضاً:
تركيا والموعد الموسمي مع الزلازل
قبل سنتين حضرت حفل إطلاق كتاب فريد من نوعه باللغة الإنجليزية في إسطنبول، وعنوان الكتاب "معمار سنان: أعظم معماري عثماني". ما لفت نظري خلال الحفل هو رصد عبقرية المهندس المعماري العثماني الشهير سنان في تشييد مبان مقاومة للزلازل. فلمعظم دول العالم نصيبها من خيرات الطبيعة ومزايا الجغرافيا، وبين هذا وذاك ضريبة لا بد أن تدفعها تتمثل في الوجه الآخر لجمال الجغرافيا وهي الكوارث الطبيعية من فيضانات وزلازل وبراكين. من هذه الدول تركيا التي تعد الزلازل فيها حديث الشارع شبه اليومي على مدار قرون، وكان آخرها زلزال إسطنبول وتوابعه الذي ضرب المدينة التركية الشهيرة قبل أيام من دون خسائر في الأرواح.
وسؤال الزلزال في إسطنبول ليس سؤالا في الجيولوجيا فقط، بل هو سؤال في السياسة والاقتصاد والتنمية والمعمار، بل يتجاوز ذلك إلى التاريخ والحضارة. فمن يتابع الأخبار التركية خلال العامين الماضين وخاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في عام 2023، يدرك أن الأمة التركية حكومة وشعبا مستنفرة للإجابة على سؤال واحد هو كيف سنتصرف مع الزلزال القادم؟ سؤال الزلزال في إسطنبول ليس سؤالا في الجيولوجيا فقط، بل هو سؤال في السياسة والاقتصاد والتنمية والمعمار، بل يتجاوز ذلك إلى التاريخ والحضارةومتى يكون؟ وهنا تأتي الإجابات من كل حدب وصوب؛ من الدولة والحكومة حول مشروع تأهيل المباني لتكون مقاومة للزلزال، ومن الإدارات المحلية وحتى من الأفراد والهيئات. فأعرف بعض المكاتب التركية التي نقلت أعمالها من أحياء إلى أحياء أخرى خلال تلك الفترة، بحثا عن مبنى لديه اشتراطات فنية تقاوم الزلازل.
حديث الزلزال هو حديث متكرر على ألسنة المشايخ والدعاة في تركيا؛ زاويتهم في الحديث هي دينية وروحية، يحذرون الناس من المعاصي وأن الزلازل هي آية من آيات الله في نهاية الأمر ولا راد لقضائه، وأن الموت حق وقد يأتي عن طريق زلزال أو غير زلزال.. المهم في الأمر أن الزلزال جزء هام من خطاب الوعظ والدعوة في مساجد تركيا.
وهناك كثير من غير الأتراك مطالبين بالتعامل مع هذا الأمر في مواقف شتى منها على سبيل المثال أثناء إيجار الشقق والبيوت السكنية، إذ تشترط السلطات التركية استصدار تأمين ضد الزلازل والكوارث الطبيعية.
والسؤال الأبرز الذي قد يتبادر للسائح أو الزائر لتركيا هو إن كانت البلاد معرضة للزلازل بهذا الشكل، كيف صمدت كل هذه المساجد والقصور والمباني التاريخية التي تعج بها البلاد؟ وهناك اسم بارز يحمل في طياته الإجابة وهو المعماري العثماني الأشهر سنان، قد تبدو أخبار الزلازل أمرا مرعبا ومخيفا إذا نظرنا إليها من زاوية الكوارث الإنسانية، لكن إذا نظرنا إليها ليس فقط من زاوية العلم والهندسة، ولكن من زاوية التراث والتاريخ، قد تبدو مشكلة قابلة للحللقد استطاع هذا الرجل تشييد أبنية عاشت أكثر من خمسة قرون تقاوم الزلازل وتبقى على حالها من دون أضرار تذكر.
في كتاب "معمار سنان: أعظم معماري عثماني"، حاول المؤلف أن يجيب على هذا السؤال. والطريف أن المؤلف هو تلميذ لا يتجاوز عمره إحدى عشرة سنة، واسمه حسين البنا بريطاني، من أصول بنغالية، أقنع والده بتأليف كتاب عن المهندس المعماري الشهير سنان. ولقصة إقناع والده تفاصيل مثيرة تبدأ من زيارات هذا الطفل للمباني التي شيدها المعماري سنان أثناء إقامته مع أسرته في إسطنبول، ثم كتابته مسودة للكتاب جمع فيها معلومات مهمة وعرضها على أكاديميين متخصصين أُعجبوا بها وشجعوه على المضي قدما في الكتابة. وقد خرج الكتاب للنور بتقديم من عدد من هؤلاء الأكاديميين (سايمون ألفورد رئيس، المعهد الملكي للعمارة في بريطانيا، والبروفيسور صبحي ساتشي، أستاذ العمارة بجامعة السلطان محمد الفاتح التركية).
قد تبدو أخبار الزلازل أمرا مرعبا ومخيفا إذا نظرنا إليها من زاوية الكوارث الإنسانية، لكن إذا نظرنا إليها ليس فقط من زاوية العلم والهندسة، ولكن من زاوية التراث والتاريخ، قد تبدو مشكلة قابلة للحل.. ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
x.com/HanyBeshr